مجلس الإدارة الذاتية في شنكال: لن تتمكن الدولة التركية والديمقراطي الكردستاني من كسر إرادتنا

قال مجلس الإدارة الذاتية في شنكال في بيان "إن الهجوم على قادتنا بير جكو، آكر جعفر، وشيرزاد شمو لا ينفصل عن هجوم 3 آذار 2017، لن يتمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني ولا دولة الاحتلال التركي من كسر إرادة مجتمعنا بمخططهما القذر"

أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال (MXDŞ) بياناً كتابياً، اليوم الجمعة، لاستذكار الشهداء وتوجيه دعوات بالغة الأهمية للحكومة الفيدرالية العراقية وللقوات الدولية وللمجتمع الإيزيدي.

الهجمات استمرار لاتفاقيات الإبادة بحق الايزيديين

وجاء في نص البيان، أن الإدارة الذاتية في شنكال والمجتمع الإيزيدي يواجهون مستجدات خطيرة: "في الأيام القليلة الماضية واستمراراً للقرارات والاتفاقيات المعادية للايزيديين حصل اعتداء وهجوم خطير على شنكال المقدسة، استشهد على إثرها قادتنا الأبطال في 27 شباط في هجوم مخطط من قبل دولة الاحتلال، ولازالت خيم العزاء مفتوحة لنفجع بخبر استشهاد حامي أرض ايزيدخان المقدسة الشهيد شيرزاد شمو قاسم يوم أمس في هجوم غادر وسط شنكال.

في البداية نعرب عن تعازينا الحارة لأسر الشهداء الثلاثة ولكل أبناء شعبنا، لقد استشهد هؤلاء الأبطال في سبيل خط الايزيدية المقدس وعلى درب طاووس ملك.

تجريد المجتمع الإيزيدي من ترس الحماية

وأوضحت الإدارة الذاتية لشنكال في البيان أن الهجمات على وحدات مقاومة شنكال (YBŞ ) وقوات اسايش ايزيدخان غايتها ترك المجتمع الإيزيدي بدون درع وأضافت: "هذه الهجمات الأخيرة على مجتمعنا وأرضنا المقدسة ليست هجمات عشوائية بل هجمات ممنهجة ومستمرة للقرارات والاتفاقيات التي صدرت بحقنا، كان بير جكو وآكر جفري وشيرزاد شمو قادة لقوات حماية مجتمعنا، ندرك معنى هذه الهجمات جيدًا، فأعداء الايزيديين يريدون تركهم بدون دروع وبدون حماية حتى يتمكنوا من إكمال مخطط الإبادة الجماعية ضدهم، ومنذ تأسيس وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة لمقاومة شنكال (YBŞ-YJŞ ) وتأسيس اسايش ايزيدخان والعدو المحتل يتربص بنا شراً كأن وجودهم سيف من نار يسكن قلوبهم، لذا الهجمات تطال قادتنا الأبطال لأنهم سبب وجودنا ونحن هكذا ننظر لهذه الهجمات".

تتالي الهجمات علامة على مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية بحق الايزيديين

كما جاء في البيان الكتابي الذي أصدرته الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، أن الهجمات الأخيرة تشير إلى أنها مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية للايزيديين: "نحن بصفتنا الإدارة الذاتية في شنكال نقول إن هذه الموجة الأخيرة من الهجمات هي بداية مرحلة جديدة من سياسة الإبادة الجماعية ضد المجتمع الإيزيدي، ونرى أن خطة وسياسة جديدة قذرة دخلت حيز التنفيذ في شنكال، وبسبب معرفتنا هذه الحقيقة نقوم بتقييم هذا الوضع الجديد بالتفصيل حتى نتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة والرد على جميع الهجمات، يجب على جميع مؤسساتنا ومجتمعنا وأصدقائنا والذين يريدون الخير لنا أن يعلموا أننا نواجه وضعا حساساً جديداً".

كان لدينا أمل من حكومة السوداني... لكن

وفيما يتعلق بضعف موقف الحكومة الفيدرالية العراقية برئاسة السوداني، بعثت الإدارة الذاتية في شنكال بعدة رسائل مهمة، قالت فيه: "بعد تشكيل الحكومة الجديدة في العراق كنا نأمل ونتوقع في هذا العهد الجديد أن نكون قادرين على حل مشاكل شنكال مع حكومة السوداني ونعزز وحدة العراق ونمنع السياسة العثمانية الجديدة للدولة التركية، وبهذا الأمل عقدنا بعض اللقاءات مع الحكومة الجديدة والأحزاب السياسية العراقية، وكنا نعتقد أن يتم إنشاء أساس لحل مشاكل شنكال وأن تحاول الحكومة الجديدة النأي بنفسها عن سياسة حكومة الكاظمي".

