"يجب على الكرد الانضمام إلى نضال حرب الشعب الثورية"

صرح عضو لجنة الشعوب والمعتقدات لحزب العمال الكردستاني، جيهان أران، بأنه يجب على كل كردي أن يكون مناضلاً في حرب الشعب الثورية ضد الفاشية التركية-الإسلامية.

بمناسبة الذكرى السنوية الـ 45 لتأسيس حزب العمال الكردستاني، تحدث عضو لجنة الشعوب والمعتقدات لحزب العمال الكردستاني، جيهان أران،  لوكالة فرات للأنباء – ANF وقيّم بتقييمات مهمة للغاية.

وأوضح أران بأنهم يدخلون في الذكرى السنوية الـ 45 لنضال حزب العمال الكردستاني، وقال "في البداية، أهنئ حلول هذا اليوم في شخص عوائل شهدائنا على القائد أوجلان، ورفاق الدرب المعتقلين، والمناضلين معنا، وأصدقاء كردستان. واهنئ حلول الذكرى السنوية الـ 45 لتأسيس حزبنا في شخص قادة ومقاتلي قوات الدفاع الشعبي، ووحدات المرأة الحرة على جميع رفاق دربنا، واستذكر في شخص الرفيق حقي قرار والرفيقة سارا جميع رفاق الدرب الشهداء، وأكرر على تأكيد عهدي وإخلاصي لهم، فشهدائنا هم منبع وعينا، وإنهم القادة الذين أناروا لنا الدرب وحررونا من كل أنواع الاضطهاد والعبودية.       

وكان لفلسفة وأيديولوجية القائد أوجلان بصماتها على السنوات الخمسين الماضية من النضال الحرية والمساواة لشعب كردستان، وبدون أدنى شك، أنه ظهرت مواقف وطنية ودينية في القرن الماضي، ولكن لا يمكن الإنكار بأن حزب العمال الكردستاني هي الحركة الوحيدة التي كان لها التأثير الكبير على الشعب الكردي أكثر من غيرها، كما أن الأجزاء الأربعة من  كردستان تحارب على نفس السوية ضد العدو وتبني وحدتها، ويقاوم الشعب الكردي منذ مائة عام ضد ذهنية الدولة-القومية الدينية والطائفية والعنصرية، وقد تم  إنكار وجود الكرد، لأنه مرَ في فترة تم فيها قبول مبدأ "كل أمة لها تاريخ ووطن، ولكل أمة الحق في إدارة نفسها" بشكل مباشر، حيث تم إهمال أماكن وجودهم ومناطقهم، وارتكبت قوى عديدة بقيادة الدولة التركية إبادة جماعية ضد الشعب الكردي، ومازالت هذه الإبادة الجماعية مستمرة حتى الآن وفي مقدمتها على الصعيد الثقافي، وهنا ومنذ مائة عام،  يقوم الكرد ضد هذه الإبادة الجماعية، في مناطق متينا وزاب وآفاشين، حيث يقاوم شبانهم وشاباتهم بروح فدائية عالية، ويدخل الكرد في العام 45 لتأسيس الحزب بخطوات قوية نحو تحقيق النصر الكبير الذي يؤثر على تاريخ البشرية، وأنا بدوري استذكر رفاق الدرب الذين استشهدوا في سبيل هذه المعركة بكل احترام وامتنان."            

أصبح حزب العمال الكردستاني بالنسبة للمجتمع الكردستاني كـ حكمة وأخلاقية الحرية  

ولفت أران الانتباه حول هذا الأمر، حيث أن فكر القائد أوجلان جمع بين تاريخ ومجتمع الشعب الكردي مع تاريخه، وقال بهذا الخصوص " لقد أعطى هويته لأمل الحياة القائمة على الإرادة، وأعطى الشعب الكردي أيضاً الحكمة والأخلاق للنضال من أجل وطنه وقيمه وكرامته ومستقبله، ورفض أي حياة أخرى غير الحياة الحرة، وبهذا الخصوص أصبح حزب العمال الكردستاني بالنسبة للمجتمع الكردستاني كـ حكمة وأخلاقية الحرية، فمن خلال شعار "حزب العمال الكردستاني هو الشعب" يُفهم أن هنالك وحدة روحية تكونت بين حزب العمال الكردستاني والكرد، فالكرد بدأوا مع حزب العمال الكردستاني مرحلة إثبات الوجود، حيث جعل حزب العمال الكردستاني الكرد شعباً يعيش ويعمل ويناضل من أجل نفسه، وإن الشعور والفكر الذي منحه حزب العمال الكردستاني للكرد جعله يميز بين الحق والباطل، والوطنية والخيانة."

