فرهاد شامي: على سوريا بأكملها ان تنتفض ضد الاحتلال

أشار الناطق الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (QSD‎) فرهاد شامي إلى صمت الأطراف السياسية والمدنية حيال خطوات دولة الاحتلال التركي من أجل ادامة احتلالها، وقال" على القوى والشعب في سوريا بأكملها الانتفاض ضد الاحتلال".

تحدث الناطق الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية (‏QSD‏) فرهاد شامي ‏عن هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطق عديدة من سوريا وعن مخططاتها من أجل السيطرة على هذه المناطق، لوكالة فرات للأنباء ‏.

وذكر فرهاد شامي أنه في هذه الفترة تهاجم دولة الاحتلال التركي بشكل خاص عين عيسى وتل تمر وزركان ومنبج، وناحيتي شرا وشيراوا التابعة لمدينة عفرين المحتلة،على طول منطقة تبلغ مساحتها 289 كيلومتراً.

وأعلن فرهاد شامي أن الهجمات تستهدف كافة شعوب المنطقة قائلاً:" مع الحرب الأوكرانية الروسية، حدث فراغ في المنطقة، وضعف عدد الدول  المتداخلة في سوريا وخاصة الدول الضامنة أعطت فرصة للدولة التركية بان تقوم بهجمات احتلالية جديدة، طبعاً أردوغان ورئيس هيئة الأركان العامة التركية يقولون بكل وضوح أنهم سيقومون بهجمات جديدة، تدخل يومياً مئات الدبابات والذخائر والجنود الى سوريا، وخاصة على خط إدلب، يحاولون إنشاء منطقة عازلة.

أردوغان يسعى لتنفيذ خطته السابقة وهي إنشاء ما تسمى بمنطقة عازلة على طول حدود شمال وشرق سوريا، ولم يقتصر هذا الشيء على شمال وشرق سوريا بل يسعى إلى تنفيذ نفس المشروع في شمال وجنوب سوريا، في مناطق اللاذقية وشمال حماه وحمص وغرب وشمال حلب وايضاً في إدلب، كما يريد احتلال مناطق شرق حلب حتى مدينة الباب ومارع واعزاز وصولاً الى تل كوجر وديريك وشنكال، هنا يريد إبادة الشعب الكردي والآشوري والأرمني والعربي الذين يقاومون سياسة الاحتلال.

واشار فرهاد شامي الى التصريحات الأخيرة لأردوغان بأنه سيقوم بإعادة مليون لاجئ سوري الى بلادهم وقال" إن مشروع مليون لاجئ سوري الذي يتحدث عنه أردوغان، هو جزء من أحلام الدولة التركية من أجل احتلال سوريا، منذ عام 1916 وحتى الآن، تحاول الدولة التركية تنفيذ هذا المشروع بكل الطرق والوسائل، من الواضح أن هناك حكومة سورية ضعيفة، وجيش ضعيف، هناك مصالح لبعض القوى الدولية في سوريا، الدولة التركية تحاول ان تستفيد من كل ذلك، كما تستخدم القوى الدولية تركيا في كل الأوقات ضد روسيا، كما قاموا بهذا الشيء في أعوام 1957 و1973 و1988، وللأسف بعض القوى العالمية تقوم الآن أيضاً بنفس الشيء.

وقال فرهاد شامي:" في السابق كانت مشاريع الاحتلال للدولة التركية تنفذ عسكرياً، والآن تريد الاستفادة من تجاربها السابقة واحتلال الأراضي السورية عبر طرق ووسائل مختلفة، ولذلك تقول إنني سأعيد مليون لاجئ سوري الى بلادهم، مقصده من مليون شخص هذا هو إعادة أولئك الذين هُجّروا من حمص ودرعا ودمشق وادلب، حيث أن قسم كبير منهم موالون لتركيا، وستستخدم الدولة التركية هؤلاء لتبرير وجودها العسكري، وعبر ذلك تخلق لنفسها حجة، حقيقةً، هذا احتلال سري، ومن خلاله تريد تغيير ديموغرافية المنطقة، ترحيل سكان المنطقة الأصليين من مناطقهم وتوطين المرتبطين والموالين لها فيها".

وتابع فرهاد شامي بالقول:" سيتم تشكيل جيش بالذين يتم إعادتهم، يعني تشكيل قوة منهم، وتصبح بديلاً عن جيش الحكومة السورية، ولذلك فإن هذا المشروع خطر جداً، المشروع الذي يقوم به أردوغان ليس تهديداً على شمال وشرق سوريا فحسب، بل هو تهديد وخطر على كامل سوريا، لو استطاع أردوغان تنفيذ هذا المشروع فإنه سيصلي في دمشق".

كما أضاف الناطق الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن الدولة التركية بهذا المشروع تريد إدامة احتلالها وقال:" لأن الوجود العسكري مؤقت دائماً، تسعى عبر استخدام المدنيين لدوام احتلالها، ستكون وبالاً على سوريا، بدون شك سيصبح هذا تهديداً وخطراً كبيراً على عموم سوريا".

وأوضح فرهاد شامي أن إفشال هذا المخطط ليس من مهام قوات سوريا الديمقراطية فقط، وليست مهمة عسكرية وإنما ومهمة سوريا بأكملها وقال:" بالطبع إن بعض المناطق التي تم احتلالها هي مناطق قوات سوريا الديمقراطية ولكن ادلب كانت تابعة للحكومة السورية، وحمص أيضاً، لذلك الانتفاض ضد مشروع الدولة التركية هي مهمة كامل سوريا وحكومة دمشق، إن مخطط الدولة التركية في عام 1925 لم يتم افشالها عبر الطرق العسكرية فقط، بل قام الشعب السوري بالفعاليات ايضاً في مواجهتها حيث خرج الملايين من السوريين في مسيرات حاشدة في حمص وحماه وحلب ضد الاحتلال، الان أيضاً من أجل افشال هذا المشروع الاحتلالي، يجب على عموم الشعوب السورية إبداء موقفهم، بحيث تصبح وسيلة لوحدتها في مواجهة الاحتلال".    

وتابع فرهاد شامي:" أن قوات سوريا الديمقراطية قد منعت الدولة التركية من تنفيذ مخططها حتى الآن، ولذلك فإن حكومة دمشق وجيشها مدينون لقوات سوريا الديمقراطية، لولا قوات سوريا الديمقراطية لكان أردوغان يصلي الآن في المسجد الأموي بدمشق، ولذلك تهاجم قوات سوريا الديمقراطية بغضب شديد، يجب أن يُفهَم هذا جيداً، أردوغان هنا ليس ضد قوات سوريا الديمقراطية والشعب الكردي فقط، بل ضد عموم كردستان وشعوب المنطقة وعموم الشرق الأوسط، لولا مقاومة قوات سوريا الديمقراطية لما بقيت حلب، لولا مقاومتنا في عين عيسى وتل تمر وزركان، لما يقيت المناطق الأخرى من سوريا، بالطبع كيف قاومنا سابقاً، سنناضل اليوم أيضاً، بالإضافة لخطواتنا السياسية والدبلوماسية، ستكون هناك خطوات عسكرية أيضاً، كما أننا سنتحالف ونتعاون مع القوى التي ستقاوم بروح وطنية ضد الاحتلال من أجل إخراجه من الأراضي السورية".