لماذا لا تلغى اتفاقية 9 تشرين الأول؟

إن صمت الحكومة العراقية والأحزاب السياسية تجاه الهجمات على شنكال يضعف فينا الأمل ويخلق التساؤلات ويثير الشكوك، لأن هذه الهجمات التي نفذتها دولة الاحتلال التركي وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني قد تمت ضد أراضي العراق ولم نجد موقف أو قرار من الحكومة العراقية أو مؤسسات الدولة تجاهها، كما أننا نرى أن الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاقية 9 تشرين الأول  تستمر بطرق مختلفة، لقد تخلى الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK ) عنا لمدة 24 ساعة لتنفيذ هذه الاتفاقية المؤسفة، لكن نريد أن نسأل حكومة السوداني لماذا لا تلغي اتفاقية 9 تشرين الأول؟ هذه الاتفاقية باقية من عهد حكومة الكاظمي والحكومة الجديدة ترفض كل الاتفاقيات التي أبرمت في عهد الكاظمي وحتى الآن ألغيت قرارات كثيرة من عهد الكاظمي والسؤال

هو لماذا لم يتم إلغاء هذه الاتفاقية بعد؟

وذكرت الإدارة الذاتية أنها تراقب عن كثب حركة الاجتماعات التي تهدف لتدمير الإدارة الذاتية وقواتها الدفاعية وقالت: "نرى أن هذه الهجمات الأخيرة على شنكال يتم تنفيذها بغية استمرار اتفاقية 9 تشرين الأول، كما أن الحكومة العراقية أصبحت شريكة في هذه الهجمات بصمتها وعدم ردها، نحن ندرك جيدًا أن هناك سياسة جديدة تحاك حالياً ضدنا وتحاول تدمير قواتنا الدفاعية (YBŞ-YJŞ ) وأسايش ايزيدخان، ولم تنتهي المخططات عند استشهاد قادتنا البارزين بل تستمر المحاولات لتدمير قوات حماية مجتمعنا بطرق مختلفة.

بصفتنا إدارة مجتمعنا الإيزيدي وجميع مكونات شنكال، نراقب عن كثب جميع الاجتماعات المعلنة والسرية التي تعقد حول شنكال ونرى أن هناك موجة جديدة من الهجمات تحاك ضدنا هدفها تدمير قواتنا الدفاعية ونظام الإدارة الذاتية”.

الدولة التركية وPDK شريكان في تدمير أمن العراق بالهجوم على شنكال

واستكمالاً لما جاء في نص البيان: فإن “الدولة التركية والحزب الديمقراطي يدمران أمن العراق من خلال مهاجمة شنكال، وهذه المحاولات والهجمات من قبل دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني ليست فقط تهديدا لشنكال بل هي في الحقيقة لخلق بلبلة في العراق، بصفتنا إدارة شنكال الذاتية، نريد استقرار وأمن العراق أكثر من أي شيء آخر لكننا نؤكد أيضاً أن استقرار شنكال والعراق يعتمدان على بعضهما البعض، إذا كانت شنكال مستقرة وآمنة، فسيتم تعزيز أمن العراق أيضاً.

وكل الرأي العام وخاصة الدولة العراقية تعلم جيدًا أنه بعد هزيمة داعش كانت شنكال المكان الأكثر أماناً وسلاماً في العراق على مدار السنوات الثمانية الماضية ولكن الآن تريد الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK ) تدمير هذا الأمن وخلق أرضية للحروب والصراعات فيها، على الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة معارضة هذه السياسة قبل الجميع، نقول بصراحة ووضوح شديد أن وجود إدارة شنكال الذاتية ووجود قوات دفاع شنكال يعزز وحدة العراق ويعزز أمنها، لذا من الضروري أن تعتبر الحكومة العراقية جميع الهجمات على شنكال هجمات على بغداد وتعارض هذه الهجمات بشدة، نحن ننتظر موقفاً وقراراً واضحاً من الحكومة العراقية، وإذا استمرت الحكومة العراقية في إتباع سياسة الصمت فهذا يعني أن الطريق مفتوح أمام هذه الهجمات وتعد شريكة في هجمات الإبادة الجماعية على المجتمع الإيزيدي في العراق".

منع العودة إلى شنكال مرة أخرى

كما تحدثت الإدارة الذاتية لشنكال حول عودة المهاجرين الايزيديين من مخيمات إقليم كردستان وقالت: "كما هو معروف في الرأي العام أنه في الآونة الأخيرة تعود الجالية الايزيدية في مخيمات إقليم كردستان إلى أرضها المقدسة واحداً تلو الآخر، وإعادة بناء شنكال هي أولى أولوياتنا على جدول الأعمال، كما تؤثر هذه الهجمات الأخيرة على عودة الأهالي وإعادة إعمار شنكال، كما ترغب الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بمنع العودة إذا أمكنهما ذلك. ويتم تهجير المجتمع الإيزيدي من شنكال وعلى الحكومة العراقية أن ترى هذه السياسة وتمنعها".

