بسي أرزينجان: يجب على المرأة الإدلاء بصوتها للإطاحة بأردوغان الفاشي - تم التحديث

وجهت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، بسي أرزينجان، دعوة بشأن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وقالت: "يجب على كل من المرأة والشعب الإدلاء بأصواتهم من أجل الإطاحة بأردوغان الفاشي".

تحدثت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، بسي أرزينجان، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، بخصوص الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا. 

وفيما يلي نص الحوار:  

لقد انتهت الانتخابات البرلمانية في 14 أيار، وذهبت الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، كيف تقيّمون نتائج الانتخابات؟ وكيف تقيّمون المشهد في كردستان وتركيا؟    

أجريت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الـ 14 من أيار الجاري في تركيا، وظهرت النتائج، وذهبت الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، وانخفضت أصوات حزب العدالة والتنمية.      

ولقد أدارت السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الانتخابات عبر اللجوء إلى الأكاذيب الكبيرة والتلاعب والتزوير والعديد من أساليب سرقة الأصوات، وحصلت على النتائج الحالية للانتخابات بناءً على النظام الجديد للانتخابات عبر الألاعيب الكبير والمؤامرات، في الواقع، كانت قد خسرت الانتخابات ولكنها تمكنت من تحقيق الفوز عبر اللجوء إلى الحيل، كما أن نسبة التصويت 49.5 التي ظهرت على حساب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، بالتأكيد ليست نسبة صحيحة، وكانت نتيجة معدة سابقاً، ولقد تم اختيار رقمتً كهذا بشكل متعمد، من أجل خداع المجتمع وخلق حالة نفسية من هذا القبيل وجعل معنويات المعارضة في الحضيض، ومثلما سرق أردوغان أموال البلاد بطرق مختلفة، فإنه يقوم بإجراء حسابات رخيصة حول الفوز في الانتخابات الرئاسية بنفس العقلية، وقد أدلى أبناء شعبنا في تركيا وكردستان بأصواتهم من خلال تصميم كبير لحزب الخضر اليساري، وحققوا انتصاراً مهماً للغاية في كردستان، وانطلاقاً من هذا الأساس، أهنئ المرأة وأبناء شعبنا وشعوبنا التي منحت أصواتها لحزب الخضر اليساري، ومما لا شك فيه، لقد أدى أبناء شعبنا والمرأة والشبيبة درواً نشطاً ومؤثراً في هذه المرحلة وبذلت جهوداً كبيرة.     

وعلى الرغم من الضغوط والتعذيب والاعتقالات وإغلاق الأحزاب والفقر والتهجير وسياسات الحرب الخاصة، اتخذ أبناء شعبنا موقفه إلى جانب الديمقراطية والحرية وأخذ بعين الاعتبار تصميمه على خوض النضال، حيث تحققت في كردستان ثقافة ديمقراطية وذهنية وطنية ومستوى من الحرية على مستوى جدي للغاية، وقد أظهر أبناء شعبنا وكذلك النساء على الرغم من جميع الضغوطات، ألوانهم وأصواتهم بقوة في الانتخابات من أجل ترسيخ الديمقراطية في تركيا.  

ما هو رأيكم بخصوص تمثيل المرأة ضمن قوى الديمقراطية والحرية في هذه الانتخابات؟

إن نصف النواب من حزب الخضر اليساري من الذين جرى انتخابهم، هم من النساء، وهذه هي المرة الأولى في تركيا، وصل فيها حزب إلى مستوى تمثيل المرأة بنسبة 49 في المائة، ودخل البرلمان على هذا النحو.

