لم تكن تلك التجارة سرية، ولم يخفيها قادة المقاومة الفلسطينية أنفسهم بل وحركة حماس التي يدافع عنها أردوغان، حيث ظهر خالد مشعل رئيس الحركة بالخارج وقال صراحة أن تركيا وإيران تستفيدان من دعمهم للحركة للترويج لأنفسهم عربياً وللترويج خارجياً بأن معهم الورقة الفلسطينية.
كشف فرهاد أحمد، القيادي في حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب، أن حكومة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان لا تنفك في المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وذلك رغم أن تركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي (الناتو)، وللأسف اليوم تركيا ليست دولة مستقلة ولكن مرتهنة بأوامر الناتو.
وأكد "فرهاد" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن مؤسسات أردوغان لا تكف عن البيع باسم فلسطين وجمع التبرعات، مبيناً أنه في مدينة ازمير التي يقيم فيها وعلى بعد 50 متراً من منزله، توجد جمعيات تابعة لحكومة اردوغان تجمع تبرعات تقول إنها من اجل فلسطين.
وأضاف القيادي في حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب، أن أردوغان يستخدم القضية الفلسطينية كورقة إنتخابية للحصول على الأصوات من الشارع التركي، وهو ما يريد فعله عبر حرب غزة الأخيرة مع إقتراب الإنتخابات المحلية في تركيا.
وبين "فرهاد"، أنه ومع قضية الشعب الفلسطيني، الشرق الأوسط لن يهدأ إذا لم يتم حل القضية الفلسطيمية والقضية الكردية، مشيراً إلى أنهم في حزب المساواة والديمقراطية بين الشعوب ليست من أخلاقهم وضع ورقة الفلسطينية واستخدامها ضد اردوغان في الانتخابات، لأنها قضية إنسانية قبل أن تكون قضية سياسية، ولن يتاجروا بدماء الشعوب من اجل مصلحتهم السياسية.
بينما كشف محمد أبو سبحة، الباحث في الشؤون التركية، أن الموقف التركي غير ثابت، في البداية حاول أردوغان الذي كان يترقب زيارة من نتنياهو إلى تركيا، أن يبدو متوازنا ودعا كلا الطرفين إلى ضبط النفس، لكن بعد الاتهامات التي وجهت له بالتخلي عن القضية الفلسطينية، بدأ يوجه انتقادات حذرة إلى إسرائيل والمجتمع الدولي، وبلا شك تركيا غير مستعدة لخسارة العلاقات مجددا مع إسرائيل بعد الجهود التي بذلت لاستعادتها، لذلك قد لا يكون هناك تأثير مباشر للجانب التركي في هذه المرحلة.
وأكد "أبو سبحة" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن أردوغان سيحافظ على العلاقات التجارية مع إسرائيل لكنه يرى أن لا فائدة من العلاقات السياسية مع الحكومة الحالية، حيث لن تمنحه النفوذ الذي يطمح إليه في فلسطين.
وأضاف الباحث في الشؤون التركية، أنه لا شك من أن أردوغان حاول إقامة علاقات متوازنة مع إسرائيل ولكن ذلك لم ينجح لأن الحكومة التي طبعت تركيا علاقتها معاها هي حكومة يائير لابيد ولكن بعودة نتنياهو الى السلطة مجدداً، عادت التوترات بين تركيا واسرائيل، مشيراً إلى أنه كانت هناك مشاكل كثيرة قبل رحيل حكومة نتنياهو وكان هناك طرد للسفير الإسرائيلي على خلفية العنف ضد الفلسطينيين.
وبين أبو سبحة، أنه كان هناك مناوشات بين أردوغان ونتنياهو، حيث قال اروغان لنتنياهو أن إسرائيل عليها أن تتوقف عن المضايقات ضد الفلسطينيين وتحترم حقوقهم، رد عليه نتياهو أن على أردوغان احترام الأكراد ومعاملتهم معاملة حسنة، وبالتالي أردوغان لا يريد أن يراهن على لا شيء، فلن يكسب من إسرائيل سياسياً شيئاً في ظل حكم نتنياهو، وفي المقابل سيخسر ما تبقي له من شعبية في الشارع التركي وهو يحتاج لهذا الرصيد حيث إنه مقبل على انتخابات محلية بعد عدة أشهر.
وأردف الباحث في الشؤون التركية، أن شعبية أردوغان كقائد سني تراجعت بالفعل منذ فترة، مع التغيير في موقفه من اللاجئين السوريين وجماعة الإخوان في مصر، وحركة حماس الفلسطينية، بعد التحرك لاستعادة العلاقات مع الأنظمة في الإمارات ومصر والسعودية وسوريا وإسرئيل.