انضم عضو المجلس القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو (KCK) إلى برنامج على فضائية (Haber TV) وأشار في البداية إلى العزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله اوجلان وقال:" القائد آبو يتعرض منذ 24 عاماً لسياسة العزلة، ولكن في بعض الأحيان يتم اجراء اللقاء معه، وذلك يحصل إما ضمن إطار الحرب الخاصة أو نتيجة لنضالات شعبنا، هناك عزلة وحرب خاصة ضد القائد آبو، علينا أن نفهم الوضع على هذا الشكل، بمعنى لا توجد سياسة مؤقتة بل هي دائمة، إنها سياسة عامة، تخيلوا، منذ ثلاثة أشهر والسلطات تفرض عقوبة انضابطية عليه في حجرة منفردة، لم تفرض هذه العقوبة على أي معتقل في أي جزء من العالم، لا يوجد معتقل سياسي أو قضائي يخضع دائماً لعقوبة انضباطية، لماذا يتم فرض هذه القوبة على القائد آبو وبهذا الشكل...؟ وخاصة في حجرة منفردة، ماذا فعل...؟ يعني، هل يتمرد كل يوم أو يقوم بإضرام النار في حجرته...؟ هل يهاجم حراس المعتقل يومياً...؟ أبداً, لايوجد شيء من هذا القبيل، ولذلك فإن هذه العقوبة تأتي في إطار الحرب الخاصة وعلى هذا الأساس يمنعون لقاء المحامين والعائلة به، هذه هي الحقيقة، أن الصراع الذي يتم خوضه ضد الشعب الكردي حرب خاصة مستدامة على مدى قرن من الزمان، هذه الحرب تمارس كذلك ضد القائد ، لذلك لانسطتيع قول شيء سوى أن حرب خاصة تُمارَس هناك".
إمرالي مركز الصراع
وأوضح قره سو أن مركز الصراع بين الشعب الكردي ودولة الاحتلال التركي هي إمرالي وبسبب ذلك يتم فرض العزلة والتعذيب هناك، لكن بمقابل ذلك كله هناك مقاومة، إن نظام الدولة التركية القاتلة قد تم فضحه منذ وقت طويل، وأضاف" لم يعد شرعياً ولا حلاً، أنهم يخافون من بضع كلمات للقائد قد تتسبب في اضعاف نظامهم الاحتلالي والقاتل , ثم انهياره، ولذلك يفرضون تلك العزلة، فالعقوبة الانضباطية في إمرالي وسياسة العزلة، تظهران أن نضال الدولة التركية لا أساس قانوني له، كما يوضح مدى ضعفه واهترائه".
وأفاد قره سو أن هذه الحكومة تعاني من ضائقة كبيرة وأصبحت مكشوفة وقال: "مهما فرضت العقوبة الانضباطية والعزلة، إلا أن سياستها على إمرالي قد انكشفت، فالذي أصبح قوياً ومؤثراً على مدى 24 عاماً هو القائد آبو، مهما شددوا العزلة، فإن جميع الأطراف في العالم قد تبنت فكره ، ويزداد التضامن والنضال معه تفي إطار فكره ، أن سياسة العزلة على مدى 24 عاماً لم تنجح ومن الان فصاعداً من غير الممكن أن تنجح".
