إيران توقف الرحلات الدينية إلى العراق
أعلنت القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء العراقية أن الظروف الراهنة غير مواتية لزيارة "العتبات المقدسة" في العراق.
أعلنت القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء العراقية أن الظروف الراهنة غير مواتية لزيارة "العتبات المقدسة" في العراق.
ودعت القنصلية في بيان لها، اليوم الاثنين، الزوار الإيرانيين إلى "تأجيل سفرهم إلى العراق حتى استعادة الأمن في المدينة".
وشهد محيط القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء جنوب بغداد مواجهات عنيفة بين متظاهرين حاولوا اقتحام القنصلية وقوات الأمن العراقية، نتج عنها وقوع قتلى وجرحى.
وكان مصدر أمني إيراني مطلع، أعلن أن طهران قررت وقف الزيارات الدينية لمواطنيها إلى العراق حتى إشعار آخر، مرجعاً ذلك للظروف الراهنة في البلد الجار.
وقال المصدر في تصريح لوكالة أنباء فارس: إن "ضمان أمن الزوار هو أولويتنا، ومن هذا المنطلق وبعد أيام زيارة الأربعين ونظراً إلى الظروف المستجدة والوضع في العراق، لم يكن لدينا إيفاد إلى العتبات المقدسة، وإن جميع الموظفين الإيرانيين في العراق قد عادوا إلى البلاد".
وأردف: "حاليا لا يوجد أمن مطلوب لتواجد الزوار، كما أن منظمة الحج والزيارة أبلغت مكاتبها بوقف إيفاد قوافل الزوار إلى العتبات المقدسة حتى إشعار آخر، وبعثت رسالة في أواخر الأسبوع الماضي، طلبت فيها إلغاء سفر قوافل الزوار".
ويتوافد إلى النجف كل عام، نحو 1.5 مليون زائر، باستثناء المشاركين في الزيارة الأربعينية التي تعد أكبر تجمع شيعي ويشارك فيه الملايين. وشارك 1.8 مليون إيراني في مراسم الأربعينية العام الماضي، وفق أرقام رسمية.
وأحيى الشيعة أربعينية الحسين هذا العام في الـ17 من أكتوبر الماضي وتتم عند ضريح الحسين بن علي في كربلاء التي تبعد 110 كلم جنوب بغداد.
في جانب آخر أفادت وسائل إعلام عراقية، اليوم الاثنين، بقطع عدد من شوارع بغداد، خاصة شرقي العاصمة، وفي محافظات اخرى، من قبل متظاهرين استمراراً للضغط في تنفيذ "عصيان مدني" دعوا إلى تنفيذه منذ يوم أمس.
واضافت، أن متظاهرين غالبيتهم من الشباب قطعوا، صباح اليوم، الشوارع الرئيسية لمناطق الشعب والبنوك والزعفرانية والامين والعبيدي وساحتي مظفر والحمزة وجزء من طريق شرق القناة، فضلا عن مناطق حي العامل والشعلة، وأبو دشير في الدورة".
وأشارت إلى أن "متظاهري عدد من المحافظات قطعوا أيضا الطرق المهمة، لشل حركة السير وتنفيذ عصيان مدني".
وكان رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي قد أكد، أمس الأحد، أن المظاهرات في البلاد حققت الكثير من أغراضها ودفعت السلطات الثلاث إلى مراجعة مواقفها، وفيما أشار إلى أن تهديد المصالح النفطية وقطع البعض الطرق عن موانىء العراق يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات، أوضح أنه "آن الأوان لعودة الحياة إلى طبيعتها لتفتح جميع الأسواق والمصالح والمعامل والمدارس والجامعات أبوابها".
وكان المتظاهرون في عموم العراق قد دعوا منذ أيام إلى تنفيذ العصيان المدني العام في عموم المحافظات تعبيراً عن رفضهم لاستمرار الحكومة الحالية وتمسك رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالمنصب رغم الرفض الشعبي له واستمرار قمع المتظاهرين وعدم الاستجابة لمطالبهم.
وفي الأول من أكتوبر، اندلعت مظاهرات في العراق ضد الفساد والبطالة قوبلت بحملة أمنية دامية أسفرت عن مقتل العشرات في عمليات وجهت فيها أصابع الاتهام نحو طهران.
وتضخمت الاحتجاجات مرة أخرى منذ استئنافها في أواخر الشهر ذاته بدعم من الطلاب ونقابات العمال.
واقترحت الحكومة سلسلة من الإصلاحات، بما في ذلك حملة توظيف وخطط رعاية اجتماعية وانتخابات مبكرة بمجرد إقرار قانون تصويت جديد. لكن التعهدات لم يكن لها تأثير يذكر على المتظاهرين في الشوارع الذين دانوا الطبقة السياسية وحملوها مسؤولية تردي الأوضاع في البلاد.