تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة السنوية الـ 20 لقفزة 1 حزيران التي أُعلن عنها عام 2004. الجزء الثاني من المقابلة على النحو التالي.
لقد تعاملت الدولة التركية منذ تأسيسها وإلى الآن مع القضية الكردية على أساس الإنكار، وانتهجت سياسات التدمير، لكن من ناحية أخرى، يبدو الأمر كحقيقة قائمة وأن ذلك لا يمكن تحقيقها، ولا يمكن القضاء على النضال التحرري، ما الذي تفكرون به حول هذه المسألة؟
يجب على عقلية الدولة المسيطرة في تركيا أو الأطراف التي تحكم الدولة أن ترى وتتقبل أن السياسة التي يتم تنفيذها في كردستان منذ العام 1925 لم تسفر عن تحقيق أي نتائج، بعبارة أخرى، يجب أن يُرى أن سياسات ارتكاب المجازر والنفي والقمع والسجن والانصهار القائمة على الانحلال وتدمير المجتمع الكردي، لم تكن ناجحة، وأن هذه السياسة المستمرة منذ مائة عام، جعلت تركيا تخسر الكثير من الأمور، لذا ينبغي معرفة هذه الحقيقة القائمة: لم يعد من الممكن إخضاع الكرد المستنيرين وإقصائهم عن البحث عن الهوية والحرية، ومن غير الممكن على وجه الخصوص القضاء عليهم، ويجب أن يكون معلوماً أنه لم يعد ممكناً إجبار أحد على قبول المادة 66 من دستور تركيا، وحتى لو مرت مائة عام أخرى، فإن الدولة التركية ستعود في النهاية إلى خط الحل الذي وضعه القائد أوجلان، لأنه ليس هناك طريق آخر، ولا يمكنهم إيقاف الشعب الكردي بطريقة أخرى، ولا يمكن لأحد دفع الشباب والنساء والوطنيين الكرد، الذين يعشقون أسلوب الحياة التحرري الممزوج بالأيديولوجية والفلسفة والثقافة الوطنية الآبوجية، والذين يسعون وراء الحقيقة، والذين لا يتورعون عن تقديم أي تضحيات في سبيل ذلك، ولديهم عزيمة كبيرة، نحو التراجع إلى الوراء والتغلب عليهم.
ولم يعد من الممكن إيقاف المجتمع الكردي والشبيبة والمرأة من خلال ارتكاب المجازر والاعتقالات وإطلاق التهديدات، فقد تم تجاوز هذه العتبة، والأمر المهم هو رؤية هذا، ففي الوضع الحالي، إن من يتعرض للظلم هو الشعب الكردي، ويعتبرون جميع أنواع الظلم الذي يُرتكب بحق الشعب الكردي مشروعة، لكن من يتكبد الخسائر والأضرار هو شعب تركيا، وتستفيد من ذلك القوى الدولية المهيمنة والبرجوازية المهيمنة داخل البلاد، وليس للشعب أي منفعة أو فائدة من هذا، فمصالح الشعب تكمن في الحل، وقد تحافظ بعض القوى المهيمنة والطبقات المهيمنة على مصالحها الخاصة من خلال تطبيق تكتيكات تدفع الناس إلى محاربة بعضهم البعض وتجعل المجتمعات منهمكة ومنشغلة ضد بعضها البعض، لكن الشعب والطبقة العاملة ليس لديهم أي مصلحة على الإطلاق من هذا الأمر.
نُشر مؤخراً كتيب بعنوان "الكرد بقلم مصطفى كمال" كملحق لصحيفة سوزجو، وكانت هناك بعض المقاطع من خطابات مصطفى كمال وكتاباته في تواريخ مختلفة، وإذا أُتيحت لكم الفرصة لتفقدها ومراجعتها، ما هو رأيكم حول هذه الوثائق والنهج المتبع في ذلك الوقت؟
نعم؛ لقد أُتيحت لي الفرصة لتفقد ومراجعة الوثيقة التي أتيتم على ذكرها، وفي الواقع، لقد قيل ذلك قبل قرن من الزمان، ولكن لديها جوانب يمكن أن تسلط الضوء على القضايا التي تعيشها تركيا اليوم، وعندما يلقي المرء نظرة على المقالات المقتبسة بقلم مصطفى كمال، يتبيّن أن ما قاله في ظروف ذلك اليوم يعبر عن حقيقة ذلك اليوم، وهناك استنتاجات مهمة يمكن استخلاصها من هذا، وبالطبع، رغم أن أغلبها لم يتم نشرها كما ذكرت، إلا أنه تم تناولها من قِبل حركتنا بطريقة تاريخية وتقديمها كبراهين وحجج لحل القضية الكردية، وقد سُجلت هذه الأمور وأصبحت جزءاً من التاريخ، وعلى الرغم من إنكارهم الآن، فإن حقيقة هذه الكلمات لا تتغير.
