"حماية المجتمع الإيزيدي المظلوم هي حماية للإسلام"

لفت الأستاذ ملا شيرين جتين، الانتباه إلى فتوى وفتن بعض الملالي الذين يهددون المجتمع الإيزيدي، وقال: "إن الهدف من إثارة الفتنة والفساد هو إرضاء عدو الكرد ومنح الشرعية لشن الهجمات، وليس له أي علاقة بحماية الإسلام".

تحدث الأستاذ ملا شيرين جتين عن الإسلام الحقيقي وعن رفقة الأديان في كردستان، وأوضح بأن جميع الأديان المختلفة في كردستان تقوم بعباداتها معاً منذ سنوات طويلة دون أن يشوبها أي ضغط أو قمع.

 

"يمارس البعض اليوم العداء باسم الإسلام، ويقومون بفعل ذلك للابتعاد عن الدين"

تحدث ملا شيرين عن الإيمان الحقيقي للإسلام، وقال بهذا الصدد: "إن الدين الإسلامي يحترم جميع الأديان والمعتقدات، وجاء في القرآن الكريم "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا" سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين، كما جاء أيضاً "لا إكراه في الدين"، فالإسلام لا يعني ممارسة العداء لمن هو خارج دينه، كما أن مقدسات العقيدة الإسلامية هي نفس مقدسات الديانات الأخرى، ولا يجوز تحويل أي بيت لدار عبادة، وممارسة العبادة فيها، وإذا ما تم ممارسة العبادة ضمن مختلف المتعقدات، فيجب إبداء الاحترام لهم، وليس هناك حاجة لقيام البعض بالمتاجرة والمساومة على الدين الإسلامي مثل أردوغان وأمثاله الذين يتخذون من مصالحهم الشخصية أساساً لهم، ففي الوقت الراهن، هناك البعض يتخذ العداوة باسم الدين الإسلامي، فهؤلاء ليسوا بمسلمين، كما يُقال في الدين الإسلامي أيضاً "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً"، فهنا في هذه الآية لم يحدد الدين الإيمان كمعيار، بل تم إظهاره كنفس حية فحسب، وفي الوقت نفسه يقول "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً"، ولكن خلافاً لذلك، قاموا بتفسيرها باتجاه آخر، فهو أمر ليس إلا عداوةً للإسلام، فاليوم، إذا ما كان العديد من الناس ينفرون من كونهم مسلمين، فإن مآله يرجع إلى هذا الإسلام المزيف الذي يتم فرضه عنوةً على الناس، فاليوم، يجري ارتكاب أكبر ظلم باسم الإسلام، فهؤلاء الأشخاص الذين وضعوا الإسلام في مثل هذه الحالة، دفعوا بإظهاره على أنه كدين للقتل، كما أنه أصبح المعتقد الذي ينفر منه غالبية الناس، وهذا الأمر بحد ذاته لا يمت بأي صلة بالدين الإسلامي".

"يخلقون العداوة عبر إثارة الفتنة والفساد، والفتنة أشد من القتل"  

