تحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستانية (PJAK) زيلان فجين بخصوص انتفاضة شعوب شرق كردستان وإيران، حيث استذكرت في شخص جينا أميني، كافة شهداء انتفاضة الشعوب الإيرانية وقالت:" سنتوج أهداف وآمال شهداء انتفاضة شرق كردستان وإيران بالنصر، يجب أن تتحقق أحلام وأهداف الشهداء، لأن كل واحد من هؤلاء الشهداء شارك في هذه الانتفاضة بأمل وإيمان وتصميم، وببطولة وبشجاعة، كانوا يتوقعون الشهادة أيضاً، في الوقت ذاته أحيي الذين يقاومون في الساحات والميادين ضد هذا النظام، روح ومقاومة الانتفاضة بقيادة المرأة، أثرت على عموم العالم وأصبح رمز الحرية والديمقراطية لكافة النساء وكافة الشعوب وللإنسانية جمعاء وللشعوب المضطهدة والديمقراطية، إن مشاركة الشعب بروح واحدة وإيمان واحد دون النظر إلى المعتقد والدين والمذهب وبلا عنصرية، هي مستوى عال في هذه الانتفاضة وهذه الثورة، وهذا مثال المقاومة على مستوى العالم ككل، حدثت بعض الانتفاضات في إيران وشرق كردستان ولكنها اقتصرت على جزء خاص أو طبقة خاصة من المجتمع، وكان هذا يعتبر دائماً من أخطاء الانتفاضات السابقة، ولو شاركت فيها جميع المجتمعات معاً، بدون شك كانت ستحقق الأهداف المرجوة من الانتفاضات والفعاليات، اليوم، روح الوحدة، هي روح الحرية للشعوب الإيرانية، اليوم ظهر غضب ومطالب النساء على مدى سنوات في ظل حكم الرجل والنظام الذكوري المركزي بشكل واضح، لذلك، فإن مستوى اليوم كسر الحدود والحواجز وانتشر في جميع أنحاء إيران وحتى الشرق الأوسط والعالم، وهو بحد ذاته مستوى عالٍ من النضال والمقاومة للمتظاهرين في الاحتجاجات.
لا يمكن لهذا النظام وهذه الحكومة والإدارة أن يقوموا بالإصلاحات
لأن المطالب الحالية مطالب أيديولوجية وسياسية وتنظيمية وتاريخية وثقافية، فهي تدل على استمرار الاحتجاجات وتعزيز مستوى وتأثير الاحتجاجات والانتفاضة، مطالب الشعب ليست مطالب يومية ومشاكل يومية للمجتمع والأفراد، يريدون حياة حرة وديمقراطية، هذه الحكومة والنظام لا يستطيعان إيجاد حل، إنه فاسد ومهترئ ولا يمكنه الاستجابة لمطالب الشعوب، لا يمكن لهذا النظام وهذه الحكومة والإدارة أن يقوموا بالإصلاحات، ولذلك فإن مطالب الشعوب هي محقة وشرعية، يجب أن يصلوا بسرعة لأهدافهم، لقد وقع المئات من الأشخاص ضحايا من أجل الحرية، تعرضوا للمعاناة والتعذيب والقمع، كشعب كردي ، قدمنا التضحيات ليس فقط في هذه الانتفاضات، ولكن أيضاً كشعب مطالب بالحرية ضد الدولة القومية والأنظمة الدكتاتورية والفردية، لطالما سعت الدول الدكتاتورية لفرض سيادتها وسلطتها على هؤلاء الضحايا، لكن الثورة التي بدأت اليوم بقيادة النساء، أيقظت الجميع، أي أن مثل هذا الايقاظ يمكن أن يضمن انتصار الشعوب، المجتمع دائم وباقي في مكانه، المؤقت وقصير العمر هو الدولة والنظام، إذا لم يقبل المجتمع هذه الأنظمة والإدارات، فلن تستطيع هذه الأنظمة والإدارات الاستمرار وإدارة نفسها والوقوف على أقدامها ولن تكون دائمة، قبل 44 عاماً، انهار النظام الديكتاتوري والاستبدادي بقيادة النساء، اليوم أيضاً وبهذه الروح والقيادة، لا تقبل هذا النظام وهذه السلطة، إن مستوى الانتفاضة الشعبية اليوم وصل إلى مستوى الثورة، وهذه التضحيات هي أيضاً على مستوى الثورة.