وقد رشح حزب الخضر اليساري المرأة في الصف الأول في العديد من الأماكن وحقق النجاح، فعلى سبيل المثال، في قرس وأرضروم، اللتان تُعتبران من الأماكن الحساسة، فاز الحزب من خلال المرشحات، لذلك، لقد تم تمثيل خط الديمقراطية على أعلى مستوى، ولأول مرة في تاريخ تركيا، تم الإعلان عن بيان انتخابي للمرأة، وافتتحت مكاتب للمرأة، وأقيمت تجمعات جماهيرية نسائية، وفيما يخص ترشيح المرأة لعضوية البرلمان، جرى ترشيح المرأة من كافة الأعمار والمهن والشعوب والمعتقدات على أساس مساواة المرأة، وقام حزب الخضر اليساري بدور حاسم في رفع هذا المعدل، وعلى هذا الأساس، ومن خلال نضال حرية المرأة الذي تم خوضه ضمن الأحزاب والذي يُعتبر تقليداً من تقاليد حزب الشعوب الديمقراطي، تحقق تمثيل متعدد الأطراف ومهم وديمقراطي، وظهر الخط والنهج التحرري للمرأة القائم على المساواة والاستقلالية في الساحة السياسية، وتم التأكيد على قوة المرأة وإرادة وإمكانية والقوة التنظيمية وتأثير المرأة، ولهذا السبب أيضاً، لا ينحصر النضال التحرري للمرأة الكردية والتركية فقط ضمن تركيا فحسب، بل يشكل تأثيراً أيضاً على الشرق الأوسط والعالم بأسره.            

لذلك، إن هذا الإنجاز الذي تحقق من قِبل المرأة هو إنجاز مهم وقيم للغاية، ونبارك المرأة على تحقيق هذا الإنجاز، وقد لعب كل من حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الخضر اليساري، اللذان يعتبران في نفس الوقت من أحزاب المرأة، دوراً مهماً في هذا الصدد، وزادت الثقة والاحترام للمرأة مع إجراء هذه الانتخابات، ويُعتبر مستوى تمثيل المساواة الذي أظهره حزب الخضر اليساري على جبهة المرأة في انتخابات 2023، بمثابة إنجاز مهم لنضالنا من أجل حرية المرأة، وقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وقدم حزب الخضر اليساري من خلال نظامه القائم على الرئاسة المشتركة والتمثيل المتساوي، مرة أخرى تمثيلاً قوياً للديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط والعالم.       

يواصل نظام حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية فرض عزلة مشددة على القائد عبد الله أوجلان، ما هي المسؤوليات التي تقع على عاتق قوى الديمقراطية ضد هذه العزلة؟ كيف ستكون الأوضاع بعد الانتخابات؟

كما هو معلوم، قائدنا محتجز ضمن نظام مشدد من العزلة والتعذيب بالأخص منذ عام 2015، نظام تزداد شدته يوماً بعد يوم ويتم تنفيذه بشكل مطلق منذ أكثر من عامين، يواصل قائدنا اتخاذ موقف حازم من الحرية والمقاومة من أجل دمقرطة تركيا وحرية المرأة وإيجاد الحل الديمقراطي للمشكلة الكردية ومن أجل أن تتمكن المرأة من اتخاذ مكانتها في الحياة بطريقة استراتيجية، واستمرارية كافة المعتقدات على أساس المساواة والحرية، في ظل ظروف صعبة للغاية بإرادة وإيمان وإبداع لا مثيل له، كما إن الكونفدرالية الديمقراطية قد أنشأت نموذج الأمة الديمقراطية على هذا الأساس.

استهدف نظام الحرب الخاصة التركي القائد أوجلان وموقفه البديل المحب للحرية في هذه العملية الانتخابية، كما حاولت الأحزاب المتواجدة ضمن التحالف الجمهوري وتحالف الأمة، وكذلك المؤسسات الإعلامية لهذه الأحزاب استخدام القائد أوجلان كأداة انتخابية بطريقة غير أخلاقية وغير وجدانية وقذرة.

لقد حاولوا عكس الدور التحرري والديمقراطي للقائد أوجلان الذي يلعبه من أجل النساء والشبيبة وشعب تركيا وجميع شعوب الشرق الأوسط.

