الإخوان والمتاجرة بأحداث سوريا.. تحريض إرهابي مفتوح ضد مصر

مع تسارع التطورات في سوريا؛ تعج منصات جماعة الإخوان الإرهابية بكل أشكال التحريض، ضد عدد من الدول العربية على رأسهم مصر، لكن مراقبين يرون أن مخططاتهم تعبر عن إفلاسهم وفشلهم.

مع تحرك مرتزقة تركيا وجبهة النصرة الإرهابية (هيئة تحرير الشام)، وسيطرتهم على مناطق استراتيجية واقتناصها من قبضة حكومة دمشق، سرعان ما انفجرت أبواق جماعة الإخوان الإرهابية على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامهم، في التحريض ضد مصر بشتى الطرق والوسائل، ويرددون عبارات مثل "الثورة قادمة إلى مصر".

وعلى مدار الأسابيع الماضية، كثفت الميليشيات الإلكترونية لجماعة الإخوان الإرهابية حدة شائعاتها وأكاذيبها ضد القاهرة، ويزداد ذلك مع اقتراب ذكرى "ثورة 25 يناير/كانون الثاني"، إلى أن جاءت الأحداث في سوريا فأعطت لحملاتهم التحريضية زخماً كبيراً، وفتحوا لها التغطيات المباشرة، واستضافوا الضيوف الذين يحاولون خداع متابعيهم؛ عبر حديث بأن ما يجري في سوريا سيتكرر في مصر.

إيحاء كاذب 

يقول عمرو فاروق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الإخوان من خلال حملات التحريض هذه يستغلون الحالة السورية، فيحاولون أولاً إيصال رسالة إلى الداخل الإخواني، وإلى دوائر الإسلام السياسي المحيطة، مفادها أن الجماعة موجودة وقائمة ولديها مشروعها، مع الإمعان في فكرة المظلومية المعتادة، بأنها ظُلمت ولم تأخذ فرصتها في الحكم.

وأضاف أن الإخوان تعاملوا مع الأحداث في سوريا باعتبارها فرصة مواتية للنيل من الدولة والمجتمع في مصر، كما أنهم يحاولون التلاعب بالإيحاءت، أي بالإيحاء الكاذب أن ما جرى في سوريا يمكن أن يتكرر في الأراضي المصرية بسهولة، ويلعبون على فكرة التأزم الاقتصادي في البلاد، وبالتالي هم يستثمرون المشهد السياسي لصالحهم.

ونوه عمرو فاروق إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أن من يقودون تحركات تلك الفصائل المسلحة في سوريا هم من جماعة الإخوان، فتركيا حليفتهم إخوانية، وكثير من المجموعات الداخلة ضمن جبهة النصرة من الإخوان، كما أن أبومحمد الجولاني زعيمها بداياته إخوانية، وبالتالي نحن أمام مشهد إخراجه إخواني، بالتعاون مع بعض القوى والأطراف الإقليمية والدولية.

وعقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني عام 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، نجحت الجماعة في اعتلاء سدة الحكم بمصر. إلا أن أخطائها دفعت جموع المصريين بعد ما لا يقل عن عام من حكم الجماعة إلى الشوارع، لتندلع ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، ويسقط حكم هذا التنظيم، بعد انحياز الجيش المصري لتلك الجموع الغاضبة، وتدشين مرحلة انتقالية.

ورفضت جماعة الإخوان، وبدعم من بعض الأطراف الإقليمية والدولية على رأسهم تركيا، الاعتراف أن ما جرى ثورة شعبية، ورفضت كذلك الانخراط في المرحلة الانتقالية، وسلكت نهج الإرهاب والعنف والتخريب. ودخلت في عداء تام مع المجتمع المصري، ليتم حظرها وإعلانها تنظيماً إرهابياً. ولم يبق للإخوان سوى بعض المنابر الإعلامية خارج مصر، يبثون من خلالها سمومهم وأكاذيبهم ضد الدولة، ما وصف بأنه حالة إفلاس شديدة.

مستقبل دعوات التحريض

"مصر ليست سوريا"، بتلك العبارة أجاب اللواء أركان حرب سمير فرج مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية الأسبق، على سؤاله بشأن تأثير دعوات التحريض الإخوانية، لافتاً إلى أن سوريا لا يوجد بها جيش قوي مثل الجيش المصري، القادر على قهر أعدائه في كل مكان.

وأضاف فرج، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن سوريا واقعياً تحولت إلى مرتع لكثير من القوى الدولية والإقليمية، من روس وأتراك وأمريكيين وإيرانيين، وقد انعكس ذلك على واقع الجغرافيا السورية؛ فأصبحت مقسمة بين تلك القوى وحلفائها على الأرض، مشدداً أنه بالتالي حالة سوريا تختلف عن الحالة المصرية.

ويؤكد اللواء سمير فرج أنه صحيح أنه قد تكون هناك مشكلات تتعلق بالأوضاع المعيشية في مصر، أو بعض الظروف الاقتصادية، لكنها إشكاليات لا ترقى على الإطلاق إلى الحالة السورية، ولهذا فإن دعوات الإخوان التحريضية لن تنجح في فعل أي شيء ضد الدولة المصرية.

وفي ختام تصريحاته، يلفت الخبير العسكري والاستراتيجي المصري إلى أن ما يفعله الإخوان من تحريض ضد الدولة المصرية، مستغلين ما يجري في سوريا، ليس بالجديد عليهم، قائلاً: "طوال الوقت يبحثون عن أي شئ للتحريض ضد الدولة، وهذا الأسبوع مثلاً لديهم ما يجري في سوريا، والأسبوع المقبل سيكون لديهم شيء آخر"، مشدداً على أن هذا أصبح حال هذه الجماعة الإرهابية.

مخاوف من موجة داعشية

ويأتي هذا في وقت يحذر كثير من المراقبين من مغبة سيطرة مرتزقة تركيا والنصرة على عديد من المناطق في سوريا، حيث يتوقع هؤلاء موجة إرهاب قاسية، تعيد إلى الأذهان ما جرى عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل العراقية، وتمدده إلى سوريا ليسيطر على الرقة ويعلن منها عاصمة لخلافته المزعومة.

ولهذا، فإن دولة مثل العراق كشفت – بشكل واضح وصريح – عن تحركات لها، للتواصل مع أطراف إقليمية ودولية، خاصة الدول العربية، بهدف التنسيق المشترك لتفادي تبعات ما يجري في الأراضي السورية، وجرى الحديث علناً عن مخاوف في بغداد من إمكانية تكرار سيناريو الموصل عام 2014.