لولا الخيانة لن تستطيع دولة الاحتلال التركي التقدم خطوة واحدة
كما قيّم قره سو خلال حديثه هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطق الكريلا ومقاومة الكريلا ضد هذه الهجمات وقال: "هناك الآن مقاومة فدائية من قبل مقاتلي الكريلا في زاب ومتينا وآفاشين، هذه المقاومة أظهرت أن الشعب الكردي يمكنه هزيمة الدولة التركية، ورأى الشعب الكردي أنه لولا الخيانة والعمالة وفيما إذا توحد الشعب الكردي فأن دولة الاحتلال التركي لن تستطيع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، كما أظهرت الكريلا قوة الشعب الكردي لعموم الشعب الكردي وللعالم أجمع، الشباب الكرد هم هكذا فدائيين، ويمكن أن يقوموا بكل أنواع النضال والمقاومة، وأن يحققوا نتائج وانتصارات، وهنا أمر غاية في الأهمية، حيث تم دحض مقولة " أن الدولة التركية لا يمكن إيقافها وإذا أرادت ،يمكنها ان تحتل مباشرة أي مكان تريده"
بالطبع هذا مستمر منذ سنة ونصف، في شباط العام الماضي، تم الهجوم على كارى، على أساس انها ستوجه ضربة كبيرة لمقاتلي الكريلا وتأسرهم، وبأوهام النصر هذه ، كانت ستخوض الانتخابات، ولكنها لم تحقق شيئاً وهُزِمَت، في العام الماضي هاجمت آفاشين ومتينا، ولم تستطع تحقيق أية نتيجة واضطرت للانسحاب، فلو حققت حينها نتائج، فإن أردوغان وحكومة العدالة والتنمية والحركة القومية كانا سيجريان الانتخابات، الآن يهاجمون وهذه الهجمات مستمرة منذ عام ونصف، أكبر ثاني جيش في حلف الناتو يستخدم كافة أنواع الأسلحة المتطورة، ولكنه لا يستطيع تحقيق نتائج، بلا شك لتلك الهجمات أسباب سياسية".
نحن فخورون بمقاومة رفاقنا
ونوه قره سو إلى تأثير ذلك على الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط وشعوب العالم أجمع وقال:" هذه المقاومة أوصلت نضال الشعب الكردي على مدى خمسين عاماً إلى أعلى مستوى، لقد تم إظهار الروح الفدائية في هذا الإطار، حقيقة إننا فخورون بمقاومة رفاقنا هذه، بالنسبة لنا، هي محل فخر واعتزاز أننا رفاقهم، بهذا يظهرون قوة المقاومة لدى الشعب الكردي.
وأعلن قره سو أن هذه المقاومة تحدث تغيرات داخل الحركة و المجتمع الكردي وقال:" كيف ان الرابع عشر من تموز هو مرحلة جديدة في نضال وتعزيز مقاومة الشعب الكردي وكيف أنها خلقت مقاومين عظماء، فإن رفاقنا الشباب حالياً يقاومون بروح فدائية، ويزيدون من مقاومة الشعب ومقاومة الحركة، ويظهرون أن الشعب لا يُهزَم، ، إن شعب يملك مثل هؤلاء الفدائيين ويقاوم بهذا المستوى،هو شعب قوي".
وأوضح قره سو أنه من المهم للغاية فهم ذلك جيداً في هذه المرحلة من المقاومة، وقال:" كل يوم يوجهون ضربات قاسية وموجعة للعدو، فهم يمثلون بشكل كبير نضال الشعب الكردي، بلا شك، مقابل ذلك تقع على عاتقنا مسؤوليات كبيرة، المرأة والشبيبة والذين يسكنون المدن والسهول، يجب أن عليهم جميعاً أن يكون لائقين بتلك المقاومة، نحن على قناعة بأنهم سوف يصعدون من النضال لأجل أن يكونوا لائقين بالكريلا ,وسوف يحققون النصر".
جميع لحظات الحرب والمقاومة توثّق
وأعلن عضو المجلس القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو أن هناك العديد من المشاهد والصور عن المقاومة، ولكن نتيجة الحرب لا يمكن إرسالها وقال: "من ناحية هناك حرب، ومن ناحية أخرى هناك حصار من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني ولذلك لا نتمكن من إرسال العديد من الصور والمشاهد، مثلاً: صوّر الرفاق مشاهد إسقاط طائرة هليكوبتر, كما أفادوا أن لديهم الكثير من الصور والمشاهد ولكنهم لا يتمكنون من إرسالها، الآن يتم تصوير وتسجيل كافة لحظات الحرب والمقاومة"
لولا التقنية لما تمكّنوا من الاستمرار في هذه الحرب
كما أشار قره سو إلى أن هناك حرب كبيرة تجري رحاها وتابع القول:" إن مقاتلو الكريلا لا يقاومون وجهاً لوجه، أي أنه لا يوجد حرب من هذا القبيل، لقد ازداد استخدام القنابل بمئات المرات في كمردستان أكثر مما استخدمت في حرب فيتنام نفسها، وأكثر بعشرات المرات من الأسلحة التي استخدمتها روسيا في حربها على أوكرانيا وبل أكثر بمئات المرات تم استخدامها في آفاشين ومتينا، إنهم لا يملكون إرادة لمواجهة الكريلا براً، بل يعتمدون فقط على التقنية المتطورة وطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية، يطالبون بمنحهم طائرات الـ إف 16 والـ إف 35، ولأنهم يعتمدون على التقنية الحديثة، يصبّون جُلّ اهتمامهم على هذه المسألة ويرونها مهمة للغاية، وهنا هي على خلاف دائم مع أمريكا، ففي بعض المواضيع لا يتفقون، إذا لم يمتلكوا التقنية الحربية، فلن يستطيعوا ان يحاربوا، ولذلك يصرون بهذا الشكل، وقد تبين أنهم في وضع لا يقدرون فيه على مواصلة الحرب عبر طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية والمروحيات.