وقد كانت هناك تأكيدات في تلك الخطب والكتابات قبل مائة عام، مثل مساواة الشعبين الكردي التركي والماضي المشترك والوطن المشترك والمستقبل المشترك، وقد عبّر القائد أوجلان أيضاً عن ذلك مرات عديدة على مر السنين، ونظراً لبعض الأسباب، فإن حكام تركيا الحاليين، أو السياسيين والمثقفين والأكاديميين الذين يدعون أنهم على الخط الكمالي، يعتبرون أن هذا الكلمات التي قالها مصطفى كمال أتاتورك في الفترات الماضية كما لو أنه لم ينطق بها، ولا يركزون على نيته بهذه الكلمات.
هل تودون إعطاء عدة أمثلة عن هذه؟
الأول؛ هذه حقيقة أن الشعب الكردي هو الركيزة الأساسية في بناء تركيا، وكل الكلمات التي قيلت في السابق تؤكد ذلك.
الثاني؛ هو أن الإرادة التي لا تتسم بالمساواة والوحدة بين الكرد والأتراك، فإن الخلاص والنجاح لن يكونا ممكنين.
الثالث؛ يتكون الميثاق الملي من الأراضي التي يعيش فيها الكرد والأتراك.
الرابع؛ كلا الشعبين لديهما ماضٍ مشترك وأنه من الضروري الاستمرار في ذلك من أجل تحقيق النجاح.
الخامس؛ الوطن المشترك للكرد والأتراك هو تركيا؛ أي أن تركيا هي وطن مشترك.
السادس؛ عندما يتم ذكر الشعب التركي فقط، فإن الكرد سيرون أنفسهم كأجانب، لذلك يجب استخدام مصطلح "شعب تركيا" كمصطلح يشمل الجميع.
أما السابع؛ ينص بوضوح على أنه يحق للكرد بموجب الدستور أن يديروا أنفسهم ضمن حدود تركيا بنظام مستقل.
وبالطبع، يمكن الإضافة على هذه الأمثلة، ولكن هذه النتائج الواضحة مذكورة بوضوح في تلك الوثيقة.
في الواقع، لا يوجد شيء جديد نراه في هذه الوثيقة، وبصرف النظر عن القضايا المطروحة هناك، هناك العديد من الوثائق التي نعرفها ونراها حول هذه المرحلة، ولن نناقشها مرة أخرى هنا، ولكن مع ذلك، تشير بعض المجموعات إلى أن أتاتورك قال ذلك كتكتيك ويقومون بشطبه، ومع ذلك، فإن الأمر المهم هو أن هذه النتائج تعبر عن الحقائق، ولهذا السبب، إذا شطبوا هذه الحقائق ولم يعطوا أي قيمة لها، فهذا موقف خاطئ، فبعض المجموعات على الجانب الكردي تتعامل مع هذا الأمر بشكل غير صحيح وتدافع عن سياسة الإنكار عن ظهر قلب، بينما تتجاهل بعض المجموعات على الجانب التركي هذه الكلمات من خلال التعامل معها كما لو أنها لم تُقال ويُغض الطرف عنها، وكلا النهجين خاطئان ولا يصبان في خدمة كشف الحقائق.
في الوثيقة التي ذكرتموها، تم أيضاً تضمين إيجاز محاضر المؤتمر الصحفي الذي عقده أتاتورك مع مجموعة من الصحفيين يومي 16 و17 كانون الثاني 1923، ونحن نعرف ذلك من وثائق مختلفة وموضحة بشكل أكثر تفصيلاً، ولكن سيكون من الأنسب أن نعطي أمثلة من هذه الوثائق:
على سبيل المثال، ماذا يقول مصطفى كمال في المحاضر؟ يقول: "وفقاً لقانون تنظيمنا الأساسي، سيتم إنشاء نوع من الحكم الذاتي المحلي، حينها، سيتولى سكان أي لواء كردي إدارة أنفسهم بشكل مستقل"، والجمل هي على هذا النحو بالضبط، وباختصار، ، كما يمكن أن نرى بوضوح من هنا، فإن الكرد هم ركيزة أساسية في مرحلة تأسيس تركيا، ولكن لاحقاً، عندما تم إنكار الكرد في لوزان نتيجة لمكيدة من البريطانيين، تجنب مسؤولو الدولة التركية تسليمهم لهذه الحقوق، والحقيقة أنهم يتراجعون عن هذه الحقوق التي تم منحها وإقرارها، وإن مرحلة مقاومة شيخ سعيد، التي يتم مناقشتها لدى الرأي العام، وما تلاها من مقاومات الشعب الكردي، فإن جميعها مشروعة وظهرت في مواجهة هذا الظلم الذي لا يمكن القبول به، إلا أنهم هاجموهم بطريقة وحشية وقاسية وأرادوا تحقيق نتيجة من خلال إبادة الشعب الكردي، وبهذه الطريقة ارتكبوا مجازر لجه وهاني وبالو، وقتلوا أكثر من 70 ألف شخص في ديرسم، وقتلوا 40 ألف شخص في أغري-زيلان خلال أسبوع واحد.
