محلّل أمريكي: سبب إصرار أردوغان على شراء صواريخ روسيّة هو خوفه من جيش بلاده

أشار تحليل للكاتب مليك كيلان نشرته مجلة فوربس الأمريكية إلى أن تعنت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن شراء أنظمة صواريخ روسية من طراز S-400 قد يبدو محيراً، لكنه يحتاج إلى هذه الأنظمة لأنه لا يزال خائفاً من جيش بلاده.

وانضمت كاثرين ويلبارغر، مساعدة وزير الدّفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي بالوكالة، يوم أمس إلى المسؤولين الأمريكيين الذين حذروا تركيا من الآثار المدمرة المحتملة للمضي قدماً في خطط الحصول على الصواريخ الروسية.

وبحسب ما ورد حددت واشنطن في مطلع يونيو موعدًا نهائيًا لأنقرة لكي تقرر إما إلغاء استحواذها على نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 وشراء صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع أو المخاطرة بالطرد من برنامج الطائرات المقاتلة الأمريكية المتطورة ومواجهة العقوبات.

وأضافت كاثرين ويلبارغر خلال ندوة في مركز "مجلس الأطلسي" في واشنطن، "إنَّ استكمالَ هذه الصفقة سيكون كارثيًا، ليس على برنامج إف-35 الذي وَضع فيه الغرب قدراته الجوّية المتكاملة الحديثة فحسب، بل من المحتمل أن يؤدّي أيضاً إلى تصدّع التعاون المشترك بين تركيا وحلف شمال الأطلسي، وهو جانب رئيسي في الدفاع عن التحالف".

وتابعت "لنكُن واضحين. إنّ منظومة إس-400 الروسيّة مصمّمة لإسقاط مقاتلة مثل إف-35، ومن المستحيل تخيُّل ألّا تستغلّ روسيا الفرصة".

ويشير الكاتب مليك كيلان في مقال نشرته مجلة فوربس الأمريكية إلى عناد أردوغان الذي قد يسبب بكارثة لا تحمد عقباها وارتداداتها على الاقتصاد التركي والذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الحرمان من جميع مزايا التكامل مع التحالف الغربي، والاستثمارات في البنية التحتية، والتأمين على السندات، وضمانات خدمة الديون وغيرها الكثير، والتهديد المتمثل في زيادة الضغط على الاقتصاد الذي من شأنه أن يضعف الاقتصاد ويقلل من قيمة العملة بحدة، والمخاوف من تكرار حقبة سبعينات القرن الماضي المظلمة بعد الغزو التركي لقبرص.

ويلفت الكاتب إلى أن ضباط القوات الجوية التركية يميلون إلى الانتماء إلى الطبقات المتعلمة الأكثر علمانية. وغالبًا ما يقضون سنوات في الخارج في تعلم مهاراتهم الفنية، وباختصار، إنهم يتآلفون على معارضة أردوغان.

ووفقًا لما ذكره كيلان، فإن أردوغان ونتيجة مخاوفه الداخلية وخاصة من الجيش "المحسوب نوعاً على العلمانية" والخط الغربي والذي يخالف خط أروغان "الإخواني"، فأنه يخشى من حصول انقلاب حقيقي على حكمه وخاصة في قسم الطيران الحربي.

ويلفت الكاتب إلى حقيقة أن صواريخ الباتريوت الأمريكية الصنع لا تستطيع إسقاط طائرات إف- 35 الأمريكية، لأن الطريقة المصنوعة بها صواريخ الباتريوت والناتو مبرمجة على تجنب استهداف أي نوع من الصواريخ أو الطائرات الأمريكية المنشأ.

وهنا تمكن مخاوف أردوغان لأنه في حال حصول أي انقلاب عليه فإن الصواريخ الأمريكية لا تستطيع إسقاط أي طائرة أمريكية الصنع، إلا أن الصواريخ الروسية والتي تم تصميمها لاستهداف الطائرات الأمريكية أو التابعة لحلف الناتو قادرة على ذلك وهي ما يحفز أردوغان في تمسكه بالصواريخ الروسية.

ونتيجةً لذلك، في حال حدوث محاولة انقلاب أخرى، فإن القوات الموالية لأردوغان التي تشغل أسلحة أرض - جو التابعة لحلف الناتو لا يمكنها مواجهة الطائرات التي صنعها الناتو، ولكن صواريخ S-400 الروسية يمكنها ذلك.

وهذا هو السبب في أن الرئيس التركي يخاطر بدفع البلد بأكمله نحو العقوبات والكوارث الاقتصادية من خلال الحصول على S-400s، وفقاً لكيلان.

ويتوقع الكاتب أن يكون مصير أردوغان كمصير الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوكوفيتش، حيث اختار يانوكوفيتش حينها موسكو، مما أدى إلى أعمال شغب ميدان ونفيه فيما بعد.

ويشير الكاتب إلى أن أردوغان لم يصل إلى هذا الحد بعد، لكنه من المؤكد ونتيجة استمراره في ارتمائه في الحضن الروسي فإن مصيره لا محالة سيكون كمصير يانوكوفيتش.

ويتابع كيلان قائلاً: "إن دائرة الرئيس القريبة ربما تكون قد أخبرته أن الغرب لا يستطيع المجازفة بخسارة تركيا، لكن هذا يبدو خطيراً حيث لا يمكن لحلف شمال الأطلسي ولا أوروبا تحمل دولة متطرفة أو غير مستقرة أو معادية على حدودها كما كان الحال ايام أجداد أردوغان العثمانيين".

ويرى الكاتب بأن مصير تركيا سيصبح  بسهولة كمصير فنزويلا أو حتى سوريا، أو في أحسن الأحوال، إيران أخرى، ذات عمليات ديمقراطية زائفة ونخبة حاكمة دائمة توفر قدراً من الاستقرار.

وبشكل مأساوي، كما نرى في تلك البلدان، النخب المسؤولة عن دفع الأمور بهذه الطريقة لا تخسر بالضرورة. وبينما يتحرك الاقتصاد نحو الجانب المظلم، فإنه يركز في أيدي قلة قليلة من الاوليغارشيين.

وفي الوقت الذي يتحول فيه الاقتصاد في البلدان المارقة إلى مجموعات من الأهرامات التي يعلوها الاوليغارشيين الموالون، فإن أولئك الذين يعيشون خارج دائرة المحسوبية يجدون صعوبة متزايدة في البقاء على قيد الحياة ويهاجرون بأعداد كبيرة.

وأصبح هذا النهج الآن نظامًا متكاملًا، وهو نظام نراه متكررًا في كل بلد على حدة، لقد بدأت في روسيا "بوتين" وأصبحت الآن مقلدة على نطاق واسع. نظرًا لأن تلك الدول يجب أن تستخدم نفس شبكة الأموال السوداء العالمية البديلة. وفي الواقع، يقوم الكرملين ببناء كتلة اقتصادية جديدة من القديم لمنافسة الغرب، وتركيا على وشك أن تصبح آخر عضو ينضم إلى تلك المجموعة، بحسب الكاتب.

المصدر: وكالة هاوار