تم توجيه ضربة قاتلة لوعي وعقلية النظام
وفي جزء آخر من هذا الحوار، نوهت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستانية (PJAK) زيلان فجين إلى دور المرأة وقالت "هناك العديد من الأنظمة والقوى في العالم التي انهارت كنظام وكهيكل، في بعض الأماكن، أدى القضاء على هذه الأنظمة والدول إلى خلق فرصة لنظام ديمقراطي أو نظام أكثر تقدماً، ولكن قبل أربعة وأربعين عاماً، عندما تم تدمير الحكومة الإيرانية على يد شعوب إيران، استلم الحكم نظام مماثل، بنفس العقلية ونفس المنطق.
لكن اليوم، لأن الثورة والانتفاضة بدأت بشعار "المرأة، الحياة، الحرية" بقيادة النساء أنفسهن، تم توجيه ضربة كبيرة للنظام الحاكم الذكوري والعنصري، هذه الانتفاضة التي تصاعدت بقيادة النساء، ليست فقط انقلاباً على النظام الإسلامي في إيران، بل على جميع الأنظمة والقوى التي تحكمها مركزية الرجال الحاكمين، لهذا السبب لم يتخذ النظام أي خطوات للحل ويصر على عقليته الحاكمة، الجميع يعلم أن النظام باقي كهيكل فقط، لأن دماغ وفكر وعقلية النظام قد أصيبوا، إذا تم تدمير هذه العقلية، فلن يكون هيكل السلطة قادراً على الوقوف على قدميه، فهناك العديد من الأمثلة الديمقراطية التي يمكن أن يحل محل هذا النظام الاستبدادي، الشعب أيضاً يملك تجارب تمكنهم من إدارة نفسه.
إن الربيع العربي والدول العربية واضحة أمام الأعين، حدثت ثورات وانتفاضات، لكن لأن الذهنية كانت واحدة، لم تحدث تغييرات في العقلية، فقد تبدلت السلطة المركزية ورجل الدولة بشكل متكرر، أهم شيء هو دولة العراق، انهارت دولة صدام حسين ونظامه، ولكن تم تأسيس نظام مركزي ودولة.
النضال والتجارب التي حققتها الشعوب، لا بد من إحداث تغيير في العقلية، لأنه إذا لم يكن هناك تغيير في العقلية، فإن الهياكل والأنظمة التي يتم بناؤها لا يمكن أن تستجيب لمتطلبات المجتمع، من السهل تدمير النظام، لكن تغيير العقلية يتطلب عملاً طويل الأمد ونضالاً ديمقراطياً، التغيير العقلي هو تغيير أساسي، لذلك، فإن النساء الكرديات والنساء الإيرانيات والشعب الكردي وجميع الإيرانيين يعرفون أين تكمن المشكلة الرئيسية للنظام، لذا فالانتصار من نصيب الشعب الايراني ".
