تحدث يشار جيا، أحد قادة قوات الدفاع الشعبي (HPG) لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة الذكرى السنوية لقفزة 1 حزيران.
انهزمت الدولة التركية في مواجهة مقاومة قوات الكريلا
أجرى يشار جيا تقييماً لقفزة 1 حزيران، وقال: "في البداية نبارك حلول الذكرى السنوية لقفزة 1 حزيران على القائد أوجلان، وعلى أبناء شعبنا الوطنيين وجميع الرفاق، واستذكر في شخص القادة فاضل بوطان، وكولجيا وليلى آمد، الشهداء الأبطال لقفزة 1 حزيران، كما أنحني بكل احترام وإجلال أمام ذكراهم، وبهذه المناسبة، نجدد الوعد الذي قطعناه للقائد أوجلان ولشهدائنا ولأبناء شعبنا.
دخل نضالنا هذا العام ضد الدولة التركية عامه الـ 50 ، وترك هذا النضال الذي يتم خوضه بقيادة القائد أوجلان ضد الاحتلال في كردستان 50 عاماً وراءه، وبهذه المناسبة، استذكر شهداء وأبطال هذا النضال مرة أخرى.
وإن حقيقة النضال الذي يخوضه القائد أوجلان ضد الدولة التركية هي حقيقة معروفة، حيث قام القائد أوجلان وكذلك حركتنا وغالبية الحركات العالمية بتقييم هذا النضال، كما أن حقيقة النضال الذي نخوضه منذ العام 2015 ضد دولة الاحتلال التركي ظاهرة للعيان، وقد وضعت دولة الاحتلال التركي الفاشية في مواجهة المرحلة السياسية والاجتماعية لثورة روج آفا التي اختارت نموذج القائد أوجلان، وخطة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي والحركة التحررية، وتقوم من خلال هذه الخطة بمهاجمة الحركة التحررية، وقد اتخذت القرار بشأن هجمات الإبادة الجماعية في العام 2014، ووضعته قيد التنفيذ في العام 2015، كما أن نهاية هذه الحرب واضحة، ألا وهي أن دولة الاحتلال التركي لم تحقق أهدافها، حيث قام مقاتلو الحرية بإحباط هذه الخطة، وأدخلوا الدولة في أزمة متفاقمة، كما سعت الدولة التركية في شخص حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية لتحقيق النتيجة المرجوة في سياستها القائمة على الإبادة والإنكار، وإيصالها إلى أعلى المستويات، ولم تستطع الدولة التركية في غضون الحرب الممتدة على مدى السنوات الثمانية الأخيرة مع مقاتلي كريلا حرية كردستان، أن تنجح في تنفيذ خطتها القائمة على الإبادة الجماعية وفشلت في تحقيق ذلك".
الشعب يريد الخلاص من هذا النظام
وذكر يشار جيا بأن الدولة التركية دخلت في أزمة داخلية وخارجية على حد سواء في مواجهة نضال الكريلا، وتابع قائلاً: "لقد غرقت في الداخل ضمن أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية، ولكي تنجو من هذه الأزمة، قررت إطالة عمرها من خلال إجراء الانتخابات، وأصبح وضع الدولة التركية أكثر سوءً بعد وقوع زلزال 6 شباط، وقد شاهد الجميع قبل الانتخابات، فشل هجمات الإبادة للدولة التركية على الشعب الكردي وحركته التحررية، وكانوا يظنون أن هذه هي الفترة الأخيرة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وفكّر الشعب أيضاً بهذه الطريقة، ولكن في الواقع، كانت شعوب كردستان وتركيا تريد الخلاص من هذا النظام، لأنهم كانوا في أزمة في ظل هذا النظام، ولكن، كانت الانتخابات أشبه بعملية الاستيلاء على الدولة أكثر من كونها انتخابات، حيث كان قد تم مصادرة جميع موارد الدولة التركية في شخص حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، واستغلوا جميع موارد الدولة.