وأكد عضو لجنة الشعوب والمعتقدات لحزب العمال الكردستاني، جيهان أران، بأن الإبادة الثقافية مازالت مستمرة، وقال "تستمر الإبادة الثقافية منذ فترة طويلة،  حيث إن لم يتم عرقلتها من خلال النضال، فسوف يكون لها نتائج أخطر من الإبادة الجسدية، لأنها الأكثر تدميراً، وسوءاً، فهي تهدم البنية الاجتماعية، وإن الإبادة الثقافية تستهدف جميع مناحي الحياة، كم أن الإبادة الثقافية  تستهدف كل شيء متعلق بالثقافة، من المشاعر إلى الأفكار ، من الدين إلى اللغة ، من الثقافة إلى الفن، ولا يمكن هزيمة هذه الهجمة إلا بالقتال على جبهة واسعة النطاق، من التحدث ببضع كلمات إلى ضرب العدو ببضع ضربات.

ويتوجب على الكرد أن يعلموا أنه في مواجهة الإبادة الثقافية، بقدر ما يجددوا من وعيهم بالحرية الديمقراطية الحالية، وإيمانهم الديني العميق لماضيهم، واللغة والغنى الثقافي، فسوف يحققون النصر في مواجهة الإبادة الجماعية، ويجب على كل فرد من أفراد الشعب الكردي أن يقرأ تاريخه الديني ويتعلم منه، ويجب على كل كردي أن يكون مناضلاً في حرب الشعب الثورية ضد الفاشية التركية-الإسلامية."

وأوضح أران، أنه يجب على الشعب الكردي أن يشعر بداخل أعماقه وأن يتعلم منها، هو أن المستبدون المستعمرون يستغلون قيمنا التاريخية والاجتماعية كسلاح ضدنا، وقال "تستغل العديد من الدوائر والقوى، وخاصة الدولة التركية المستعمرة والمستبدة على الأغلب قيمنا ومعتقداتنا الدينية، فعلى سبيل المثال، العلوية التي تُعتبر كـ اعتقاد وهوية كردية، يقولون بأن العلويين الكرد هم بالأصل أتراك، حيث أن البعض من الكرد المسلمين أصبحوا أعداء لشعبهم، فها هم قتلة الماضي اليوم ضمن حزب الدعوة الحرة (HUDA-PAR)، ووضع بعض أفراد عائلة البارزاني واضح وجلي للعيان، فمرتزقة حراس القرى لا يتوانون عن ذكر الله والنبي والقرآن، وللأسف أصبح قسم من الكرد يبيعون دينهم وعقيدتهم بالمال والممتلكات والمناصب، فالشعب اللكردي من الناحية الدنيية والمعتقد من الشعوب التي لديها قيم عريقة، فالأمر القائم في ذهن الكرد، إذا كان شخص ما متديّناً أو يقول عن نفسه إنني متدين، فهذا الشخص هو شخص جيد ومستقيم، إن هذه الذهنية هي قديمة حيث تشكلت لدى الكرد قبل ظهور الإسلام وتحولت إلى خصوصية شخصية، حيث استغل المستعمر خصوصية الكرد هذه ضد الكرد، وكانت القوة المعتدية والمستعمرة الأخيرة التي أرادت خداع الكرد بزعم أنه يؤمن بالدين هو حزب العدالة والتنمية للنظام التركي-الإسلامي."        
قدم القائد أوجلان خدمة عظيمة للإنسانية

وأكد أران بأن قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان قدم خدمة عظيمة للإنسانية، وأرسى إيديولوجية حرية المرأة، وقال أران، "إن تحليل القائد المتعلق بالارتباط العضوي بالمجتمع والإيمان والديمقراطية والحرية سوف يكون سبباً في حدوث ثورة الإدراك لدى الشعوب، وسوف يحطم الكثير من المعتقدات الوثينية، ومن الناحية الأخلاقية، كان القائد أوجلان يعرف سياسة جيدة مثل سياسة الوعي والاعتقاد، حيث أوضح المعيار الأساسي في التغيير والتحول الاجتماعي، وحدد اختيار الأفضل من بين الصالحين، وفي هذا التحليل فإن لتعريف الدين كـ معيار للعلم الاجتماعي والتاريخي، والاجتماعي وطريقة التعرف والبحث عن الحقيقة دوراً كبيراً.

