لفت الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج، الانتباه إلى دور القائد عبدالله أوجلان من أجل حل القضية الكردية، موضحاً بأن الحل يكمن في إمرالي.
نوّه الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج، في مقابلة خاصة مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، الدور والعزلة المشددة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، ونجاح حزب الخضر اليساري، وتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK ) مع أردوغان وحزب هدى-بار، وكذلك اعتقال الصحفيين والمثقفين.
"الاعتقال يعني الحرية والديمقراطية والمساواة"
وأوضح فرج فيما يتعلق باعتقال وتسليم القائد أوجلان لتركيا، أن اعتقال وتعذيب أوجلان بهذه الطريقة، هو أحد أشكال القمع والخضوع والإبادة على شكل مؤامرة دولية، وقال: "هذا الأمر يعني، اعتقال الحرية والديمقراطية والمساواة، حتى أنه تسليمه يتعارض مع القوانين والمعايير الدولية".
"تقوم تركيا بهذا الأمر بدعم من الناتو وأمريكا"
إن احتجازه في معتقل إنفرادي بإمرالي وعدم السماح له بإجراء اللقاءات مع العائلة والمحامين بأي شكل من الأشكال، هو أمر يتعارض مع القانون، فعندما يتم اعتقال شخص منادياً بالحرية وقائداً لأمة ما، فينبغي التعامل معه بطريقة مختلفة، لكن يبدو واضحاً، ما يجري القيام به ضد القائد أوجلان أنه يختلف عن أي معتقل آخر، ويجب أن تُفتح أبواب اللقاءات أمام أفراد العائلة والمحامين والصحفيين وحتى أمام الجميع، كما أن إغلاق الباب وعدم السماح بإجراء اللقاءات تحت أي ذريعة، وكذلك فرض العزلة وعدم السماح باللقاء منذ سنتين أو ثلاث سنوات، والحصول على المعلومات، هي أمور متعارضة مع القانون، حيث إن تركيا تقوم بذلك الأمر بدعم من حلف الناتو وأمريكا".
"اللقاء يهيئ أرضية الحل"
وذكر الكاتب لطيف فاتح فرج أنه في كل مرة يجري اللقاء مع القائد عبد الله أوجلان، برزت أرضية حل القضية الكردية، وأجرى التقييم التالي: "كانت كل الأفكار ترتكز حول حل هذه القضية، خاصةً في مرحلة عملية السلام، حتى أنه جرى النقاش حول الإفراج عن القائد أوجلان ووضعه قيد الإقامة الجبرية في البيت"
"رفض أوجلان اللقاء بهم هذه المرة، لأنهم كذبوا عليه"
وكما أخذت أوروبا على عاتقها مسؤولية أخلاقية كبيرة في وقتها تجاه منديلا، وكما تحملت مسؤولية تجاه المنادين بالحرية في العالم، والآن في الوقت الراهن، يتحتم على أوروبا تحمل نفس المسؤولية تجاه القائد أوجلان، فالقائد أوجلان لديه إرادة عظيمة، حيث إن إرادته قوية تجاه عدم رؤية أفراد العائلة والمحاميين، ولم يتراجع عن المقاومة، فاليوم، إذا ما سُمح بإجراء اللقاء، فسوف يعطي رسائل مهمة في هذه المرحلة، وعلى الرغم من سعي حزب العدالة والتنمية وأردوغان للقاء بأوجلان وكذلك التحدث مع قنديل مرة أخرى في الأيام القليلة الماضية، إلا أن أوجلان رفض اللقاء هذه المرة، لماذا رفض ذلك؟ لأن هؤلاء كذبوا عليه، كما أن القوى الغربية وأوروبا وأمريكا كذبت بشأن القضية الكردية، ولم تفِ بأقوالها، في حين، كان حزب العمال الكردستاني مستعداً للسلام والحل، وكانوا مستعدين لدخول المدن بدون أسلحة، وتدخلت أمهات السلام على الخط، وكان الجميع مستعدين للسلام، لكنهم في المقابل لم يفوا بهذا الأمر، واعتقلوا عشرات الآلاف من الأشخاص، ولهذا السبب، لم يقبل القائد أوجلان بهذا الأمر، لذلك، يجري احتجازه وعدم السماح له بإجراء اللقاءات وفرض العزلة عليه، ويجد أنه من الأفضل له الذهاب إلى اللقاء في وضع كهذا، ولا يريد أن يخطو خطوة تصب في مصلحة الظلم والاحتلال".
