بفدائية لا مثيل لها أنجزت كل مهامها

انضمت خويندا جيا إلى صفوف المقاتلين بعد ثورة روج آفا برغبة وأصرارٍ منها وأصبحت قدوة لرفاقها. لقد تولت كل المهام الموكلة إليها بتفان كبير وواجهت ظروفاً صعبة.

استشهدت خويندا جيا (نجلاء أحمد سليمان) في 4 آب 2024 في هجوم الدولة التركية على خاكورك. لقد تركت خويندا جيا إرثاً ثقافيا ًمليئة بالمقاومة والأمل والمقاومة.

ولدت نجلاء أحمد سليمان في مدينة ديريكا حمكو في روج آفا لعائلة وطنية.

ولأنها كانت مرتبطة بالقيم الوطنية الكردية شاركت في النضال، تعرفت على حركة الحرية الكردية منذ طفولتها. وفي الأعوام 2011-2012، عندما بدأت ثورة روج آفا ازداد دور المرأة في المجتمع؛ حين قادت الثورة في المجالات العسكرية والسياسية والاجتماعية. كل هذا أثار إعجاب نجلاء كثيراً. وإيقنت أن المرأة المناضلة الواثقة من نفسها والحازمة هي نتيجة جهود القائد آبو في روج آفا. وبعد أن أدركت ذلك حاولت أن تفهم وتتعلم أكثر.

ومع انطلاق ثورة روج آفا في المدن والقرى والبلدات شاركت في الانشطة التدريبية للمرأة على الأسلحة والدفاع عن النفس في قرى مقاتلي وحدات حماية المرأة.

كامرأة كردية عندما حملت السلاح كانت تؤمن بأنها قادرة على حماية أرضها. وقد تأثرت كثيراً بالمقاتلين الذين قاتلوا بشجاعة ضد هجمات الأعداء على روج آفا واستشهدوا.

وفي عام 2016 توجهت إلى جبال كردستان وانضمت إلى صفوف الكريلا. من أجل التعبير عن ارتباطها وحبها للجبل خلال حياتها الفدائية، أطلقت على نفسها اسم خويندا جيا.

كانت ذات عزيمة وقرار

تلقت خويندا جيا تدريبها الأولي في مناطق الدفاع المشروع، واستناداً إلى فلسفة القائد آبو جعلت هدفها الرئيسي التعمق في المجالين العسكري والأيديولوجي.

وعلى الطريق الذي بدأته بالرغبة في الحرية، تقدمت بخطوات واثقة؛ وفي عام 2020 التحقت بالأكاديميات العسكرية. أصبحت خبيرة في العديد من الأقسام العسكرية وأعدت نفسها لمعارك صعبة. وكانت قدوة لزملائها بقوة عزيمتها وإصرارها.

كانت متفانية في كل مشاركاتها

كانت ترغب كثيرا بالسفر عبر جبال كردستان واحداً تلو الآخر، وأن تشرب الماء من كل أنهارها، وتقطف من كل شجرة ثمرة وتضعها في حقيبتها.

ومن أجل حماية مثل هذه المناظر الطبيعية الجميلة من الأعداء، دخلت منطقة خاكورك بعزيمة وإصرار كبيرين. قاتل العديد من القادة والمحاربين النبلاء في خاكورك مثل بيريتان (كلناز كاراتاش)، لذلك كان لها معنى مختلف بالنسبة إلى خويندا.

 شعرت أن هناك عبئا كبيرا يقع على عاتقها وحاولت أن تكون جديرة بهذه المكانة. لذلك كانت تتولى كل المهام الموكلة إليها بتفان كبير وتواجه الظروف الصعبة.

شاركت خويندا رفيقتها أسرين باور (سيفدا توبجو) في العديد من العمليات ضد الدولة التركية الظالمة واستشهدتا في 4 آب 2024 في هجوم للدولة التركية.

عاشت خويندا حياة ونضالاً متفانياً حتى آخر رمق لها وتركت لرفاقها إرثاً زاخراً بثقافة الأمل والمقاومة.