أهالي شنكال يردون عبر تنظيمهم على القوى المهيمنة وخيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني

قالت نتوي غمكين إحدى شهود مجزرة شنكال، وممن شاركوا في الحرب ضد مرتزقة داعش، إنهم ردوا على القوات المتسلطة وخيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلال تأسيس نظام الأمة الديمقراطية.

نتوي غمكين إحدى شهود مجزرة شنكال أخذت مكانها أيضا في الدفاع عن شنكال ضد مرتزقة داعش المتوحشة، تحدثت الى وكالة فرات للأنباء ANF عن بدايات تأسيس المجالس وتنظيم الشعب في شنكال.

احتمالات الهجوم على شنكال كانت واردة

ذكرت غمكين أنه كان في شنكال بين عامي 2013 و 2015 وقالت: "إن دولة العراق وحكومة إقليم جنوب كردستان أهملوا شنكال وأهلها من النواحي الاقتصادية والخدمية والحماية. في تلك الأعوام كان هناك هجوم عنيف على قوات الشعب الكردي في روج آفاي كردستان, من أجل منع ارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الإيزيدي، قمنا في ذلك الوقت بعقد اجتماعات للشعب وأسسنا مجالس حسب الإمكانيات. فقد كان احتمال الهجوم على شنكال وارداً جداً، ولم يكن أهالي شنكال محميين، وكانوا يحتاجون الى تعلم الدفاع عن أنفسهم "

تم إقصاء الشعب الإيزيدي سياساً

واشارت غمكين الى أنهم بدأوا في تنظيم نساء شنكال في 2013 وتابعت: "كان هناك خطر كبير على شنكال. كان الشعب يؤمن باللقاءات التي عقدناها كوننا بلغناهم بالتطورات السياسية، بعد إقصائهم سياسياً. حيث اعتاد الحزب الديمقراطي الكردستاني على ربط الشعب بالمساعدات المالية. ولم يتم خلق أي فرصة له لحماية نفسه أو التدرب على أساليب الدفاع عن النفس. في تلك الاجتماعات، أصبح الشعب أكثر وعياً من ذي قبل"

إثارة النعرات الطائفية

وتابعت نتوي غمكين إنهم استمروا في تنظيم الشعب حتى شباط 2014 وقالت: "كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يخلق صراعات طائفية لمنع عملنا. قالوا للشعب الإيزيدي إن فكرة حركة المجتمع الديمقراطي "TEV-DEM" نابعة من الدين الإسلامي، ولا علاقة لهم بدينكم "لقد أرادوا عرقلة عملنا بالصراعات الدينية. كان العاملين والمدراء يعانون في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية. وقتها كان هناك عضو إدارة المجتمع المدني سعيد حسن وابنته والشهيد زردشت. وقد استشهد العديد من الأعضاء ممن عانوا من ضغوط الحزب الديمقراطي الكردستاني في ذلك الوقت في الحرب ضد مرتزقة داعش "

ضغوط الحزب الديمقراطي الكردستاني على سير العملية التنظيمية

وكشفت غمكين أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد خلق العديد من العوائق أمام احتجاج 8 و 15، وتم منع الزوار القادمين من الخارج وهاجم احتفالات 8 أذار  بالأسلحة الثقيلة، وأضاف: "إن ذاك الحزب يخشى تنظيم الشعب، وكان كل نشاط مدني يتعرض للهجوم" واضافت: "خلال نوروز 2014 ، بسبب زيادة الأعداد، لم يتمكنوا من تفريقهم. كما نفذوا هجمات خلال عطلة الأربعاء الأحمر. كانوا يمارسون الضغط بكل المناحي. لذلك كان من الضروري أن تنظم حركة الشبيبة نفسها. ثم قرر عقد مؤتمرها. حيث لم يسمح الحزب الديمقراطي الكردستاني انعقاده، لذلك عقدت الشبيبة مؤتمرها تحت خيمة. و اختتم مؤتمر الشبيبة برؤى وقرارات حاسمة. مع المؤتمر، نظمت الشبيبة نفسها وأطلقوا على أنفسهم اسم حركة الشبيبة الإيزيدية.

