ندوة في القاهرة لمناقشة المجلد الرابع من كتاب مانفيستو الحضارة الديمقراطية للمفكر عبدالله أوجلان

تبقى أفكار وكتابات المفكر عبدالله أوجلان كنهر جار لا ينضب، تروي ظمأ المثقفين والسياسيين خاصة أطروحة "مانفيستو الحضارة الديمقراطية" بما تحمل من قراءات متعمقة لكثير من الإشكاليات.

وفي إطار حملة الحرية للقائد أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية، تعقد دار نفرتيتي للنشر والدراسات المصرية ندوة حول كتاب "مانفيستو الحضارة الديمقراطية.. أزمة المدنية وحل الديمقراطية في الشرق الأوسط" للمفكر الأممي عبدالله أوجلان، والتي يديرها الكاتب السيد عبدالفتاح مدير الدار، وذلك في السادسة من مساء يوم غد السبت الثامن من أغسطس/آب، بمقرها الكائن بشارع عبدالخالق ثروت في العاصمة المصرية القاهرة.

وقد وجهت الدار دعوة للحضور والمشاركة في هذه الفعالية المتعلقة بواحدة من أهم الكتابات والأطروحات الفكرية لعبدالله أوجلان، حيث يناقش الكتاب عدد من أعضاء المبادرة العربية لحرية أوجلان وهم: الكاتب الصحفي المصري إلهامي المليجي والسفير شريف شاهين مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، والأكاديمي والباحث السياسي المصري الدكتور هاني الجمل، بالاضافة للدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ بجامعة دمنهور المصرية

ورغم إسهاماته الفكرية ومنهاجيته المتفردة القادرة على تضميد جراح المنطقة وحقن دمائها وإخراجها من مأزقها، يقبع المفكر الأممي عبدالله أوجلان في سجن إمرالي بتركيا لنحو 25 عامًا منذ اعتقاله بمؤامرة دولية وتسليمه إلى أنقرة في 15 فبراير/شباط من عام 1999، وعدم إطلاق سراحه رغم انتهاء محكوميته تقريبًا، وهو الرجل الذي تجاوز 76 عامًا.

ولم يكتف نظام الديكتاتورية التركية بذلك، إذا يواجه أوجلان في سجنه ظروفًا تغيب عنها أدنى درجات المعاملة الإنسانية، بشهادة عديد من المنظمات والجهات المعنية بحقوق الإنسان، إذ يفرض النظام التركي عليه حالة من العزلة التامة، فتم منعه من لقاء ذويه ومحاميه، وسط انقطاع تام كذلك للمعلومات حول حالته الصحية.

أهمية الكتاب

ويتوقف كثير من المفكرين والمثقفين أمام المجلد الرابع من كتاب "مانفيستو الحضارة الديمقراطية" والذي حمل عنوان "أزمة المدنية وحل الديمقراطية في الشرق الأوسط" وقد كتبه أوجلان في سجنه بالإضافة إلى مجلدات أخرى، إلا أنه يحمل أهمية كبيرة كونه يقدم قراءة نقدية وتشخيصًا لمشكلات وقضايا الشرق الأوسط، ويرصدها رصدًا دقيقًا، طارحًا لعدد من الحلول التي يرى كثيرون أنها طوق نجاة لشعوب هذه المنطقة المشتعلة الذين يبحثون عن حلول لهذه القضايا.

ومن يقرأ الكتاب يجد أن الأزمات التي تطرق لها أوجلان لا يزال الشرق الأوسط يعاني أمامها وتغيب عنه الحلول لمواجهتها، مثل قضايا المرأة والقبلية والإثنية والقوم والدين والمذهب والمدنية والطبقية والسلطة والدولة والهرمية والأسرة، كما تطرق إلى قضايا الأخلاق والسياسة والديمقراطية، وقضايا الإيديولوجية والاقتصاد والثورة في مجتمع الشرق الأوسط، إذ يرصد أوجلان العلاقات والخطوط البينية والتاريخية لهذه الإشكاليات والقضايا وجذورها والتي تنقله لتناول أزمة المدنية وإشكاليات الدولة القومية في ظل نظام الحداثة الرأسمالية الذي خلق قوى مهيمنة جديدة على منطقتنا، فضلًا عن أزمة الهوية.

ويمثل الكتاب الرابع من مانفيستو الحضارة الديمقراطية قراءة معمقة ومرجعية حول ثقافة الشرق الأوسط، وحتى أوجلان يقول في مقدمة كتابه إنه يتناول ويتفحص ثقافة الشرق الأوسط، مؤكدًا أنه بدون فهم هذه الثقافة التي طالما لعبت دور البؤرة في تاريخ البشرية الكوني، سيبقى تعريف الفرد لنفسه سطحيًا للغاية.