"سيخسر كل من حزب العدالة والتنمية وأردوغان أمام أصوات المنادين بالحرية"
كما أجرى الصحفي فرج تقييماً حول اللقاء، وقال بأنه كل أمله وإيمانه هو ألا يفوز أردوغان، وأوضح فرج بأن جميع استطلاعات الرأي تشير إلى أن أردوغان سوف يُهزم، وذكر فرج بأنه لا ينبغي نسيان أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية، حتى لو تم أخذ كل منهما بمعزل عن بعض، فإن أردوغان سوف يتعرض للهزيمة، وأن حزب العدالة والتنمية سيخسر أمام أصوات المنادين بالحرية.
"قدموا الدعم من أجل مناقشة مصير شعبنا في برلمان أقوى"
ولفت فرج الانتباه إلى القاعدة الجماهيرية للكرد وأصواته، وتابع قائلاً: "يُعتبر الكرد القوة الثالثة في تركيا، وهذا الأمر في غاية الأهمية، لكن يجب على هذه النسبة أن تزيد أصواتها في البرلمان، لكي تتمكن من إجراء النقاش بقوة أكبر في البرلمان من أجل مصير شعبهم، وأنا على ذلك اليقين بأنه إذا ما بقي كليجدار أوغلو على ما هو عليه، فإننا الأن ما بين سندان السيء والأسوأ، وينبغي علينا أن نختار السيء من الأسوأ، وإذا لم يقم كليجدار أوغلو بذلك، فقد تكون هذه بمثابة خطوة حيث يمكننا المضي قدماً وسوف تعزز قوتنا بشكل أقوى.
"مفتاح الحل ليس في واشنطن وباريس وليس حتى في أنقرة، بل في إمرالي"
تعد هذه الانتخابات انتخابات مهمة بالنسبة لنا، لأننا سنتمكن على الأقل من سد الطريق أمام الذهنية القائمة على الإبادة والنهب والتي تشن هجمات الاحتلال على مدى 5 سنوات، وسيتم منع الاغتيالات السياسية التي تجري في جنوب كردستان والسليمانية وكركوك ومخمور وشنكال، وكذلك إيقاف القصف على قنديل بالأسلحة الكيماوية، ولقد كانت سياسة حزب العدالة والتنمية وأردوغان التي تنتهج من فكر الإخوان المسلمين نهجاً أسوأ من سياسة أتاتورك تجاه الشعب الكردي، ويُقدم على الإبادة عبر اللجوء إلى الليونة والسم، فيقول عبر طريق الليونة؛ "أنت أخي المسلم" ويؤسس للارتزاق والخيانة والعمالة، ويرش المواد الكيماوية على الشعب الكردي عبر السم، ويجب علينا أن ندعم هذه الانتخابات، فعندما يُهزم حزب العدالة والتنمية وأردوغان، فربما قد تُفتح أبواب المعتقلات، وربما تتهيئ الأرضية لاتخاذ خطوات جديدة من أجل حل القضية الكردية بطريقة مختلفة، وهذا الأمر في غاية الأهمية، ويجب أن يكون معلوماً، بأن مفتاح الحل القضية في تركيا ليس في واشنطن ولا في باريس ولا حتى في أنقرة، بل يكمن في إمرالي، حسناً، لماذا؟ لأنه في الوقت الحالي ينهار الاقتصاد التركي يوماً بعد يوم، ويجري صرف الكثير من الأموال، ولا يؤدي إلى تحقيق نتيجة موجوة، ويقول الناس في تركيا بأنه لم يعد لديهم المال لشراء الخبز، فالنضال الذي يخوضه كل من حزب الخضر اليساري وتحالف الكدح والحرية ليس من أجل الكرد فحسب، بل أيضاً من أجل جميع الشعوب في تركيا، ولا يُمارس القمع فقط في كردستان واسطنبول وأنقرة وإزمير، بل يُمارس القمع أيضاً على شعوب تركيا في المدن الأخرى، فالناس يعانون من عدم توفر الخبر والماء، وتم اعتقال عشرات الآلاف من الصحفيين والمثقفين، وقد رأينا أنه تم اعتقال وقتل عشرات الآلاف من أتباع غولن وغيرهم من الأشخاص خلال سيناريو محاولة الانقلاب في تركيا، ولم يكن هؤلاء جميعهم كرداً أو أتراكاً ، لذلك، إنه من المهم جداً الإطاحة بأردوغان، وهناك حاجة ماسة إلى التغيير".