وكما نعلم بأن قائدنا قد قام بتحليلات متعمقة وبالأخص منذ العام 1994 وما بعد حول الدين، وقال القائد عن الملا الشهيد عبد الرحمن  تموقي، "إنه الشيخ الذي أحبه أكثر في كردستان"، لقد كان القائد يولي مكانة كبيرة للعلماء والمفكرين الكرد، وعندما بدأت هجمات تنظيم داعش، اقترح المؤتمر الإسلامي الديمقراطي وحذر الكرد والشعوب الإسلامية الأخرى من الاستغلال الديني الفاشي والعنصري وأظهر طريق الخلاص من خلال آرائه، ويمكننا أن نقول بكل سهولة بأن هنالك شعوراً وارتباطاً خاصاً للغالية بين القائد وشيوخ الكرد، فشيوخنا يعرفون جيداً ماذا الذي يقوم به القائد أوجلان، وأي إنسان يكون، وأنهم على ثقة بأنه قدم خدمة عظيمة للقيم الإسلامية الديمقراطية.

وليس المسلمون فقط يعرفون أن قائدنا يقدر معتقداتهم ويتفهمها بعمق فحسب، بل الكرد الإيزيديون والعلويون واليارسانيين والكاكائيون يعرفون ذلك أيضاً، وكان قائدنا يقول في العام 1970، " عندما رأيتُ ديرسم، أصبحت إرادتي في النضال من أجل كردستان أكثر وضوحاً وتأكيداً."، حيث في ظل ظروف سجن إمرالي العصيبة، حذر الإيزيديين عدة مرات وأظهر مدى حساسيته من خلال مشاركته لآرائه ومقترحاته، ولم يترك السلام الذي أرسله اليارسانييون له بدون إجابة، حيث أوضح بأنه يتوجب عليهم أن يحافظوا على معتقدهم القديم، وأنهم أغنى مجموعة من الكردياتية، وقد حظيت آراء قائدنا التي تعمق فيها وأوضحها من خلال النموذج الجديد منذ سنوات التسعينيات، باهتمام كبير من قِبل الشعب الكردي، وقد ثقف شعبنا نفسه من خلال هذه الأفكار، فهذا الفكر وتلك الإرادة سيسمحان للكرد بأن يجتمعوا على أساس صحيح وأخلاقي من خلال معتقداتهم."    

الاحتلال يشوه الحقائق

كانت السلطات التركية على علاقة بالكرد الذين فرض عليهم الإسلام، والتركمان والكرد اليارسانين والكاكائين والعلويين الحقيقيين، مثل الشيخ اديبالي أثناء تأسيس الإمبراطورية العثمانية، والملا كوراني و أكشيمس الدين في مرحلة الإمبراطورية هم أمثلة على العلماء من الكرد الذين كانت لديهم علاقات مع العثمانيين، وعندما تسلم يافوز السلطة ، تتطورت العلاقات بين الكرد والعثمانيين كشعب ، الباباوية والبكتاشية ، من خلال "فيفيليك" تطورت ضمن علاقات الشعب ، حيث تحولت وأثرت معتقد يارسان-والعلويين الحقيقيين على التركمان، كما تأثر المذهب السني بين التركمان والأتراك المسلمين  بشدة من قبل الكرد ،  كما ان المذهب الحنفي هو مذهب كردي – فارسي ، كما تأسست النقشبندية و النورجيتي في تركيا على الشرح الذي صنعه العلماء الكرد، وهذه هي الحقيقة بأن الموالي والشيوخ نشأوا من التقليد الديني للكرد،  حيث يعرف الفاشيون من التركيبة التركية الإسلامية والعنصريون العلمانيون هذه الحقائق جيداً، وتم حذف جملة " الأشخاص الذين أصبحوا مسلمين بعد العرب رفاقهم هم من الكرد " من الكتب المدرسية، وإلى جانب بعض الكتب التي ترجمت عن الإسلام والتاريخ إلى التركية ، اتضح بأنهم أزالوا اسم الكرد وكردستان أو دونوها بشكل خاطئ ، تريد الفاشية في البداية تشويه الحقيقة التاريخية للتقاليد الدينية للكرد .

ترى السلطات التركية العلمانية والتي تطلق على نفسها اسم تقدمي ويساري وديمقراطي وكمالي بأن الكرد المسلمين رجعيين، ويعتبرون الكرد العلويين مثل تركمان خراسان، في هذه المرحلة إن الشيء الرئيسي الذي يجب القيام به بسرعة هو اتحاد الثوريين، الديمقراطيين، الوطنيين والمتدينين الذين لديهم وجدان وأخلاق لكلا الشعبين ،يجب توسيع  تحالف الكدح والحرية الذي تأسس كمنصة للنضال المشترك،  هذا التحالف سيعمل على ضمان الشعب التركماني التركي ومستقبل الكرد ".