هناك مساومات قذرة على الكرد في حلف الناتو
وأوضح مصطفى قره سو أن هناك مساومات قذرة على الشعب الكردي على مرآى العالم أجمع وقال:" لقد كانت هناك مزاودات على حركتنا وشعبنا الكردي في أوروبا وعلى العلن، ولم تكن سرية، وهذا يظهر في الوقت ذاته مستوى نضالنا، حيث أصبح الشغل الشاغل للناتو، أتذكر في العام 2005 كان الرئيس الأمريكي بوش قد التقى مع اردوغان وقال له" إن حزب العمال الكردستاني هو عدونا أيضاً" والآن حدث نفس الشيء للناتو، أنه يعتبر حزب العمال الكردستاني عدوه الرئيسي، حيث يتخذ قرارات ضده، وضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، دون أن يستحوا ويخجلوا بأنه حتى بالأمس القريب قاوم كل من وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية المرأة وحزب الاتحاد الديمقراطي ضد أكبر تنظيم إرهابي (داعش) وضحّوا بعشرة آلاف شهيد، بمقابل ذلك يقوم الناتو الآن بإظهار موقفه المغاير، نحن لم نسمع ان السويد وفنلندا قد ساعدا ودعما وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية المرأة وحزب الاتحاد الديمقراطي، لا يوجد شيء من هذا القبيل، أمريكا أيضاً لا تدعمهم، تقدم كافة أنواع الأسلحة للدولة التركية من طائرات الـ إف 16 وحتى اكثر الأسلحة تقدماً، فالأسلحة التي تقدمها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية هي أسلحة فردية تستخدم ضد داعش، ليس هناك أسلحة كبيرة وصواريخ وأسلحة مهمة، ولكن الدولة التركية تحصل على كافة أنواع الأسلحة من أوروبا، مالم تحصل على الاسلحة من أوروبا وامريكا ومن ذاك وذاك، فلن تستطيع الاستمرار في الحرب وإدارتها، على أساس أن السويد وفنلندا تقدمان الدعم والمساعدة، ما هي المساعدة التي تقدمانها...؟ لم نسمع أنهما قدّمتا لنا الدعم والمساعدة بمقدار قرش واحد، لم نسمع انهما قدمتا لنا سلاح واحد، من الممكن أن بعض منظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني قد قامت ببعض الأشياء، عدا ذلك ليس هناك شيء آخر.