تبني الشهداء هو اتخاذ موقف ثوري
في جزء آخر من الحوار، أشارت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستانية (PJAK) زيلان فجين إلى تضامن الشعب مع بعضهم البعض وبالأخص تبني الشهداء وقالت: "في الحقيقة هذا موقف ثوري، والذين استشهدوا ويستشهدون كانوا في الجبهات الأمامية للانتفاضة، الشباب أصحاب آمال كبيرة ومختلفة، ولكنهم اليوم يضحون بحياتهم من أجل المجتمع عامةً، في الحقيقة تبني الشهداء هو مثال لأحقية الثورة، إن تبني الشعب للشهداء بشعار " الشهداء لا يموتون" في شخص الشهيدة جينا أميني، محل احترام وفخر في جميع مدن شرق كردستان، سواءً في مراسم دفن جثمانها أو في الذكرى الأربعين للشهداء تم تكريمهم بشكل نموذجي، تبنى الشعب لشهدائه، هذا يدل على أن الشعب يعيش روح الثورة، لانتصار تلك الروح يقود ويمضي قدماً، لذلك يجب أن يستمر الشعب في تبني الشهداء بموقف أقوى وأوسع، العدو يهاجم ويعيق، على الشعب ألا يقبل هذه العقبات والتغلب عليها، يجب أن يواصل نضاله الحالي بنفس الروح الثورية، إن التضامن مع عوائل الشهداء واحدة تلو الأخرى، يزيد من الغضب والكراهية تجاه النظام والعدو، لذلك من المهم أن تكبر وتتعاظم تبني الشهداء، لأمهات السلام دور كبير، وعليهن ألا تترك عوائل الشهداء لوحدها، فلتنضم أمهات الشهداء إلى أمهات السلام، يجب على الأمهات توسيع تنظيمهن وتنظيم أنشطة مشتركة مع الأمهات الإيرانيات وأمهات الشهداء، خاصة مع الأمهات البلوش.
النظام يحاول تقسيم انتفاضات الشعوب
وفي متابعة حديثها، تلفت زيلان فجين الانتباه إلى محاولات الدولة الإيرانية للهجوم على الشعب الكردي والبلوشي، وإحداث تقسيم بينهما وقالت:" الأصح انه خلال ثورة الشعوب الإيرانية، تم قتل الشعب الكردي من باوه وحتى سنه بفتاوى من الخميني، هجم على الشعب الكردي بكل الأساليب وارتكبت المجازر، الدولة الإيرانية بالهجوم على الشعبين الكردي والبلوشي، تحاول عكس الاحتجاجات وإضعاف صفوف الشعب المنتفض ضد النظام، الدولة الإيرانية هاجمت أكثر من الشعوب الأخرى على الشعبين الكردي والبلوشي، وتمارس ذلك بشكل ممنهج ومدروس، مقدار عمر دولة إيران الإسلامية، حُرمت منطقة بلوشستان من العديد من الخدمات مثل الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والإدارية، حتى لا توجد مياه للشرب أو نظام تعليمي في هذه المنطقة، ولا يستطيع الناس القراءة بلغتهم أو بأي لغة أخرى، خامنئي نفسه يهدد الكرد والبلوش، ويريد أن يروا كل شيء كما يراه هو، على الرغم من أن مستوى الاحتجاجات في طهران وغيرها من المدن الإيرانية لا يقل عن المدن الكردية وبلوشستان، خلال الأسبوعين الماضيين ، قتلت القوات التابعة للنظام البلوش وارتكبت المجازر بحقهم، يجب على الأمم والمكونات الأخرى شرح سياسة تقسيم النظام بشكل جيد، لا ينبغي السماح للنظام بتقسيم انتفاضات الشعب، يجب على الشعب البلوشي تنظيم نفسه أكثر والتضامن مع بعضهم البعض، النظام يريد فتح الطريق أمام الإبادة الجماعية، يجب على الناس تقوية صفوفهم، في نفس الوقت، الكرد يتعرضون للتهديد، لأن الكرد لديهم إيمان وفلسفة، وخاصة أن النظام يعرف جيدًا من أين تأتي فلسفة المرأة، الحياة، الحرية، الأشخاص الكرد والنساء الكرديات أصحاب هذه الفلسفة، يريدون الاستمرار في هذا النضال مع الشعب الإيراني حتى النصر، يجب على الكرد تطوير وحدتهم مع الشعب الأذري والعربي والفارسي، يجب ألا تقتصر الاحتجاجات على أماكن معينة، يجب أن تكمل بعضها البعض، ولا تركز على مدينة واحدة، على الكرد في لورستان وخراسان عدم التزام الصمت وقيادة الانتفاضات ".
