لليوم الـ 200 على التوالي.. لم ترد أية معلومات عن مصير الصحفي سليمان أحمد
تواصل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني التكتم على مصير الصحفي سليمان أحمد منذ 200 يوم، ومنذ ذلك اليوم لم ترد عنه أية معلومات.
تواصل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني التكتم على مصير الصحفي سليمان أحمد منذ 200 يوم، ومنذ ذلك اليوم لم ترد عنه أية معلومات.
توجّه الصحفي ومحرر القسم العربي لدى وكالة روج نيوز، سليمان أحمد لزيارة عائلته في مدينة حلب في 1 تشرين الأول، بعد وفاة والده محمد أحمد، وأثناء عودته من سوريا عند معبر فيش خابور، أقدمت سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني على اختطافه، ليُفقد الاتصال به بشكلٍ كامل منذ 200 يوم.
ولد سليمان أحمد عام 1992 في ناحية جندريسه في عفرين، وهو الأصغر بين 9 أشقاء، وعاد سليمان أحمد، الذي تخرج من كلية الزراعة بجامعة البعث بحمص، مع بداية الأزمة السورية إلى أراضي عفرين حيث ولد وترعرع هناك، انخرط سليمان أحمد في أنشطة الصحافة الحرة في عام 2012، وكان يُعرف في عائلته بعمله الجاد وفدائيته للصحافة الحرة، كما شهد سليمان أحمد عن كثب مقاومة الأهالي ضد هجمات الدولة التركية على عفرين في 20 كانون الثاني 2018، في حين كان مصمماً من ناحية أن يخوض المقاومة ضد هجمات الاحتلال التركي ومن ناحية أخرى كان يشارك هذه المقاومة لحظة بلحظة مع العالم، وسعى سليمان أحمد الذي لم يخرج عدسته من منطقة المقاومة لحظة واحدة، إلى الحقيقة وأصبح صوت أهالي عفرين، كما كشف سليمان، الذي تابع من مكانه مجزرة دولة الاحتلال التركي بلا خوف، عن الفظائع التي حدثت والوحشية التي ارتكبت، ونقل من ناحية هجمات دولة الاحتلال التركي ومن ناحية أخرى حقيقة الشعب المقاوم للصحافة الحرة، كما أوصل صرخة شعبه إلى العالم، وشعر بألم شعبه.
ورغم تعرض شعبه وعائلته للمجازر ومواجهتهم للضغوطات والعقبات، إلا أن سليمان أحمد قاوم دون تردد ضد دولة الاحتلال التركي على الأرض التي ولد فيها، وشهد مقاومة عفرين التي استمرت 58 يوماً ولم يترك شعبه حتى اللحظة الأخيرة بصفته صحفي، ويعتبر سليمان أحمد المقاوم الشجاع الذي قاوم ضد هجمات دولة الاحتلال التركي ومراسل حرب الذي كان يتابع الأنباء في أشد لحظات الحرب، وكردي من عفرين سلبت أرضه التي ولد وترعرع فيها، ومهاجر أجبر على ترك دياره وصحفي نقل للعالم مقاومة شعبه، واضطر سليمان أحمد، الذي كان يتابع الحقيقة، إلى الهجرة من عفرين مع شعبه بعد 58 يوماً، كما تابع سليمان الذي تم احتلال دياره وأرضه، الظلم، النهب والتدمير في عفرين لحظة بلحظة.
وتوجّه الصحفي ومحرر القسم العربي لدى وكالة روج نيوز، سليمان أحمد لزيارة عائلته في مدينة حلب في 1 تشرين الأول، بعد وفاة والده محمد أحمد، وأثناء عودته من سوريا عند معبر فيش خابور، أقدمت سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني على اختطافه، ليُفقد الاتصال به بشكلٍ كامل منذ 200 يوم.
الحزب الديمقراطي الكردستاني اعترف بنفسه
وبعد أسبوع من اختطاف سليمان أحمد، أصدر آساييش للحزب الديمقراطي الكردستاني PDK في دهوك بياناً مليئاً بالتناقضات وليس لها أساس إن اختطاف الصحفي سليمان أحمد "لم يكن بسبب عمله الصحفي" وهددوا الصحفي سليمان علناً بالعقاب واعترفوا باختطافه.