لا تعترض الحزب الديمقراطي الكردستاني وأفعل ما تشاء بالشعب الكردي
هنا يتجدد الاتفاق الذي أبرم خلال معاهدة لوزان في القرن العشرين، اليوم بطريقة مختلفة، كانت معاهدة لوزان على هذا النحو، يجب ألا تمس تركيا العراق، لكن باستطاعتها ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي في جنوب كردستان، كانت هذه البنود من أساسيات معاهدة لوزان، كانت إبادة الشعب الكردي مقابل بقاء الموصل وكركوك تحت سيادة العراق، يتم تطبيق مثل هذه السياسة، يعني أنهم يقولون، لا تتعرض للحزب الديمقراطي الكردستاني وأفعل ما تشاء بالشعب الكردي، والحزب الديمقراطي الكردستاني يقول أيضاً، لا تتعرض لي وأفعل ما تشاء بالشعب الكردي، وأحد أسباب هذه السياسة المعادية التي ينتهجها الناتو، أوروبا ودول أخرى تجاه الشعب الكردي هو موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومن خلال العلاقات التي يجرونها معه ، يظهرون أن سياساتهم تجاه الشعب الكردي على أنها جيدة، وبهذه الأساليب يبنون تعاوناً بشأن ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي، كما أنهم يريدون القضاء على اللغة الكردية، وتتريك الكرد، لقد جعلوا من كردستان منطقة لنشر الأمة التركية فيها، والجدير بالذكر، أنهم أبادوا الأرمن في عام 1915، والآن يريدون ضم هذه الأراضي إلى الدولة التركية، وذلك عبر تحقيق إبادة الشعب الكردي، أليست هذه إبادة جماعية؟ وهذا ما يسمى بالتعاون الإجرامي، بالطبع كل شيء واضح الآن، ففي الواقع، أظهرت قمة الناتو التي عقدت في مدريد حقيقة ما هو حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وما هي أخلاقيات أوروبا وفلسفتها السياسية، بعد نهاية الحرب الباردة، كانوا يدّعون بأنهم سيعززون الديمقراطية، لقد بعثوا رسالة مفادها أنهم لن يدعموا الديكتاتوريات بعد الآن كما فعلوا خلال الحرب الباردة، هذا ولأنهم كانوا يدعمون الديكتاتوريات خلال الحرب الباردة في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وفي كل مكان، كما كان الحال خلال الحرب الباردة، يقدمون دعمهم في الوقت الحالي للديكتاتوريات وفقاً لمصالحهم، وفي هذا الإطار، إذا كان هذا الديكتاتور يتحرك بما يخدم مصالحهم، فهو مثالي بالنسبة لهم، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فعندئذ لا يعيرونه أي اهتمام، حقيقةً، إنها علاقة قذرة للغاية، فإنهم يتاجرون بالقضية الكردية, وهذا يعد تعاوناً إجرامياً، وتعاوناً لتحقيق إبادة جماعية".
المجتمعات السويدية والفنلندية لا تقبل هذه السياسة
كما ذكر عضو المجلس القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، أن هناك مجتمعات ذات شخصية ديمقراطية في فنلندا والسويد، وقال: "تُعرف مجتمعات السويد وفنلندا على إنها مثال للديمقراطية في العالم، هنا هل سيتم تطبيق معايير أردوغان في السويد وفنلندا؟ طرح أردوغان هذا في اجتماع الناتو، كما قالت السويد وفنلندا "نعم" في بعض القضايا، نحن لا نعلم جيداً على ماذا قبلتا وقالتا "نعم" لأي شيء، لكن هذا واضح، بغض النظر عن مدى اتفاقاتهم التي أبرمت خلال الاجتماع، فلا يمكنهم تجاوز القوانين الحالية للسويد وفنلندا، كأردوغان، لا يمكن للسويد وفنلندا أن تقولا، لا نعير اهتماماً للقوانين، الوضع في تركيا هو كذلك، لكن من الصعب القيام بذلك في السويد وفنلندا، لا المجتمع السويدي ولا المجتمع الفنلندي يقبلان بذلك، حتى لو لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية هناك، حتى لو كان هناك نظام في تأثير الطبقة الحاكمة، فقد خلقت بعض القيم الديمقراطية من خلال نضال الشعب والكادحين ".
وأشار قره سو إلى أن السياسات التي تفرضها الدولة التركية سوف تسبب أزمة قيم ليس فقط في فنلندا والسويد ولكن في جميع الدول الأوروبية، وقال: أن "أردوغان لا يقول ذلك لحكومة السويد وفنلندا فحسب، بل أيضاً للحكومة الألمانية والفرنسية، 'افعلوا ذلك بهذه الطريقة'، ويقول 'مثلما حولت القضاء إلى السياسة هنا، عليكم أيضاً أن تجعلونه سياسياً، مثلما أمارس الضغط على الشعب الكردي هنا، عليكم أن تفعلوا الشيء ذاته هناك'، ويفرض هذا المطالب عليهم، فإذا طبقوا مطالب اردوغان فسوف ينهارون".