صلاح سالاي: الاستخبارات التركية تدير حكومة إقليم كردستان
نوه المراقب السياسي سالاي إلى أن السلطة الحاكمة في جنوب كردستان أصبحت محل أسف واستنكار، حيث تتاجر بالدم الكردي ومستقبل الشعب الكردي من أجل مصالحها الحزبية الضيقة.
نوه المراقب السياسي سالاي إلى أن السلطة الحاكمة في جنوب كردستان أصبحت محل أسف واستنكار، حيث تتاجر بالدم الكردي ومستقبل الشعب الكردي من أجل مصالحها الحزبية الضيقة.
قيم المراقب السياسي والناشط المدني في مدينة كركوك الاستاذ صلاح سالاي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، التغييرات في المنطقة، المجزرة الأخيرة التي قامت بها دولة الاحتلال التركي في برخ ضد المواطنيين العرب والنتائج البشعة التي اسفرت عنها، إدارة دولة الاحتلال التركي لإقليم كردستان، متاجرة الحزب الديمقراطي الكردستاني بدماء الشعب الكردي من أجل مصالح الاحتلال التركي، ومخاطر تواطؤ ومساندة حكومة جنوب كردستان لدولة الاحتلال التركي.
البيت الكردي مشتت وليس لها مشروع و قراءة للمستقبل
تحدث سالاي في البداية عن التغييرات والتطورات التي تحدث في المنطقة وتاثيرها على القضية الكردية وقال:" الاقتراحات التي تطرح ستؤدي الى التغييرات في المنطقة وإلى تعميق وتعقيد المشاكل، ومما يؤدي إلى نشوب الحرب، ولا يمكن النظر إلى تأثير هذه التغييرات على الشعب الكردي وكردستان بشكل جيد ومتطور، لأن البيت الكردي في جنوب كردستان الآن ليس صاحب مشروع وليس لديه قراءة مستقبلية للوضع، البيت الكردي مشتت وغير منظم، تتسبب صراعات الأحزاب السياسية فيما بينها إلى الحاق الضرر بالشعب الكردي وبمصلحة الأمة الكردية، ولهذا السبب ليس للكرد مستقبل متطور في التغييرات التي تحدث في المنطقة ".
العراق شعر بمخاطر الاحتلال التركي
أشار الاستاذ صالح سالاي إلى الموقف المتشدد للشارع العراقي ولحكومة العراق ضد هجمات دولة الاحتلال النركي على أراضي جنوب كردستان والعراق وتابع حديثه قائلاً:" الفرق بين تصرفات ومواقف الحكومة العراقية ضد دولة الاحتلال التركي حسب السنوات السابقة، هو أن الحكومة العراقية والمواطنين العراقيين فهموا حقيقة المخاوف حيال الاحتلال التركي، وادركوا ذلك، وبأن تركيا تريد احتلال الموصل وكركوك وعدة مناطق أخرى من العراق عام 2023، تتخذ بعض الأطراف الشيعية تهديد تركيا بشكل جدي، حيث حرّكت حركة الصدر قسم كبير من الشارع العراقي ضد هجمات دولة الاحتلال التركي، لأنهم يفهمون الوضع جيداً، ويشعرون بمخاطر الاحتلال التركي، لأنه في السنوات السابقة وبسبب هجمات دولة الاحتلال التركي ، دمرت العشرات من القرى وأصبح العشرات من المدنيين ضحايا لهجمات دولة الاحتلال التركي، لكن الحكومة العراقية لم تتخذ أي موقف آنذاك، أما الآن فهي تراقب مصالحها ".
الاستخبارات التركية تدير حكومة إقليم كردستان
كما لفت المراقب السياسي والأستاذ صلاح سالاي الانتباه إلى مستوى سيطرة دولة الاحتلال التركي ومركز الاستخبارات التركية (MÎT)،في إدارة وحكومة أقليم كردستان وقال:" يوجد في جنوب كردستان عشرات القواعد العسكرية والاستخباراتية لدولة الاحتلال التركي، إلى جانب المئات من الشركات التركية، وبحسب المعلومات فأن دولة الاحتلال التركي تدير أكثرمن 40 بالمائة من منطقة بهدينان، الحكومة الكردية الآن في اقليم كردستان ليس لديها إرادة، على سبيل المثال وقبل ايام قليلة في مدينة هولير وخلال المظاهرة حيث احتج المتظاهرون والمثقفون على هجوم دولة الاحتلال التركي ، وبدلاً من أن تدعمهم الحكومة في نشاطهم لاخراج الاحتلال، قامت بعكس ذلك، واعتقلت النشطاء، بحجة أن المظاهرة غير قانونية وغيرشرعية، وهذا دليل على أن الحكومة في أقليم كرستان تديرها قرارات أردوغان ومراكز الاستخبارات التركية ".
