توافد المئات من أهالي مدينة تل براك في مقاطعة الجزيرة إلى قرية الريحانية لتقديم واجب العزاء لذوي المقاتل في صفوف قوات الكوماندوس، بشار عبد الخالق دهيم، الذي استشهد في الرابع من الشهر الجاري في ريف حلب.

ونُصبت خيمة العزاء في مسقط رأس الشهيد، حيث علق فيها صوره إلى جانب صور القائد عبد الله أوجلان وأعلام مجلس عوائل الشهداء، في مشهد عكس روح الوفاء والإصرار على استكمال مسيرة الشهداء.

مراسم العزاء.. تجديد العهد بالمقاومة

وبدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلتها كلمات عدة، استهلتها الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء في تل براك، بشرى الهلوش التي قدمت العزاء لذوي الشهيد وأكدت على وحدة الصف في مواجهة التحديات.
وأضافت: "نحن شعب متمسكون بدماء شهدائنا الأبطال، ولن يستطيع أحد كسر إرادتنا التي بُنيت بدماء من ضحوا من أجل الحرية والكرامة".

أما عضوة مؤتمر ستار عذراء الحسين، فقد شددت على أهمية استكمال المسيرة النضالية، قائلة: "لولا تضحيات الشهداء، لما زالت غيمة الظلم عن سمائنا، ودماؤهم هي التي أشرقت بها شمس الحرية".

وفي السياق ذاته، قال عضو مجلس تل براك العسكري، سالار علي: "بدماء الشهداء الأبطال تُبنى الأوطان، فلولاهم، لكانت شمال وشرق سوريا مسلخاً للإرهاب. نعاهدهم بأن نكمل مسيرتهم حتى تحقيق أهدافهم".

كما أكد عضو مجلس عوائل الشهداء في قامشلو، يوسف كوتي، أن الشهيد بشهادته رسم طريق الحرية والفداء، قائلاً: ""قدم روحه لينعم الملايين من الشعوب بالأمن والاستقرار. هذا هو معنى التضحية الحقيقية".

التآخي بين المكونات.. رسالة من العزاء

وبدوره، ألقى الشيخ محمد حسناوي الجدوع، أحد وجهاء عشيرة البوخطاب، كلمة عبّر فيها عن أهمية التآخي بين الشعوب، قائلاً: "ما شهدناه اليوم هو تجسيد لوحدة الصف بين مكونات المنطقة، فكلنا نقف في وجه الظلم والاحتلال وندعم مسيرة الحرية".

واختتمت المراسم بقراءة وثيقة الشهيد بشار دهيم وتسليمها لذويه، وسط ترديد الحشود للهتافات التي تمجد الشهادة وتؤكد على الاستمرار في النضال حتى تحقيق النصر.