انتهاك القانون
وبعد ورود معلومات عن نقل سليمان أحمد إلى مدينة دهوك، تقدم محاموه بطلب إلى قوات الآسايش في دهوك لمقابلته وتنفيذ كافة الإجراءات القانونية، وافق قاضي الأمن على طلب المقابلة، وبعد تسليم القرار إلى الآسايش، لم يسمحوا لهم برؤيته مرة أخرى، ففي اللائحة القانونية وقانون المحاماة ورد في عدة نقاط أن لكل شخص الحق في توكيل محامٍ في اليوم التالي من اعتقاله أو أثناء التحقيق. لكن ما يجري يعد انتهاكا واضحا للقانون، وبعدها تلقى المحامون معلومات تفيد أن ملف سليمان أحمد لدى جهاز البارستن التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني.
وتم منع المحامين الذين توجهوا إلى آساييش العام في دهوك في 29 نيسان من لقاء موكلهم، ورغم أن المحامين من مجموعة الدفاع قدموا أكثر من 10 طلبات حتى الآن، إلا أنهم لم يتلقوا رداً إيجابياً.
المطالبة بالإفراج الفوري عن سليمان أحمد
وطالبت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، في بيانها الصادر بتاريخ 29 كانون الثاني، بالإفراج الفوري عن سليمان أحمد. وجاء بيان الإدارة الذاتية كالآتي: "في الوقت الذي نُندد نحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بحادثة الاعتقال هذه كونها تأتي بحق مواطن من مواطنينا دون أية أسباب، فإننا نؤكد بأن هذه السلوكيات لا تتناسب قطعاً مع جميع القيم الأخلاقية والقانونية وهو إجراء تعسفي مرفوض تماماً، ندعو وبشكل عاجل سلطات الحزب الديمقراطي بإعلام ذوي الصحفي سليمان أحمد عن مكان وجوده مع ضرورة الإفراج عنه، داعين في الوقت ذاته جميع المؤسسات الصحفية والحقوقية بالعمل وفق دورها المنوط بها في سياق الضغط لكشف مصير صحفي من صحفيي شمال وشرق سوريا تعرض للاعتقال دون وجود أية أسباب".
الحزب الديمقراطي الكردستاني مسؤول عن سلامة سليمان أحمد
كما أصدرت وكالة روج نيوز بياناً قالت فيه: "نرفض الادعاءات التي لا أساس لها والتي قدمها الحزب الديمقراطي الكردستاني لإضفاء الشرعية على اختطاف سليمان أحمد من قبل آساييش دهوك، إننا نشهد مدى خوف الحزب الديمقراطي الكردستاني من الصحافة الحرة والصحفيين الأحرار، حيث يريد في هذه القضية تضليل الرأي العام، كما في قضية سجناء بهدينان، وفرض عقوبة سجن مشددة على الصحفي سليمان أحمد، لذا يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يصدر بياناً حول مصير سليمان أحمد في أقرب وقت ممكن، ويجب إطلاق سراح رفيقنا على الفور، كما نحمل الحزب الديمقراطي الكردستاني المسؤولية عن سلامة حياة سليمان أحمد".
تقديم الطلب إلى الأمم المتحدة
وفي 28 كانون الأول 2023، تقدمت وكالة روج نيوز بطلب إلى الأمم المتحدة بشأن اختطاف سليمان أحمد، وجاء في العريضة أن مراسل روج نيوز ودات حسين، الذي اختطف من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، تعرض للتعذيب والقتل قبل 7 سنوات، ولم تتم محاكمة القتلة ومعاقبتهم.
وفي 12 نيسان المنصرم، أرسلت لجنة حماية الصحفيين بالتنسيق مع مجموعة مينا لحقوق الإنسان طلباً عاجلاً إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري، للمطالبة بالإفراج عن الصحفي ومحرر وكالة روج نيوز سليمان أحمد المختطف من قبل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ 25 تشرين الثاني 2023.
جائزة الكدح
وضمن نطاق توزيع جوائز الشهيد مظلوم باكوك للكدح، التي يتم تنظيمها كل عام، منح اتحاد الإعلام الحر (YRA) جائزة الكدح على مستوى كردستان إلى سليمان أحمد، الذي اختطفه الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ 200 يوم، وتم إرسال جائزة الكدح، التي مُنحت بمناسبة الذكرى الـ 126 ليوم الصحافة الكردية في احتفال أقيم في قامشلو بروج آفا، إلى عائلة سليمان أحمد التي تعيش في منطقة الشيخ مقصود بحلب.