استخدم التحالف الجمهوري وتحالف الأمة كلمات عديدة على مختلف المستويات لتشديد العزلة المفروضة على قائدنا أكثر، ومع ذلك، فقد عزز قائدنا وأسس أرضية نضال قوى الديمقراطية والحرية من خلال رسائله التي كان يرسلها من إمرالي، حاول أن يساعد قوى الديمقراطية والحرية في تركيا، أنشأ القائد أوجلان نهج الطريق الثالث في تركيا من خلال مرافعات الدفاع وملاحظات عن لقاءاته التي أعدها ضمن نظام التعذيب في إمرالي وقاد المعارضة الحقيقية وتحالف الكدح والحرية،  وقدم مساهمة مهمة للغاية في النضال الديمقراطي في تركيا من خلال اقتراحه وخطته، لذلك وكما قلنا من قبل، لا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال، التقربات الغير حقوقية والغير أخلاقية والفاقدة للضمير تجاه القائد أوجلان الذي تفرض عليه عزلة مشددة.

ويجب على قوى الكدح والديمقراطية أن تقدم دائماً رداً قوياً على كافة الأصعدة والمجالات ضد هذه الأقاويل الزائفة والأكاذيب والادعاءات وكافة الجهود والمحاولات التي تسعى لخلق سوء فهم حول شخصية القائد أوجلان، اليوم في تركيا، يمكن إظهار المقياس الأساسي للثورية والوطنية والديمقراطية الحقيقية من خلال الموقف الذي سيتم اتخاذه ضد الأقاويل الزائفة بحق القائد أوجلان.

لذلك، فإن أهم المهام الوطنية والثورية والإنسانية والضميرية والأخلاقية هي فهم حقيقة قائدنا والتعبير عنها وحمايتها، كما إن شعبنا قد قدم الدعم لقائدنا بأقوى طريقة من خلال مواقفهم وكلماتهم في هذه الانتخابات، بالإضافة إلى ذلك، كان على قوى الديمقراطية والحرية أن تدعم القائد أوجلان بشكل أكثر تنظيماً وفاعلية، وكان ينبغي عليهم أن يضعوا الآراء والمشاريع وضمان الحرية الجسدية لقائدنا على رأس جدول الأعمال بشكل أكبر، ويجب أن يتم إدراك ما يلي بشكل جيد؛ العزلة المفروضة على قائدنا هي أقوى ضربة لخط الحرية والديمقراطية، العزلة المفروضة على قائدنا هي عزلة مفروضة على العمال والشبيبة والنساء وقوى الديمقراطية والحرية، فحرية قائدنا تعني حرية المرأة وشعوب تركيا والشبيبة والجماعات الدينية والعمال، وتعني حياة حرة ومتساوية، ولذلك، يجب أن يكون النضال من أجل تحقيق الحرية الجسدية لقائدنا على رأس جدول أعمال تحالف الكدح والحرية في كل مكان دائماً.

كيف ترون مستقبل تحالف الكدح والحرية بعد إجراء الانتخابات؟ وكيف تقيمون نتائج الانتخابات من هذه الناحية؟   

لم يحقق تحالف الكدح والحرية، الذي يضم حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الخضر اليساري الأهداف التي وضعها نصب أعينه بشكل عام، وبدون شك، ينبغي تقييم هذا الوضع من عدة نواحي ، وبعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، سيتم تقييمها بالتأكيد بشكل موسع من قبلهم.  

وكما هو معروف أن هجمات الإبادة السياسية للسلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في تركيا تُعتبر من أفعال النظام الفاشي، وفي الواقع، لو كان هناك بدلاً كل من الحزبين، حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الخضر اليساري، حزباً آخر مختلف، لكان قد تم تصفية ذلك الحزب بشكل كامل.

لذلك، إن تمسك المرأة وشعوبنا والشبيبة والعلويين والمجموعات العقائدية والكادحين والاشتراكيين من أجل تحالف الكدح والحرية هو أمر في غاية الأهمية، وينبغي قبل كل شيء ذكر هذا الأمر، وكما بذلت الأحزاب التي هي جزء من تحالف الكدح والحرية ونوابها ونشطائها ومنظماتها الكثير من الجهود، ومما لا شك فيه، إن هذا الموقف لهو مدعاة للترحيب وهو أيضاً موقف ذو قيمة.

