الخبر العاجل: طائرة مسيرة تركية تقصف محيط سد تشرين

لقاءات وفد إمرالي .. مراقبون يحددون المطلوب من النظام لتحقق تقدماً ملموساً

تكشف مخرجات لقاءات وفد إمرالي مدى الجاهزية لدى المفكر عبدالله أوجلان للقيام بدوره في أي عملية للسلام، على نحو يجعل الأنظار متجهة لما سيقدم عليه النظام التركي.

دعا النائب في البرلمان التركي عمر أوجلان، خلال تصريحات إعلامية أول الأمس، الدولة التركية إلى إعادة النظر في خطابها بشأن الكرد وأن تعمل على تصحيحه، لأن بناء الثقة لا يمكن أن يتحقق بطريقتها الحالية، وذلك في إطار حديثه عن لقاءات وفد إمرالي مع عمه المفكر عبدالله أوجلان.

وأكد البرلماني الكردي أن الكرد متحمسون ويريدون حلاً سلمياً لهذه القضية، لكن حتى الآن، لا يوجد شيء ملموس، ولا يوجد وضوح كافٍ، مؤكداً أن اللغة التي تستخدمها الدولة، سواء من قبل الرئيس أو الحكومة أو السلطة، ليست لغة إيجابية، ومن ثم فإن تصريحاته تثير تساؤلات عديدة حول إمكانية تغيير النظام موقفه بشكل جاد.

أهمية كبيرة

لا يتوفر وصف.

تقول روشن مسلم عضوة لجنة العلاقات العامة بحزب الاتحاد الديمقراطي السوري (PYD) في أوروبا إنه من الواضح أن اللقاءات في إمرالي تحمل أهمية كبيرة، خاصة وهي تهدف إلى حل ديمقراطي وسلمي للقضية الكردية.

وتؤكد، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن القائد عبد الله أوجلان لعب دوراً محورياً في محاولات إحلال السلام سابقا، وإذا كان هناك استعداد من جميع الأطراف، فيمكن أن تكون هذه اللقاءات فرصة جديدة لإنهاء الصراع بطريقة عادلة.

وتقول روشن مسلم إنه بلا شك، فإن أي خطوة نحو الحوار والتفاوض تُعد تطورا إيجابياً، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية حساسة وممتدة مثل القضية الكردية، كما أن هذه اللقاءات تمثل فرصة مهمة لإعادة بناء جسور التواصل بين الأطراف المختلفة، وفتح مساحات جديدة للنقاش حول الحلول السلمية والديمقراطية.

الالتزام بالمخرجات؟

وتؤكد أنه في نهاية المطاف، ما يهم هو تحقيق الاستقرار والسلام العادل لجميع مكونات المجتمع، لكن يجب أن ننظر إلى الأمور بواقعية، إذ أن نجاح أي حوار يتوقف على مدى استعداد كافة الأطراف للالتزام بمخرجاته، والعمل بجدية على تنفيذ الحلول المطروحة.

وتلفت إلى أن هناك تحديات سياسية وإقليمية يجب أخذها بعين الاعتبار، لكن الأهم هو توفر الإرادة الحقيقية للمضي قدما في عملية تضمن الحقوق لجميع الأطراف ضمن إطار دستوري وقانوني متفق عليه، معتبرة أنه لذلك، يمكن القول إن مخرجات هذه اللقاءات ستُقيم بناء على مدى تأثيرها العملي على أرض الواقع، ومدى قدرتها على خلق بيئة تساهم في إنهاء التوترات وإحلال مناخ من الثقة والتعاون بين الجميع.

الحاجة إلى ظروف ملائمة

وكان مصدر مسؤول من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب تحدث عن تفاصيل اللقاءات التي جمعت وفد الحزب والقائد عبدالله أوجلان، إذ قال إن القائد عبدالله أوجلان شدد على أن الأهمية تكمن في الظروف والإمكانات اللازمة لتطوير العملية السلمية، وأكد استعداده لتأدية دوره في هذه العملية أينما كان.

ولفت المصدر إلى أن المباحثات لا تدور حول الحل والسلام في شمال كردستان وتركيا فقط، وإنما يتم النقاش حول إيجاد حل ووضع ديمقراطي للشعب الكردي في الأجزاء الأربعة (تركيا، إيران، سوريا، العراق)، مؤكداً أن القائد أوجلان يستعد لحل اجتماعي وليس حل بين النظام ووفد إمرالي.

لكن مصطفى صلاح الباحث في الشأن التركي لم يبد تفاؤلاً بشأن ما قد تفضي إليه تلك المباحثات؛ نتيجة الآلية التي يتعامل بها النظام التركي مع الكرد، فالمبادرة التي أطلقها دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية لن تسير في مسار بناء مع تصاعد التوترات مع كرد سوريا، لا سيما أن الملف الكردي وإن كان ينظر إليه باعتباره ملف داخلي إلا أن غياب البعد الإقليمي في هذا المبادرة جعل منها بمثابة طرح غير قابل للحياة أو التنفيذ.

لا يتوفر وصف.

ويضيف، في حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن أردوغان يتعامل مع الملف الكردي ضمن قواعد أكبر من الظروف الداخلية لتركيا، فعلى المستوى الداخلي استمرت النظام في تضييق الخناق على الكرد وعزل رؤساء البلديات الكردية حتى بعد إطلاق المبادرة، كما أن العمليات العسكرية في سوريا لم تتوقف وهو ما يؤشر على غلبة الطابع العسكري والأمني على الجانب السياسي.

ويلفت مصطفى صلاح إلى أن المبادرة في أهدافها جاءت بالتزامن مع طرح أردوغان لتعديل الدستور، كما أن المعارضة تريد إيجاد حل جذري للأزمة الكردية وليس حل مع أوجلان فقط ومنحهم حقوقهم، خاصة أن هناك قضايا رئيسية ستكون مطروحة لتسوية القضية الكردية تتمثل في نزع السلاح، والإفراج عن أوجلان والسياسيين الكرد، ومنح الحقوق القانونية لهم، وطبيعة علاقات أنقرة مع كرد سوريا.

وفي ختام تصريحاته، يؤكد الباحث في الشأن التركي أنه على الرغم من إمكانية حل بعض النقاط، إلا أن الكثير منها لم تتم بلورة اتجاهاته النهائية، ومن ثم فإن مصير المصالحة يتوقف على عوامل داخلية وخارجية، في وقت لم تعد جميع الأوراق في جعبة النظام الحاكم في تركيا بمفرده، ما يفرز تحديات كبيرة فيما يتعلق بأساليب التعامل مع تطورات هذا الملف.