هجمات حوثية وتحركات أمريكية.. ماذا يحدث في البحر الأحمر؟
كأحد أبرز تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، تشن جماعة الحوثيين اليمنية – الموالية لإيران – هجمات تستهدف سفناً تجارية في البحر الأحمر، في إطار ما تعتبره "دعماً للشعب الفلسطيني".
كأحد أبرز تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، تشن جماعة الحوثيين اليمنية – الموالية لإيران – هجمات تستهدف سفناً تجارية في البحر الأحمر، في إطار ما تعتبره "دعماً للشعب الفلسطيني".
لقد أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيين"، مؤخراً، حظر مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، محذرة جميع شركات الشحن من التعاون مع دولة إسرائيل، وهو التحذير الذي أتى في وقت تتحرك فيه الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تشكيل قوة دولية مشتركة لوقف هجمات الجماعة التي سببت حالة من الارتباك داخل الإدارة الأمريكية.
وكان مسؤول بالبيت الأبيض أكد أن واشنطن تسعى إلى انخراط 40 دولة في قوة دولية لحماية الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، إذ ستشمل مساحة 3 ملايين ميل من المياه البحرية الدولية، في وقت تبدو حرب غزة قد أتت كفرصة مواتية للجماعة الحوثية نحو مزيد من إثبات الوجود في المنطقة.
أهداف جماعة الحوثيين من تلك العمليات
وفي هذا السياق، يقول الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية إن "إطلاق الصواريخ من قبل جماعة الحوثيين باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلي وما يحدث في البحر الأحمر له أكثر من دلالة وغرض، وأولها إرسال رسالة للشعب الفلسطيني بأن جماعة الحوثيين تدعم المقاومة الفلسطينية، وأن الحوثيين يشكلون ضلعاً هاماً فيما يسمى بـ محور المقاومة".
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن "جماعة الحوثيين ومن خلال تلك الضربات، تريد أن تقول إنها ضلع رئيسي في أي ترتيبات خلال المرحلة المقبلة، وأنها لا تلعب دوراً داخلياً فقط، بل تلعب دوراً كبيراً في المسرح الإقليمي وفي التفاعلات الدولية، ومن ثم فإن هذا سيعزز من قيمة ومكانة الحوثيين في أي تفاوض مستقبلي لليمن، وهذا أمر يهم الجماعة بشكل كبير".
ويعتبر الدكتور أيمن سمير أن "النقطة الثالثة تتعلق بمسألة الملاحة في البحر الأحمر، فهناك من ينظر بقلق من أن إرسال الجماعة للطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية باتجاه إيلات أو باتجاه السفن التجارية التي لها علاقة بإسرائيل أو متجهة إليها، وهذا من شأنه التأثير على الوضع الأمني في منطقة باب المندب وسيرورة الملاحة الدولية وخطوطها".
ويرى "سمير" أن هذا كان سبباً في التفكير في تشكيل قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تضم 39 دولة للحفاظ على السلم والأمن في البحر الأحمر، واعتراض أية صواريخ أو طائرات مسيرة تخرج من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن باتجاه إسرائيل أو باتجاه السفن المتوجة إليها.
ومنذ دخول السعودية اليمن لإسقاط جماعة الحوثيين على رأس ما سمي بـ "التحالف العربي" ارتمت الجماعة في أحضان إيران بشكل علني، إذ قدمت لها الأخيرة كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري، وأصبحت "أنصار الله" في نفس الخندق الذي يضم طهران والميليشيات السورية والعراقية الموالية لها وكذلك حزب الله اللبناني.
تحركات بتوجيه إيراني
من جهته، يقول الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "ما تقوم به جماعة الحوثيين يتم بإيعاز إيراني من باب ذر الرماد في العيون، نتيجة تقاعس طهران وحزب الله اللبناني عن تقديم دعم واضح للشعب الفلسطيني على مدار شهرين تقريباً من الحرب، ولم يتم كذلك أي دعم ملحوظ للمقاومة الفلسطينية".
وأعرب "شرقاوي" عن اعتقاده بأنه "سيكون هناك تحرك أمريكي للرد على هجمات الحوثيين، خاصة بعد اتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالمستشار الألماني والولايات المتحدة الأمريكية، وإبلاغهم أنه إذا لم يكن هناك تحرك ما لوقف تلك الهجمات، فإن تل أبيب ستضطر إلى القيام بعمل عسكري ضد الجماعة، ولهذا فإن الأمور يمكن أن تتفاقم وستؤثر على مضيق مهم للتجارة العالمية ومصر وقناة السويس".
وينذر ما يجري في البحر الأحمر باتساع دائرة الصراع الإقليمي في المنطقة وخروجها عن نطاق غزة، وهو ما حذر منه على سبيل المثال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مراراً، في وقت تقول "واشنطن" إنها تجري اتصالات عديدة بمختلف الأطراف الدولية والإقليمية لمنع هذا السيناريو.