إن تحالف الكدح والحرية ليس تحالفاً عادياً، حيث إنه تحالف يقاوم ضد الفاشية بإرادة وثقة وجهد كبير، وليس تحالفاً فقط من أجل الانتخابات فحسب، بل هو تحالف في الوقت نفسه من أجل النضال، ومن الآن فصاعداً، سيستمر سواء كان في البرلمان أو في كل مجال، بمقاومة كبيرة وبالروح الرفاقية والتنظيم والتحالف والمقاومة، وسيدرك تحالف الكدح والحرية دوره الاستراتيجي بطريقة قوية من أجل ترسيخ الديمقراطية في تركيا، ومن أجل الحرية والعدالة والحياة البيئية، وسيقوم بأداء دوره التاريخي هذا.       

ومع إجراء انتخابات 14 أيار 2023، ازدادت أهمية هذا التحالف، وازدادت الحاجة إلى نضال موحد من هذا القبيل، وبناءً على هذا الأساس، إن النتيجة التي تمخضت عن الانتخابات يشير إلى تطوير وتعزيز تحالف الكدح والحرية، ولا يمكن تحقيق نظام تحرري وديمقراطي في تركيا إلا من خلال النضال المشترك للشعوب في تركيا وكردستان ونضال المرأة والشبيبة والكادحين والعلويين والشرائح الديمقراطية الإسلامية.   

إن الدور والمهمة الاستراتيجية لتحالف الكدح والحرية الساعي من أجل ترسيخ الديمقراطية في تركيا، ينبغي إدراكها بشكل متعمق، ومما لا شك فيه، جرى تقييم التقصيرات في هذه الانتخابات، وإن انتقادها من الآن فصاعداً هو أمر مهم للغاية من أجل تحقيق النجاح.    

ويُعتبر تحالف الكدح والحرية هو التحالف الثالث باستثناء تحالفي الجمهور والأمة، لذلك، إنها خطوة مهمة للغاية وصائبة، ولكن لا يمكن القول إنه جرى التعمق اللازم وأنه تم وضع سياسة مستقلة للخط الثالث، حيث إن سياسة الطريق الثالث ليست منحصرة فقط بانتقاد الممارسة العملية للسلطة الحالية أو تغيير أفعال السلطة الحاكمة، بل إن خط سياسة الطريق الثالث من خلال النقد تعني القيام ببناء الجمهورية الديمقراطية، وكان من المهم التطرق إلى قضايا الديمقراطية والحرية في تركيا والإشارة إلى الحلول البديلة، كما أن الأمر لم يكن يقتصر على التجمعات الجماهيرية، بل كانت هناك حاجة للوصول إلى المجتمع بطريقة موسعة، وعلى الرغم من أن الانتخابات أصبحت حديث الساعة قبل فترة طويلة، إلا أنه جرى خوض الأنشطة الانتخابية قبل فترة وجيزة من أجراء الانتخابات، ولتحقيق نتيجة أكثر نجاحاً، هناك حاجة إلى تنظيم وأنشطة مكثفة في كردستان وتركيا، وكان بالإمكان تعزيز تنظيم الشعب بشكل أكبر من خلال الكوميونات والمجالس والأكاديميات والتعاونيات، ولا يمكن لسياسة أو لسياسي الابتعاد عن الشعب والمجتمع، ولو كان الأمر على هذا النحو، فحينها لن يكون لها أي اختلاف عن أحزاب النظام، وسيكون شبيهاً بأحزاب النظام، ولن يكون بديلاً، وكان يتوجب القيام بعمل المزيد من الديمقراطية الفورية من خلال التنظيم الممتد من القرى إلى المدن، حيث إن الأحزاب السياسية عندما تكون منخرطة ضمن صفوف المجتمع ويكونون إلى جانبهم، فحينها يحصلون على دعم قوي للغاية.