وهناك أيضاً "مسودة مشروع قرار الحكم الذاتي الكردي" الذي تم تقديمه إلى الجمعية التأسيسية ووضعه على جدول الأعمال في 10 كانون الثاني 1922، ومن ثم من المفترض أن تتم مناقشة مسودة مشروع القانون هذا في جلسة مغلقة عن الرأي العام والصحافة حتى لا تتمكن القوى الخارجية من التدخل، وللأسف، وبناءً على أساس سياسة الإنكار التي تطورت لاحقاً، يتم إلغاء بروتوكولات البرلمان المتعلقة بهذا القرار بطريقة أو بأخرى وإبقائها تحت الكتمان بطريقة أكثر سرية، ولكن مع ذلك، فإن وثائقهم موجودة في أرشيف البريطانيين والفرنسيين، ويتألف مسودة مشروع القرار هذا من 18 مادة، ويتم الاعتراف بتفاصيل كبيرة بالحقوق في إطار ما نسميه اليوم بالإدارة الذاتية، أي، أنه كان سيكون للكرد أيضاً برلمان، وستدير كل مدينة نفسها في إطار نظام الإدارة الذاتية.
ونعلم جيداً من علم التاريخ أن جوهر كل تشكيل، وكل فكر، وكل خطوة يتم اتخاذها، وكل عمل يتم تنفيذه ضمن المراحل التاريخية، يكون مخفياً في خطواته الأولى، ولهذا السبب، كانت الخطوات الأولى هي الخطوات التي مثلت أساس تلك الظاهرة وحقيقتها، وهذه حقيقة تم تأكيدها علمياً، والآن، هنا يعتبر الكماليون الذين يقيّمون الكمالية أن فترة مصطفى كمال الممتدة من 1919 إلى 1924، كانت بمثابة مرحلة عادية وهذا يعد خطأ كبيراً بالنسبة لهم، لأنه في أساسها يكمن جوهرها هنا، وعندما يتم تقييم ترسيخ الدولة والاستبداد مع المرحلة الدورية في العالم، فإن الوضع يصبح مختلفاً للغاية.
في ذلك الحين ما الأساس الذي يجب الاستناد عليه؟ فترة 1919/24 أو 1925/38؟
لا يجب أن نتحدث نحن عن هذا الموضوع إنما على الأشخاص المعنيين الحديث عن هذا، كنت قد عبرت عن رأيي قبل الآن، لكن بدلاً من ترجيح أحدهما على الآخر، فمن الأفضل التعامل مع القضية مع واقع اليوم، إن حقيقة الكرد حقيقة تمتد جذورها من أعماق التاريخ، لأنه يعرف أتاتورك وأصدقاؤه هذا جيداً، ففي الوقت الذي كانوا ينظمون فيه حرب التحرير، أخذوا الكرد في الاعتبار على مستوى مهم، ودعموهم وقالوا:" لا يمكن تحقيق النصر دون تحالف الكرد والترك"، في الواقع تطورت المرحلة بهذه الطريقة، ونرى هذا في الفترات السابقة من التاريخ أيضاً، وقد كان هذا موجوداً عام 1017 أيضاً؛ كما كانت هناك مرحلة كهذه عام 1516أيضاً.
باختصار، يمكن القول حدثت تطورات مهمة من اتحاد الكرد – الترك في كل فترة من التاريخ، ويرتكز حديث أتاتورك عن اخوة الكرد والترك، الماضي المشترك والوطن المشترك على هذه الحقيقة، لكن حدث انقطاع فيما بعد وأيضاً كانت تحدث تطورات عكسية.
