"تمر علينا الذكرى السنوية السابعة عشرة لانتفاضة قامشلو، هذه الانتفاضة التي فجرها الشعب الكردي في وجه النظام الدكتاتوري وأجهزته الأمنية، التي عملت من خلال تحويل مباراة بكرة القدم بين ناديي الجهاد والفتوة إلى فتنة واقتتال بين جماهير الفريقين، وإشعال فتنة بين مكونات المنطقة، حيث استخدمت أجهزته الأمنية وشبيحته الرصاص الحي ضد الشباب الكرد العزل، مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات منهم، وكان رد شعبنا الرفض والانتفاض في جميع مدن وقرى روج آفا وصولاً إلى حلب ودمشق، حيث توحد الجميع بروح الانتفاضة ضد سياسات النظام البعثي الشوفينية ورفضاً للفتنة ، متمسكين بروح الأخوة بين مكونات المنطقة .
لقد حطمت انتفاضة 12 آذار حاجز الخوف لدى أبناء شعبنا المناضل عبر عشرات السنوات لنيل حقوقه، وكانت روح انتفاضة قامشلو شرارة لثورة 19 تموز التي أثمرت في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية، ممثلة لطموح وإرادة جميع المكونات من كرد وعرب وسريان وآشور وأرمن والمكونات الأخرى عبر تكاتفهم وتمسكهم بروح أخوة الشعوب والعيش المشترك واستطاعوا حماية مناطقهم والدفاع عن مكتسباتهم أمام جميع المحاولات والمؤامرات التي تعرض لها شعبنا ومشروعهم الديمقراطي .في ظل استمرار النظام المتمسك بعقليته الاستبدادية الشوفينية، ومحاولاته خلق الفتنة بين مكونات المنطقة، وتحريض العشائر، وعمليات الاغتيال، وخلق الأزمات لضرب هذه الحالة من الوحدة والتلاحم بين أبناء المنطقة بجميع مكوناتهم وطوائفهم، هذه العقلية التي أوصلت سوريا والشعب السوري إلى الدمار والتشريد والتهجير .
إن إحياء والتمسك بروح انتفاضة قامشلو التي وحدت الشعب الكردي في وجه الظلم والإنكار هي حاجة ضرورية في هذه المرحلة، لتوحيد الصف الكردي لحماية مكتسبات شعبنا التي أثمرت بدماء شهدائنا، وإنهاء الاحتلال لمناطقنا في عفرين وكري سبي وسري كانيه .
إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة نستذكر شهداء انتفاضة 12 آذار، وجميع شهداء ثورتنا وننحني إجلالاً أمام عظمتهم، ونؤكد على أن شهداء 12 آذار سيبقون قيم ثورتنا وعزة شعبنا والنور الذي نهتدي به للوصول إلى الحرية وبناء سوريا ديمقراطية لامركزية .
وندين ممارسات النظام السوري، ونؤكد في الوقت نفسه على ضرورة الحوار السوري السوري لإنهاء الأزمة السورية، لتحقيق طموح وتطلعات شعبنا وآمال شهدائنا".