ولذلك، يجب على حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الخضر اليساري في هذه الانتخابات، التركيز بشكل أكبر على الخط والطريق الثالث، وتمثيل ذلك في الممارسة العلمية، ومثلما ذكر قائدنا في العديد من المرات، إن الفشل في القيام بذلك يرجع إلى عدم بناء الأكاديميات السياسية والتقصير في العمل التدريبي، وبناءً على أساس ترسيخ الممارسة العملية للعمل الأكاديمي، يمكن القيام بخط الطريق الثالث، والسياسة والديمقراطية والتنظيم والأنشطة، وانطلاقاً من هذا الأساس، هناك حاجة إلى التجديد والتغيير والتحول.     

هناك مفهوم للوحدة على أساس الاختلافات في هيكلية السياسة الكونفدرالية الديمقراطية، ومهما حدث في هذا الصدد، كان يتوجب على الأحزاب المنضوية ضمن تحالف الكدح والحرية أن يخوضوا الانتخابات من خلال حزب، كما كان يتوجب على تحالف الكدح والحرية أن يكون قادراً على جذب شرائح وأطراف واسعة، على سبيل المثال، كان ينبغي عليه جذب الأطراف التي تحافظ على الإسلام الديمقراطي.   

كما أنه من المهم أيضاً، أن يعقد تحالف الكدح والحرية مناقشات أيديولوجية وفكرية معاً، ومن المهم أيضاً للأشخاص والمنظمات والمكونات التي تقبل فلسفة وفكر القائد أوجلان، تطوير مناقشات وتدريبات متعمقة أكثر، وفيما يخص بناء الأمة الديمقراطية وتطوير الأطراف الفاعلة، يتطلب الأمر تدريباً جاداً.    

باختصار؛ لقد ظهرت في هذه الانتخابات مرة أخرى، ضرورة التركيز على الأنشطة الفكرية والذهنية، كما أنه من الضروري أن يتواصل تحالف الكدح والحرية مع الشرائح الكبرى التي لم يصل إليها بعد حتى الآن، وينبغي عليه أن يبني تنظيمه على هذا النحو، كما أن الوضع الرئيسي الذي ظهر في الانتخابات، هو أن العديد من الأحزاب اليسارية تعمل على نفس الحشود الجماهيرية، ولكن من الضروري أن يتوسع تحالف الكدح والحرية، ومن المهم جداً تقييم هذه الأوضاع مع بعض وتصحيحها، حيث تعمل الأحزاب اليسارية والديمقراطية والاشتراكية على نفس الحشود الجماهيرية، خاصةً في المرحلة الانتخابية، مما يتسبب هذا الأمر في تكبد خسائر كبيرة وفوز الأحزاب المنضوية ضمن النظام الحاكم.     

وينبغي على تحالف الكدح والحرية تطوير تحالفات واسعة للغاية ضد تحالف الجمهور الفاشي، وأن يقوم بتنظيم المجتمع حتى أصغر خلاياه وأن يعزز المقاومة.

 كيف تقّيمون توسع التحالف الفاشي لحزبي لعدالة والتنمية والحركة القومية المهيمن على السلطة مع كيانات مثل حزب الدعوة الحرة وحزب الرفاه في هذه الانتخابات؟

هذا يعني أنه في الذكرى المئوية لتأسيس الدولة التركية، سيستمر نظام الحرب الفاشية الخاصة بشكل عميق وسيتم العمل على ممارسة حلم الإمبراطورية العثمانية الجديدة، في عام 2002، عندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، تم القضاء على الكمالية في الدولة التركية واستبدالها بالإسلام الأسود-الأخضر والفاشية المعادية للمرأة، وبهذا بدأت عملية جديدة، وتم اتخاذ الخطوة الثانية عبر تطوير تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، حتى الآن، انضمت أحزاب صغيرة مثل حزب الدعوة الحرة وحزب الرفاه إليهم، وبهذه الطريقة تم تطوير هذا التنظيم والتحالف، في هذه العملية الجديدة، سيتم القضاء على الكمالية بشكل كامل وسيتم استهداف قوى الديمقراطية والحرية بشكل أكبر، مع هذه الانتخابات، تم ابتكار مفهوم التحالفات والتنظيمات من أجل التأسيس العميق للفاشية.