على مجتمعنا أن يتحد ويلتف حول قوات حمايته أكثر من أي وقت مضى

وتابعت الإدارة الذاتية بتوجيه نداءات مهمة إلى المجتمع الإيزيدي ومكونات شنكال وتم إرسال هذا النداء: “ندعو كل المجتمع الإيزيدي ومكونات شنكال إلى الاتحاد والتجمع حول مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية وخاصة حول قواتهم الدفاعية، وتقوية هذا التضامن والوحدة أكثر من أي وقت مضى، هذه الهجمات ضد القياديين والإداريين هي اعتداءات على وجودنا الحر، لقد وصلنا هذه الأيام بفضل قوات شنكال الشجعان، لقد بنينا مؤسساتنا ونفتخر بأننا جعلنا صوتنا مسموعاً في جميع أنحاء العالم وحطمنا سلاسل وقيود العبودية وفتحنا الطريق لحياة حرة، والآن يريدون كسر إرادتنا الحرة بهذه الهجمات وجعلنا عبيدًا لهم، ونأمل أن يكون رد شعبنا على هذه الاعتداءات جديراً بما قدمه الشهداء لنا".

الآن لدينا الإمكانيات أكثر من أي وقت مضى لصد القرارات والاتفاقيات التي تعادينا

وقيل في البيان أن دماء شهداء ايزيدخان شنكال في عهدتهم وقيل أيضاً: "المئات من شهداء شنكال قد أصبحوا بعهدتنا، اليوم هو اليوم الذي سنهتم فيه بهذه الثقة أكثر من أي وقت مضى، نحن نؤمن بقوة شعبنا وقوة النساء والشباب الإيزيدي، لقد تمكنا من هزيمة داعش، لقد طارد القائد العظيم بير جكو تلك العصابات الوحشية إلى الرقة، ونحن سنواجه أعداء الايزيدية بهذه الطريقة لقد اجتزنا أكثر المراحل مرارة وتمكنا من هزيمة داعش واليوم أصبحت قوتنا وفرصنا وإمكانياتنا أكبر من أي وقت مضى لمنع القرارات الجديدة بحقنا ونحطم أعدائنا".

لن نسمح للخونة والمرتزقة بمهاجمتنا

كما كشفت الإدارة الذاتية لشنكال عن دور الجواسيس والخونة في الهجمات ضد شنكال وأضافت: "لهذا يجب علينا أولاً وقبل كل شيء منع الخونة والمرتزقة من الاقتراب من شنكال كما هتف مجتمعنا مئات المرات، "لا مكان للخونة والمرتزقة في شنكال"، وأضافت "لقد بدأنا حملة قوية ضد الأعداء المنتمين لمجتمعنا والذي ينخر في مفاصلنا كالدود، سنكشفه ونعرضه للمساءلة، من الضروري لشعبنا أن يثور أكثر من أي وقت مضى على الأعداء الخفيين في جذر مجتمعنا، ومساءلتهم وعدم قبولهم بيننا".

دعوة القوات الدولية

وفي نهاية البيان، وجهت إدارة شنكال الذاتية نداءً هامًا للقوات الدولية وأرسلت هذه الرسالة: "كما ندعو القوات الدولية إلى وقف هجمات الإبادة الجماعية على المجتمع الإيزيدي ولا سيما الدول التي اعترفت بقرار 2014 على أنه إبادة جماعية، يجب أن يكون لديها موقف ضد هذه الهجمات، إن الاعتراف بالقرار على أنه إبادة جماعية أمر مهم بالتأكيد ولكن اليوم هناك محاولات لفرض قرارات وإتفاقيات جديدة بحق المجتمع الإيزيدي  من الضروري أن ترى القوات الدولية هذه الحقيقة وإذا كانت جادة، فلتحاول منع هجمات الدولة التركية المتعاونة مع حزب الديمقراطي الكردستاني. ندعو كل قوى الحرية والديمقراطية والإنسانية جمعاء إلى التوجه إلى شنكال لتعزيز التضامن معها".

القوة الوحيدة لمنع الهجمات على شنكال هي سلطة الشعب

بيان شنكال يعد بمواصلة طريق الشهداء ويناشد الشعب الإيزيدي ويقول: "في الختام نريد أن نقول أن القوة الرئيسية التي ستمنع عمليات الإبادة الجماعية هي قوة الشعب، نحن بحاجة إلى الإيمان بقدرتنا على الدفاع وقوتنا في الإدارة وقوتنا وإيماننا بالنساء والشباب. ومهما بلغت شدة هذه الهجمات فإننا نستطيع صدها بتنظيم أنفسنا، وبصفتنا كإدارة ذاتية لشنكال نبلغ شعبنا والرأي العام أنه لتحقيق أحلام مام زكي ومام بشير وزرادشت ودجوار وآزاد وبير جكو وآكر وشيرزاد، مهما كان الثمن المطلوب منا سوف نعطيه وطريقنا لا عودة فيها، سوف نسير على هذا الطريق المقدس حتى النهاية لنجعل شنكال حرة ومستقلة".