أدلت وحدات حماية المرأة، اليوم، بحضور عضوة القيادة العامة للوحدات سوزدار ديرك والناطقة باسم الوحدات روكسن محمد وعشرات المقاتلات، ببيان أمام دوار النعيم وسط مدينة الرقة، بشأن التقارير التي تتحدث عن نقل دولة الاحتلال التركي مئات مرتزقة داعش إلى جنوب كردستان للمشاركة في القتال ضد الكريلا.
وجاء في نص البيان ما يلي:
"تتعرض اليوم مناطقنا وحتى العالم بأجمعه لهجمات الإنكار والإبادة بشكل عنيف فالإنسانية تمر في أزمةٍ كبيرة. عادةً نرى بأنه تم فتح جبهة واسعة من الإبادة والاغتصاب والعنف ضد النساء والشعوب المطالبة بالحرية والعدالة والديمقراطية.
المجازر التي ارتكبتها داعش في سوريا والعراق وشنكال وكردستان وفي جميع بلدان أوروبا ما زالت حية في وجدان المجتمع والرأي العام العالمي. فالشعب العربي والكردي والمسيحي والإيزيدي وجميع القوميات تتعرض لهجمات الصهر والإبادة.
نحن وحدات حماية المرأة (YPJ) قاومنا وناضلنا بكلّ جسارة وفدائية ضد وحشية مرتزقة داعش، ورغم أننا قدمنا الآلاف من رفاقنا شهداءً، إلا أننا حاربنا وقاومنا بعزمٍ وإصرار حتى تمكّنّا من دحر داعش، وحققنا الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
لكننا وللأسف الشديد، نرى أنّ دولة الاحتلال التركي التي تهاجم مناطقنا ومناطق جنوب كردستان بشكل يومي، قد فتحت الطريق لداعش كي تتمركز في نواحي زاخو ودهوك وآمدية ليحاربوا قوات الكريلا في جبال زاب ومتينا وجميع مناطق جنوب كردستان.
بهذا الشكل تحاول الدولة التركية ضم أراضي جنوب كردستان واحتلالها. كيفما قامت الدولة التركية باحتلال روج آفا، وضمتها لأراضيها، تهدف اليوم إلى ضم واحتلال أراضي جنوب كردستان أيضاً. أي أنّ الدولة التركية تحاول احتلال أراضي جنوب كردستان عن طريق مرتزقة داعش وشراكة الحزب الديمقراطي الكردستاني الخائن ومرتزقته الـ «زيْرَفان وكَولان».
مرتزقة داعش التي ارتكبت مجازر كبيرة بحق الشعوب واغتصبت وهاجمت النساء بكل وحشية وباعتها في أسواق الخناسة، تتمركز اليوم في مناطقنا المحتلة في عفرين وإعزاز والباب وتل أبيض وسري كانيه، ويتم تجهيزها وتمويلها من قبل الدولة التركية. ومن هناك يتم توجيه هذه المرتزقة إلى كردستان، والشرق الأوسط وإلى مختلف أنحاء أوروبا وأفريقيا وآسيا. لذا علينا إدراك أنّ نقل مرتزقة داعش إلى جنوب كردستان والعراق، ليست إلا بهدف الضم والاحتلال والهجرة وارتكاب مجازر جديدة.
العالم بأجمعه يَعلمْ بأنّ قوات الكريلا حمت شنكال وكركوك ومخمور وهولير والشعب العراقي بأكمله من إرهاب داعش، فكيف يتمُّ نقل داعش إلى هذه المناطق لتحارب كريلا الحرية؟ شعب جنوب كردستان والشعب العراقي يعلم جيداً بأنّ بارزاني بذاته نادى قوات الكريلا لتحمي هولير من وحشية داعش. فبأيّ وجه يقوم بارزاني بالسماح لمرتزقة داعش لتمر إلى مناطق جنوب كردستان وتحارب قوات الكريلا؟!
بيشمركة الكرامة حاربت فاشية وديكتاتورية صدام لأعوام طويلة لتحمي أراضيها. لذا عليها أنْ تعلم بأنّ حرب اليوم تمارس الهدف نفسه، وبناءً على ذلك عليها ألا تقبل شراكة بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني التي تفتح صدرها لمرتزقة داعش.
في كوباني نحن وبيشمركة الكرامة الذين جاؤوا من جنوب كردستان والثوريون الأمميون، حاربنا جنباً إلى جنب ضد داعش وتمكّنّا من هزيمته. لذا علينا أن نتكاتف بروح كوباني ونحمي جميع كردستان والعراق والشرق الأوسط بأكمله.