انضمت تنظيمات مثل حزب الدعوة الحرة التي تقتل الأشخاص بأكثر الطرق الغير الإنسانية، إلى تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية وهذا يدل على المستوى الذي ستتجه إليه تركيا في المستقبل، من المعروف جداً أن حزب الدعوة الحرة كان يغتال الناس في كردستان بأساليب وحشية، لقد جلبوا مثل هذا التنظيم الفاشي الأكثر تخلفاً إلى البرلمان ومنحوه الشرعية، من الواضح أن الأحزاب مثل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الدعوة الحرة وحزب الرفاه شكلت تحالفاً ضد الشعوب والنساء والعمال والشعب الكردي، تحالف أحزاب العقلية الفاشية هذه؛ هو خلق قوة يتحالف فيها الظُلام واللصوص والمغتصبين والطغاة والمنافقين، لقد نظمت القوى الظالمة سرقتها بالنفاق والكذب وظلمها وهذه قوة التحالف، هذا التحالف هو تحالف كبير للعنصرية القومي والجنسية والدينية، عندما ينظر الناس إليه من هذه الجهة، فإنهم يرون أن الهدف من تشكيل التحالف الجمهوري هو هدف استراتيجي وخطير وقذر للغاية، هذا التحالف سيضيق الخناق على الشعوب والنساء في تركيا.

على غرار طالبان وداعش، يعتبر التحالف الجمهوري أيضاً أنه ليس هناك وجود للمرأة وشخصيتها، لا يقبلون حتى اتفاقية اسطنبول القائمة على الخط الليبرالي، كما أنهم يظهرون نهجهم العدائي تجاه النساء في كل فرصة تسنح لهم، تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب الدعوة الحرة وحزب الرفاه، هو في الأساس تحالف للرجال ضد النساء.

إنهم يحاولون بناء الوحدة على خط أيديولوجي يتجاوز حتى تحالف الأمة، يريدون جعل القرن الحادي والعشرين قرن الفاشية.

بلا شك، ستقاوم النساء والشعب وكافة قوى الحرية والديمقراطية في المجتمع ضد هذا التحالف الفاشي حتى النهاية.

أين تحالف الأمة ضد هذا الشيء؟ ماذا سيكون مستقبل هذا التحالف؟

تشكل تحالف الأمة من أجل الانتخابات، على الرغم من أن بعض أفكارهم متشابهة، إلا أن معظم أفكارهم تختلف فيما يتعلق بالعديد من القضايا الأساسية.

نهج تحالف الأمة معقد وغير واضح، هدف حزب الشعب الجمهوري ليس تغيير واستبدال النظام الحالي من خلال النقد الراديكالي، ليس لديه مشروع شامل حول كيفية التعامل مع المشاكل الكردية، نهجه فيما يخص المرأة، ليس مبنياً على أسس الحرية أو الراديكالية.

يعتقد تحالف الأمة أنه سيكون قادراً على الحصول على الوصول إلى السلطة من خلال منح الحقوق والحريات الديمقراطية الجزئية وبالتالي سيكون قادراً على حماية النظام الكمالي داخل الدولة التركية، لكن لأن تحالف الأمة على هذا المستوى من الفاشي والعنصرية ومعادٍ للمرأة، فمن المستحيل عليه أن يكسب إمكانية تولي إدارة الدولة ومؤسساتها وسلطاتها، وبسبب طريقته في ممارسة المعارضة، من المستحيل على تحالف الأمة أن يهزم التحالف الجمهوري، يجب أن يأتوا بمطالب راديكالية للغاية من أجل الحرية والديمقراطية ضد النظام الفاشي الحالي في تركيا، ويجب أن يكون قادراً على تنظيم نفسه وفقاً لهذا الأمر، في هذا الصدد، ووفقاً للتقديرات، سينقسم أعضاء الأحزاب المنضوية في تحالف الأمة، وسيوضحون موقفهم داخل أحزابهم وفيما بينهم، سيكون تحالف الأمة إما أمام الحرية والديمقراطية أو في الكتلة الفاشية، عدا ذلك، من المستحيل أن يبقى نشطاً.