وأشار أرن بأن أردوغان وحزب العدالة والتنمية يريدون من خلال المبادئ الدينية أن يتم قبولهم من قبل الكرد وقال:" وتوغلوا بين الكرد من خلال القرآن باللغة الكردية، وبعدها وجهت داعش نحو الكرد، ولم تحصل على نتائج ولكنها هاجمت هذه المرة من خلال الدين، وقتلت الكرد، وقامت بحرق الشباب الكردي من خلال قراءة الأيات خلال مقاومة الإدارة الذاتية، وقام بتدريس الشريعة في تسعين ألف مسجد أثناء احتلاله لعفرين، وفي شمال كردستان ، قاموا بتشكيل حلقات لتعليم القرآن وبنوا مدرسة في كل شارع ، وضعت دولة الاحتلال التركي الجنوب والشمال هذه المرة تحت خدمة حزب الدعوة الحرة (HUDA-PAR ) بدعم مالي من البرزانيين، على أساس انهم من الإسلاميين الكرد، لكنهم أقاموا علاقات مع الأستخبارات التركية، وتريد الاستخبارات استخدام هذه الأشياء  ضد حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، يريدون جعل هوليرمركزأ لكردية كهذه، هل يراد بذلك تأسيس حركة مثل حماس أو مثل داعش على أساس فكر الأستخبارات التركية وبأموال البرزانيين؟ هل سيستخدم الكردايتي هذه المرة عن طريق الأستخبارات التركية والبرزانيين ضد حركة التحرر الكردستاني ؟ لأن هذه الأعمال القذرة التي تخطط لها في هولير، هل لأمريكا دور فيها ، يجب أن نفهم هذا بشكل جيد .

نحن مع مجتمعنا الإيزيدي

نحن نعرف بإن البرزانيين لديهم حقد خاص تجاه الإيزيديين ، سمعت من أحد الرجال التابعيين للبرزانيين في مخمور قبل أيام من مجزرة شنكال التي جرت في 3 من آب عام 2014 حيث قال:" قواتنا لا تريد القتال من أجل الإيزيديين ، فهم لا يريدون أن يموتوا " ، وكما تعلمون بأن البرزاني وبعض المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكردستاني هم في المجزرة الإيزيدية مثل ماكانوا في مجزرة الكريلا بالأسلحة الكيماوية ، وهم في نفس الوقت شركاء في مجزرة الأيزيديين، والذين قاموا بخطف الإيزيديين من كردستان هم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ويفعلون ذلك مع الأستخبارات التركية، ويأسرون الإيزيديين في المخيمات، ويريدون كسر إرادة الإيزيديين لتسليم أنفسهم ، لا يريدون ان يبقى الإيزيديين والكرد في مدينة الموصل ،حيث يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني بخدمة المخطط الأمبريالي بدون كرامة ، يجب على المنظمات المستقلة التحقيق في عدد الكرد في الموصل قبل هجوم داعش وبعد هجوم داعش ، وستظهر الحقيقة، نحن كمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) ضد هجمات المجازر وسنكون دائماً مع شعبنا الإيزيدي ، لكي يعيش الإيزيديون على ترابهم مستقلين، سندعمهم بكل قوانا، كما أن الكردستانيون الإيزيديون والمسيحيين الذين يريدون أن يعودوا إلى قراهم في الشمال يقتلون من قبل حراس القرى باتفاقية مع الاستخبارات ، ويجب أن يعرف بان هذه الهجمات تتم ضمن استراتيجية محددة .

لن يكون هناك حل للمشاكل حتى تنكسر الفاشية

كما تشن هجمات عنيفة ضد العلويين الحقيقيين والعلويين التركمان والعرب، ومثل ما تقول حركتنا دائماً فإن العلويين يتعرضون لمخاطر الكبيرة، كما أننا ذكرنا بإن نضال العلويين في الوحدة مهم جداً، ونقول دائماً لن تحل المشاكل العلوية ، ولن يتم الاعتراف بالهوية الدينية العلوية ، ولن تحل المشكلة الكردية حتى يتم القضاء على الفاشية الدينية للتركيب التركي الإسلامي ".

ودعا أرن في نهاية حديثه جميع الشعوب والمعتقدات في كردستان ، وقال:" نحن على ثقة بأن المسلمين ، الأيزيديين ، يارسان ، كاكي، العلويين الكردستانيين من كل معتقد، سيتحركون في العام الجديد للنضال بحسب مسؤولياتهم الوطنية ، الوجدانية والأخلاقية، وسيكونون أقوى من كل وقت من خلال حرب الشعب الثورية وسيتبنون هويتهم وقيمهم ، وفي العام ال 45 لنضالنا ، نحن مجبورين على أداء واجبنا ومسؤوليتنا تجاه تحقيق بناء حياة حرة وديمقراطية ".