بقرار من تركيا يحاكم نشطاء بهدينان
كما حذرسالاي عن خطورة الوضع ودعا للاستمرارفي الضغوطات على دولة الاحتلال التركي وقال:"لقد رأينا قبل الآن ماالذي حصل لنشطاء بهدينان بسبب موقفهم الوطني، حيث تم اتهامهم بتهم خطيرة وحكم عليهم بالسجن بقرار من دولة الاحتلال التركي، أن حكومة دولة الاحتلال التركي تقود مصير جنوب كردستان إلى مصير سيء بسبب هجماتها الاحتلالية ، إذا أصرت الحكومة العراقية على مواقفها ضد هجمات دولة الاحتلال التركي فسيكون ذلك أنجازعظيم للشعب الكردي في الأمم المتحدة، حتى لا تتمكن تركيا من شن هجمات وارتكاب المجازر في مدن وبلدات جنوب كردستان، وستعود الأحداث الحالية بشكل سيء على دولة الاحتلال التركي ".
هناك مفهوم حالي في جنوب كردستان يتهم حزب العمال الكردستاني يصب في مصلحة دولة الاحتلال التركي
تحدث سالاي في قسم آخر من تقييماته عن نشر مفهوم وفكر لعملاء تركيا في جنوب كردستان وقال :" أصبح واضحاً للعالم جميعاً بان دولة الاحتلال التركي ارتكبت هذه المجزرة، لكن للأسف يوجد في أقليم كردستان فكرة ومفهوم تحاول فيه خلق حجج لاتهام حزب العمال الكردستاني بأنه السبب في هذه الهجمات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي ، يعلم الجميع بأن حزب العمال الكردستاني لا يشكل خطراً على المواطنين،بل على العكس من ذلك فأن حزب العمال الكرستاني تستمر في مقاومتها لخدمة الشعب، كما تحاول دولة الاحتلال التركي القاء اللوم على حزب العمال الكردستاني في مجزرة السياح العراقيين ،وليظهر بأن نضال حركة التحرر الكردستانية غير شرعية وتشوه مقاومتها الحرة ، لكن جميع التحقيقات والأبحاث العسكرية في العراق أثبتت للعالم بأن تركيا ارتكبت هذه المجزرة وأوقعت تركيا في ضائقة سيئة ".
من المعيب لحكومة أن تتاجر بدماء ومستقبل الشعب الكردي
ذكر المراقب السياسي سالاي تعاون الاحزاب الحاكمة في جنوب كردستان مع دولة الاحتلال التركي وقال:" للأسف أن المشكلة الكبيرة للشعب الكردي في اقليم كردستان هو عدم السماح للمواطنين ، النشطاء والمثقفين النزول إلى الشوارع للوقوف ضد هجمات دولة الاحتلال التركي وإسقاط الاعلام التركية بسبب عدم وجود إرادة قوية وسلطة للحكومة ، هذا محل أسف واستنكار لحكومة تتاجر بدماء الكرد ومستقبل الشعب الكردي في جنوب كردستان، حكومة اقليم كردستان أسوأ من اردوغان، لأن دولة الاحتلال التركي دولة احتلالية ويتوقع منها جميع انواع الظلم والاعتداء، أما الحكومة الكردية في اقليم كردستان تقوم بقمع شعبها وتظلمه من أجل سلطة حزبها، حيث لن تستمر الحكومة بهذا الشكل، وسيتخذ الشعب موقفاً قوياً ضد الحكومة في اقليم كردستان ".
على الرغم من التعاون، لكن دولة الاحتلال التركي ستقوم بالقضاء على الحزب الديمقراطي الكردستاني
كما لفت سالاي الانتباه إلى خطورة استمرار مساندة الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل أبقاء القواعد العسكرية التركية في جنوب كردستان وتابع حديثه قائلاً:" دعم حكومة اقليم كردستان للوجود التركي في العراق يقف عقبة أمام انسحاب جيش الاحتلال التركي من العراق ، تحاول الحكومة في اقليم كردستان إيجاد شرعية لاحتلال تركيا من خلال خلق حجج لا أساس لها، وذلك من أجل حماية مصالحها الحزبية، أتوقع أنه في الأيام القادمة ومن أجل المصالح الحزبية، السماح للدبابات والمدرعات العسكرية التركية بالانتشار في وسط هولير، وهذا يشكل خطراً جدياً، تحاول دولة الاحتلال التركي القضاء على الكرد بالرغم من عدم التمييز بينهم كأحزاب، حيث ستكون الخطوة الأولى التي سستخذها تركيا هي القضاء على الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتلالها جنوب كردستان ، لأن دولة الاحتلال التركي تراها تهديداً وخطراً عليها".
يجب عليهم ترك المصالح الحزبية الضيقة
دعا الناشط المدني والمراقب السياسي من مدينة كركوك في جنوب كردستان الأستاذ صلاح سالاي في نهاية حديثه قائلاً:" لاتملك دولة الاحتلال التركي القوة والإرادة للسيطرة على الأقليم بدون تعاون ومساندة الأطراف السياسية لحكومة أقليم كردستان ، إذا كان لنا قراءة للمستقبل، ووضعنا المصالح الحزبية الضيقة جانباً، فلن يكون لدى دولة الاحتلال التركي الإرادة لانتهاك وإهانة إرادة الأمة الكردية في جميع أجزاء كردستان الأربعة".