حسن شيخاني: الوضع في العراق يزداد تفاقماً

نوّه المراقب السياسي حسن شيخاني إلى ضعف الحكومة العراقية وقال" بسبب هذا الضعف فأن سيادة الدولة وحدودها غير محمية ولهذا تواجه هجمات وتدخلات، وتُنتَهَك حرمة أراضيها من قبل دول أخرى.

وجود الخلافات بين الأطراف السياسية في العراق، جعل الوضع السياسي في البلاد ضعيفاً للغاية، وزادت القوى الشيعية من جهودها لتشكيل الحكومة ضمن إطار تنسيقي، كما استولى التيار الصدري على الحواجز في شوارع العراق، بسبب فشلها في لعبتها السياسية.

وصل الوضع في العراق والتوتر بين الأطراف إلى مستوى عالٍ، حذر فيه القياديين السياسيين من وراء الكواليس بأن الوضع الحالي صعب للغاية وسينهار في أية لحظة، وخاصة بعد نشر التسجيل الصوتي لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، متحدثاً فيه بوضوح عن خطورة الوضع، كما تحدث عن اختيار الخيار المسلح ضد منافسه الصدر.

نوه المراقب السياسي من كركوك حسن أمين شيخاني وعضو المكتب السياسي للحركة الاسلامية الكردستانية في لقائه مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى الخلافات والوضع الحالي في العراق، كما تحدث عن أسباب ضعف سيادة العراق في مواجهة الهجمات وتدخلات الدول المجاورة ومواضيع عديدة أخرى.

العراق يواجه حالياً أربع أزمات

قال شيخاني عن الوضع الحالي في العراق:" لم تتغير العقلية التي تدير الحكومة العراقية وخاصة بعد سقوط النظام البعثي ، فقط تم تغيير أسمها وأصبحت ديمقراطية ودستورية، كما أن السبب وراء وصول الوضع في العراق إلى حالة خطرة ،هوتسلط نفس العقلية التي تسعى لمصالحها الشخصية وسيادة وتسلط جهة واحدة في الحكومة، يواجه العراق حالياً أربع أزمات ، يتوجب عليه حل البرلمان أو تشكيل الحكومة في أسرع وقت، لأن الحكومة العراقية منذ 4 نيسان وحتى الآن في فراغ قانوني، كما يدير رؤساء الحكومات الثلاثة الوزارية الأعمال فقط وليس لديهم أية سلطة حاكمة، كما ان هناك أزمة أخرى الا وهي توقف الحياة في وسط وجنوب العراق، وبهذا ستبدأ التظاهرات مرة أخرى، وقد حدث هذا قبل الآن وراح ضحيتها العديد من الشباب .

يتوقع تدهور الوضع في العراق

أشار شيخاني إلى احتمال نشوب حرب أهلية وقال:" أما الأزمة الرابعة فهو نشوء الحرب الأهلية، أننا نرى من الآن البدء بحرب إعلامية شرسة بين التيارين الرئيسيين من القوى الشيعية، وبعد نشر التسجيلات الصوتية لنوري المالكي وازدياد التهديدات وانعدام الأمن والأمان في المناطق الجنوبية من العراق، والتي أصبحت سبباً في القيام بشيء من أجل الوضع في العراق الذي يشارف على الدمار".

التحليلات السياسية تشير إلى احتمال نشوب حرب أهلية

كما نوه حسن أمين شيخاني إلى المخاوف من نشوب حرب أهلية وتأثيرها على سيادة البلاد وقال:" لا تمتلك العراق السيادة حالياً تمكنها من السيطرة على جميع مؤسسات الدولة، إذا اندلعت حرب بين مجموعات وأطراف في الحكومة العراقية سيصبح اخماد هذه الحرب صعب للغاية، لأن هناك أكثر من 70 قوى مسلحة، وكل قوى مدعومة من دول إقليمية، كما وأن قسم كبير من المسؤولين العسكرين لتلك الجماعات المسلحة تجار الحروب وينتظرون الفرصة لنهب البلاد، وإذا اندلعت الحرب الأهلية فأنها ستمتد إلى إقليم كردستان، نحن على أمل أن لا تندلع الحرب ، لكن جميع التحليلات السياسية بعد التهديدات تتوقع نشوب حرب، لأنه لايوجد طرف سياسي يقبل أن يفرض طرف آخر نفسه على الساحة السياسية العراقية، يوجد الآن انقسام في البيت الكردي والسني والشيعي ويتم نهب المزيد من الأموال من الميزانية العراقية، وهذا ما يجعل المشاكل تتعمق أكثر ولن تكون هناك سهولة للوصول إلى حل للوضع الراهن ".

سيادة العراق وحدودها غير محمية بسبب ضعف الحكومة المركزية

تحدث شيخاني عن تدخلات الدول المجاورة وهجمات دولة الاحتلال التركي على الأراضي العراقية وكما أشار إلى ضعف الموقف العراقي ضد القصف التركي على أراضي العراق وإقليم كردستان وقال :" سيادة الحكومة العراقية ضعيفة للغاية، كما أن الحكومة العراقية الحالية هي حكومة لتسيير الأعمال ولا يوجد لها سلطة حالياً، ويرجع سبب موقف الحكومة العراقية من القصف التركي ، أو موقفها من التدخلات الخارجية في العراق فأنه ينبع من ضعف البيت العراقي ، لا يوجد وحدة  في الحكومة العراقية وكما أن الحكومة المركزية ضعيفة أيضاً، ولذلك هناك ضعف في حدود وسيادة العراق، وبسبب تفرقة الاطراف وعدم توحيد صفها، كما أن ضعف الحكومة العراقية جعلت الدول المجاورة من السيطرة عليها ، كما وتريد تركيا الاستيلاء على مدينتي الموصل وكركوك،   كما وتطالب دول الخليج بالمناطق السنية ومن ناحية أخرى، فأنها تعتبر المناطق الجنوبية من العراق من ضمن أراضيها، لهذا فأن ضعف العراق هو السبب في عدم سيطرتها على حدودها والوقوف في وجه التدخلات الخارجية على أراضيها".

هذه المرحلة ستكون المرحلة الأصعب بالنسبة لحياة جميع العراقيين

أشار المراقب السياسي وعضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية الكردستانية، حسن أمين شيخاني في نهاية حديثه إلى كيفية التقرب من الكرد في هذا الوضع الخطير والحساس للعراق وقال:" يجب على حكومة أقليم كردستان تقليل المشاكل مع الحكومة المركزية في العراق، لأنه لا يوجد أمل في تنفيذ المادتين 140 و 55 من المواد الأخرى المتعلقة بالوضع السياسي، القانوني والأمني في العراق، ولا يوجد تنسيق بين الأطراف العراقية والحقوق الكردية، تبتعد الحكومة العراقية الآن عن هذا الموضوع، لن يتحقق التوازن في العراق بهذه السهولة، لأن الثقة لن تعود بين الأحزاب السياسية، لهذا فأن هذه المرحلة ستكون المرحلة الأصعب في حياة جميع العراقيين".