تركيا المقصودة.. مصر تجدد رفضها التدخل في شأن سوريا عبر 5 اتصالات دبلوماسية

في 5 اتصالات دبلوماسية حول تطورات الأوضاع في سوريا، جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تمسك القاهرة برفض أي تدخلات خارجية في الشؤون السورية، ودعمها عملية سياسية شاملة.

وفى إطار الاتصالات المكثفة التي يجريها وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي لتبادل الرؤى مع نظرائه بشأن التطورات في سوريا، أجرى الوزير اتصالات هاتفية مع نظرائه في العراق والأردن والإمارات والجزائر وروسيا، حسبما ذكرت، أمس، وزارة الخارجية المصرية، وذلك لتبادل التقييمات بشأن المستجدات في سوريا وموقف مصر منها.

وأكد الوزير عبد العاطي موقف مصر الداعم للدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار على كامل الأراضي السورية، داعياً إلى أهمية حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا خلال المرحلة الانتقالية.

كما دعا عبد العاطي إلى تدشين عملية سياسية شاملة تضم كافة أطياف ومكونات الشعب السوري وبملكية سورية، دون تدخلات خارجية؛ لتمهيد الطريق لعودة الاستقرار إلى سوريا، وإفساح المجال أمام دمشق لاستعادة وضعها على الساحتين الإقليمية والدولية، ووضع حد نهائي لمعاناة الشعب السوري.

عدم الإقصاء ضمانة للاستقرار

تعقيباً على تلك الاتصالات، يقول السفير علي الحفني مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن مصر حريصة أشد الحرص على استعادة الاستقرار في سوريا، والحيلولة دون أن تقع دمشق مرة أخرى في جو الخلافات والتناحر، الذي إن حدث فسيطيل أمد الأزمة السورية لسنوات طويلة قادمة.

وأضاف، في تصريح عبر الهاتف لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن القاهرة تدرك أن إطلاق عملية سياسية شاملة لجميع المكونات دون إقصاء أو تهميش، الضمانة الأساسية لتحقيق الاستقرار في سوريا، مشدداً على أن هذا الأمر يتطلب تكاتف جميع السوريين، وأن يتوحدوا حول أجندة وطنية، وأن يقدموا التنازلات في سبيل إقامة دولتهم.

ويلفت السفير علي الحفني إلى أن تحقيق الوحدة والتماسك الداخلي، يتطلب بالضرورة أن ترفع الأطراف الدولية المتدخلة في الشأن السوري أيديها، وأن يكون القرار السوري معبراً عن سيادة وطنية، والأخيرة بدورها تتطلب خروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي السورية، منوهاً إلى أن هذه الأمور في صميم ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمة.

استعراض للأزمة مع لافروف

نفس الثوابت أكدها وزير الخارجية المصرية خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، أمس، حيث استعرضا أبرز المستجدات في المشهد السوري، واتفقا على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة.

وأشار بيان الخارجية المصرية إلى أن هذا يأتي من أجل دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية، بصورة تعلي مصالح عموم الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، وبما يسمح بتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية تفضي إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا، بما يحفظ أمن ومستقبل ومقدرات الشعب السوري.

تركيا المقصودة

من المقصود بمسألة التدخلات الخارجية في الاتصالات السابقة؟، سؤال توجهت به وكالة فرات للأنباء (ANF) إلى الدكتور رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، فكانت إجابته قاطعة "تركيا بالفعل، وليس أي طرف آخر"، موضحاً أن ذلك يعود إلى أن أنقرة هي بالفعل من تتدخل حالياً وبشكل مبالغ في الشأن السوري".

ولفت عاشور إلى أن تركيا هي التي ترسل قوات إلى سوريا، وتحشد الآن قواتها ضد الكرد، كما أنها من تقف خلف هيئة تحرير الشام التي سيطرت على دمشق، وقدمت لها كافة أشكال الدعم، معتبراً أن هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لتنظيم الإخوان الدولي، وسيطرتها على السلطة في دمشق يشجع الكثير من الخلايا الإخوانية النائمة في دول مثل الجزائر ومصر والإمارات والأردن.

ويقول أستاذ العلاقات الدولية إن هذه الدول تأخذ في الاعتبار جيداً أن هيئة تحرير الشام وسلطتها في سوريا، تأتي امتداداً للأطماع التركية في المنطقة، وكذلك لأفكار العثمانية الجديدة، مؤكداً أن هذه الدول تواجه هذا المشروع التركي التوسعي القائم على استخدام جماعة الإخوان.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد دعم مصر الكامل لوحدة سوريا واستقرارها، ودعم العملية السياسية الشاملة بمشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون تدخل خارجي، كما أدان بشدة انتهاك سيادة الدولة السورية من قِبل إسرائيل، بما في ذلك الاستيلاء على أراضٍ جديدة وشن اعتداءات وإلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.