انتهاء أعمال اليوم الأول للملتقى الحواري الوطني النسوي السوري في حلب

انتهت أعمال اليوم الأول للملتقى الحواري الوطني النسوي السوري، بالتأكيد على ضرورة صون حق المرأة بالمشاركة السياسية، كشرط أساسي لإنجاح العملية التفاوضية في سوريا وإرساء الأمن.

انطلق منذ صباح اليوم أعمال الملتقى الحواري الوطني النسوي السوري، والمنظم من قبل مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية، في صالة الجزيرة الواقعة بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، وذلك تحت شعار "وحدة النساء السوريات – أساس الحل في سوريا وتحقيق السلام".

شارك في الملتقى 100 شخصية من نساء مدن السويداء، ودمشق، وطرطوس، وحمص، وإدلب، وممثلات عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ومؤتمر ستار، وتجمّع نساء زنوبيا، على أن تمتد أعمال الملتقى على مدار يومين؛ 18 – 19 تشرين الجاري.

وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ألقيت كلمة افتتاحية من قبل رئيسة مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية، جيهان خضرو.

رحبت جيهان في مستهل حديثها بجميع الحاضرات والمشاركات في الملتقى، وقالت بأن اجتماعهن اليوم يتزامن مع وصول القضية السورية إلى مرحلة معقدةً للغاية، إذ تحولت سوريا إلى ساحة صراع إقليمي ودولي.

مشاركة المرأة شرط أساسي لإنجاح العملية التفاوضية

ولفتت جيهان خلال حديثها الانتباه إلى دور مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية، في العمل على تعزيز دور المرأة للوصول إلى مشاركة فعالة لها في جميع المواقع وبالمناصفة مع الرجل، والعمل على تمكينها سياسياً وتحقيق الوحدة النسوية السورية وإتاحة الفرص أمام المرأة للمساهمة في صنع القرار والقيادة وبناء السلام في سوريا الجديدة.

في ختام حديثها شددت جيهان على اعتبار المشاركة الفعّالة للمرأة في كافة مراحل العملية السياسية شرطاً أساسياً لإنجاح العملية التفاوضية والتغيير، والدفع باتجاه السلام وإيجاد حلٍّ سياسي دائم ومستدام للقضية السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية.

ومن ثم ألقت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية ليلى قره مان، كلمة دعت من خلالها كل التنظيمات والحركات والفعاليات النسوية السورية إلى تجاوز الخلافات وبناء المشتركات التي تهدف إلى تمكين المرأة في جميع المجالات، لتمكينهن من لعب دور قيادي في الحياة السياسية والاجتماعية، والتخلص من حالة الاستبداد والمركزية.

لتبدأ بعدها أولى جلسات محاور الملتقى بعنوان "استراتيجية حلّ الأزمة من منظور المرأة"، قرأته الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية في حلب زينب قنبر.

"استبعاد المرأة من الحلول الوطنية الشاملة لم تُنتج حلاً شاملاً"

المحور تضمن ذكر موضوع حل الأزمة السورية المرتبط إلى حدٍ بعيد بتغيير وضع المرأة وتمكينها من نيل حقوقها الخاصة بها وما له أهمية لطرح حلول دائمة (سياسية، اقتصادية، ثقافية، اجتماعية) للأزمة السورية.

المحور نوه إلى فكرة أنه لا يمكن تحقيق اي نجاح، وأن أي حل سياسي سيكون مبتوراً وأعرجاً ولن يلقَ النور بدون مشاركة نسوية قوية وفاعلة، فتجربة الأزمة السورية، والتجارب العالمية في حل المشاكل الاجتماعية والأزمات التي تتعرض لها، أي أن استبعاد المرأة من الحلول الوطنية الشاملة لم تُنتج حلاً ولن تكون حلاً.

كما وأشار إلى ضرورة تنشيط المؤسسات النسوية التي تتصدر المشهد السياسي، والنشاطات الأخرى الثقافية والاجتماعية في كافة المناطق السورية، وأن يكون هناك تنسيق في العمل الميداني والسياسي، وتلاقي للرؤى والأفكار بين هذه المنظمات والحركات النسوية، لتستطيع الارتقاء بعملها والوصول إلى سوية معينة والحفاظ على الهوية الوطنية السورية.

دور المرأة مهمش في مناطق حكومة دمشق

ومن النقاشات التي رصدها مرسلو وكالة هاوار خلال المحور الأول مداخلة الناشطة السياسية من السويداء راقية مشعر عبر تطبيق الزووم، والتي قالت بأن بعد مرور أكثر من 13 عام على الأزمة خلالها تعرضت المرأة للاعتقال والاختطاف والسجن والكثير من الجرائم.

راقية نوهت إلى زيادة العمل لتمثيل المرأة سياسياً في صناعة القرار وبالتالي للوصول إلى مرحلة اعتبار المرأة شريك بدلاً من كونها تابع.

أما الكاتبة من السويداء انجيل الشاعر فقالت بأن القرار الأممي الذي يحمل الرقم 1325 الذي يطالب بإشراك المرأة سياسياً وحمايتها في النزاعات وقدرتها على حل الأزمات، ووصفته بالقرار المهم الذي يضمن الحقوق السياسية للمرأة السورية.

انجيل اعتبرت تجربة المرأة في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية تجربة رائدة لضمان مشاركة المرأة عملياً في كافة الميادين وصناعة القرار، بعكس مناطق حكومة دمشق التي يكون بها دور المرأة مهمش، وأعطت مثالاً على ذلك هو منح وزارتين للمرأة من أصل 27 ضمن حكومة دمشق، ما يعتبر مشاركة سياسية ضعيفة.

ليتم بعدها عرض فيديو يتضمن أبرز النشاطات والفعاليات التي قام بها مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية.

المشاركة الشاملة للمرأة لازالت خجولة

أما المحور الثاني فكان بعنوان "المشاركة الشاملة للمرأة السورية"، ألقته الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية في قامشلو، هندرين محمد.

أشار المحور كخلاصة إلى أنه بالرغم من مرور الأزمة التي تجاوزت الثلاثة عشر عاماً، إلا أن المشاركة الفعلية الشاملة للمرأة السورية مازالت خجولة، كونها بحاجة لتمكين، ولم الشمل النسوي والسوري، وخاصة التمكين السياسي والذي يعتبر أساساً للمرأة في اتخاذ الجرأة في مواجهة العقبات، والمشاركة الشاملة في كافة المجالات سواء كانت اقتصادية او اجتماعية، او ثقافية، بما فيها العسكرية.

وخلال النقاشات التي خرجت بعد المحور قالت عضوة مجلس الإدارة في الاتحاد النسائي السرياني في سوريا إلهام مطلي أن يتوجب إيصال ثقافة حرية المرأة إلى كافة النساء في كافة المناطق النائية وغير النائية لتفعيل دورها في المجتمع المدني للوصول إلى الهدف المشترك في ضمان مشاركة المرأة بكتابة القوانين وبالتالي ضمان حقوقها قانونياً.

أما المُدرسة من مدينة حلب حنيفة حجاج فاقترحت حصص دراسية في "التربية الأخلاقية" بالمدارس السورية ليتعفى جيل المستقبل من داء العادات البالية المتوارثة عبر الأجيال المتلاحقة.

يذكر أن أعمال الملتقى تمتد على مدار يومين، حيث سيتم التباحث حول المحور الرئيسي لأعمال اليوم الثاني تحت عنوان " دور المرأة في بناء السلام"، ومن المقرر إصدار بيان ختامي لأعمال الملتقى في نهاية أعماله يوم غد.

 

المصدر: وكالة هاوار للانباء