زوجة محمد سنجار: سيخوض الشعب نضال سنجار على الدوام

هناك خطر "انقضاء الوقت" على قضية البرلماني عن الحزب الديمقراطي محمد سنجار، الذي تعرض للاغتيال في العام 1993 من قبل الدولة التركية، وقالت زوجته جيهان سنجار "حتى لو مر عليه الوقت، فلن يسكت الشعب حيال ذلك، وسوف يواصل نضاله".

بعد أن تطورت الحركة السياسية الكردية في التسعينيات، أرسلت الدولة التركية قواتها شبه العسكرية مثل الجهاز السري لمخابرات الجندرمة (JÎTEM)، ولواء الانتقام التركي (TÎT) وحزب الله لمهاجمة الكرد، وفي خضم ذلك، تعرض العديد من الصحفيين والأطباء والمحامين والنقابيين والسياسيين الكرد للاختطاف، وقُتلوا تحت التعذيب، وكان محمد سنجار، البرلماني عن الحزب الديمقراطي (DEP) في ميردين، أحد هؤلاء الأشخاص الذين تعرضوا لممارسات من هذا القبيل.  

 

ولا تزال قضية العثور ومحاكمة قتلة سنجار، الذي تعرض للاغتيال في إيله عام 1993 مستمرة منذ 30 عاماً، وكان عضو حزب الله جيهان يلدز المتهم الوحيد في القضية، حيث تم سجنه لمدة 11 عاماً فقط بسبب جرائم القتل الأخرى التي ارتكبها، وجرى أطلق سراحه مع إعادة محاكمته من جديد وما زالت المحاكمة مستمرة حتى الأن، ولكن قانون "انقضاء الوقت"، الذي قام حزب العدالة والتنمية بصياغته، يمكن أن يؤدي إلى فشل قضية سنجار.  

تحدثت زوجته لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن نضاله

تحدثت زوجة محمد سونكار، جيهان سنجار لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن نضال زوجها وكذلك عن المرحلة التي تلت عملية الاغتيال

ذكرت سنجار بأن زوجها كان يجد نفسه كـ كردي، وكان مدركاً لمسؤولياته النضالية، وقالت بهذا الصدد: "كان يعيش محمد دائماً من خلال التقاليد الكردية الأصيلة المتوارثة، كان إنساناً متدرباً ومثقفاً وملماً بكرديته".   

وأفادت سنجار بأنه قبل بالاقتراح لتوظيف المنصب البرلماني من أجل المساهمة في نضال شعبه، وقالت بهذا الخصوص: "بصفتنا كـ عائلته، كما قد حذرناه وقلنا له، "بعد أن أصبحت نائباً في البرلمان، لن يسمحوا لك بالعيش"، وبدروه كان قد قال لنا: "سأنضل حتى ينقضي عمري"، كما أنه بعد أن أصبح نائباً، انخرط في حلقة من النار، حيث كان يجري نشر نظام مرتزقة حراس القرى، وكان قد بدأت حقبة حرق القرى وجرائم القتل المجهولة، ولم يكن محمد صامتاً حيال هذه الأفعال المشينة، حيث ما زالت ملاحظاته حول تلك الحقبة موجودة عندي في البيت".           

كان دميرال قد قال "دعوه وشأنه"

وأشارت سنجار إلى أن زوجها فقد حياته في سبيل نضاله، وتحدثت عن فترة تعرضه للاغتيال قائلةً: "كان قد تم احتجاز والد زوجي خلال أسبوع، ولقد قاموا بتحذير محمد للكف عن النضال، أو عدم متابعة الأعمال والأفعال القذرة للدولة، وكان والده قد قال أيضاً، بأن ابنه إنسان بالغ ويمكنه اتخاذ قراراته بنفسه، وكان سليمان دميرال بنفسه قد دعاه إلى زيارته في غرفته قبل فترة وجيزة من اغتياله، وقال له، "لا تسير خلف جرائم القتل المجهولة، وإن التحقيق في حرق القرى والأحداث المماثلة ليست من شأنك، تعال لنقوم بمنحك أعمال المناقصات"، لقد تأثر محمد لدرجة كبيرة بهذا الاقتراح، وكان يشعر بالخجل من ذلك، ويقول يومياً "كيف بإمكانهم اقتراح أمر من هذا القبيل لي"، ولاحقاً في 1 أيلول، عندما جاء دميرال إلى البرلمان للبدء بأعمال الجمعية العامة، لم يقف محمد لحضوره، كما أنه تعرض للاغتيال بعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة"      

