إن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تؤدي إلى كوارث أكبر وحروب أصعب، وفي هذا القرن على وجه الخصوص؛ تقوم القوى الحاكمة بالعديد من الحيل لجعل النظام الرأسمالي يدوم، النظام الرأسمالي الذي يهاجم المجتمع من القيم الإنسانية إلى القيم الثقافية والعقلية، ومن الاعتداءات على القيم الإنسانية؛ إلى الإبادة الجماعية الثقافية والعقلية التي تعرض لها المجتمع منذ قرون، ومن خلال تجلي هذه الحقيقة؛ يتضح أنه يوجد نظام جشع ولصوص ومخادعون، وكما هو معروف منذ سنوات؛ فإن هذا النظام القمعي يحيا ويعيش على حساب دماء الملايين من البشر، كما أن سبب الهجمات والمجازر الثقافية التي تحدث اليوم هو أيضاً دليل على ذلك، هذا النظام يمكن أن يقتل الناس من أجل مصالحه، ما الذي يمكن توقعه من عقلية كهذه؟ هذا النظام لا يفقه شيئاً سوى القتل، وقد خدمه هذا الأمر طوال وجوده تقريباً، ولذلك فهو يخطط وفقاً لذلك ويريد الوصول إلى النتائج، أي أنه يستطيع أن يخالف قواعد الحرب حسب مصالحه الشخصية، إن الوضع الذي تعيشه كردستان اليوم مرتبط بهذه الحقيقة، ونحن نرى أن حياة الملايين من الناس معرضة لخطر كبير، ويوماً بعد يوم؛ تزداد الهجمات الفاشية في كردستان عمقاً وصرامة، في البداية، و بشخص القائد آبو، يمكن التأكيد على أن العزلة المشددة والحرب النفسية التي تُمارس في إمرالي، تسلط الضوء بشكل أفضل على هدف الفاشية ونظام الحداثة الرأسمالية، ومن خلال تكثيف العزلة، يريدون إجبار الملايين من الناس على التنازل عن إرادتهم، ولذلك، يمكن القول أنهم متورطون بنشاط في جرائم الحرب، ويأخذون من ممارسة نظام الإبادة بشكل عام والإبادة في إمرالي أساساً لهم، وهذا ما يؤكده الاستمرار بتطبيق نظام العزلة، ومع ذلك، تتم ممارسة كل الضغوط على إمرالي، والقائد آبو يقاوم، إن مقاومة القائد آبو هذه تدمر سلسلة نظام إمرالي بأكملها وتجعلها دون معنى، لقد ظل القائد آبو يحارب نظام الإبادة لسنوات، أي أنه في خضم معركة شرسة مع أعداء الشعب الكردي، الذين ليس أمامهم خيار سوى الاستمرار بالمواجهة ولا يعرفون كيفية تعويض الهزيمة أمام القائد آبو، وبسبب هذه العزلة على القائد آبو؛ فإنهم يزيدون الأمر صعوبة ويريدون الانتقام منه، لكنهم حتى الآن لا يدركون كيف يلعبون بالنار، المحاربون وأتباع القائد آبو الذين يقولون " لا يمكنكم حجب شمسنا"، يقفون ويقاتلون ضدهم، ففي تاريخ النضال من أجل الحرية؛ نُفذت العشرات والمئات من الأعمال الفدائية لكسر العزلة، في البداية، كانت القيادية زيلان، بموقفها الثوري، لقد أحست بالمؤامرة التي كانت تحاك ضد القائد آبو، وفي الوقت ذاته رأت تهديدات للقائد آبو وأرادت الرد على هذه التهديدات، لذلك، نفذت عملية فدائية مخطط لها، وبهذه العملية؛ أخافت الأعداء وأثارت خوفاً عظيماً في قلوبهم، جعلت من هذه العملية بصمة محفورة في ذاكرة العدو.. ولطالما يتواجد مقاتلو وأتباع القائد آبو؛ لن يتمكن أحد من بناء مستقبله على حسابنا.. بناءً على هذه القيم التي أرستها القائدة زيلان؛ يعيش اليوم المئات والآلاف من أتباعها المخلصين ويمنحون الحياة لرسائلها، الشهيدان روجهات وأردال، اللذان قاما بالعملية الفدائية في الأول من تشرين الأول في أنقرة، عاصمة تركيا، قاما بإحياء روح القائدة زيلان بهذه العملية من جديد، وفي لحظة؛ شعرت ان الهجمات على القائد آبو وحركة الحرية بعمق وأحيت روح زيلان، إن مسيرة الشهداء تأتي رداً على جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة التركية ضد كردستان، وفي الوقت ذاته، الجواب هو الانتقام والمحاسبة، لقد كان هذا بمثابة تحذير للدولة التركية، فقد أوضحوا بعملهم أنه لن يتعدى أحد على أراضي كردستان والقائد آبو، أولئك الذين سيفعلون ذلك سيواجهون مثل هذه الردود العنيفة.
