غيرة وحماسة الشهيد (قيران) كانت من أجل شعبه

قال "سعدون قيران" والد المقاتل في وحدات مقاومة شنكال YBŞ "قيران سيبا"، الذي استشهد في مستشفى السكينية في هجوم للدولة التركية، إن ابنه كان يناضل دائماً بغيرة شديدة من أجل شعبه.

في 17 آب 2021، قصفت دولة الاحتلال التركي مستشفى السكينية في منطقة شنكال حيث استشهد 4 من العاملين في المجال الصحي و اربعة مقاتلين من وحدات مقاومة شنكال. وكان من بين الشهداء قيران سيبا (حميد سعدون) من مقاتلي وحدات مقاومة شنكال (YBŞ). والذي لفت والده، سعدون قيران، الانتباه إلى تفاني وتضحية ابنه، وقال إنه ناضل بجد لإنقاذ نساء وأمهات شنكال.

وقال والد الشهيد قيران "سعدون قيران" المنتمي لـ "جمعية سيبا الشيخ خضر": "نحن من أهالي بلدة السكينية، منذ بداية الإبادة، قمنا بكل ما يلزم لأنفسنا، دون أن يتفضل أحد علينا. لقد قاتلنا من أجل فتياتنا ونسائنا اللواتي وقعن في أيدي تلك العصابات، لم نفعل ذلك من أجل المال أو أي شيء آخر، بل قلنا أننا سنقف ضد الظلم وندافع عن أنفسنا".

وذكر "سعدون قيران" بأنه لم يرى إبادة 2014 بأم عينيه، لأنه كان يعيش حينها في مدينة السليمانية. وتابع سعدون قيران قائلاً: "عدتُ فيما بعد، والتقيتُ حينها بالشهيد "خيري"، وقاومتُ فوق كل الجبال، ثم بقينا مع الرفاق. حلقت طائرة فوق منطقة السكينية وقصفت المنطقة، واستشهد ابني "قيران" هناك، لقد قاومنا باستمرار حتى ذلك الوقت ، حتى أننا ذهبنا إلى الرقة، وقاتلنا فيها، كان المرحوم ابني مع الشهيد زرادشت، حتى أنني أرسلته إلى الرقة، وسمحت له بالذهاب".

غيرة الشهيد قيران كانت من أجل شعبه

وذكر "سعدون قيران" بأن ابنه كان دائماً في خدمة وطنه ومجتمعه وإيمانه، وقال إنه وطني منذ طفولته، وقام بكل ما في وسعه واستمر على هذا الدرب؛ "عندما أتينا من السليمانية أتينا من أجل شعبنا وأرضنا، وانخراطنا في هذه المقاومة كان إيماناً بأبنائنا، لم نتمكن من العودة إلى المنزل بسبب بناتنا وأمهاتنا، كان الشهيد قيران هكذا، فعندما استهدفت الطائرة المسيّرة سيارة الشهيد سعيد حسن، كان قيران في إجازة بالمنزل، لكنه لم يمكث في المنزل وغادر، قائلاً إنه سيذهب من أجل الجرحى، توجه إلى مكان الحادث ثم توجه فيما بعد إلى المستشفى ليرى ما إذا كان هناك جرحى أم لا، لقد كان في إجازة بالمنزل، وكان بإمكانه أن لا يذهب إلى مكان الحادث، لكنه فعل ذلك، لقد كان حماسه وغيرته من أجل شعبه كبيراً، فإذا ما استشهد أحدهم أو توفى، كان في أغلب الأحيان يذهب ليحفر لهم القبور. لقد كان يشعر دائماً بالمسؤولية تجاه الآخرين، ويقول كثيرون أنه كان يذهب لمساعدة من كان يحفر قبور الشهداء والموتى، رحم الله كل الشهداء، ونصرهم الله على الظالمين".

"نحن فقط متطوعون لشعبنا"

وذكر "سعدون قيران" بأنهم كأسرة، مثل أطفالهم يحبون أرضهم ومجتمعهم وثقافتهم وإيمانهم، مضيفاً بأنهم لا ينسون أبداً فضل الرفاق من (مقاتلي HPG-YJA Star ومقاتلي YPG-YPJ). وتحدث قائلاً؛ "نحن مع الرفاق في خندقٍ واحد، ويجب قول الحقيقة، فالإخلاص المتفاني والمساعدة التي قُدمت لنا هي الحقيقة التي يجب أن نراها، فهؤلاء الرفاق جاؤوا معنا، فيما آخرون تركونا لوحدنا، ولكن الرفاق خاضوا معنا المقاومة. بفضل الله وإياهم، تمكنا من الصمود، لقد قدموا لنا الأسلحة والذخيرة، كما قدموا لنا أيضاً كل ما نحتاجه من الحاجات اليومية، فبفضلهم بقينا أحياء. لقد وهبنا شهدائنا في سبيل الدفاع عن أرضنا ونحن فخورون بهم. لا أحد يستطيع أن يشتكي منا، لأننا لم نؤذي أحداً. نحن متطوعون فقط من أجل الدفاع عن شعبنا وإيزيدتنا. فإن الذي قمنا به، كان فقط من أجل عرضنا وشرفنا، فعندما ذهبوا إلى الرقة،(داعش) ذهبوا من أجل تلك الفتيات والنساء. فأينما كانت الحرب، كنا نحارب، نحن لا نخاف من أحد، لقد قمنا بهذه المقاومة وعملنا من أجل شعبنا، إنهم يحمون أبناء أمتهم".

وفي ختام حديثه، لفت "سعدون قيران" الانتباه إلى السياسات المعارضة لـشنكال والمجتمع الإيزيدي في العراق وقال: "لماذا الدولة لديها الحق بالتصرف، ونحن ليس لدينا هذا الحق؟ إذا لم يكن لديهم الإمكانية في الإدارة، فليقولوا إننا لا نستطيع الإدارة، ودعونا نقوم بإدراة أنفسنا. فعندما يسقط الشهداء ليس لديهم أي حقوق، هل يجوز ذلك؟ فهؤلاء الشهداء يضحون بحياتهم من أجل وطنهم، ومن أجل العراق، فلماذا لا تقبل الدولة هذه الحقيقة وتمنع هذه الخسائر؟".