كيف ترون السياسات المتعلقة بالنساء للتحالف الجمهوري وتحالف الأمة؟ كيف تقيمون نهجهم تجاه المرأة؟

سياسات التحالف الجمهوري فيما يخص النساء معروفة وواضحة، ليست هناك حاجة للحديث عنها، لكن يجب للمرء أن يقّيم نهج تحالف الأمة تجاه المرأة، نهجهم مماثل لذلك الموجود داخل النظام، يمنح بعض الحريات الصغيرة وفقاً للنساء، لكنه يبعد المرأة عن مجالات الحياة والقرارات الإستراتيجية، ويربط المرأة بالرجل ويريد إظهار ذلك كنموذج للمجتمع، على سبيل المثال، لم تتحدث النساء والشبيبة مطلقاً أو شوهدوا في فعاليات وتجمعات تحالف الأمة خلال هذه العملية الانتخابية، لم يسمح "مفهوم الرجل المهيمن للسياسة والسلطوية الذكورية" بذلك، لم تتمكن النساء من التحدث في التجمعات العامة، لم يسمح لهن بالتحدث، بقيت المرأة في ظل الرجل بنفس الطريقة خلال تجمعات التحالف الجمهوري وتحالف الأمة، حيث ظهر جميع قادة الأحزاب على المسرح مع زوجاتهم خلال التجمعات الانتخابية، وعندما تحدث الرجال، ظلت النساء واقفات على المنصة، ويعتبر هذا مثالاً على أن المرأة ليس لها أي تأثير ومرتبطة بالرجل، حتى ميرال أكشينار، زعيمة حزب فاشي يهيمن عليه الرجال، كانت منزعجة جداً حيال هذا الأمر، لقد اعتقدت أنها عندما تحدثت ووقف شريكها خلفها بشكل غير فعال، ستقل نتائجها ونتائج حزبها، لذلك وبالرغم من عدم وجود مثل هذه المشاهد الانتخابية، وضعت تكتيكات عديدة وطورت الكثير من الأقاويل الكاذبة في هذا الصدد.

دور المرأة في هذه الانتخابات يجب تقييمه وانتقاده، إن الزواج الكلاسيكي بين الإقطاعية والبرجوازية الصغيرة هو في الواقع عبودية عميقة للمرأة، يُنظر إلى النساء على أنهن مُلكية ما، يتم تقديم هذه الأنواع من الزواج إلى المجتمع كنموذج ويريدون أن يتم القبول به، وفي كل تجمع، تم ملاحظة أن كل رجل قد ربط امرأة بنفسه وهذا يصبح أمراً رسمياً، عندما تقيم النساء علاقات على أسس الحرية والمساواة، يعتبر هذا الأمر عاراً، يعتبرون شخصية المرأة المستقلة والحرة غير موجودة، إن لم يكن الأمر كذلك، لتحدثت جميع المرشحات في التجمعات الانتخابية لتحالف الأمة وكان سيتم انتخاب النساء على أساس المساواة داخل الأحزاب، المرأة ليست زوجة فقط، في نفس الوقت، أخرجوها إلى المنصات كسياسية أيضاً، في جميع مهام كافة الاحزاب وفي مجال الترشح أيضاً كانت مهامهم متساوية، في السياسة، لا نرى نساء قويات ومؤثرات في تحالف الأمة.

تواجدت النساء شكلياً فقط ولكن في المضمون تم ربطهن بنظام الهيمنة الذكوري، يُسمح لهن فقط بأن يكونوا في موقع ما لخدمة الرجال.

