برادوست ميتاني: الميثاق الملي هدف سياسي قذر ينفذ به اردوغان مخططاته الاحتلالية

قال المؤرخ والكاتب الكردي برادوست ميتاني ما يعلن عنه الآن اردوغان والنظام التركي ضد سوريا وخاصة شمال وشرق سوريا هو استمرار لنهجمهم القديم الحديث في معادة الشعب الكردي واخوة الشعب و سياسة الاحتلال وأعاد امجاده العثمانية

في لقاء أجرته وكالة فرات مع المؤرخ والكاتب الكردي برادوست ميتاني والذي تحدث في بداية حديثه قائلاً "الميثاق الملي هو ميثاق عنصري وضعه الاتاتوركيون من خلال مؤتمرات عقدوها برئاسة مصطفى كمال اتاتورك بعد استسلام الدولة الميثاق كان اقتراح من قبل العثمانية في اتفاقية مودرس مع الحلفاء عام 1919 التي اعتبروها خيانة من قبل السلطان العثماني نائي رئيس البرلمان حسين كاظم و قد تبناه البرلمان بصورة نهائية في اسطنبول ١٧-٢-١٩٢٠م حيث رفضوا ما خسرته الدولة العثمانية وطالبوا باحتلال جنوب كردستان بما فيها موصل وشنكال وكذلك روجافا كردستان بما فيها حلب وكذلك تراقيا .لم يكسب هذا الميثاق أي شرعية لأن الاتاتوركيون تخلوا عنه عندما جاء رد دول الحلفاء عليه قويا" وذلك باحتلال اسطنبول وكذلك رضوخ الاتاتوركيون للحلفاء والاعتراف بإيجاد حل للقضية الكردية في مؤتمر سيفر ١٩٢٠ م من خلال بنوده ٦٢-٦٣-٦٤ ودون حتى الإشارة اليه في ذلك المؤتمر. كما أن عصمت اينونو بعد ان تغيرت الظروف الدولية اراد إثارته من جديد في مؤتمر لوزان ١٩٢٣م ولكن الحلفاء لم يهتموا به فتخلى الاتراك من جديد عن هذا الميثاق. لذلك لم يحظ هذا الميثاق بأي صبغة قانونية لدى جميع الاطراف الدولية والشعوب بتاتا" ولم يعترف به أي محفل أو قانون او اتفاقية او وعقد دولي، سوى أنه ظل هدف أتاتورك تركي ضمن السياسة الاحتلالية العنصرية في ذهنية الأنظمة التركية فقط

وأشار ميتاني في حديثه قائلاً" ان الميثاق الملي العنصري هدف سياسي قذر للأنظمة التركية يتشدقون ما سمحت لهم الفرصة في الدق على وتره  وأن ما قام به اردوغان من تنفيذ سياسته الأتاتوركية لمناطق روجافا وشمال سوريا مستغلا الأحداث  التي تسمى بالثورة السورية والذي هو  سعي لتنفيذ أحد البنود الستة لذلك الميثاق ألا وهو احتلال غرب وجنوب كردستان وقد ادرك كيفية استغلال شريحة من مختلف مكونات السوريين من العرب والكرد وغيرهم  من السذج والمتطرفين وجهلة السياسة والركوب على اهدافهم بأسقاط النظام السوري ولكنه ادرك كيف يدير دفة ذلك لمشروعه الاستعماري وتحويله إلى السيطرة على مناطق واسعة من روجافا وشمال سوريا وكذلك إلى محاربة الكرد والشريحة الديمقراطية الواعية من السوريين في تلك المناطق تنفيذا" لأهداف ذلك الميثاق السيء الصيت وذلك بشرذمتهم إلى فصائل عسكرية تقتل وتنهب وتتقاتل فيما بينها من أجل المال والسرقة والمنفعة الشخصية الشريرة بعيدة عن روح أية ثورة وطنية بل حتى عن  السياسة، غير راضين  لما ينفذه اردوغان من احتلال الوطن وتجزئته وقضم أراضيه وخيراته وإثارة الفتن ونشر التعصب والتطرف والعنصرية