وكانوا يعتقدون هذا الأمر؛ فقد فشل كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من الناحية العسكرية، لكن هذا النضال ليس فقط لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، إنما هو لهزيمة الدولة التركية، وقد اعتبروا بالنسبة لعقليتهم مسألة القرن، ولهذا السبب، وعلى الرغم من إظهارهم الانتخابات على أنها انتخابات ديمقراطية، لكنها من الناحية الجوهرية لم تكن كذلك، حيث كانت قد تم السيطرة على جميع موارد الدولة، وإلى جانب جميع المؤسسات، خلقوا جواً سائداً بأن الشعب يدعمهم، لكن الحقيقة لم تكن على هذا النحو، وهذه هي المرة الأولى تقوم فيها الدولة التركية بحيلة ممنهجة، وهذه بحد ذاتها خطوة جديدة، فالقضية ليست حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، بل إن القضية تكمن في العقلية الفاشية للدولة التركية، كما أن حزب العدالة والتنمية وأردوغان هما مثل ألعوبة بيد الدولة، حيث إن الدولة تحتجز أردوغان، في حين أن أردوغان هو فقط مجرد هوية، ولدى أردوغان بعض الحالات، تقوم الدولة باستغلالها، مثل الهوية الإسلامية... تستغل هذا الأمر بشكل جيد، حيث تستغله في كل من شمال كردستان وكذلك في الشرق الأوسط، وينبغي رؤية هذه الحقيقة، ومن المهم شرح هذا الأمر للشعب وإظهاره"
الدولة التركية في أضعف فتراتها التاريخية
وأشار يشار جيا إلى أن نتائج الانتخابات لا تمثل إرادة الشعوب في تركيا، وقال بهذا الخصوص: "هذا الأمر لا يمثل إرادة الشعوب في الأناضول وشمال كردستان، وإنني بهذه المناسبة أقول بأن أبناء شعبنا في شمال كردستان قد عبروا عن إرادتهم، حيث ظهرت خريطة كردستان في الانتخابات، ورفضوا النظام، وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية لأبناء شعبنا الوطني، وأهنئهم على نجاحهم، وهذا الأمر بحد ذاته انتصار تاريخي، ورسالة تاريخية في مواجهة الدولة التركية الفاشية والاحتلالية.
كما ينبغي رؤية هذا الأمر أيضاً؛ تظهر الدولة التركية في شخص حزبي العدالة والتنمية الحركة القومية على أنها فائزة في الانتخابات، لكن الوضع ليس على هذا النحو، فكيف حدثت الفوضى والأزمة اللتان انغمست فيهما؟ لقد حصلت نتيجة جهود ونضال الشعب الكردي، حيث يقومون بالإظهار قبل الانتخابات وكذلك بعد الانتخابات كما لو أنهم سينجون من الأزمة القائمة، لكن الأمر ليس كذلك، وكانت حركتنا قد قيّمت هذا الوضع قبل إجراء الانتخابات، فالدولة التركية تعيش في أضعف أوقاتها، ولم تمنحها هذه الانتخابات القوة، بل هم ضعفاء، حيث أقدمت الدولة التركية في شخص حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية كل ما بوسعها في غضون السنوات الثمانية الأخيرة، وهذه هي أعلى المستويات، حيث نفذت في العامين الماضيين على وجه الخصوص هذه الحرب ضد مناطق الدفاع المشروع، وأرادوا كسر إرادة شعبنا وحركتنا بشكل حتمي، لكنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك وتعرضوا للهزيمة، واندحروا من خلال هذا النضال، وكان الشعب يتأمل بأنهم سوف يُهزمون أيضاً في الانتخابات، لأن الشعب لم يقدم الدعم لهم، لكنهم قاموا بحيلة، أظهروا فيها كما لو أن الشعب يدعمهم، لكن الشعب لا يدعمهم، فالعقلية الفاشية التي يروجون لها لا يؤثر حتى على 5 في المائة من أفراد المجتمع، وهذا الأمر بمثابة مشروع، فهم يقومون بإدارة الدولة من خلال الحيل، ويظهرون أنفسهم على أنهم منتصرين ويريدون بهذه الطريقة منح الأمل للمجتمع، كما لو أن كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قد تسلما السطلة من جديد، ويسعون من خلال هذا الأمر خلق الأمل، وها هي الحرب مستمرة، ويستولون إلى إرادة الشعب الحر، فالحقيقة ليست على هذا النحو، حيث إن الانتخابات لن تتكمن من إنقاذ الدولة التركية من الأزمة والفوضى، فإذا ما أصروا على المضي قدماً في سياسات الإبادة الجماعية، فإن وضعهم القائم سيتجه نحو الأسواء، والجميع على دراية بذلك، والدولة التركية أيضاً تعلم ذلك جيداً، فعندما تُقرأ الرسائل قبل الانتخابات وبعدها بشكل صحيح، سيتبيّن أنهم على علم بذلك الأمر".
