"تأثير الأسحلة الكيماوية على المنطقة طويلة الأمد"

لفت الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج الانتباه الى تأثير الاسلحة الكيماوية وتدميرها للبيئة وطبيعة جنوب كردستان، وقال : "تبقى تأثير الأسلحة المحظورة لفترة طويلة في المنطقة، وحلبجة مثالٌ حي على ذلك الأمر."

صرح الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج بأن لاستخدام الأسحلة المحظورة والكيماوية تأثير كبير بالأخص على أهالي المنطقة، حيث تعرضت العديد من النباتات والطبيعة والحيوانات البرية للإبادة في كردستان.

وأعلن المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي-HPG في سياق المراحل الثورية لصقور زاغروس والشهيد سافاش مرعش لمعركة خابورعن الحصيلة العامة للأشهر الستة للمعركة ما بين 14 نيسان و 14 تشرين الأول، وبناءً على ذلك، اُستخدمت الأسلحة المحظورة، بما في ذلك القنابل الفسفورية والقنابل الحرارية والقنابل النووية التكتيكية والغازات الكيماوية السامة 2476 مرة.

وشاركت قوات الدفاع الشعبي في العديد من المرات مشاهد وصور موثقة لإبادة الطبيعة بالأسلحة المحظورة والكيماوية مع الرأي العام، بما في ذلك أيضاً تأثيرها على الإنسان والبيئة والحيوانات.

ومن ناحية، فإن تأثير استخدام الأسلحة الكيماوية التي استخدمها نظام البعث عام 1988، واضح حتى وقتنا الراهن في مدينة حلبجة، حيث يتسبب استخدام هذه الأسلحة لفترة طويلة الأمد بالتأثير على المنطقة والجينات البشرية، والمثال الحي على هذا الأمر هو كارثة مدينتي ناغازاكي وهيروشيما في اليابان.  

"الحكومة التركية تتجاهل حظر استخدام هذه الأسلحة"

وأشار الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج إلى خطورة استخدام هذه الأسلحة المحظورة والغازات السامة، مؤكداً بأنه تم حظر استخدام هذه الأسلحة وبالأخص بعد كارثة مدينتي ناغازاكي وهيروشيما من قِبل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وقال فرج بهذا الصدد، "تقوم الحكومة التركية دون أن تعير أي اعتبار لأحد باستخدام هذه الأسلحة لمئات المرات، ولنتذكر أيضاً كيف استخدمت الحكومة العراقية هذه الأسلحة المحظورة في حلبجة. إن استخدام هذه الأسلحة هو ضد الإنسان، وضد الحرية، وضد حقوق الإنسان، وضد الطبيعة ، وضد جميع معايير الإنسانية والطبيعية، كما أنه مخالف لقانون الحرب، ولا يفضل أحد استخدامها، إلا الجلادين والمستبدين."      

"إن لم يتم التعبير اليوم عن الموقف إزاء ذلك، فسوف يكون الموقف عظيماً في المستقبل"

ونوه فرج إلى أن مشاهد تعرض مقاتلي الكريلا للغازات السامة والكيماوية، كان له تأثير كبير على الإنسان، وقال: "إن لم يتم التعبير اليوم عن الموقف المطلوب في العالم إزاء ذلك، فأنا على يقين تام بأنه سوف تظهر في المستقبل مواقف أكثر قوة ضد هذه الهجمات."

"لها تأثير على البيئة، والإنسان ودخل المنطقة، حلبجة مثالٌ حي على ذلك الأمر"

وأشار الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج إلى تأثير هذه الأسلحة المحظورة، وتابع قائلاً: "إن لاستخدام الأسلحة الكيماوية تأثير كبير على البيئة والناس الذين يعيشون في تلك المنطقة، وبغض النظر عن تدمير البيئة ومعيشة المواطنين المحليين، فإن هذه الأسلحة تدمر مستقبل وأيضاً دخل سكان المنطقة، حيث نرى بأعيننا حتى يومنا هذا، بقاء تأثير استخدام الأسلحة الكيماوية في حلبجة، فالأمهات اللواتي تلدنا أطفالاً مشهوين وبأعضاء ناقصة، فذلك يرجع إلى تأثير الأسلحة الكيماوية في حلبجة، حيث إن تأثير الأسلحة المحظورة والغازات السامة-الكيماوية لا يقتصر في المنطقة فحسب، بل تنشر في المحيط عن طريق الرياح، فطبيعة كردستان تحدق بها خطورة كبيرة وهي في طور الانقراض، كما أن طبيعة كردستان تحت خطر محدق من قبل تركيا والعراق منذ ما يقرب 35 عاماً، وبالأخص، بعد تصعيد الدولة التركية لهجماتها على المنطقة، حيث لن يكون لتأثيرها على هذه المناطق فحسب، بل ستنتشر أيضاً إلى المناطق الأخرى، كما سيكون لها تأثير على الإنسان والحياة والزراعة والري أيضاً.          

"تقاعس الحكومة ووزارة البيئة"

وحول تقاعس وصمت حكومة إقليم كردستان ووزارة البيئة والسياحة، قال الكاتب والصحفي فرج، "لم تظهر حكومة إقليم كردستان ووزارة البيئة والسياحة حتى الآن أي موقف حيال استخدام الأسلحة الكيماوية التي تؤثر على المياه والبيئة والحيوانات والمنطقة، ولم تقدم حتى الآن أي تقرير يحتوي على صور ومشاهد للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجهات المعنية، ومؤسسات حقوق الإنسان، تظهر فيه أنها تتعرض لخطر كبير، فالحكومة لا تولي أي  اهتمام بهذه المناطق، ولا تسمح لأحد بتقديم الرعاية، حيث تمنع المساعدة عن الناس وأيضاً الكريلا لتجنب حدوث المزيد من الخطورة والأضرار على المنطقة، فالحكومة تنظر بعين الخشية والخوف على الحدث الراهن."       

"هذه إبادة جماعية للطبيعة والحيوانات"

ونوه الكاتب والصحفي لطيف فاتح فرج إلى إبادة الطبيعة، وقال بهذا الخصوص، "إن هجمات من هذا الشكل على البيئة وأشجار وحقول المنطقة وأيضاً حيوانات المنطقة هي شكل من أشكال الإبادة الجماعية، وهذا الأمر هو تدمير هائل للغابات والبيئة والحيوانات وموارد المنطقة، حيث يتوجب على مؤسسات الرفق بالحيوان والطبيعة-البيئة إظهار موقفها إزاء هذا الأمر، لكن للأسف، لا تظهر هذه المؤسسات موقفاً أخلاقياً تجاه هذا الأمر، ففي السنوات القليلة الأخيرة، انقرضت أنواع كثيرة من النباتات والحيوانات البرية، كما تختفي العديد من أنواع الزهور والأعشاب والنباتات في كردستان التي لم تُدرج بعد في الكتب العلمية، نتيجة استخدام الأسلحة المحظورة والغازات السامة-الكيماوية، كان يجب أن يتم العمل على حماية تلك الأنواع من الخضار والنباتات، لكننا نرى أنهم يصبحون شركاء في انقراض تلك الأنواع من النباتات. إن ما يحدث الآن في كردستان، هي مسؤولية الأمم المتحدة والدول الأجنبية ومؤسسات حقوق الإنسان والعالم كله، ويجب على العالم أجمع ومؤسسات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الحيوان أن يرفعوا أصواتهم إزاء ما يحدث في كردستان، والأحداث التي تجري ضد الكريلا في كردستان، وضد الحرية، وضد الطبيعة والحيوانات والأشجار."