قيّمت الرئيسة المشتركة العامة لجمعية حقوق الإنسان (ÎHD) أرن كسكين، الحرب بين حماس وإسرائيل التي بدأت في 7 تشرين الأول بهجوم حماس على إسرائيل.
وذكرت كسكين أن الهجمات الإسرائيلية على فلسطين تعدُّ انتهاكاً للاتفاقيات الدولية وجريمة ضد الإنسانية.
ولفتت أرن كسكين في بداية حديثها بأن القانون الدولي في العالم هو "قانون" أعدته الدول ذات السيادة وأشارت إلى أن هناك يوجد نفاقاً.
وقالت أرن: "هم نفسهم يعدّون القانون ويخالفونه بأنفسهم" وتابعت: "ولهذا ليس هناك من يقف في وجههم، لأنهم جميعاً ينتهكون القانون، قد نتساءل هنا عن مدى صحة انتقادات أمريكا وأوروبا وتركيا ضد إسرائيل؟ هل تلتزم الولايات المتحدة باتفاقيات الحرب الدولية؟ إسرائيل أيضاً مثلها لا تلتزم بتلك الاتفاقيات، لذلك أصبحت الاتفاقيات الدولية للأسف بمثابة أداة للتغطية على جرائم الدول، هناك العديد من المعايير الجميلة في القانون المكتوب، مثال: تنص اتفاقية جنيف الدولية بشأن الحرب على أنه لا يجوز أبداً مهاجمة المستشفيات، فمن هي الدولة التي لم تهاجم المستشفيات؟ خلال الحروب، هاجمت جميع الدول المستشفيات، ولذلك ليس صحيحاً أن يدور هذا الحديث حول إسرائيل فقط، نعم نجد اليوم بأن إسرائيل تهاجم المستشفيات ومناطق سكنية للمدنيين، في المقابل هل تحركت تركيا في كوباني وروج آفا وفقاً لاتفاقية جنيف؟ وهل تحركت أميركا وفق هذه المعايير في العراق وأفغانستان؟ لم تتحرك أي منهم بموجب هذا الاتفاق، بل خالفوه جميعاً، ولهذا السبب لا أؤمن بموقف الدول".
القانون الدولي هو قانون الحكام
ونوهت أرن كسكين أن القانون الدولي هو قانون وضعه الحكام، وقالت إن القوة الرئيسية التي تسببت في إعداد هذه الاتفاقيات هي النضال من أجل حقوق الإنسان، وأشارت إلى أنه بفضل نضال الحقوقيين والثوار، اضطرت الدول إلى إعداد هذه الاتفاقيات، إلا أنهم ينتهكون هذه الاتفاقيات.
وذكرت بأن مهمة الأمم المتحدة هي منع الحرب والتهديد بالحرب في العالم وتابعت: "غير أن الأمم المتحدة تعني هنا أمريكا، ولذلك فإن الولايات المتحدة تتمتع بسيادة كبيرة على الأمم المتحدة، وفي الحرب التي توافق عليها الولايات المتحدة، على سبيل المثال، في القضية الإسرائيلية الفلسطينية، فإن الأمم المتحدة لا تقوم بواجبها أو لا تستطيع القيام به، على سبيل المثال، في الأيام الأخيرة، تم إبطال اقتراح وقف إطلاق النار في غزة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكي".
تراهن كل دولة على الحل العسكري لذلك ترى في وجود عدو ما ضرورة لها
وصرحت أرن كسكين أن كل دولة تحتاج إلى العنصرية والقومية وعدو ما حتى تتمكن من مواصلة نظامها العسكري. وذكرت أن الحرب مستمرة منذ سنوات في منطقة يمكن فيها تحقيق السلام بسهولة، قائلة: "هناك عدو، وعلى أساس هذا العدو يتم تنظيم المجتمع وإدارته على أسس القومية والعنصرية وبالتالي يصبح التحكم بهم أمر سهلة للغاية، وفي جميع الأماكن المتشابهة تسير نفس الأحداث".
يُنظر إلى كل كردي معارض على أنه عدو
ونوهت الرئيسة المشتركة العامة لجمعية حقوق الإنسان (ÎHD) أرن كسكين، إلى أن الدولة والحكومة التركية التي تنتقد إسرائيل، لديها ممارسات أسوأ في القضية الكردية من إسرائيل، وقالت: "الجمهورية التركية تهاجم المدنيين الكرد، وتتعرض الأحزاب السياسية المدنية للانتهاكات، لقد اعتقلت السياسيين والمدنيين، بعبارة أخرى، يُنظر إلى كل كردي معارض إن كان مسلحاً أو غير مسلحاً، على أنه عدو".
وأوضحت أرن كسكين أن وضع الكرد في تركيا سيء للغاية وقالت "لذلك عندما تدور هذه النقاش يجب انتقاد تركيا، كما ينتقد الجميع ممارسات إسرائيل حيال ما تفعلها في فلسطين، نعم دولة إسرائيل تدير سياسات خطيرة للغاية، ولكن على الرغم من ذلك، خلال الثلاثين عاماً من النضال من أجل حقوق الإنسان، رأينا نساء يُقتلن ويُسحلن على الأرض بالإضافة إلى احتراق القرى أمام أعيننا، كما يتعرض كبار السن أيضاً للقتل".
هناك حركة سلام كبيرة في إسرائيل
كما لفتت إلى أن الآلية الوقائية الوحيدة هنا هي تعزيز حركات السلام وقالت: "على الرغم من أن المؤسسات الإعلامية للنظام الحالي لا تراها في جغرافيتنا، إلا أنها لا تريد إظهارها للمجتمع، إلا أن هناك أيضاً "حركة سلام كبيرة في إسرائيل، وهذه الحركة أقوى بكثير من تلك الموجودة في تركيا، وفي كل يوم يتوجه الناس إلى الساحات، وفي النهاية نجد بأن هذه الأمة شهدت الإبادة الجماعية.
يتوجب تقديم الدعم للشعوب المضطهدة وحركات السلام
وأكدت أرن كسكين أن هناك قوى سلمية ومنظمات ثورية واشتراكية في فلسطين إلا أن حماس تعيق مسار عملهم وقالت: "أنا أعرّف حماس بأنها منظمة متشددة، أود أن ألفت نظر أولئك الذين يدعمون حماس في تركيا في إيران، في المقاومة ضد الشاه، دعم الاشتراكيون هناك(TUDEH) الإسلاميين، ولكن بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة، قاموا بإبادة الاشتراكيين. لذلك، عندما يتم الحديث في هذا الشأن علينا أن ندعم حركات السلام في إسرائيل وفلسطين، بالإضافة إلى دعم اليهود هنا أيضاً، وما نراه ضرورياً هو دعم أنصار السلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والاشتراكيين، وينبغي للشعوب المضطهدة والحركات السلمية أن تدعم بعضها البعض، وفي رأيي أن آلية الرقابة الرئيسية هي آلية الرقابة المدنية، في الواقع، جميع الدول هي منظمات عسكرية تسعى وراء مصالحها كما نرى ذلك في تركيا وفي العموم هذه هي جوهر الدول، ولذلك، من أجل منع الحرب، ينبغي تعزيز الحركات المدنية السلمية".