علاء الدين كانات المتعاون هدد محمد سنجار

ونوّهت سيجار إلى اللقاء الأخير في اليوم السابق لمقتل زوجها، وقال بهذا الصدد: "كان يتوجب أن نقوم بأخذ والدي إلى المستشفى، واتصل بي محمد، وسأل عن أحوالي، وقد قال بأنه موجود في إيله، وغداً سوف ينجز أعماله ويعود في اليوم التالي، حيث قام علاء الدين كانات المتعاون والذين كانوا برفقته بقطع الطريق على محمد ورفاقه بعد نزولهم من الطائرة، وكان محمد ورفاقه ذاهبون لحضور جنازة أحد أعضاء الحزب الذي كان قد قُتل قبل عدة أيام، وثم كان سيقوم بزيارة أصحاب المتاجر ويعود إلى البيت، وقام علاء الدين كانات والذين كانوا برفقته بمحاصرة  محمد ورفاقه في أحد الشوارع وأطلقوا الرصاص عليهم، حيث اغتيل هناك كل من متين أوزدامير ومحمد سنجار، ولم أكن أعلم بما يجري، حيث اتصلت بي السيدة ملكية، زوجة أحمد تورك، وقالت بأن حادث ما وقع في إيله، وأجبتها بأن محمد متواجد هناك، لكنه سيعود إلى البيت، لكن فيما تم نشر الحادثة على القنوات التلفزيونية".       

لم يسمحوا لعشرات الآلاف من الأشخاص بالمشاركة في الجنازة

وأفادت سنجار بأنه جرى احتجاز جنازة زوجها لمدة أسبوع، ولم تسمح الدولة بدفنه من خلال مراسم، وقالت بهذا الخصوص: "انطلق أبناء شعبنا من مدن كردستان للمشاركة في مراسم الجنازة، لكن تم تعذيب شعبنا وتجويعه واعتقاله، حيث اتصلت الدولة بي وبوالد زوجي أكثر من مرة، وطلبوا منا التعاون معهم، لكننا رفضنا ذلك، وقلنا لهم بأن الجنازة هي جنازتنا، وجنازة الشعب الكردي، صحيح أنه زوجي ووالد أبنائي، ولكنه كان أيضاً ابناً من أبناء شعبه، وبعد أن قطعوا الأمل مني، أرسلوا الجنازة إلى آمد عبر الطائرة، ومن هناك جلبوا الجنازة إلى المقر العسكري في قوسر عبر طائرة هليكوبتر عسكرية، ومن ث اتصلوا بوالد زوجي، وقالوا بأنهم جلبوا الجنازة، ولاحقاً، سأل والد زوجي، "هل أعضاء حزب ابني وزوجته وأبنائه والشعب الذي جاء للمشاركة في مراسم التشييع معه؟" أجاب الضابط العسكري بالنفي، وسألهم أيضاً "هل ستسمحون لأبناء شعبنا الذين على الطرقات منذ أيام بالمشاركة في مراسم الدفن؟" ولكن الضابط أجابه مرة أخرى بالنفي، وبدروه أجاب والد زوجي: "إن ليس ابني فحسب، بل إنه ابن شعبه"، ورفض اقتراحهم، وهم بدورهم، أصروا على ممارسة الضغوط ولم يسمحوا بذلك، حيث ذهب بعض عمال البلدية لدفنه".

خطر "انقضاء الوقت"

وتحدثت جيهان سنجار عن مرحلة قضية محمد سنجار، وقالت: "القضية بالأساس مستمرة منذ أعوام طويلة، كما استنفدت الطرق القانونية للقضية في أوروبا، وبعد فتح ملف حزب الله، تم إعادة ضم حادثة محمد سنجار من جديد إلى الملف، كما قمنا نحن العائلة أيضاً بالانضمام إلى الملف، فاليوم يجري الحديث عن "انقضاء الوقت"، مهما حصل ، فقد حظي محمد على قلوب أبناء شعبه بأحرف من ذهب، لذلك، حتى لو مر الوقت على القضية، فلن ينساه هذا الشعب أبداً ، وسيستمر في نضاله، فهذه الجريمة، قد تمت على يد الدولة، وسوف تُحاسب على ما اقترفتها من أفعال مشينة، وحيثما أرادوا انقضاء الوقت عليه، فإننا شعبٌ أصبحنا نتمتع بالكرامة من خلال نضالهم".