وتابع ميتاني في حديثه قائلاً" بالطبع يسعى اردوغان إلى ذلك وكذلك يعمل حزبه إلى جعل شخصية اردوغان بديلة “عن صورة أتاتورك ولكنه يسلك في ذلك تارة سياسة   مرنة هادئة والاعيب ممزوجة بنكهة الدين والتخدير للعقول ازاء الاتاتوركيين وسواهم وتارة سياسة استبدادية اساسها العنف والاعتقالات. أذ أن اردوغان ذو نهج ديني اخواني ويعد من نفسه سليل السلاطين العثمانيين بينما الاتاتوركيين يعتبرون نهجهم علمانيا" وهذا ما يفرقهم عن بعضهم بالرغم من الاتفاق فيما بينهم ازاء التعامل العدواني مع الوجود الكردي ولكن بالرغم من ذلك يسعى الاردوغانيون إلى الانفراد بالسلطة ونهج التعصب وهو ما قربهم أكثر إلى النهج التركي المتطرف والذئاب الرمادية وكذلك إلى القوميين المتطرفين في الحركة القومية التركية، فأن نوايا اردوغان من دعم الجماعات الارهابية الاشد فتكا' بالبشرية التي ظهرت وتجمعت في سوريا وشمالها ليس لها أي هدف ثوري او ديمقراطي او انساني في سوريا . بل هدف ذلك الدعم الوحشي وتوجيه هذه الجماعات نحو تحطيم حقوق الشعب الكردي في العيش الكريم أسوة بغيره من الشعوب وكذلك ضرب أي سعي انساني أخوي من قبل الشعوب الأخرى في أقامه نظام ديمقراطي في سوريا

واكد ميتاني من خلال حديثه عن دعم التركي  للمرتزقة قائلاً " ان دعم الجماعات المتطرفة هو احتلال المدن الكردية من روجافا كما حدث في عفرين ، سري كانيه ، كري سبي ، خاصة واقتطاع الأراضي سورية عامة والحاقها بتركية مثلما حدث مع لواء اسكندرون ان النظام التركي بقيادة رجب طيب اردوغان لا يقف في دعمه للإرهاب عند تلك الأهداف بل يسعى وبكل عنف الى ضرب النهج والقوى الأمنية من وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية الثورية الوطنية وانتصاراتها التي تحققها الان  بفضل قواتنا المجتمعية  ، والتمكن من أنشاء إدارة ذاتية يتمتع فيها المواطنون وخاصة الكرد بالحرية وممارسة حقهم القومي في الحياة ، إذ أن من اهداف اردوغان هو ضرب حرية الكرد التي تحققت في مشروع الامة الديمقراطية للمفكر الثوري عبدالله اوجلان  بالإضافة إلى ذلك هو  خوف النظام التركي من نضال حزب العمال الكردستاني   نهجه  المنتشر في كردستان عامة و للحد من تمدد هذا  المشروع الوطني والانساني  لدى ذلك الحزب أينما كان.

وأضاف ميتاني حديثه قائلاً " ينظر النظام التركي إلى بنود اتفاقية لوزان ١٩٢٣م والمدة المحددة لها بمئة عام على أنها تقيد اهدافه وتحركه نحو التوسع والاحتلال وخاصة ما يسمى بالميثاق الملي بشكل خاص وطموح استرجاع اراضي الاحتلال العثماني بشكل عام. لذلك كثيرا" ما نسمع من هذا النظام من تصريحات باحتلال أراضي  دول الجوار من حوله ويحاول هذا النظام الصيد في مياه العكرة عندما يتلاعب بأوراق السياسة الدولية ويستغلها في تنفيذ اجنداته الاستعمارية دون حساب لاحتمال آخر ألا وهو أن انتهاء مدة الاتفاقية قد تفك قيود أخرى لصالح حرية الشعوب وخاصة الشعب الكردي الذي مدار مئة عام يأن من وطأة تلك الاتفاقية الجائرة التي تنازل فيها الاوربيون للأتراك حينذاك عن  كردستان برمتها  راضخين إلى مطالب مصطفى كمال اتاتورك المدلل من قبل الاتحاد السوفييتي والاوربيين حينذاك  عندما كان كالحمل يرضع من نعجتين بينما السياسة التركية ليست مثلها الأن  كما كانت وانها تمر في عنق زجاجة خانقة بسبب سياسة حزب العدالة والتنمية ورئيسها رجب طيب اردوغان  ذات التوجه الإخواني غير المرغوب به .لذا  الابواب بعد سنة من الآن ستكون  مفتوحة امام تراجع وخسارة السياسة التركية ودون تحقيق امنيات النظام التركي