أهالي شنكال يطالبون بالحماية

وذكرت نتوي غمكين  أنه بعد دخول مرتزقة داعش الموصل أصبح الشعب في شنكال  مدرك للمخاطر، وأضافت: "عندما دخلت مرتزقة داعش تلعفر طالب أهالي شنكال حكومة الإقليم ببناء خط دفاع وتسليح الناس في حال أي هجوم. لكن قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني  استمرت في إخبار أهالي شنكال أن "داعش لن يدخل شنكال" لقد جعلوا الناس يعتقدون أنه لن تكون هناك هجمات على  شنكال. بعد أن حاصر مرتزقة داعش شنكال، كان هناك طريق واحد فقط مفتوح لأهالي شنكال، لكنه سقط في أيدي داعش. لم يكن هناك سوى طريق ربيعة، وفي الثاني من آب، هرب البيشمركة من ذلك الطريق وأخذوا الأسلحة الثقيلة من الشعب. كان هناك خوف كبير، حيث ترك الشعب بلا حماية وبدون أسلحة. في 3 آب، بدأت مرتزقة داعش الهجوم من جانب تل عزير وتل زرك."

انكسرت ثقة الشعب

كما بينت نتوي أنهم قرروا المقاومة والدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الإبادة الجماعية على الشعب الإيزيدي وذلك تحت اسم حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM وقالت: "لم يكن لدينا أية أسلحة، لذلك كان علينا إيقاف البيشمركة. أقمنا حواجز، لكنهم هاجمونا ورفعوا الأسلحة بوجهنا. كان هناك الكثير من الصعوبات في ذلك الوقت. كنت بلا سلاح، كان لدى الصديق أدار سلاح، طلبنا من البيشمركة سلاحاً، لكنهم لم يعطونا، كان الناس في حالة ذعر شديد. قال حينها الشعب الإيزيدي: "تركنا بلا ظهر وانكسرت ثقتنا" صعد الشعب جبل شنكال وتوجه صوب ربيعة للخلاص نحو روج آفا"

الهجوم نُفّذ جراء اتفاقات القوى المتسلطة

وأكدت نتوي غمكين أن مجزرة  شنكال والهجمات على الايزيديين لا تشبه أية حرب وقالت: "لا يوجد في أي دين أو قانون حرب مثل تلك الهجمات والمجازر التي حلت على شنكال. الحقيقة هي أنهم كانوا يسعون إلى القتل والإبادة. وقد تم الهجوم بالتعاون والاتفاق مع السلطات. دفع الكثير من المال. ورغم قلة العدد، إلا انه كانت هناك مقاومة لا مثيل لها. كان هناك رفيق اسمه جان بولات، رفع صورة القائد آبو وتوجه بمفرده صوب شكال لحمايتها"

الشعب في شنكال يدير نفسه معتمداً على قوته الذاتية

غمكين بينت أن الشعب عاش خوفاً شديداً ولم يعد يثق بأحد وقالت: "وصل مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة  YPG و YPJ والكريلا إلى شنكال في غضون يومين. كان الناس يقاومون من أجل الحياة في تلك الجبال تحت حرارة الصيف، وهم جوعى وعطشى. عندما رأى أهالي شنكال المقاتلين انتابتهم الدهشة، التفوا حولهم وحاولوا بيناء خط دفاع قدر المستطاع. جرت مقاومة لا مثيل لها ضد مرتزقة داعش. قدمت تضحيات جسام من أجل فتح ممر للخلاص. بعد تحرير شنكال، استقر نظام الأمة الديمقراطية أكثر وأعطى شعب شنكال أقوى رد على خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني. كما أسست شبيبة شنكال قوتها الذاتية، وحدات مقاومة شنكال، وأصبح الشعب في شنكال يدير نفسه بنفسه عبر قوته الذاتية "