ولات دالاهو.. المناضل البارز لمقاومة تلة آمديه

أصبح ولات دالاهو، الذي نفذ العديد من العمليات الإبداعية ضد هجمات الدولة التركية على مناطق الدفاع المشروع، مناضلاً بارزاً في مقاومة تلة آمديه.

اتخذ ولات خلال حياته الثورية من مقولة القائد أوجلان "بدأنا بالشبيبة وسننجح بالشبيبة" أساساً له وسار على هذا الدرب حتى استشهاده، وأظهر موقفاً ثائراً مثل علي جيجك وأصبح رمزاً لشبيبة عصره. 

فهل ستقبل كردستان التي قسمها المحتلون في 24 تموز 1923 بموجب معاهدة لوزان، هذا المصير؟ أم أن هذه المعاهدة على الورق، ستقسم كردستان إلى أربعة أجزاء بعدة رسائل؟ وعلى الرغم من تقسيم كردستان بالقوة بين أربع دول، إلا أنهم لم يتمكنوا من فصل أرضها أو شعبها أو ثقافتها، لأن سلسلة جبال زاغروس التي تربط كردستان ببعضها كافية لتقول للمحتلين "لا يمكنكم تقسيمي"، وسيقول الأشخاص الذين نشأوا في نفس الأرض والثقافة، بأنهم لن يتمكنوا أبداً من القضاء وحدتهم وتضامنهم، ولهذا السبب، تم خوض نضال ومقاومة وحرب فريدة من نوعها في جميع أنحاء كردستان، كما قدم أهالي شرق كردستان أيضاً تضحيات جسام في خضم هذا النضال، ولم يتخلوا أبداً عن مقاومتهم، وتجددت آمالهم بصعود القائد وشاركوا مع أبنائهم في النضال التحرري.  

ووُلد بوريا عرفاني بكنف عائلة وطنية في كرماشاه، في المدينة العريقة لشرق كردستان، ونظراً لأن عائلته وجدت الحرية داخل حزب العمال الكردستاني وكانت عائلة وطنية، تعرّف منذ الطفولة على النضال التحرري الكردي، وكان بوريا عرفاني، الذي كان على دراية بظلم الدولة الإيرانية على الكرد، قد سمع قصة كاوا الحداد وضحاك الطاغي من والدتها في طفولته، وكان يعتبر النظام الإيراني بمثابة ضحاك العصر نظراً لقيامه بممارسة القمع والظلم على الشعب الكردي، وعندما كان بوريا عرفاني يتردد على مدارس الدولة، رأى أن النظام كان يحول الشباب إلى جواسيس واشتد غضبه ضد هذا النظام، وانخرط في البحث، حيث كان لانضمام شقيقه ضمن صفوف الكريلا الأثر الكبير عليه، وهو أيضاً جعل هدفه المنشود الانضمام إلى صفوف الكريلا.

انخرط بالكامل في النضال

وكان بوريا قد قال عن انضمام شقيقه إلى حركة التحرر الكردية: "لم يقبل شقيقي أبدًا أن تبقى كردستان تحت الاحتلال، ولهذا السبب، اختار هذا الطريق، ولذلك، أنا على يقين أن الطريق الأصح والأفضل هو الطريق الذي اختاره، وهذا يعني أن الحياة الأكثر صدقاً وحرية هي ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني".

وهكذا، بعد فترة قصيرة من انضمام شقيقه، توجه بوريا عرفاني أيضاً في عام 2016، إلى جبال كردستان وانضم إلى صفوف الكريلا، وأطلق على نفسه اسم ولات دالاهو، لأنه كان عاشقاً لوطنه منذ طفولته، حيث انخرط بطاقته الشبابية في الحياة والتدريب والنشاط في كل مجال يتواجد فيه، وانضم ولات إلى النضال بكل الأشكال وبذل الجهد لتعزيز نضاله في كل لحظة، ولهذا، قام تدريب وتطوير نفسه باستمرار، وكمقاتل شاب، قام بتعميق مهاراته العسكرية ليتمكن من خوض نضال فعّال ضد العدو وأصبح قناصاً نشطاً.

وتعامل ولات، الذي تأثر كثيراً بالعلاقات الرفاقية عند انضمامه إلى صفوف الكريلا، بالمثل مع جميع رفاقه باحترام ومحبة، ونشط ولات في العديد من المجالات المختلفة، وأراد المشاركة في المقاومة ضد هجمات دولة الاحتلال التركي ضد مناطق الدفاع المشروع، ولهذا، انتقل في عام 2022 إلى مناطق الدفاع المشروع بحماس ومعنويات كبيرة، وأطلق مرحلة جديدة بنفس الطاقة الشبابية.  

وكان يعطي الدروس لرفاقه ليل نهار حتى يصبحوا محترفين في التكتيكات والأسلحة، وكان مخلصاً لسلاحه لدرجة أنه كان يعتبره وكأنه جزء من روحه، وبطبيعة الحال، حيث يوجد المحبة، فإن النجاح أمر لا مفر منه، وسار الرفيق ولات على خطى الشهيد سمكو سرهلدان بهذه المحبة وموقفه العسكري، وبعد توسع رقعة الحرب في المنطقة، أصر ولات على الانضمام إلى المقاومة وأراد الوفاء بوعد الحرية لكردستان، ولهذا السبب، قال: "لقد قدمت وعداً، وحزبنا يريد منا أيضاً أن نشارك في هذه المرحلة بطريقة فدائية، ولهذا، أجدد وعدي؛ أنا مستعد للمشاركة بطريقة فدائية"، وعلى هذا الأساس، التحق بصفوف الفرق المتنقلة وتوجه نحو ساحة المقاومة في تلة آمديه.   

أصبح مناضلاً بارزاً لمقاومة تلة آمديه

كان ولات، الذي انضم بروح فدائية إلى الفرق المتنقلة، يعرف جيداً كيف يتموضع في الخنادق ويحمي نفسه من هجمات الدولة التركية، ومع ذلك، فهو لم يعد يحمي نفسه فحسب، بل كان يوجه أيضاً ضربات موجعة للعدو بعمليات قوية، وعند الضرورة كان يقوم بعمليات القنص، حيث كان ينتقل إلى التموضع في الخنادق وفق المتطلبات اللازمة، ويقوم بتنفيذ العمليات، وعلى الرغم من نار الانتقام المشتعلة في قلبه، إلا أنه كان يمنح القوة لرفاقه ببرودته وشجاعته.

ووجه الرفيق ولات مع رفيقة دربه نيرفانا في تلة آمديه، حيث لم تتمكن الدولة التركية من كسر المقاومة رغم كل تقنياتها والأسلحة الكيماوية التي استخدمتها، ضربات قوية للعدو من خلال العمليات التي نفذوها معاً، وتولى ولات قيادة الكثير من العمليات الإبداعية من عمليات القنص إلى تفجير العبوات الناسفة وتكتيكات التسلل إلى صفوف العدو، وبهذه الطريقة، أوفى بوعده واحداً تلو الآخر، واشتبك ولات، الذي كان مناضلاً بارزاً في مقاومة تلة آمديه، ضد جنود العدو في 22 آب 2022، وفي المعركة التي قُتل فيها العشرات من جنود العدو، حارب مع رفيقة دربه نيرفانا حتى أنفاسه الأخيرة وانضم إلى قافلة الشهداء، وطالما هناك أبطال مثل الرفيق ولات في كردستان، فإن عواصف الانتقام لن تتوقف.