وتابع ميتاني في حديثه قائلاً" ان هدف الحرب الهوجاء الدائرة من قبل النظام التركي على قوات الدفاع الشعبي هو شن حرب على الكرد برمتهم ، ثم هي رد على المقاومة الوطنية الشريفة في الدفاع عن حق الوجود القومي الكردي والوطني الكردستاني ومنعه ممن الضياع والاندثار وكذلك هي سعي تركي شوفيني لإعادة المشاريع العثمانية  الاحتلالية كالميثاق الملي والتوسع نحو داخل جنوب كردستان والوصول إلى احتلال كركوك وموصل وشنكال، بل القضاء  على المكسب الكردي الحالي الا وهو الحكم الفدرالي لهولير  مع بغداد .فالحرب التركية الاستعمارية على جبال كردستان في قنديل وزاب وغيرهما هي كالحرب في مناطق  وان وديرسم وغيرهما في عفرين وسري كانيه وكري سبي . أي انها الحرب على المدن الكردستانية والهوية الكردية برمتها. وذلك لأن النظام التركي وضع أمام نصب أعينه العداء للشعب الكردي وهذا النظام هو صاحب مقولة لن نسمح للكرد من نصب خيمة أينما كانت..

وقال ميتاني من خلال حديثه " أن تحقيق هذا الهدف يضم في طياته نتائج سلبية كبيرة : صعوبة  احتلال اراضي دول اعترف بها نظام الامم المتحدة وموجودة في ميثاقها .أن  تعاون النظام التركي مع الجماعات المتطرفة والمرتزقة ونشر افكارها الرجعية لا تناسب معايير الفكر  الدولي الحالي وكذلك تضاد هذا الفكر المتطرف مع الفكر الامريكي والاوربي والعالمي يستوجب الوقوف من لدنها ومنعها أن المنطقة عانت خلال السنوات الماضية من ويلات حرب وعدم استقرار باتت لا تتحملها بصورة جديدة أعتى من ويلات تلك وقد افرزت أطراف عديدة منها ما أدركت عدم تكرارها ان ما نشهده الآن من توازنات دولية في المنطقة باتت نتيجة تكاد تكون نهائية وثابتة ترفض العبث بموضعها.  ظهور الطرف الكردي كقوة جديدة على الساحة في المعادلة الاقليمية يلعب دورا'محليا"ودوليا"مؤثرا"إلى حد ما في السياسة الدولية يحسب له. لا ننسى بأن اهداف النظام التركي كان يتحقق بضعف أو غياب أنظمة قوية في المنطقة ولكن الأن ثمة بوادر ظهور تلك الانظمة التي ستعيق مع أصدقائها من تنفيذ مخططاتها، لذا لتلك الأسباب وغيرها فأن ذلك المشروع التركي لن يكتب له النجاح وسيكون في مهب الريح  

وفي الختام قال المؤرخ والكاتب الكردي برادوست ميتاني قائلاً" ان ما يعلنه الان اردوغان والنظام التركي ضد روجافا وخاصة شمال وشرق سوريا هو استمرار لنهجمهم القديم الحديث في معادة الشعب الكردي واخوة الشعب و سياسة الاحتلال وأعاد امجاد العثمانيين المزعومة يشكل خطراً كبيراً لذا على الجميع  التصدي له وعلى مغرمين بهم من قبل النظام التركي ، من الكرد والعرب اليقظة والعودة عنه و تكاتف مع  شعوب المنطقة ومع  قواتنا الوطنية (قسد)  وكذلك بالنسبة للجيش السوري من قبل الحكومة السورية، كونها قضية الارض والوطن والاعتزاز بالحرية، وعلى الإدارة الذاتية التكثيف من  دورها الدبلوماسي الإقليمي والعالمي وفق سياسة سليمة، وضرورة التلاحم الكردي الكردستاني والتقارب السياسي بين حركته ونبذ الخلافات والبعد عن التحالفات مع النظام التركي واعوانه المحتلين لمدن روجافا والتقارب والتوحد بين الوطنيين السوريين دون النظر  إلى المصالح السلطوية لتشكيل قوة مختلفة في جميع المجالات والوقوف في وجه هذه التهديدات الاردوغانية الخطرة على سوريا على المثقفين سواء الكرد او غيرهم من اخواننا من المكونات الأخرى عدم اتخاذ الموقف الموالي للاحتلال التركي وكذلك الموقف المحايد بل تكريس أقلامهم  في نشر  الثقافة الوطنية الرافضة  لهذه المحاولات الاحتلالية.