لا يوجد لدى قوات المعارضة الكردية والإيرانية منظمات نسائية خاصة
ولفتت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الكردستانية (PJAK) زيلان فجين الانتباه إلى دور وموقف قوى المعارضة الكردية والإيرانية وقالت: "مهما كانت مطالب الشعب، يجب على هذه القوى والأحزاب أن تقترب من الثورة وانتفاضة الشعب حسب مطالب الشعب، كقوى معارضة كردية وإيرانية نستطيع تشكيل جبهة مشتركة ضد النظام، وهو أمر ضروري في هذه المرحلة وضرورة تخدم المصالح العليا لجميع المجتمعات وانتفاضة الشعب، الشعب يؤمن أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر، الشعب بحاجة إلى نظام ديمقراطي يضم كافة المعتقدات والأديان والمذاهب والأعراق والأمم، نظام يمكن أن يستجيب لجميع مطالب الشعوب.
كما أن للمعارضة الكردية والإيرانية خططها ومشاريعها الخاصة، فالجميع يحاول الرد على مستوى نضال الشعب ومقاومته، هذه حقيقة، رغم أنهم كانوا يقاتلون منذ سنوات، فلا المعارضين الكرد ولا الإيرانيين لديهم الآراء والأفكار والمنطق التي يطالب بها الشعب، لذلك، هذه الثورة التي بدأت الآن هي في الحقيقة ثورة نسائية، لكن لا تملك أي من هذه القوى والمنظمات القدرة على حماية النساء، والقدرة على تنظيم النساء، أي من القوى لها مشروع ديمقراطي ومعاصر؟ فقط منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان، أظهرت هذه الإرادة ونظمت نفسها على أعلى مستوى، لم يحدث هذا في يوم واحد، فقد تم تنظيمها في شرق كردستان لمدة عشرين عاماً تحت قيادة منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR)، هذا يدل على من يستطيع أن يقود هذه المرحلة ولديه القوة والأفكار، وهو أمر واضح للعيان.
الشعب لن يتراجع إلى الوراء، والشي الذي جربه في السابق، لا يجربه مرة أخرى
تلك القوى والمعارضات التي تريد تقديم نفسها كبديل، فقدت فرصتها في أن تكون بديلاً لهذا النظام، لقد نفذوا أكبر مجزرة بحق الكرد، قبل 44 عاماً، دمر الشعب نظاماً، ولن يعود أبدًا، وما تمت تجربته، فلن يجربه الشعب مرة أخرى، انهارت جمهورية مهاباد من قبل هذه القوات، أفلست فكرة الوسطية والسلطوية والفردية والدولة، ولا يمكن لأحد أن يقود المجتمع أو يلبي مطالب الشعب من خلال الاعتماد على هذه العقلية، صحيح ان هناك رغبة في الحرية، ولكن حتى يحدث تغيير في الوعي والعقلية، لا يمكن للشعب قبول تلك السلطات والأحزاب كما كان من قبل".
وأوضحت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الكردستانية (PJAK) زيلان فجين أن حزبنا يحاول تشكيل جبهة موحدة للنضال وختمت حديثها بالقول:" بناء جبهة ديمقراطية هو الآن شرط، لقد سبق أن قدمنا اقتراحاً إلى جميع الأطراف مكون من إحدى عشرة نقطة من أجل بناء نضال مشترك وجبهة وطنية مشتركة حول هذه النقاط، وهو ما يصب في مصلحة الشعب الكردي وكذلك في مصلحة الشعوب الأخرى في إيران، إذا لم نتحد، سيشكل الشعب إدارته الذاتية.
بصفتنا حزب الحياة الكردستانية (PJAK) ، فإن مشاريعنا وخططنا وبرامجنا التي تستند إلى فلسفة وإيديولوجية القائد أوجلان، نظراً لعالمية أفكارنا وفلسفتنا، كنظام وكأيديولوجية، يجب أن يحتضن الجميع، المجتمع يشارك فيه بكافة ألوانه واختلافاته".