حزب العمّال الكردستاني: سنحتفل بالنوروز بما يتناسب مع الأوضاع الحاليّة جرّاء انتشار "كورونا"

طالبت الهيئة القياديّة في حزب العمّال الكردستاني PKK عموم الشعب الكردي بالاحتفال بأعياد النوروز بشكل يتناسب مع الأوضاع التي آل إلها العالم جرّاء فيروس كورونا القاتل، مؤكّدة أن شعلة نوروز "ستظلّ متّقدة بروح المقاومة التي بدأها كاوا الحدّاد".

جاء ذلك في بيان أصدرته الهيئة القياديّة، اليوم الجمعة (20 آذار) بمناسبة حلول عيد النوروزـ العيد القومي للشعب الكردي، قالت فيه "نعيش اليوم مع شعوب المنطقة حلول نوروز جديد. وعلى الرغم من كلّ المشاكل والمآسي التي تمرّ بها المنطقة، فإنّ نار نوروز متّقدة في كلّ مكان. ولنجعل من هذا اليوم يوماً للوحدة، المقاومة والحرّية، فهو يوم يرمز لمناهضة الظلم والاستبداد.. في هذا اليوم المبارك، نوجّه تحيّة للقائد أوجلان، مقاتلي ومقاتلي الكريلا على قمم الجبال، شعبنا المقاوم في وجه القمع والدكتاتورية، شعوب الشرق الأوسط وعموم شعوب العالم، آملين أن يحلّ السلام في أرجاء العالم وتنتهي الحروب والصراعات".

وأكّد البيان على أنّ حزب العمّال الكردستاني "سيواصل نضاله لأجل تحقيق حرّية الشعب الكردي وخلاصه من الظلم، كما نستذكر المناضلين العظماء الذي أشعلوا شرارة الثورة في وجه الاستبداد وفي مقدّمتهم كاوا العصر، مظلوم دوغان وشهداء الحرّية زكيّة، رهشان، بيريفان، سما، سنان، سرحد وغيرهم الآلوف من الشهداء الذين بذلوا دماءهم في ثورة بدأها رفيق دربنا حقّي قرار ولاتزال مستمرّة بروح المقاومة والكفاح".

وأوضح البيان أنّ نوروز هو "العيد الأكثر قداسة في عمق التاريخ.. فالنار التي أوقدها كاوا الحدّاد قبل 2632 عاماً، لا يزال وهجها ينير درب الإنسانيّة نحو الحرّية والانعتاق من الظلم، تلك النار التي منحت إرادة المقاومة في وجه الاستبداد. ومقاومة أجداد الكرد في ميديا في وجه دهاك، كانت مصدر إلهام لشعوب الشرق الأوسط وبها لاتزال ثورتنا مستمرّة في وجه الأنظمة المتسلّطة وأدواتها الإرهابيّة من تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وفاشيّة سلطة حزب العدالة والتنمية AKP وحليفها حزب الحركة القوميّة MHP في تركيا".

وتابع البيان "إنّ الانتصارات التي حقّقها الكرد والشعوب الديمقراطيّة على الإرهاب في العام الماضي، كانت استمراراً للمقاومة التي بدأها بروح نوروز، حيث تمّ القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في نوروز العام 2019 وزُفّ خبر انتهاء التنظيم لعموم العالم. إلى جانب الضربات التي وجّهناها للدولة التركيّة ي حملات الانتقام لشهداء نوروز وأيضاً الخسائر التي مني بها حزب العدالة والتنمية وحليه حزب الحركة القوميّة في انتخابات 31 آذار و23 حزيران في تركيا.. كلّ ذلك بات دليلاً على هزيمة الفاشية التركيّة التي وضعت نصب عينيها إبادة الشعب الكردي، وبات الطريق للحرّية ممهّداً بفضل تضحيات الشعب الكردي والشعوب الديمقراطيّة".

