أطفال عفرين يهربون من معاناة الحرب ويداوون جراحهم بالموسيقا
في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها مناطق الشهباء في ريف حلب الشمالي من الحرب والدمار وانعدام البنية التحتية أطفال عفرين يُحرمون من مدارسهم بسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق.
في ظل الظروف المأساوية التي تمر بها مناطق الشهباء في ريف حلب الشمالي من الحرب والدمار وانعدام البنية التحتية أطفال عفرين يُحرمون من مدارسهم بسبب الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق.
مازالت مشاهد الدماء معلقة في اذهان الاطفال واثار الدمار توجع القلوب، وملامح اطفال عفرين كبرت قبل اوانها، هذا هو حال اطفال عفرين المهجرين والمقيمين في مخيمات مناطق الشهباء، منهم من فقد ذويهم ومنهم من فقد اشقائهم ومنهم من فقد بيته ومدرسته والحي الذي كان يجمعه مع اصدقائه للعب، ومنهم من فقد الامل.
هذه ليست المرة الاولى التي تلجأ فيها حكومة دمشق لممارسة سياسة التجويع ضد مهجرو عفرين من خلال فرض حصار خانق على المنطقة ومنع دخول المواد الضرورية كالمحروقات مما أدى لإيقاف الدوام في جميع المدارس في منطقة الشهباء، إلى جانب جميع هذه المعاناة التي يمر بها الاهالي في المنطقة، يكثف جيش الاحتلال التركي هجماته العنيف على المنطقة وتعد الشهباء هدفاً رئيسياً لمدفعية الاحتلال التركي.
اطفال عفرين بدورهم، لجأوا الى العزف والغناء من أجل نسيان الحزن واليأس والذبول، يقول بعض الاطفال في لقاء مع وكالة فرات للأنباء ANF انهم يندمجون مع الموسيقا ويحلّقون في عالم آخر، وغالباَ ما يهربون من اصوات القصف الى بيت الموسيقا لممارسة هواياتهم في العزف على مختلف الآلات الموسيقية.
كما قالت الطفلة كلناز:" أنه وإلى جانب جميع المعاناة التي يعيشونها، تفرض حكومة دمشق حصاراً خانقاً على منطقة الشهباء، ومنع ادخال المواد الضرورية وخاصة المازوت، مما يؤدي لتعطيل الدوام في المدارس، ولذلك نلجأ الى الموسيقا لنخفف من المعاناة التي نمر بها، ونؤكد باستمرارنا بالبقاء من اجل العودة الى عفرين".
وبحسب عضو ادارة مركز الثقافة والفن في مخيم برخدان (المقاومة) فرهاد علوش، أنه منذ خمس أعوام أي منذ احتلال مدينة عفرين وعند نزوح الاهالي قسراً الى مناطق الشهباء، اعتمد الاهالي على ارسال اطفالهم الى مركز الثقافة والفن، وهذا يدل على ان الاهالي والاطفال معتمدون وبشكل اساسي وكبير على ارتباطهم الوثيق بالثقافة العفرينية، وقال:" ان إقبال الطلاب على دراسة الموسيقى خلال سنوات الحرب ازداد بشكل كبير، وهناك الكثير من أولياء الأمور باتوا يشعرون بالحماس للهروب بأولادهم من واقع الحرب والقتال، إلى تعلم أشياء جديدة ومسلية في الوقت ذاته، كما أنها قد تساعدهم في التغلب على متاعب الحرب.
واختتم فرهاد علوش الرئيس المشترك لمركز الثقافة والفن في مخيم برخدان (المقاومة) حديثه بالقول:" في ظل هذا الحصار المفروض على مناطق الشهباء منذ ثلاثة أشهر تم تعطيل الدوام في المدارس، لذلك قمنا بتكثيف الدورات في المخيم في جميع المجالات الفنية، العزف والغناء والرقص، وعلى هذا الاساس نحن مستمرون على النضال ونشر الثقافة الكردية العفرينية في كل مكان لان الثقافة هي اساس المجتمع.