مدني أوراك.. أحد قادة الشعب المضطهد

كان مدني أوراك من قادة حرب الشعب الثورية حتى استشهاده في 22 كانون الأول 2015 في نصيبين، كما أن انضمامه كان في مستوى وعي الانتقام.

على الرغم من أن الشبيبة المشاركين في مقاومة نصيبين قالوا له، "يا عم ’ مدني‘هذا مهامنا، أنت تراجع إلى الوراء، وتمركز في الجبهة الخلفية"، لكنه أصر على المشاركة في الجبهة الأمامية، كان الشهيد مدني أوراك من قادة الشعب، حيث كان يقوم بالنضال القيادي، كان يعرف العدو جيداً ولم ينسى الانتقام منه أبداً.

إن النضال الذي خاضته الأمهات، الآباء وأجداد الكرد ضد العدو مختلف للغاية، فأمهات وأباء الكرد الذين حملوا على عاتقهم عبء ثقيل، اتخذوا مكانهم في صفوف المقاومة الأمامية، مما أضاف معنى عظيم ومتخلف للنضال، كما أنهم لم ينحنوا أمام جميع أنواع القمع والتعذيب التي يمارسه العدو، وانتفضوا ضد الإهانات، وبالتالي كانوا يقاومون لأجل الكرامة والشرف، فكان يمكن رؤية شرارة الاستياء ضد العدو في عيونهم البراقة.

مدني أوراك.. أحد قادة الشعب المضطهد

كانت الشبيبة التي تخوض مقاومة الوجود ضد العدو في ناحية نصيبين، يقولون له ’ يا خال مدني هذا عملنا، تراجع إلى الخلف، تمركز في الجبهة الخلفية‘، على الرغم من ذلك، فقد أوضح المناضل مدني أوراك تجاربه لهؤلاء المقاومين، وقادهم بإصراره وعزيمته العظيمتين، إنه كان قيادياً للشعب، كان مدني أوراك رجلاً في منتصف العمر، وكان متزوجاً، وقد شاهد الانتفاضة، وكان يعرض تاريخ نصيبين، عيناه كانت تبتسمان عند النظر إلى رفاقه من حوله، كان ريادياً عظيماً لأهالي نصيبين، ورفع الراية الكردية في الصفوف الأمامية، كان قيادياً شجاعاً لم يكن يخشى شيئاً.

لم يكن ينتظر الاحترام من أحد، لكنه كان يقترب من جميع رفاقه وأصدقائه بكل احترام، لم يكن يرى مهامه هذه كافية بالنسبة له، كان يريد أن يعمل ويناضل أكثر فأكثر، فقد أخذ مكانه في الصفوف الأمامية، كان يتردد في ذهنه كلمة الحرية فحسب، وكان يسمع خطوات الحرية فقط في شوارع المقاومة بناحية نصيبين.

كان يليق به صفة المقاتل

لم تذهب لحظات شبابه سدى، أينما استهدف العدو، كان مدني من يقوم بتكتيك الكشف بنفسه، كان يأخذ مكاناً مناسباً، حيثما كان يتواجد مدني كان قلوب رفاقه يشعر بالاطمئنان والقوة، لأنه كان يحسب دائماً تكتيكات العدو ونقطة مهاجمة العدو، وكان يؤسس الخنادق وفقاً لذلك، كانت العمليات العسكرية التي تمت بقيادة مدني، تسبب في ضيق العدو، كان أسلوب المقاتل والقيادي يليق به جداً، وكان محترفاً في اختيار الأماكن لـ B7 والقنص، كان العدو يذعر من احترافه هذا، يأتي إلى مداخل الشارع يطلق بعض الرصاصات وبعدها ينسحب.

كان يعرف العدو جيداً ولم ينسى الانتقام أبداً

كان مخلصاً لرفاقه، وكان يُكنُّ غضباً شديداً تجاه العدو،  كان وضوحاً للحياة، المشاركة، والانتقام، كان يعرف عدوه جيداً ولم ينسه أبداً،  فعندما كان العدو يسيطر على مكان ما أو يحدث حالات الاستشهاد في صفوف رفاقه، كانت مشاعر الانتقام ترتفع للغاية، كان يخطط لتنفيذ الهجوم، كان يبحث عن ضعف العدو، لهذا السبب كان يقوم بتكتيكات الاستكشاف، كان يراقب العدو في كل لحظة، لم يغض الطرف عن أي تحرك للعدو، وفي كل حالة طارئة، كان يجعل من ظهره تمركزاً لسلاح رفاقه لأجل استهداف العدو، كان مسنداً لسلاح القنص، بحيث لم يسمح للعدو بالانتصار ولو للحظة.

كان يحافظ على قيمه وكرامته

 كان المقاوم مدني أحد قادة حرب الشعب الثورية، كما إنه حافظ على قيمه وطبيعته للكرامة في مواجهة جميع سياسات الإبادة ومحاولات الاستيعاب التي انتهجها العدو في كردستان، وما ترك العدو عاجزاً عن الصمود، هو موقف مدني، فهذه الطبيعة هي التي تمكنت من إحباط فاشية العدو ومواصلة المقاومة، فالمقاومة الأسطورية التي أبداها مدني ورفاقه في نصيبين هي إرث للشعب الكردي، حان الوقت لتنبي جوهر الشهيد مدني، وأن نعيد مرة أخرى متلازمة نصيبين للعدو في كردستان.