وفي الواقع، لم تكن الدولة التركية تتوقع عملية كبيرة كهذه، وحسب ظنها، فقد خارت قوى المقاتلين ولم تعد لديهم تلك الروح للقتال، ولم يعد يستطيع المقاتلون القيام بأي عملية، ولا سيما في مركزهم، ولن يتمكنوا من الدخول، كانت تعتقد أنه لن يتمكن أحد من تعريض نظامها الأمني للخطر، لقد كانت واثقة جداً، ولكن بعد هذه العملية التي قام بها المقاتلان، اتضح أن جميع احتياطاتها وأساليبها وتكتيكاتها ليست مجدية أمام قوانا، فقد هاجم المقاتلان العدو بعمليتهما النوعية وأثارا الرعب الشديد في قلبه، كما تلقت معنويات النظام والقوة العسكرية للجيش التركي ضربة قاسية من هذه العملية التي نُفذت بأبسط الأساليب، ولذلك أرادت الدولة التركية تشويه حقيقة هذه العملية، وبذلت جهداً كبيراً من أجل ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الرأي العام لم ينخدع بهذه الجهود، هل يحاولون التحايل على المجتمع الذي يشهد كل شيء أمام عينيه؟ وإذا كانوا يدعون ما يقولون؛ لماذا ذهبوا على الفور إلى روج آفا كردستان بعد هذه العملية؟ ومنذ اليوم التالي للحدث وما بعد، استهدفوا جميع أنحاء روج آفا في كردستان وقصفوا جميع المناطق، وبذريعة أن هذين المقاتلين البطلين دخلا إلى تركيا من روج آفا كردستان، أرادوا استخدام نشاط قوات الكريلا في هذه المنطقة كأساس لهجومهما على روج آفا، أي أنهم حاولوا الاستفادة من هذه النقطة، في الواقع؛ إذا كان كما يقولون "لم نتعرض لضربة خطيرة وأصيب اثنان فقط من ضباط الشرطة لدينا"، فلماذا يذهبون ويقومون بأعمال خارجة عن قوانين الحرب وينفذون هجمات بهذه الطريقة ؟ فخلال الأيام القليلة الماضية، تم استهداف جميع المستشفيات وسدود المياه ومحطات الكهرباء والنفط وغيرها، يتم تنفيذ الهجمات واحدة تلو الأخرى، والتي أدت إلى وقوع العديد من الأضرار المادية والمعنوية، الدولة التركية تحاول الانتقام بهذه الطريقة، لقد حدث ذلك سابقاً أيضاً، إذا كانت منزعجة من مقاومة الشعب ووحدته، بدأت بهجمات النهب والتدمير، والهجمات التي تحدث اليوم هي أيضاً نتيجة لإحباط تركيا من قبل مقاتلينا المتمردين، ففي السنوات الأخيرة؛ كثفت الدولة التركية من هجماتها بهدف القضاء على قواتنا واحتلال أراضي كردستان، وبالإضافة إلى هذه التصرفات؛ فقد استخدمت الأسلحة المحرمة عشرات المرات ضد مقاتلي الحرية في هذه الحروب، لكن ذلك لا يعني إلا أنها هزيمة كبيرة أمام أبسط تكتيكات قوات الكريلا، وفي الوقت ذاته؛ فهي عالقة في تكتيكاتها التقليدية ولا تستطيع إحراز أي تقدم جدي، ويوما بعد يوم تتلقى انقلاباً يتبع الآخر، وفي الواقع فإن وضع ومعنويات الجيش التركي في ساحات القتال يزداد سوءاً، ليس لديه القوة للقتال ولا الإرادة لتحمل ظروف هذه الحرب، ولا يمكنه الاعتماد إلا على تكنولوجيا الدولة، و لا يمكنه أن يتدبر الأمر إلا لحد مستويات معينة.
إن مقاومة ونضال المناضلين من أجل الحرية أصبحت ذروة للنضال التاريخي، يتم فيها تحميل قيم يومياً على حساب قيم، إن كل مناضل من أجل الحرية أصبح أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحقيق النصر في إطار الخطوة الثورية، إن قوات الكريلا تقاتل لكسر الإرهاب في كردستان بكل عزم، وبتصرفاتهم فإنهم لا يسمحون للغزاة بممارسة الاحتلال على أي أرض من أراضي كردستان، مقاتلو اليوم يأخذون مواقعهم بحزم ويقاتلون مع وعد بالانتقام، لذلك يجب أن يكون الشعب الكردي قادراً على دعم هذه المقاومة وتبني نضال ابناءه، لقد حان وقت الوحدة، حان الوقت لوقف احتلال العدو، فإن عبء هذا التاريخ لا يستطيع أن يتحمله إلا الشعب الكردي والشعب المحب للحرية، ولولا أن هذه حقيقة لكان النظام الحالي والتوتر الذي نعيشه سيصبح أعمق وأكثر صعوبة.