عندما نقيم السؤال بموقف علمي ونركز اليوم على كيفية حل القضايا، سيرى الإنسان إن حل القضية الكردية في كردستان اليوم يكمن ضمن إطار عملية تأسيس الجمهورية، يتشابه إطار الحل الذي أسسه القائد آبو مع الإطار الذي وضع في ذلك الحين، وفي هذا السياق تحدث تطوير نهج مثل رفض الادارة الذاتية للكرد ومعارضة حقوق الكرد في الهوية والثقافة، باعتبارأبجدية الكمالية قابلة للتطوير، وهذا تقارب خاطئ للغاية ويعمق من العجز، ولذلك لا يمكن تغيير شيء، مشاكل اليوم يمكن أن تطور بسهولة ذلك الحل على أساس أسلوب الحل في بداية تكوين الكماليين، هذا ممكن جدا، إذا تصرف مسؤولو تركيا بحكمة وفسروا في الوقت نفسه العملية بشكل صحيح على أساس علمي، فسيكون الحل ممكناً بتحديث هذا المنظور الذي لعب دوراً هاماً للغاية في تأسيس الجمهورية، بالإضافة إلى ذلك، فقد ظهر أن أساليب الظلم، العنف، المجازر، الانحلال والإبادة الجماعية التي اتبعت منذ عام 1925 وما بعد لم تحقق أي نتيجة، باختصار، يمكن لأولئك الذين يتعاملون بمنظور صحيح تطوير حل القضية الكردية؛ لأنه كان هناك إطار لهذا في البداية أثناء تأسيس تركيا، الشيء المهم هو أن يرى الإنسان الجمود الذي دام لمئات الأعوام وأن يظهروا الشجاعة للتغلب عليه.
إن القضية الكردية حقيقة في الشرق الأوسط وتركيا لا يمكن إنكارها، تحل جميع دول وشعوب العالم القضايا الاجتماعية عن طريق الحوار ومن خلال تطوير نظام سياسي، عندما ننظر إلى أمثلة آسيا، الهند، أوروبا وأمريكا اللاتينية، نجد أن العديد من المشاكل قد تم حلها من خلال نهج متعدد الأوجه بدلاً من الفهم الشوفيني المتجانس لمبدأ "دولة واحدة، أمة واحدة، وطن واحد" والذي يُعرف باسم الأمة المتشددة، اليوم هناك أمثلة حية في إسبانيا، إنجلترا، بلجيكا وسويسرا، وأيضاً هناك مثال حي في الهند، يمكن العثور على مثل هذه الأمثلة في جميع أنحاء العالم. عندما يُنظر إليها نظرة صحيحة سيرون كيف يجب حل القضية الكردية في تركيا.
تحاول ذهنية الإدارة الحالية من جهة أخرى حل القضية الكردية عن طريق الحرب...للأسف هناك أشخاص يفكرون او يعتقدون انهم سيقضون على نضالنا في قضية حرية كردستان، لكن عندما ينظر السياسيون أو الأشخاص أصحاب الوعي الاجتماعي إلى الحقيقة سيرون أن هذا غير ممكن، تستند قضية حرية كردستان اليوم على المجتمع، فليس فقط المقاتلين على قمم الجبال ثائرون على خطاها إنما الآلاف من الشبيبة وأبناء هذا الشعب في جميع مدن وقرى كردستان ثائرون على خطاها ايضاً، فقط أولئك الأشخاص البعيدين كل البعد عن الوعي الاجتماعي وأصحاب الذهنية القديمة والعنصريين يعتقدون بأنه يمكن القضاء على هذه القضية من خلال القتل والحرب ضد المقاتلين، ومن الواضح أنهم لا يستطيعون الوصول إلى حقائق القرن الحادي والعشرين بمنظور ضيق وشوفيني، إن تطبيق هذا المنظور العنصري الضيق لحزب الحركة القومية على تركيا سيكون أحد أكبر الممارسات القذرة التي ستحدث في تركيا، لكن تفعل الحكومة الحالية ذلك اليوم، نحن حقيقة اجتماعية، نحن حقيقة كشعب، نحن حقيقة كـ كريلا؛ ويمثل القائد آبو حقيقة كقائد، وأولئك الذين يعتقدون أنهم سيدمرونها بالدبابات والمدافع أو بمساعدة القوى الأجنبية أو مع بعض الأشخاص الكرد الخونة في المحيط أو أنهم سيغطون هذه الحقيقة فهذا ليس أكثر من كونه خداع.