تسببت مقاومة كريلا حرية كردستان بدخول الدولة التركية وسط ازمة ممنهجة
وأعلن يشار جيا أن الدولة التركية دخلت وسط أزمة ممنهجة ضد حركة الحرية الكردية، وأشار إلى النقاط التالية:" ما أوصل الدولة التركية إلى هذا الوضع هو نضال الحرية للشعب الكردي، ظهرت العديد من الأزمات في تاريخ نضالنا، أجريت الانتخابات وأجريت انتخابات مبكرة، ومع ذلك، لطالما أراد النظام أن يظل قائماً على قدميه، هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها الدولة التركية في مثل هذه الأزمة العميقة ضد نضالنا، ضد النضال الذي يقوده القائد أوجلان، هذه هي المرة الأولى التي يمر فيها بمثل هذا الموقف الصعب، أثبتت حرب السنوات الأخيرة ذلك، سوف يتجه نضال الحرية مع شعبنا من هذه المرحلة فصاعداً إلى تحقيق النتيجة.
قّدم القائد أوجلان المقاومة والنموذج الجديد بعد أن تم اعتقاله في إمرالي، خلق نظاماً بديلاً ضد كافة الأنظمة، أراد القائد أوجلان أن يصبح النظام ديمقراطياً، وأن يعترف بإرادة الشعب الكردي، للأسف، رفضوا مقترحات القائد أوجلان وحركتنا، وفي مقابل ذلك، وضع القائد أوجلان إستراتيجية النضال الثوري للشعب، كانت استراتيجية النضال الثوري للشعب هي الأقوى والأكثر فاعلية في السنوات الثماني الأخيرة، علينا أن نفهم بشكل صحيح، الإستراتيجية التي وضعها القائد أوجلان أمامنا هي إستراتيجية النصر، إحدى ركائز هذه الإستراتيجية هي قوات الكريلا، والركيزة الأخرى هي الشعب، حيث تقود وحدات حماية المدنيين (YPS) استراتيجية النضال الثوري للشعب بين الناس، وظهرت مقاومة تاريخية في شخص جياكر ومحمد تونج وآسيا يوكسل، الذين كانوا القادة الأوائل لتلك المقاومة، وفي هذا الوقت، أي في السنوات الثماني الأخيرة، تم خوض نضال كبير، ومع ذلك، لم نتمكن من الوصول إلى المستوى الذي يريده القائد أوجلان أن نصل إليه، يبقى النضال محصوراً بقوات الكريلا فقط، استراتيجيتنا لها ركيزتان، النضال المشترك بين الشعب والكريلا، إذا تُركت قوات الكريلا وحدها، فستحدث هذه المقاومة، وإذا أدى الشعب دوره بقيادة وحدات حماية المدنيين (YPS)، عندها ستكون استراتيجيتنا هي استراتيجية النصر، ولن يتمكن أي أحد من الوقوف أمامها، أكثر ما يخشاه العدو هو دور الشعب في هذه الاستراتيجية، يسعى إلى أن تبقى هذه الإستراتيجية محصورة بالكريلا فقط، فلنركز قليلاً إلى ما يفعله العدو؟ يحاول تطويق قوات الكريلا، يريد أن يبقى النضال في الجبال فقط، تم خوض صراع تاريخي في شخص محمد تونج والقائد جياكر وآسيا يوكسل، وكان هناك نتيجة جادة وتاريخية حتى وإن كانت قليلة.