لكن يجب أن تتخذ المرأة مكانها في كافة مجالات الحياة بوعيها وإرادتها وكلماتها وموقفها، يجب أن تصبح المرأة ناطقة باسم حريتها، لا ينبغي أن تكون النساء متحدثات باسم الرجال، ينبغي لهن أن يعبرن عن أفكارهن وآرائهن، يجب أن يكون لديهن إرادة، ينبغي أن يتخذن قراراتهن الخاصة في كافة مجالات الحياة، يجب تطوير نماذج الحياة الزوجية الحرة والعلاقات بين الرجل والمرأة على هذا الأساس.

وبهذه الطريقة، في الانتخابات الأخيرة، كان نهج سياسات تحالف الأمة تجاه المرأة مشابهاً لنهج نظام الحداثة الرأسمالية، الذي يتعارض مع نضالات النساء في القرن الحادي والعشرين، يريدون في نظام الحداثة الرأسمالية، أن يربطوا النساء بالرجال في السياسة والحياة، لكن القرن الحادي والعشرين هو قرن المرأة، قرن الثورات النسائية، بلا شك، عندما تدخل المرأة في السياسة وجميع مجالات الحياة، يجب أن يكون ذلك على أساس أن تمتلك عملها وذاكرتها وتنظيمها، وعلى أساس الحرية والمساواة، يجب على المرأة ألا تقبل أبداً الحياة التي تجعلها مرتبطة بالرجل.

ما هو نداؤكم فيما يخص الانتخابات الرئاسية؟  

من المهم إجراء الانتخابات الرئاسية للجولة الثانية، ويجب على جميع القوى التحررية والديمقراطية المتواجدة خارج  البلاد وداخلها الإدلاء بأصواتهم.     

وينبغي عليهم الإدلاء بأصواتهم ضد المرشح الرئاسي للتحالف القذر لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وحزب هدى-بار التابع لأردوغان، ويجب على جميع النساء وأفراد الشعب التصويت في الانتخابات الرئاسية للجولة الثانية من أجل الإطاحة بأردوغان الفاشي.  

ولقد دخل نضالنا من أجل حرية المرأة والشعب والكادحين حقبة جديدة، وستستمر جهودنا الرامية لجعل القرن الحادي والعشرين قرن المرأة، دون الالتفات إلى نتائج الانتخابات الرئاسية، بكل قوتنا ومقاومتنا، فالبرلمان هو جزء من نضالنا من أجل الحرية، هو أمر مهم، لكنه ليس كل شيء، وسنواصل نضالنا من خلال خبرتنا العظيمة التي اكتسبناها سابقاً في الساحة، وسنعزز النضال أكثر فأكثر، ونقوم بتنظيم أنفسنا، وسنكبر من خلال ترسيخ الوحدة.  

ومع إجراء هذه الانتخابات، أدرك الجميع جيداً الأهمية والمعنى الحيوي التي يتوجب على جميع النساء وأفراد الشعب والعلويين والشبيبة والقوى الديمقراطية والمطالبة بالحرية تنظيم تحالفهم والنضال في سبيل ذلك، وفي هذا الصدد، سيكون القرن الحادي والعشرون قرن الثورات النسائية، وقرن تطوير أنشطة المقاومة، وإعادة بناء الحياة على أساس "المرأة، الحياة، الحرية"، ونحن كنساء وشبيبة، سنحاول قدر الإمكان وضع هذا الأمر موضع التطبيق العلمي مهما حصل، وسنستخلص الخبرات من نقاط ضعفنا، ونعيد بناء أنفسنا من جديد ونقاوم ضد الفاشية، وسندافع عن أنفسنا وحتماً سوف نحقق النجاح، وسنكون مناضلين جديرين بالقائد والشهداء والشعب ورفاق ورفيقات دربنا، وسوف نعزز من نضالنا، وانطلاقاً من هذا الأساس، فإننا نقولها مرة أخرى "المرأة، الحياة، الحرية.."