قاموا في الأيام الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات المحلية في روج آفا وشمال وشرق سوريا، بنشر دعاية مفادها أن حزب العمال الكردستاني سيصبح دولة وأن للقوى الأجنبية يد في ذلك، ماذا تريد أن تقول عن هذه المواضيع؟
عن مقولة وجود يد خارجية هو مرض بالنسبة لسلطات الحكومة التركية، دائماً ما يضعون اليد الخارجية في موضوع نضال حرية الكرد، كانت هناك علاقة لجمعية تياليTealî الكردية في البداية مع إنكلترا وفرنسا، وبالطبع هذا خطأهم الأكبر، لن يحقق أحد من خلال تقييم جميع نضالات حرية الكرد التي ظهرت بعد تلك الفترة حيث هي مشروع ولعبة للقوى الخارجية؛ لأن الواقع ليس كذلك.
إن ما يتم تداوله عن إن أمريكا ستبني دولة لحزب العمال الكردستاني هي شائعات، وهو ادعاء فارغ لا علاقة له بالحقائق؛ وهذا قلب وعكس للحقيقة، تساند الولايات المتحدة الأمريكية والناتو الدولة التركية منذ 40 عام وتحارب ضد كريلا حرية كردستان ونضال الحرية، لم يكن باستطاعة الدولة التركية مواصلة الحرب لكل هذه المدة الطويلة لولا مساعدة الناتو لها، اوليس أسر القائد آبو من خلال تنفيذ القوى الدولية لمؤامرة بحقه وتسليمه للدولة التركية أكبر مثال ملموس على ذلك؟ أليست الدولة التركية نشطة لهذه الدرجة بسبب دعم الولايات المتحدة الأمريكية والناتو لها في العراق وسوريا تهاجم المكان الذي تريده؟ حتى أن هناك البعض من الكرد يعملون في جنوب كردستان مع تركيا، أليست هذه القوى هي أساس هذا؟ باختصار، تقوم الولايات المتحدة الامريكية بدعمهم ومساندتهم، ولهذا وضعوا "مكافأة " مقابل رؤوس رفاقنا.
بالإضافة لهذا إن العلاقة التكتيكية للولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية في روج آفا، والتي تم تطويرها فقط ضد داعش، بعيدة كل البعد عن ربطها بنا أي بحزب العمال الكردستاني، في البداية حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية ليسا نفس الشيء، هناك علاقة محدودة وضيقة للغاية، ووفقاً لتقاليد الولايات المتحدة الأمريكية فإنها تجلب كافة الاحتياجات الماء والغذاء لجنودها من الخارج، ولهذا السبب يقومون كل بضعة أسابيع بنقل الإمدادات اللوجستية في قوافل، لكنهم يشتكون ويقولون: "تذهب الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية"، لكن لا يوجد مثل هذا الوضع، وحتى لو كان الأمر كذلك، فليس من الصحيح للإنسان ربطها بحزب العمال الكردستاني.
تعارض سلطات الحكومة التركية الانتخابات المحلية التي ستجري في شمال وشرق سوريا وتدعي أن هذه الانتخابات غير قانونية، كيف تقيمون تقارب سلطات الحكومة التركية هذا؟
يُظهر نظام حزب العدالة والتنمية والحركة القومية في هذا الصدد عداءً مباشراً وشاملاً ضد الكرد، مرة أخرى هناك عداء تجاه النظام الديمقراطي، نعم تعارض الدولة التركية هذه الانتخابات، وتعتبرها غير شرعية، كما أصدرت وزارة الدفاع بياناً في هذا الشأن، بقدر معرفتي أعلم أنه يعيش 6 مليون شخص هناك، ويحاول هؤلاء الأشخاص ادارة نظام هو الأكثر ديمقراطية، لكن يلقي نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية النار من أفواههم ضد الانتخابات الديمقراطية المحلية، يطورون تقارب عدائي ليس فقط ضد الكرد إنما ضد عموم الأشخاص الذين يقيمون هناك، هذا وضع جنوني، لا يمكن شرح العدوان الممارس بحق الشعب الكردي بطريقة أخرى.
ماذا تقولون حول علاقاتكم مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
من حيث المبدأ نحن لا نتردد في الاتصال بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الآن لا توجد مثل هذه العلاقة، وعلى الرغم من ذلك فإن سلطات الدولة التركية، وخاصة صحافة حزب العدالة والتنمية، والتي تسمى ’medyaya hewzê' ، تُظهر عكس ذلك، كما لو أن قضية حرية الكرد برمتها تعتمد على القوى الدولية ومشروع أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية، هذه كلها أكاذيب، وهو عكس الحقيقة.
