الخبر العاجل: استشهاد صحفيين في قصف للاحتلال التركي على كوباني

سياسيون مصريون يدعون الكرد إلى الصمود والمقاومة في مواجهة الاحتلال التركي

رغم تأكيد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، والتمسك بالحوار، إلا أن الشواهد تؤكد أن الاحتلال التركي ومرتزقته يواصلون إصرارهم على العدوان.

وسجل أمس الأربعاء هجوماً شاملاً من قبل الاحتلال التركي والمليشيات والمرتزقة الموالين له في محور سد تشرين، في إطار مواصلة الهجمات على الجبهة الجنوبية لمدينة كوباني في قراقوزاق وسد تشرين، والتي استمرت حتى المساء، وسط مقاومة باسلة من قوات سوريا الديمقراطية في المقابل، حتى نجحت في دحر المعتدين.

يأتي هذا تزامناً مع هجمات تطال مناطق عديدة من كوباني، يستخدم فيها الاحتلال التركي الطيران المسير والمدفعية الثقيلة، إلى جانب التحشيدات الكبيرة من جيش الاحتلال في منطقة سروج، وكذلك انتشار الدبابات والمدرعات التركية على الحدود الشمالية لكوباني، وفي الجهة الغربية لقراقوزاق.

بيان شديد اللهجة

وفي هذا السياق، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً، اليوم، أكدت فيه أنه "رغم كل الجهود التي يبذلها التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية في خفض التصعيد وإعلان وقف إطلاق النار في منبج وكافة مناطقنا؛ إلا أن الاحتلال التركي ومرتزقته لم يلتزموا بهذا القرار ويستمرون في هجماتهم".
وشددت "قسد" على أهمية وقف التصعيد، ووقف جميع العمليات العسكرية، وحل كافة المواضيع العالقة عبر الحوار، واستدرك البيان: "لكننا لن نتردد في التصدي لأي هجوم أو استهداف لشعبنا ومناطقنا، مؤكداً أن هجوم الاحتلال التركي ومرتزقته لكوباني لن يكون نزهة، كما أنه ستتم مقاومته حتى "النصر الأكيد".
وأبدى سياسيون مصريون دعمهم لما جاء في بيان قوات سوريا الديمقراطية، كما دانوا استمرار تعنت الاحتلال التركي، ومواصلة هجماته التي تطال المدنيين الآمنين، ودعوا الكرد إلى الصمود، مؤكدين حقهم المشروع في المقاومة، كما حثوا على ضرورة أن يكون هناك تحرك عربي؛ لمواجهة تدخلات القوى الأجنبية في سوريا.

ليس مستغرباً على تركيا

"سلوك ليس مستغرباً"، بتلك العبارة استهل المهندس أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري تعليقه على ممارسات الاحتلال التركي وإصراره على مواصلة عدوانه، قائلاً إن الأتراك أعلنوا بوضوح أن لهم أطماعاً في سوريا، وهم ينتظرون الفترة المناسبة لزيادة سيطرتهم على قطاع واسع من الأراضي السورية.
وأضاف السياسي المصري البارز، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن الفرصة جاءت بالفعل للأتراك في ظل الانهيار الكامل لنظام الأسد، وبالتالي سلوك أنقرة لم يكن شاذاً أو غير متوقع؛ لا سيما وأن أفكار العثمانية الجديدة التي يقودها أردوغان تواجهها المطالب التحررية للكرد سواء داخل تركيا أو خارجها.

ويؤكد شعبان أنه كان يتوقع منذ الأيام الأولى لسقوط النظام، أن المجموعات التي ورثت حكم البعث الآن لن تحقق لسورياً مستقبلاً أفضل، لأنهم يعبرون عن نظام طائفي فاشي مارس كل أشكال العنصرية، وهو امتداد لأفكار العثمانية الجديدة، وبالتالي الصراع بين أنقرة و"قسد" طبيعي، وستكون هناك استفزازات كبيرة من الجانب التركي لتوسيع الصراع، داعياً الكرد إلى الانتباه لذلك، مؤكداً أنه "يجب عليهم أن يصمدوا لتجاوز هذه الأزمة".

وعلى مدار قرابة عقد ونصف قدمت تركيا كافة أشكال الدعم للمجموعات التي سيطرت الآن على الحكم في سوريا، ومنهم كثير من العناصر المصنفة إرهابية، وعلى رأسهم أبومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، إلى جانب المرتزقة الذين يدينون بالولاء للاحتلال وقادوا هجمات شرسة بحق الأبرياء في المناطق ذات الغالبية الكردية.

استغلال للفوضى والفراغ 

بدوره، دان السفير شريف شاهين مساعد وزير الخارجية الأسبق مواصلة تركيا هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، وقال في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF) إن الأحداث التي تجري في سوريا تشكل زلزالاً كبيراً في المنطقة، وله تداعيات كبيرة، وقد نجمت عنها حالة فراغ كبيرة وفوضى في الساحة السياسية والأمنية السورية.
ويضيف شاهين أن هناك بعض الأطراف الأجنبية استطاعات استغلال هذا الوضع لصالحها، وعلى رأسها "بالطبع" تركيا، ومن الطبيعي أنها تقوم بهذه الهجمات، لا سيما أيضاً أن من سيطروا على دمشق تقودهم هيئة تحرير الشام التي دربتها أنقرة ومدتها بالأسلحة، فضلاً عن عقيدة النظام التركي الثابتة بأن الكرد عدو له.

ويؤكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الاعتداءات التركية تطال مناطق مدنية، وتستهدف بالأساس مدنيين آمنين مسالمين، وبالتالي من حق أهالي تلك المناطق المقاومة والدفاع عن أنفسهم بشتى الطرق، محذراً في الوقت ذاته من خطورة الهجمات التركية؛ كونها قد تضر بقوات سوريا الديمقراطية؛ ما قد يشكل فوضى أمنية تؤدي إلى فرار الدواعش الذين بالسجون في هذه المناطق.

تركيا وإسرائيل

واعتبر الدبلوماسي المصري السابق أن تركيا وإسرائيل تتنافسان على احتلال مناطق من سوريا، كما هو حال غيرهما من القوى الأجنبية، معتبراً أن هذا الأمر يأتي انعكاساً لحالة الفوضى والفراغ التي تشهدها الدولة السورية، في ظل سيطرة هذه المجموعات الجديدة وسقوط نظام بشار الأسد.
ودعا السفير شريف شاهين الدول العربية وجامعة الدول العربية إلى أن يكون لديهم دوراً فاعلاً تجاه ما يجري في سوريا، وأن يتم احتضان دمشق، وألا تترك هكذا كأرض لتصفية الحسابات، أو ساحة للتنافس بين القوى الأجنبية، مشدداً على أن هذا يشكل إضراراً كبيراً بالأمن القومي العربي.

ومن المفارقات أن الساعات الماضية شهدت ملاسنات بين تركيا وإسرائيل، حيث سخرت تل أبيب من انتقادات أنقرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي السورية واحتلال الإسرائيليين مناطق جديدة، في الوقت الذي يفعل فيه الجانب التركي نفس الشيء في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يسيطر الاحتلال التركي على نحو 15% من سوريا، وفق الجانب الإسرائيلي.