وبحسب الصحيفة التركية، فقد كشفت بيانات التتبع البحرية للسفن أن شركة شحن لها علاقات وثيقة برئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم، المقرب من طيب أردوغان لا تزال تواصل إرسال البضائع من وإلى إسرائيل، على الرغم من خطاب الحكومة التركية القاسي المناهض لإسرائيل.
وتقول إنه في الفترة من 16 تشرين الأول/أكتوبر و7 تشرين الثاني/نوفمبر، دخلت السفينتان (Hazar S) و(Sun S)، التابعتان لشركة (Oras Denizcilik)، إلى ميناء حيفا الإسرائيلي عدة مرات، وفقاً لتحقيق أجراه الصحفي متين جيهان، والذي شارك تفاصيله على منصة "إكس" المعروفة سابقاً باسم "تويتر". وتعود ملكية شركة أوراس دنيزجيليك إلى صالح زكي شاكر، أحد المقربين من رئيس الوزراء السابق، وهو مالك سفن معروف، وقد وظف يلدريم لفترة وجيزة قبل عمله في الحكومة.
تعاطف أردوغان مع فلسطين مجرد دعايا
تعليقاً على ذلك، يؤكد ياسر أبوسيدو القيادي بحركة فتح الفلسطينية، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن التعاون كبير بين تركيا وإسرائيل، وقد وصلت معدلات التعاون الاقتصادي إلى أرقام كبيرة حتى رغم كل ما يجري في قطاع غزة.
وأضاف القيادي الفلسطيني أن تعاطف الرئيس التركي مع القضية الفلسطينية مجرد دعاية، والحقيقة أن "أردوغان يكن العداء للعرب كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل، ولا يزال النظام التركي يعتقد أن الدول العربية كانت سبباً ذات يوم في سقوط الإمبراطورية العثمانية كما يتوهم، والتي يعمل هو حالياً على إحياء أمجادها في إطار ما يسمى بـ العثمانية الجديدة".
نجل أردوغان في الصورة
وتشير الصحيفة إلى تحقيق سابق أجراه الصحفي التركي جيهان، وقد كشف أن شركة شحن أخرى لها صلات ببوراك، نجل أردوغان، تقوم أيضا ًبتحميل البضائع في إسرائيل خلال ذروة الصراع في غزة في تشرين الأول.
وقد أرسلت شركة (Manta Denizcili)، المملوكة لميرت تشيتينكايا، الذي شارك أيضاً في ملكية (MB Denizcilik) مع بوراك أردوغان، سفينة إلى إسرائيل مثل (Oras Denizcilik)، مشيراً إلى أن جميع تلك الشركات تعمل في مجال نقل البضائع وفي مجالات مشتركة تقريباً سواء الشركات ذات الروابط ببن علي يلدريم أو نجل الرئيس التركي.
إمبراطورية بن علي يلدريم البحرية
وفي عام 2017، كشف تحقيق أجرته هيئة التعاون الاستقصائي الأوروبي (EIC) في الأعمال التجارية العائلية لرئيس الوزراء آنذاك يلدريم، أن العائلة تمتلك أصولاً في مجال الشحن والأصول ذات الصلة تتجاوز "100" مليون يورو. وتشمل أعمال تلك الشركات 11 سفينة ترفع علماً أجنبياً وتدار من خلال شبكة من الشركات في مالطا وهولندا وجزر الأنتيل الهولندية وربما جزر مارشال وبنما، ويتم تمويل عملية الشحن، التي تحجبها الملاذات الضريبية والغموض، من خلال قروض كبيرة من البنوك السويسرية والتركية.
وقد بدأت مسيرة يلدريم المهنية في مجال الشحن في عام 1994 مع شركة إسطنبول للعبارات السريعة (IDO) المملوكة للمدينة، والتي كان يحكمها في ذلك الوقت رئيس البلدية المنتخب حديثًا أردوغان، تم فصل يلدريم في عام 2000 بسبب فضيحة تتعلق بمحاباة عمه، لكن بغير انزعاج، تحول يلدريم إلى السياسة، وانضم إلى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان في عام 2001، ثم أصبح وزيراً للنقل بعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات عام 2002.
وعلى الرغم من التحقيقات البرلمانية، ظل يلدريم متحفظاً بشأن مناقشة العمليات التجارية لعائلته، واكتفى بالقول إنه سلم أعمال الشحن الخاصة به إلى أبنائه عندما أصبح نائباً في عام 2002. وتتبع تحقيق شركة (EIC) شبكة الشحن الخاصة بعائلة يلدريم إلى كيانات مقرها مالطا مثل (Dertel Shipping Limited) و (Nova Ponza Limited) و (Rory Salta Limited) و(Nova Warrior Limited)، التي يديرها سليمان فورال، ابن شقيق يلدريم وابنه إركام.
وتشكل هذه الشركات، إلى جانب شركات أخرى في منطقة البحر الكاريبي الهولندية، جزءاً من بنية متطورة مصممة لإخفاء الملكية وتقليل الالتزامات الضريبية، وقد ظهرت الآثار الأولى لمغامرات يلدريم البحرية في مالطا عام 1998، عبر شركة تلمح إلى الأصل التركي لمساهميها – شركة توليب ماريتايم المحدودة. ووفقاً لما كشفه علي يشيلداغ، وهو شخصية مقربة سابقاً من أردوغان، فإن يلدريم نفسه هو مجرد حارس لثروة هائلة يملكها أردوغان، وهو الذي عينه مسؤولاً عن شركة العبارات في مدينة إسطنبول والذي يدين له بمسيرته المهنية.