عدا عن هذا، أنتم حركة غير مؤيدة للدولة من الناحية الفكرية...
نعم، قبل أي شيء إن النقطة الأساسية الذي تم تطويره لنموذج القائد آبو ويتم مناقشته في العالم اليوم انه بديل نظام الدولة القومية، لذلك هدفنا ليس تأسيس دولة قومية، على العكس تماماً، نناضل لتطوير نظام عكسها تماماً، وضع القائد آبو نموذج الكونفدرالية الديمقراطية كبديل للدولة القومية وجعلها العنصر الرئيسي في نظامه الفكري، إن الاتجاه المركزي للنموذج الذي طوره القائد آبو اليوم هو الدول، أي أنها ليست الدولة؛ وفي تطور النظام بعيد عن الدولة، فيقوم نظام الكونفدرالية الديمقراطية على المساواة ووحدة المجتمعات، إن حزب العمال الكردستاني حقيقة فكرية وسياسية ضد الدولة القومية، بالإضافة إلى هذا أيضاً إنه تناقض الكبير أن يقول الإنسان إنه سيؤسس حزب العمال الكردستاني دولة ضد تركيا، إنها ليست سوى كذبة للحرب الخاصة تهدف لخداع الشعب التركي والرأي العام، يتمتع حزب العمال الكردستاني بإطار أيديولوجي يحمي نظاماً متساوياً وحراً يحمي الشعب على أساس المساواة، بمنظور جديد، بمفهوم الأمة الديمقراطية، دون انتهاك حدود الشرق الأوسط، هذا النظام ليس تابع للدولة ويقوم على أساس حرية المرأة والبيئة، وقد جعل الديمقراطية، المساواة والحرية إحدى ركائزه الأساسية، باختصار هذا النوع من الكلام تناقض كامل وسياسة حرب خاصة، يريدون الاعتماد على القوى الدولية، الناتو للقضاء علينا كما يقولون، " إنهم مشروع الناتو والقوى الدولية "، لايمكن ان يكون هناك مثل كل هذا القدر من التناقض والأكاذيب.
أصبح الاقتصاد التركي أكثر فشلاً خلال الأعوام الأخيرة، ويبقى الشعب وسط الجوع والفقر، ومن المسؤول عن وضع كهذا؟ ما هو الطريق للخروج من هنا؟
يريد جميع من في السلطة في تركيا على مدار مئة عام القضاء على الشعب الكردي وحركة الحرية من خلال الضغوطات والإبادة الجماعية على أساس العنف وهو ما يسمى أيضاً بالسياسات الأمنية، وبهذا النهج يسفكون الدماء ويستنزفون طاقات الأطفال الترك والكرد، لكن النظام الديمقراطي المتعدد الأطراف القائم على التحالف والمساواة ووحدة الشعبين، والذي طرحه القائد آبو وتم قراءته في نوروز آمد عام 2013 بحضور أكثر من مليون شخص، هو مشروع يمكن أن يجعل تركيا مركزاً في الشرق الوسط، لو انه تم قبول مشروع القائد آبو، منظور الحل هذا لما بقي الشعب التركي جائعاً اليوم، يناضل الشعب التركي اليوم مع الجوع، والذهنية العنصرية، الفاشية، القاتلة والتي هي السبب الرئيسي لهذا، وذلك ليس من أجل ثراء تركيا والتنمية الاقتصادية وتطوير النظام الديمقراطي، إنما تُتبع سياسية لقمع الشعب الكردي، وطوروا الدبلوماسية وأقاموا العلاقات، لقد أنفقوا كل أموالهم على هذا، وبهذه الطريقة تم إغلاق الوسائل الاقتصادية بشكل كبير، ووضعت الموارد الموجودة لخدمة الحرب، وإلا فإن تركيا دولة غنية وذات دخل؛ إنه موقع جغرافي استراتيجي، ولولا الإصرار على السياسة الحالية لما واجهت مثل هذا الدمار الاقتصادي الكبير والأزمة الاجتماعية ولـ عاش الشعب في سلام وسعادة، إذا كان المجتمع التركي يعيش مثل هذا الفقر والجوع اليوم، فذلك لأن حزب العدالة والتنمية اتحد مع حزب الحركة القومية ومؤيدي أردوغان، وقبل استراتيجية ومفهوم الحرب ضد الشعب الكردي، إنهم يمارسون منذ تسعة سنوات والنتائج واضحة، وكما وضحنا فإن التحالف الكردي التركي الذي طوره القائد آبو له منظور يمكن أن يجعل تركيا رائدة في الشرق الأوسط في كل المجالات، ستلعب تركيا دورًا في المنطقة في مسائل مثل السلام بين الشعوب، والسلام بين المجتمعات، النظام الديمقراطي والحوار، كما ويخلق مثل هذا النهج فرصة للوصول إلى مستوى يحقق مكاسب كبيرة لكل من الشعوب التركية وشعوب المنطقة.