دون شك نددت العشرات من الأحزاب السياسية في جنوب كردستان وفي العراق هذا الاحتلال، كما أبدت العشائر العربية في العراق موقفاً قيّماً إزاء ذلك، لكنْ يجب أن يتحول هذا الموقف إلى تنظيم كبير كي نتمكن من إيقاف هذا التحرك التركي الاحتلالي ونسدَّ الطريقَ أمام إعادة إحياء داعش، لذا على حكومة العراق المركزية وحكومة إقليم جنوب كردستان ألا تكون شريكة في هذا الجرم الإنساني، وعليها أن تخرج مرتزقة داعش والجيش التركي المحتل من تلك الأراضي المقدسة على الفور.
على العالم بأجمعه أن يرى هذا الخطر، ويعلم أنّ المجازر التي ارتكبت في إيران وروسيا وباريس وألمانيا وأفريقيا وأوروبا إنما تدار في مركز أنقرة بتوجيه من أردوغان والاستخبارات التركية. فسياسة الدولة التركية المستندة على الإبادة والاحتلال دليلٌ على أنَّ ذهنية أردوغان هي ذهنية داعش، وأردوغان يستغلُّ إرهاب داعش كجبهة خطرة ضد جميع شعوب الشرق الأوسط والعالم.
لذا يجب على العالم بأجمعه أن يقف إلى جانب قوات الكريلا الكردستانية وتبدي موقفاً صارماً ضد هذه الجريمة العالمية. فقوات الكريلا وقفت في وجه داعش في شنكال وروج آفا وكركوك ومخمور وهولير ومنعتها من ارتكاب مجازر جديدة في المنطقة. فالتزام الصمت تجاه هذه الحرب إنما يعني الموافقة على ارتكاب مجازر وإبادات جديدة في الشرق الأوسط والعالم.
لذا نؤكد ونقول:
* على شعوب جنوب كردستان والعراق أن يبدوا موقفهم بشكل مشترك تجاه مرتزقة داعش، وأن يقاوموا ويناضلوا بقوة كي يخرجوا الفاشية التركية من أراضيهم.
* كما نناشد جميع قوات بيشمركة الشرف والكرامة، أن يقفوا ضد مجازر داعش واحتلال تركيا وأن يأخذوا مكانهم في جبهات المقاومة والنضال.
* أيضاً ندعو حكومة العراق المركزية وحكومة إقليم جنوب كردستان، أن يوقفوا هذا الاحتلال بشكلٍ فوري.
* يجب على جميع شعوب المنطقة التي تعيش معاً على هذه الأراضي، وفي مقدمتهم الشعب العربي والكردي والتركماني، أن يقفوا بإرادة كبيرة ويصمدوا ضد أطماع أردوغان العثمانية.
* كما على جميع شعوب العالم بشرقها وغربها أن تؤدي مهامها الإنسانية وتقف ضد إرهاب داعش وفاشية أردوغان وتبدي موقفها بشكلٍ صارم.
* على جميع المؤسسات والقوى الدولية أن تقف ضد هجمات داعش وفاشية الاحتلال التركي، وتطالب بإخراج هذه القوى المحتلة من أراضي جنوب كردستان، وإلا سيعود إرهاب داعش وينتشر في كل مكان من جديد.
* جبهة النساء التي هي القوة الأساسية البناءة للحياة يجب أن تكون هي الأقوى ضد هذه الهجمات. لذا، نناشد نساء جنوب كردستان والعراق على وجه الخصوص وجميع نساء العالم، بأنْ يقفنَ بروحٍ واحدة وبصوتٍ واحد ضد جميع أنواع الاحتلال والإبادة.
في النهاية نحن قوات YPJ التي حاربت داعش لأعوام طويلة حتى تمكنّا من دحره، لن نقبل أن تعود مرتزقة داعش إلى هذه الأراضي من جديد وتقوم بقتل الإنسانية. نحن أيضاً سنبدي موقفنا في الوقت المناسب ضد هجمات الضم والاحتلال هذه، ونرفض إعادة تمركز داعش في المنطقة بأيّ شكلٍ من الأشكال.
نحن وحدات حماية المرأة بكردها وعربها وآشورها وسريانها وتركمانها وكلدانها وشركسها، إلى جانب مقاتلاتنا الأمميات اللواتي قَدِمْنَ من مختلف أرجاء العالم إلى روج آفا وأنهينا معاً احتلال داعش، سوف نقوم بحماية جميع النساء والشعوب بروح ثورة ١٩ تموز التي هي ثورة النساء وجميع الإنسانية. كما إننا مستعدون لحماية شعبنا في جنوب كردستان والعراق إنْ تطلّبَ الأمر. فأينما وُجِدَ إرهاب داعش، سوف نكون موجودات في الصفوف الأمامية للمقاومة والنضال.
عاشت وحدة ومقاومة الشعوب
عاشت وحدة ومقاومة النساء
عاشت الروح الأممية الثورية
فلتسقط الفاشية والخيانة
لا لسياسات الضمّ والاحتلال".