ولفت الأستاذ ملا شيرين جتين، الانتباه إلى الفتاوى والتصرفات المنافية للدين الإسلامي لبعض الأشخاص الذين يقومون بإثارة العداوة تحت مسمى الدين، وقام بهذا التقييم: "سوف نقوم بالرد عليهم من خلال الآيات القرآنية، ففي القرآن الكريم يُقال؛ "الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ"، فالقتل ربما يتسبب بمقتل شخص واحد، لكن الفتنة ربما قد يتسبب بمقتل الكثير من الأشخاص، وإن من يقومون بهذه الأفعال، لم يأخذوا نصيبهم من الإسلام، فهؤلاء الذين يفتون اليوم في الجوامع، كما لديهم مناشدات لذلك المجتمع؟ وإلى أي درجة هم مسلمين؟ فلو كان النبي محمد حياً في وقتنا الحاضر، فماذا كان سيفعل في مواجهة هؤلاء الذين يستغلون الدين الإسلامي هكذا؟ إن من يقومون بارتكاب هذه الأفعال هم أناس قد باعوا أنفسهم، وليذهب وينظروا إلى القرآن الكريم إن كان هدم مسجد أم قتل إنسان أشد إثماً! ففي الحقيقة، لا يوجد حتى حرق للمسجد، فعندما قام داعش بتفجير مسجد النبي يونس في الموصل، كما من هؤلاء ذهبوا إلى الجهاد ضده؟ وماذا فعل الأتراك غير تقديم المساعدة للداعش؟ وإن أي استياء صغير بدر من هؤلاء الذين يسعون اليوم لخلق الفتنة والفساد ضد المجتمع الإيزيدي المظلوم، حسناً، ماذا فعلوا ضد تدمير وتفجير قبر ومسجد النبي يونس؟ وماذا كان موقفهم حيال ذلك؟ وكم كان عدد البيانات التي أدلوا بها للصحافة؟ فهل هؤلاء يدركون بأنه إذا كان المسلم ظالماً، فإن هذا لا يعني شيئاً؟ فليس هناك للظلم، فالله تعالى يقول: "اتقوا الظلم فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة"، وهذا الأمر موجه للجميع، فأن يكون المسلم ظالماً، فهذا لا يعني أنه غير آثم، فالظالم هو ظالم بدون أدنى شك، وكذلك المظلم أيضاً بنفس الشكل، كما أن ليس للمظلوم دين، فالنبي عندما كان في المدينة، دعا أهالي مكة إلى للحوار مع بعض، وقال "تعالوا لنتحاور دون تفريق بين الأديان ولنساعد المظلومين أياً كانوا ونقف في وجه الظلام أياً كانوا، وهذا هو حديث الرسول، فهل يصدق الإنسان هذا الحديث أم يصدق حديث هؤلاء الأشخاص؟ وهل يطلق هؤلاء الأشخاص هذه الدعوات؟ وليقولوا بأنهم يؤمنون بالله والرسول أم لا؟ وهل يرضون بهذا القرآن أم لا؟ فالرسول يقول؛ "من آذى ذميّاً فقد آذاني، ومن آذاني كنت خصمه يوم القيامة"، والذمّي هو من سكن داخل المجتمع الاسلامي ولكن لم يكن على الدين الإسلامي، بعبارة أخرى، إن من يشنون الهجوم على شنكال يهاجمون الرسول بذاته.                    

"إن كانوا يسعون إلى الحفاظ على الإسلام، فليحموا المجتمع الإيزيدي المظلوم"

نشهد اليوم عقبة كبيرة أمام تطور العلم، ويمكن لأي شخص سفيه أن يخدع هؤلاء الجهلة بكلمتين، ويؤمنون بجهل أهالي المنطقة للقيام بهذه الخطط، ففي الحقيقة، لقد نشأت الثقافات في كردستان معاً جنباً إلى جنب، كما أن المجتمع الإسلامي يحتفل الآن بالعديد من الأعياد الموروثة من الديانة الزرادشتية، فالمجتمعات الكردستانية كانت قد تعايشت مع بعض البعض دون أي تفريق بين الأديان، كما أن حقيقة الإسلام قائمة على هذا الأمر، فالغاية من إثارة الفتنة والفساد هو إرضاء عدو الكرد، وإضفاء الشرعية على شن الهجمات ضد هذا المجتمع المظلوم، وليس لها أي علاقة بحماية الإسلام، فإن كانوا يسعون إلى الحفاظ على الدين الإسلامي، فهناك الكثير من الطرق، وليقوموا بحماية هؤلاء الإيزيديين، فهذه هي حقيقة الإسلام، فالإسلام الصحيح هو الإسلام الذي يقوم على حماية المظلومين".                 

"ليس فقط رفضها، بل مقاومتها أيضاً"

ودعا ملا شيرين في نهاية حديثه، الشعب إلى الحذر من هذه الخطط، وقال بهذا الخصوص: "إن مطلبنا من الشعب الكردي، هو أن يطور نفسه في جميع المواضيع وأن يتحلى بالثقافة والعلم، وألا يسمح لأحد بالمساومة على إيمانه، وألا يسمح لأن يتم استغلال إيمانه المقدس كأداة في مواجهته، وليعلموا هؤلاء بأن الإيمان الحقيقي، هو محبة الإنسان، ولا ينبغي لأحد أن يصدق هذه الأحاديث التي ليس لها أي علاقة بالإسلام، وليس فقط أن لا يصدقوها، بل ينبغي أن يكون لديهم موقف حازم ضدها، وعلى مر على التاريخ، كان هناك العديد من أمثال هؤلاء، حيث دفعوا الكرد إلى قتل بعضهم البعض، وخلقوا العداوة بينهم".