لا تزال الحرب في السودان مستمرة، ولكن بعد تصاعد الاشتباكات في الأيام الأخيرة، خرجت الخارجية الأمريكية بتحذير جديد لطرفي الحرب، مطالبة بالانخراط الجدي في مفاوضاتٍ لإقرار السلام.
وتنوعت رسائل صامويل وربيرغ للسودان، ما بين عدم قبول حل عسكري للصراع الراهن، والترحيب باستئناف مفاوضات منبر جدة، والمطالبة باستئناف العملية السياسية التي يقودها المدنيون.
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في حديثه إلى الدعم السريع والمجازر التي قام بها في دارفور.
كشف محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن "التحذير الأمريكي غير كافٍ لطرفين يخوضون صراعاً مسلحاً، وأدوات الضغط من المفترض أن تكون أكبر من التحذير، الأمم المتحدة تحذر والولايات المتحدة تحذر، ولكن لا تعد لغة التحذير كافية لردع أي أطراف متحاربة حتى تتوقف".
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه "يوجد أدوات أخرى يمكن استخدامها، ولكن في نفس الوقت الأدوات التي بحوزة المجتمع الدولي لم تعد تلك الأدوات التقليدية أو المتاحة مؤثرة في الطرفين المتحاربين، لطالما لديهم خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها."
وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن "العقوبات الأمريكية في الفترة الأخيرة أصبحت على الأفراد، ولكن تلك العقوبات رغم أنها تكتسب أهمية في الحد من تطلعاتهم السياسية، لكنها غير كافية، على اعتبار أن من يديرون الحرب لديهم القدرة على التمويه وطمس الحقائق والإفلات من العقاب".
وبيّن "حلفاوي"، أن "العقوبات الأمريكية على السودان مستمرة لأكثر من 22 عام ولكن لم تعود تلك الاستراتيجية والفوائد على مستقبل السودان من حيث الحكم المدني الديمقراطي ولكنها أزمت الأوضاع وجعلت من يشملهم العقوبات يتشبثون بالسلطة رغم انف الشعب السوداني".
وأردف الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن "العالم تخلى عن الحكومة المدنية ولم تتلق الدعم الاقتصادي المطلوب، وهي تقريباً استمرت بنفس حصار نظام البشير من المجتمع الدولي والذي لم يجود عليها سوى بالفتات من الأموال، وجاء الانقلاب ليقضي على كل شيئ، وقبل الإنقلاب كانت قد حركت المؤسسات الدولية لإقراض السودان 4 مليار دولار، ولكنها لم تنفذ بسبب وقوع الإنقلاب، ولذلك الحكومة المدنية واجهت أزمة اقتصادية خانقة جردتها من شعبيتها".
ومن جانبه، كشف بكري عبد العزيز، رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أن "أمريكا لن تستطيع أن تفتح جبهات كثيرة يكفي جبهة البحر الأحمر وإسرائيل وأوكرانيا، ولذلك هي لا تسعى لفتح جبهة حقيقية في السودان لوقف الحرب بين الدعم السريع والجيش".
وأكد عبد العزيز في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن "سبب صرامة التحذير الأمريكي وخاصة الدعم السريع، أن الأخير فقد حلفائه الذين يستطيعون عمل ضغط دولي من أجله".
وأضاف رئيس شبكة الصحفيين السودانيين المستقلين، أن "التهديدات الأمريكية لن يأخذها طرفي الحرب في السودان على محمل الجد"، مشيراً إلى أنه حتى سلاح العقوبات أصبح عديم الفائدة في ظل وجود العديد من الطرق للالتفاف عليه.
واتهم "عبد العزيز"، قوى الحرية والتغيير بالخيانة العظمى لأنها تلعب لمصالحها وليس لمصلحة الشعب السوداني وأصبحت الجناح السياسي لقوات الدعم السريع.