وأضاف بيان الهيئة القياديّة لحزب العمّال الكردستاني "ندخل عامنا الجديد في ظلّ كلّ المنجزات التي تحقّقت، بدأنا شهر آذار باحتفالات المرأة بيومها العالمي في 8 آذار واحتفالات شبابنا بقدوم النوروز، ومهما بلغت صعوبة الظروف والأوضاع التي يمرّ بها العالم جرّاء انتشار فيروس كورونا، إلّا أنّ روح المقاومة لدى شعبنا تمكّنه من الاحتفال بالنوروز، كونه يوماً يرمز للانتصار على الظلم.. فإرادة المقاومة لدى شعبنا، لا يمكن لأيّ قوّة أو مؤامرة أن تكسرها.. وها نحن نرى حملات المقاومة مستمرّة لكسر العزلة عن القائد ولأجل هزيمة الفاشية وتحقيق الديمقراطيّة".

وطالب البيان من عموم الشعب الكردي في كردستان والمقيمين في الخارج أن "لا يتهاونوا في التعامل مع انتشار فيروس كورونا وأن يأخذوا مخاطره على محمل الجد وأن يتقيّدوا باجراءات وتدابير الوقاية منه ليحافظوا على صحّتهم وسلامتهم" مضيفاً " لكن هذا لا يعني أن لا نحتفل بالنوروز بشكل يتناسب مع خطورة الأوضاع.. بدلاً من التجمّع في ساحات كبيرة، من الممكن أن يحوّل كلّ شخص أمام منزله إلى ساحة صغيرة يحتفل فيها بالنوروز.. وبهذا الشكل ستظلّ نار نوروز متّقدة ونقطع السبيل أمام القوى الرأسماليّة التي تسعى للقضاء على هويّتنا القوميّة".

ولفت البيان إلى أنّ النظام الفاشي في تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية "يسعى للاستفادة من الكوارث الطبيعيّة ليزيد من حملاته على الكرد شراسة.. إذا ما ألقينا نظرة على الوضع، سنرى أنّ حكومة العدالة والتنمية شدّدت إجراءاتها داخل السجون والمعتقلات، ورفضت كلّ الطلبات التي تقدّمت بها عائلة القائد أوجلان ومحاميه للقاء به في الآونة الأخيرة. في وقت أفرغت فيه الكثير من الدول سجونها بسبب انتشار فيروس كورونا. كما زادت من هجماتها على روج آفا وجنوب كردستان.. وقد أوضحنا مراراً وتكراراً أنّ هزيمة الفاشية التركيّة هي السبيل الوحيد لنشر الديمقراطية والسلام، وبدون ذلك لن يتحقّق الاستقرار والآمان، ليس في تركيا فحسب، بل في عموم المنطقة".

ونوّهت الهيئة القياديّة لحزب العمّال الكردستاني في بيانها إلى أنّ نوروز العام 2020 سيكون "منعطفاً هامّاً للمقاومة في وجه استبداد النظام التركي.. وسيزيل شعبنا المقاوم وجميع الشعوب الديمقراطيّة كافة العراقيل نحو تحقيق الحرّية لكردستان والديمقراطيّة في الشرق الأوسط بعد أن يقضي على كلّ أشكال الظلم والقمع التي تمارسها حكومة العدالة والتنمية وحليفها حزب الحركة القوميّة".

وختم البيان بالقول: "نوجّه نداءنا لأبناء شعبنا في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن أن يتحلّوا بروح نوروز في مقاومة الظلم والطغيان وأن يسعوا لتحقيق وحدتهم التي من خلالها يمكن أن يجمع بها قوّتهم في مواجهة الأنظمة الاستبداديّة التي تتحكّم بمصير الكرد كي تتحقّق الحرّية والديمقراطيّة. كما نوجّه نداءنا أيضاً إلى جميع الشعوب في تركيا والشرق الأوسط للعمل معاً لتحقيق الاستقرار والسلام بعد القضاء على الذهنيّة الفاشية التي تحكم تركيا".