ولكن ماذا فعلت الإدارات السابقة؟ في البداية قالوا "لقد تم تجاهل الكرد في معاهدة لوزان" والتي كانت خدعة من البريطانيين وقالوا "نحن لن نستمع إليها أيضًا"، ثم قالوا: "الناتو يدعمنا، لكن لا توجد قوة تدعم حزب العمال الكردستاني" وقالوا: "سوف نقضي على حزب العمال الكردستاني والحركة الكردية"، ثم حدثت المؤامرة الدولية، عندما تم تسليم القائد لتركيا، كانوا يعزفون بالطبول والصنج، لم يسألوا قط "لماذا حدث هذا؟" لكن كان بإمكانهم أن يسألوا هذا، لكنهم قالوا: "لقد أنهينا عملنا"، وبطبيعة الحال، لم يسفر أي من ذلك عن التصفية المتوقعة، وفي وقت لاحق، في عام 2001، اعتقدوا أنه ليست هناك حاجة لإجراء حوار مع حركتنا وقالوا: "حزب العمال الكردستاني مدرج على قائمة الإرهاب، وسيتم القضاء عليه"، وفي وقت لاحق، أعطتهم الولايات المتحدة وإسرائيل طائرات بدون طيار؛ وقال القائد العام التركي في ذلك الوقت، يشار بويوكانت، أيضًا: "جميع ساحات وقواعد حزب العمال الكردستاني هي بمثابة دار مراقبة بالنسبة لنا، ففرحوا لذلك وقالوا "سننتصر الآن" لكنهم لم ينتصرو مرة أخرى، على أبعد تقدير؛ في السنوات الثماني أو التسعة الماضية، طوروا قصة SİHA (طائرات مسيرة)وقالوا "سننهي حزب العمال الكردستاني من الآن فصاعدًا"، واستندوا على ذلك وأصبحوا قريبين جدًا من أنفسهم، جيد، الآن يتم توجيه ضربات SÎHA(طائرات مسيرة)، ماذا تقول؟ فهل يمكن تطوير استراتيجية بناء على ذلك؟ لا يمكنك صد شعب كردستان والحركة اليسارية الديمقراطية الاشتراكية في تركيا، التي تعود أصولها إلى أعماق التاريخ واستنارت بنظام فكر القائد آبو، لا يمكن الوقوف أمام المقاومة، البحث ونضال الحرية الذي نمى بقيادة المرأة الشبيبة، لا يمكنك تجاهل أو القضاء على هذه الحركة الأيديولوجية الفلسفية، وحقيقة التنشئة الاجتماعية التي تخلق العاطفة ويركز الآلاف، وعشرات الآلاف من الشبيبة بمحبة عليها.
يجب أن نرى أن هذا هو الحل الرئيسي للقضايا الحالية في تركيا، وبدون رؤية هذه الحقيقة، لا يمكن لأي نظام أو قوة أن تحل القضايا الحالية في تركيا، القضية الكردية هي القضية الأساسية، لقد تم الآن بناء نظام ومفهوم الإبادة الجماعية في إمرالي، ولن يكون انتصار تركيا ممكنا إلا بالتخلص من هذا البند.
هل هناك ما تودون الإشارة إليه في الختام؟
وفي الختام يمكن أن نقول أن نظام الدولة التركية ذات إشكالية، لقد أصبح نهجها وممارساتها مشكلة ليس فقط للشعب الكردي، ولكن أيضًا للطبقة العاملة في تركيا، ولا يمكن لهذه الذهنية التي تحتقر الكرد والعلويين والشركس حل أي مشكلة في تركيا بمفهومها الحالي، حيث تنتهج الضغط، الإقصاء ونظرته العالمية الضيقة التي تفرض خط الفاشيين والاحتكارات تلحق ضرراً كبيراً بشعوب تركيا، يجب أن يتم تجاوز هذا، لكن لدينا أيضًا مشاكل كجبهة ثورية؛ هناك مشاكل يجب على الحركة الاشتراكية التركية التغلب عليها، وأمام حركة حرية كردستان مهام مهمة، لكن أكبر ميزة لدينا هي أن وضع عدم القدرة على الدخول في استراتيجية حرب الشعب الثوري، وهو منظور النضال الأساسي للعصر الحديث، وقد تم التغلب عليه في السنوات الأربع أو الخمسة الماضية، تعمل الحركة بكافة أجهزتها على تطوير استراتيجية حرب الشعب الثوري تتبنى الموقف والأسلوب الصحيح والنضال وفق الاستراتيجية النضالية التي رسمها القائد، حيث يظهر موقف صحيح ونضال حتى لو كان متأخراً، لكن هذا مهم.
