لا يعد القائد عبد الله أوجلان مجرد رمز من رموز التحرر والنضال الكردي ولكنه مفكر أممي أستطاع أن يهزم بفكره سجانيه، وأن تصبح آراؤه وأفكاره حرة طليقة تجوب العالم وتؤثر فيه رغم العزلة الجسدية التي يتعرض لها من الاحتلال التركي في سجن إمرالي، ولذلك جاءت الحملة الدولية للتضامن مع القائد أوجلان والتي ضمت مختلف الفئات من المثقفين والباحثين والحقوقيين للمطالبة بإنهاء العزلة المفروضة على المفكر الأممي، وكان لمصر والمصريين حضور هام وقوي بتلك الحملة.
كشف الدكتور طه علي، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، أن الحملة الدولية للتضامن مع القائد أوجلان هي جهد من المجتمع المدني العربي بشكل عام، كونها تضم عدد من المثقفين المعنيين بالقضايا الحقوقية وفي القلب منها قضية عبد الله أوجلان، القابع في السجون التركية والذي لا يحصل على أبسط حقوقه التي تتناسب مع حالته الفكرية كونه رجل مفكر، أو مع حالته الإنسانية كونه رجل طاعن في السن ويحتاج لمعاملة تتناسب مع وضعه الصحي، التي طالما تحدث عنها محامو السيد أوجلان عن تراجع حالته الصحية، وهو وضع يشغل الكثير من المعنيين بقضايا حقوق الإنسان، وبالتالي الحملة الدولية للتضامن مع القائد أوجلان تأتي في هذا السياق.
وأكد علي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن القائد عبد الله أوجلان صاحب مشروع وصاحب رؤية وليس سجين جنائي حتى يتم التعامل معه بهذا القدر من انتهاك الخصوصية وحقوقه في العيش بأدمية داخل المعتقل.
بينما كشف رامي زهدي، السياسي المصري المستقل، المهتم بالقضية الكردية، "أن الحملة الدولية للتضامن مع القائد عبد الله أوجلان تمثل جزء من إطار الحل للقضية الكردية، خاصة أن القائد أوجلان له رمزية عميقة مؤثرة في وجدان الشعوب الكردية، بينما يمثل القائد أوجلان بالنسبة لشعوب أخرى من غير الكرد مسألة ظلم وإقصاء سياسي وعنصري تجاه شعب لا يطالب بشيء إلا الحرية والحفاظ على هويته وتاريخه، رغم الاختلاف في الرؤية ما بين ساجني السيد اوجلان وداعميهم ومابين المطالبين بحرية السيد اوجلان وداعميهم يظل الجانب الإنساني في احتجاز السيد أوجلان عبر كل هذه السنين محل اعتبار لما يمثله ذلك الاعتقال من تجاوز إنساني واضح في ظل ظروف اعتقال غير طبيعية على الإطلاق".
وأكد زهدي، "أن الحملات المختلفة للمطالبة بفك العزلة المفروضة على القائد اوجلان، تساهم بالفعل في تسليط الأضواء على المشكلة الكردية بصفة عامة، لان العزلة على القائد أوجلان هي جزء من العزلة والإقصاء الموجه تجاه الشعوب الكردية من أجل مصالح أمم ودول أخرى ترى ان استمرار القضية الكردية دون حل أمر ضروري لمصالح هذه الدول التي تمارس بالتأكيد سياسات ظالمة وغير شريفة".
وأضاف السياسي المصري المستقل، "أن المشاركة الكبيرة والمتنوعة من مصريين وعرب في حملات دعم القائد اوجلان، او بصفة عامة في إلقاء الضوء على الأزمة الكردية تمثل تأكيدا على المصالح المستقبلية المشتركة والإرث التاريخي المتشابك ما بين العرب والكرد بصفة عامة وما بين المصريون والكرد بصفة خاصة، عدد غير قليل من المصريين يدرك ان أمنهم ومصالحهم الوطنية تكمن في البعد الاستراتيجي للأمن وسلم الكرد، وان الكرد طاقة بشرية معطلة، لو أطلق لها العنان تستطيع تقديم الكثير من الإسهامات الفاعلة لأمن وسلم ودعم التنمية في المنطقة، وان جوار الجغرافيا بين العرب والكرد لابد ان يكون اقوى واشمل من فكرة القوميات والأعراق المختلفة".