كشف صالح مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، أن أرض فلسطين يوجد بها العديد من الإثنيات المختلفة العرب واليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي إثنيات مختلفة عقائديا، ولهم الحق أن يعيشوا على هذه البقعة الجغرافية وفق مفهوم الأمة الديمقراطية، ولهم مطلق الحرية ومطلق الإدارة حسب ما يرونه مناسباً، وهذه هي القضية الفلسطينية وفق فكر القائد أوجلان.
وأكد مسلم، أنه في بداية ظهور الحركة التحررية الكردية كان القائد أوجلان، بعد ما شكلوا حزب العمال الكردستاني في السبعينيات، والتيارات الثورية التي كانت موجودة في تلك الفترة ضمن تركيا، كلها كانت تقتضي بفكر التحرر الموجود في المنظمات الفلسطينية، والموجودة في الشرق الأوسط ومن ضمنهم حزب العمال الكردستاني، ولذلك بعد ما ضاقت بهم الأرض في شمال كردستان اتجهوا إلى لبنان وإلى المنظمات الفلسطينية، وتعاملوا مع كافة المنظمات هناك، وخاصة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، بما فيها فتح ومجموعتهم كانت موجودة ضمن الفلسطينيين.
ولفت الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، الانتباه إلى دور القائد أوجلان مع حركات التحرر الفلسطينية أنه في عام 1982 عندما حدث الاجتياح الإسرائيلي للبنان وجنوب لبنان كان هناك عدد كبير من المقاتلين الكرد في قلعة شقيف وجوارها وسقط أكثر من 18 إلى 20 شهيد غير الأسرى الذين وقعوا في يد الجيش الإسرائيلي، ولذلك القضية الفلسطينية لها مكانة كبيرة في نضال التحرر الكردي وحزب العمال الكردستاني على صعيد التنظيم والتعاون، وحدث اختلاف فيما بعد عام 1982 عندما أصبحت حركات التحرر الفلسطينية قوموية أكثر وتفرق بين العرب والكرد، ولكن تعاطف الشعب الكردي مع فلسطين ظل موجوداً ولا يزال الجانب الكردي يقف بجانب قضية التحرر الفلسطيني.
وأوضح مسلم، أن إسرائيل كانت من ضمن القوى التي ساهمت في القبض على أوجلان، ووجودهم في نيروبي في كينيا، والدور الإسرائيلي كان كبير، وكانوا ينسقون فيما بينهم وبين السفارة اليونانية والأمريكيين، والقوى التي تحاول أسر أوجلان، وقبل نيروبي كان لهم دور في متابعة القائد أوجلان، وكانوا جزء من المؤامرة عليه.
بينما كشفت زينب مراد، الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، أنه بعد ما حدث في السابع من أكتوبر 2023، من هجوم مفاجئ لحركة حماس على مواقع في العمق الإسرائيلي وما تلاه من ردة الفعل الإسرائيلية واستهداف غزة حيث دمّرت البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس، والتي أدت الى مقتل وإصابة آلاف من الفلسطينيين العزل، جعل القضية الفلسطينية تعود من جديد، فارضة أجندتها على العالم بأسره، على الرغم من أن معاناة الفلسطينيين ممتدة منذ عام 1948، بعد الحرب الفلسطينية الإسرائيلية أو ما يسمى بالنكبة. والتي أدت إلى تهجير مئات آلاف من الفلسطينيين واحتلال أراضيهم كان هذا في وقت بات فيه نظام الدولة القومية يتجذر في منطقة الشرق الأوسط بعد أن تم تقسيم المنطقة وفقاً لمصالح الدول الاستعمارية.
وأكدت زينب مراد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه منذ ذلك الحين ولغاية الآن ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستمراً ودون هوادة وبات الشعب الفلسطيني ضحية هذا الصراع وبناء على ذلك بقت القضية الفلسطينية دون حل بل وشهدت تعقيدا أكثر عمقاً.
وأضافت الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، أن نفس الحال مع القضية الكردية التي هي من القضايا الهامة والمعقدة في الشرق الأوسط خاصة وأن معاناة الشعب الكردي ليست بأقل من معاناة الشعب الفلسطيني خصوصاً أن أرض كردستان تم تقسيمها على أربع دول وفقاً لاتفاقية لوزان عام 1923 والاتفاقيات التي سبقتها. فالأنظمة الاستعمارية آنذاك وبهدف فرض هيمنتها على المنطقة أطلقت العنان لنظام الدولة القومية ودفعت بها إلى الأمام على حساب الشعوب وحقوقهم.
وبيّنت مراد، أن الأزمات التي تعيشها المنطقة والمشاكل المتفاقمة هي نتيجة عدم حل هاتين القضيتين الحيويتين في الشرق الأوسط. وإذا لم يتم حل هاتين القضيتين فلن تنتهي الحروب ولا يمكن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
وترى زينب، أن الحل الأمثل لهاتين القضيتين هي نظرية وفلسفة الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان سواء بالنسبة للقضية الكردية أو القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن استخدام العنف والإبادة بدافع عنصري لا يودي إلا إلى تفاقم الأزمة ومن هذا المنطق فأن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها بالحرب وقتل مزيد من الفلسطينيين إنما الحل يكمن بـ الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبناء نظام ديمقراطي على أساس كونفدرالية ديمقراطية تضمن حقوق المواطنين.
وأوضحت الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، أن هذا ما أكد عليه القائد أوجلان ضمن تحليله للصراع العربي الإسرائيلي ففي كتابه مانيفستو الحضارة الديمقراطية يعتبر أن إنشاء الدول القومية العربية وإنشاء دولة إسرائيل في وقت متزامن هو أحد مصادر الأزمة التي يعيشها الشرق الأوسط وكخيار لإنهاء الصراع وإيجاد حل دائم للخروج من معمعة أزمة الشرق الأوسط دعا العرب واليهود إلى تبني الحداثة الديمقراطية مقابل التخلي عن الحداثة الرأسمالية.