ظهرت قضية أخرى مهمة وهي مستوى مقاومة الكريلا، اليوم وعلى الرغم من كل الإمكانيات التكنولوجية العصرية، فإن استخدام الأسلحة المحظورة بموجب القوانين الدولية قد أدى إلى تهميش بعض الجماعات الكردية الشريكة من الجنوب والشمال، وبدعم من قوات الناتو، تم إيقاف الجيش التركي لمدة 3 سنوات في زاب، وبالنسبة لتحالف حزب العدالة والتنمية والحركة القومية ومؤيدي أردوغان الذي هو قائد الحرب الحالية، فإن هذه هزيمة حقيقية وفشل كبير، بالطبع لا يقبلون هذا ولن يتقبلونه بسهولة، إنهم يستخدمون كافة الفرص المتاحة، وسائل الدولة ووسائل الإعلام لتغطية هذه الحقيقة، المصدر الرئيسي للأزمة الاقتصادية في تركيا هو الركود في المجال العسكري، تمثل هذه الحرب المستمرة مقاومة تاريخية عظيمة، وهي الأولى في تاريخ حرية كردستان، إنه يمثل الأول من نوعه من عدة نواحي في تاريخ فن الحرب، وهذا مستوى مهم وقيم للغاية بالنسبة لشعبنا، وللقوى الاشتراكية اليسارية في تركيا، ولشعوب المنطقة التي تناضل ضد النظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية والحركة القومية القاتلة، ويرتبط ذلك بالأداء الأيديولوجي العسكري للكريلا وبناءً على المنظور الأيديولوجي للقائد آبو وعلى أساس 40 عاماً من الخبرة.
بُعد آخر مهم لهذا؛ طورت الكريلا توسعاً في التكتيكات وإتقان التقنية وتوازن التكنولوجيا للعصر، وهذا وضع مهم واستراتيجي للغاية، وخاصة التطور التكتيكي أن الكريلا وصلت لذلك المستوى للمحاربة تحت الأرض وفي الأرض وفي الجو، وتكشف هذه حقيقة قوة النضال الكردي للحرية، هذه القوة المبنية على أربعين عام من الخبرة، هي قوة لا تُقهر، وفي هذا السياق يجب أن نقول أنه من أجل تحقيق الخط الصحيح، والتعمق في التكتيكات، ومرة أخرى بناءً على الخبرة العسكرية التي تبلغ 40 عامًا للكوادر، واكتساب المهارات والأداء، فضلاً عن التطوير الأيديولوجي والتنظيمي لـ 51 عاماً من الآن سوف يتطور نضالنا بقوة وسننتقل بالنضال إلى مراحل جديدة، لأن هذه هي الحقيقة، نعم؛ قد تكون بعض المواقف ضيقة في بعض الجوانب، لكن المبادرة التكتيكية الجديدة ودمجها مع الخبرة ، باختصار، المستوى الذي وصلنا إليه اليوم يفتح الطريق أمام التوسع.
ومن ناحية أخرى إن نموذج الحداثة الديمقراطية الذي طوره القائد آبو ضد الحداثة الرأسمالية، يشكل بديلا جديا يتم مناقشته اليوم على المستوى العالمي، إن حملة حرية القائد آبو وحل القضية الكردية التي انطلقت في 74 مركزاً مختلفاً حول العالم، والنظر لنموذج القائد آبو ومناقشتها كخيار مهم على المستوى الدولي، هي حملة عامة ولا تقتصر على الأجزاء الأربعة لكردستان أو الشرق الأوسط فقط، لقد أصبح بديلاً أيديولوجياً سياسياً على المستوى الدولي، وهذا أساس مهم للروح المعنوية والتحفيز ولتطوير حملة الفعاليات بشكل أقوى، وأود أن أقول في ضوء كل هذه التطورات إنه سيتطور النضال أكثر، ولكن الحل القائم على المساواة بين الشعوب ليس بعيداً، بل هو قريب، يجب أن نساند وندعم ونناضل بمسؤولية أكبر.