انضمت الشبيبة الكردية إلى النضال وشاركوا في العملية، انضموا إلى قوات الكريلا، الركيزة الأكثر أهمية في استراتيجية القائد أوجلان هي قوات الكريلا، هناك مقاومة تاريخية تجري في جبال كردستان، وحققت العديد من النتائج، فقد كانت قوة مقاتلي كريلا حرية كردستان واضحة خلال العامين الماضيين وبالأخص في زاب وأفاشين ومتينا، الركيزة الأخرى من هذه الإستراتيجية هي الشعب ووحدات حماية المدنيين (YPS)، إذا فهمناها بشكل صحيح، إذا نفذناها بشكل صحيح في شمال كردستان والمدن الكبرى، فسيتم خلق نضال تاريخي، على سبيل المثال، في السنوات الأخيرة، بعد حرب زاب وأفاشين وماتينا، تواصل معنا مئات وآلاف من الشباب الكرد للوصول إلى مناطق الكريلا، يأتي البعض وينضمون إلى صفوف الكريلا، وأولئك الذين لم تسنح لهم الفرصة بالوصول إلينا، يجب عليهم أن يعملوا ويتصرفوا وفقاً لاستراتيجية القائد أوجلان.
استراتيجيتنا الأخرى هي الشعب، يجب ألا ينسوا أن كل شاب كردي هو مناضل في وحدات حماية المدنيين، إنهم مقاتلو جياكر وزريا، هناك المئات من الشباب الكرد الذين يأخذون زمام المبادرة، يحرقون مركبات العدو، نحييهم من هنا، إنهم على الطريق الصحيح، إنهم على طريق جياكر وزريا، يجب الاعتراف بإرادة شعبنا، إذا لم يتم الاعتراف بها، حينها يجب أن تدخل حرب الشعبية الثورية حيز التنفيذ، وإذا بدأت حرب الشعبية الثورية، فيجب أن يتحد الشعب والكريلا، ولا ينبغي أن تكون فقط في شمال كردستان، يجب أن تمتد هذه الحرب إلى جميع المدن التركية الكبرى، يجب على الشبيبة الكردية أن يستعدوا لذلك، من هنا ندعو الشبيبة الكردية الوطنيين، شبيبة آمد وكرزان وبوطان وسرحد والمدن الكبرى، أعظم قوة هم الشبيبة الكردية، يخاف العدو دائماً من قوة الشبيبة، إنه يهاجم ويعتقل ويغتال دائماً من أجل ترهيب الشبيبة، تم اغتيال الشباب الكرد بسبب تحدثهم باللغة الكردية، كانوا يعزفون على آلة الطنبور، خافوا منهم واغتالوهم، العدو ضعيف جداً، يخاف الشبيبة والشعب الكردي".
يجب على الشبيبة الكرد أن يكونوا على أهبة الاستعداد لتأدية دورهم
وشدد يشار جيا على أهمية تأدية الشبيبة الكردية لدورهم وقال:" العدو يصر على الحرب، خاصة في العامين الماضيين، يريد تدمير كردستان، يشن الهجمات على جغرافيتنا وشعبنا وكل شيء، لذا يجب أن تتخذ الشبيبة الكردية موقفاً ضد ذلك، يمكن لكل شاب كردي أن يتصرف بنفس الطريقة يتعاملون بها مع كردستان في المدن التركية الكبرى"، وأشار القائد يشار جيا إلى أنه يجب على الشبيبة الكرد أن يكونوا على أهبة الاستعداد لتأدية دورهم وقال:" الإرادة التي ظهرت في الانتخابات ليست إرادتهم، سلبوا إرادة الشعب، الشعب يريد التحرر من هذا النظام، حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية كلهم متماثلون في جوهرهم، جميعهم لا يريدون أن تتحقق الإرادة الديمقراطية والحرة للشعب، يريدون منع ذلك، يجب أن يكون للشبيبة الكردية موقف ضد هذا الأمر".