قولاً واحداً...هذه خيانة
وقال الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج عن اتفاق الحزب الديمقراطي الكردستاني مع أردوغان وحزب هدى-بار خلال فترة الانتخابات: "إن كان من أجل التغيير والمصالح الوطنية، فهذا طبيعي وعادي إلى حد ما؛ لكن إذا كان من أجل العداوة، ومعارضة حريتك، وضد حزب الخضر اليساري، وضد حزب الشعوب الديمقراطي وتحالف الكدح والحرية وضد الشعب الكردي، فإن هذا بمثابة خيانة بحد ذاتها، وهناك العديد من الأنواع للخيانة ولكن جميعها تصب في خانة الخيانة، إن توجه شيخ في آمد بالدعاء لفوز أردوغان فهو بمثابة خيانة، وإن ساند حزب ما في هولير والسليمانية، فإن ذلك أيضاً خيانة، وإن أخبر مرتزق ما في شرناخ عن حزب العمال الكردستاني، وقام بتسليم كوادره المنادين بالحرية أو حزب العمال الكردستاني، فإن ذلك أيضاً خيانة، وإن حقق وجوده بهذه الطريقة، فهو أيضاً خيانة، وكل قوة وعشيرة وحزب، سواءً كان هدى-بار، أو كان الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK أو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني YNK، أو كان حزب كوران، أو أياً كان، سواءً كان في شمال وجنوب وشرق وغرب كردستان، يدعم وينوي الإطاحة بأمته، ووقف إلى جانب الطرف الآخر من أجل فوزه، فإن هذا الأمر بحد ذاته خيانة، وليس شيئاً آخر".
حزب العدالة والتنمية وأردوغان لا يريدان وصول لوحة الحقيقة إلى الرأي العام التركي
وفي الختام، تحدث فرج عن الابادة سياسية بحق الصحفيين والمثقفين، بما في ذلك اعتقال عشرات الأشخاص، وقال: "من واجب الصحفيين والإعلام إظهار صورة الحقيقة، وإظهار الوضع الحالي، من خلال إظهار الحقيقة ، يمكن تغيير الأفكار والوعي، في هذه المرحلة، لا يسمح أردوغان وحزب العدالة والتنمية بعرض هذه الصور العامة والحقيقة على الرأي العام، لا يريد أن يقوم الإعلام والصحفيين والمثقفين إيصال الحقيقة إلى الشعب التركي، ولا يريد لشعب اسطنبول وأنقرة وحتى الجانب الآخر من تركيا، الأوردو وسامسون، معرفة الأحداث والتطورات في كردستان، على الرغم من أن الشعب التركي الآن يرى الحقيقة، فإن الفاشية التركية التي بناها حزب العدالة والتنمية وأردوغان جعلتهم يخشون الكرد ويمنعون أي تطور للكرد، القبض على هؤلاء المفكرين والصحفيين واغلاق وسائل الإعلام، سيظهر أنه إذا كنت حراً فإن الكرد أحرار، وإذا كان الكرد أحراراً فأنت حر، في أي جزء من العالم، لم ينتصر الظالمون والمحتلون، بل انتصر الذين يسعون للحرية، صحيح إننا سوف ندفع تضحيات كبيرة، مثلما حدث في ديرسم والأنفال وشنكال، لكنه سيتحقق بالتأكيد، إنه يستغرق بعض الوقت".