سوزدار آفيستا: الشعب الكردي في خضم نهضة

صرحت سوزدار آفيستا أن الخطط والمشاريع التي تنفذ على الكرد ليس لها معنى وقالت" الشعب الكردي لن يقبل أن يبقى دون وطن واعتراف، فهو في خضم نهضة، وهو صاحب مشاريع من أجل حياته ومستقبله".

في حوار مع صحيفة (Newaya Jin) أفادت عضوة المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكردستاني سوزدار آفيستا أن الشرق الأوسط هي كخلية أساسية من عدة جوانب وليس من السهل تدميره وقالت:" إن كردستان وبشكل خاص روج آفا تمثل المدافعة عن قيم المنطقة، روج آفا التي نمت ثورة جديدة للإنسانية، هي الجغرافيا التي تفشل الالاعيب القذرة للمهيمنين، ثورة روج آفا هي صاحبة فكر من حياة بديلة، منذ عام 2014 وهي هدف لتنظيم ارتزاقي مثل داعش والدول من أمثالها، في شخص ثورة روج آفا حاولوا كسر قوة المقاومة، عندما ارتكبت داعش مجازر وحشية وجرائم كبيرة، كانت الكثير من الدول تقف موقف المتفرج، وتصمت، هذا الصمت كان كتأييد، ودعم لهذه الأعمال، أرادوا انتظار أن تنتصر داعش وعقد الاتفاقات معها، فلو انتصرت داعش كانت أمريكا والناتو ستعقدان اتفاقات ولقاءات معها، كما يفعلون الآن مع حركة طالبان في أفغانستان بعقد لقاءات واتفاقيات، إرادة الشعب التي خلقت ثورة روج آفا، هزمت كافة الالاعيب والخطط، ولذلك في الحرب ضد داعش، لم يهزم المرتزقة فحسب، بل هزمت كافة القوى التي ساندتها أيضاً، من كركوك وحتى متينا، من شنكال وحتى روج آفا، منع المقاتلون الأبطال والشجعان حدوث مجازر كبيرة، وحرروا كافة المناطق التي احتُلّت، وفي النتيجة هزمت داعش بمقاومة لا مثيل لها وبتضحيات كبيرة".

الشعب الكردي في خضم نهضة

وذكرت سوزدار آفيستا أنه بمرور مائة عام على اتفاقية لوزان يتم النقاشات لإعادة تصميم المنطقة من جديد، تتضح الأهداف من جديد وقالت:" هذه النقاشات لها علاقة مع الحرب العالمية الثالثة والتي لا زالت مستمرة، في سياق الحرب العالمية الأولى، التي حدثت في بداية القرن العشرين، ارتكبت الدولة التركية مجزرة بحق الشعب الأرمني بأيديولوجيتها ذات العقلية الفردية والسلطوية، وفي القرن الحادي والعشرين أيضاً، يواجه العديد من الشعوب والمعتقدات الذين لا وطن لهم، وخاصة الشعب الكردي، خطر الإبادة الجماعية".

وتابعت سوزدار آفيستا بالقول" في الذكرى المائة لمعاهدة لوزان يريدون إعادة ارتكاب هذه المجازر من جديد، إن اتفاقية لوزان هي اتفاقية لإبادة الكرد، وطابو لتقسيم كردستان، الكرد لم يقبلوا بهذه الاتفاقية وينظرون إليها كمعاهدة لإبادتهم، ولذلك في عام 1925 قاموا بانتفاضة بقيادة الشيخ سعيد، من انتفاضة آغري وحتى بقفزة حزب العمال الكردستاني، نرى في جميع الانتفاضات أن هذه الاتفاقية ليست مقبولة من جانب الكرد، الكرد لم يقبلوا قط بتقسيم كردستان وانتفضوا دوماً ضدها، الان في القرن الحادي والعشرين يتم محاولة إبادة الكرد، وتركهم بلا مكانة واعتراف، بالطبع المؤامرة الدولية التي قاموا بها في القرن الواحد والعشرين كانت من اجل أن يبقى الكرد بدون مكانة، يريدون ان يتخلى الكرد عن قضية حريتهم، هذا ما يتم فرضه على المنطقة منذ عام 1991 وحتى الآن، لأن القوة الوحيدة التي تقف في وجه مصالح سياسة الهيمنة في المنطقة هم الكرد، إن الثروات والمنابع الاقتصادية والاسس الثقافية والقيم الأخلاقية واجتماعية الشرق الأوسط كلها تعتبر هدفاً للحداثة الرأسمالية.

وذكرت عضوة المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكردستاني سوزدار آفيستا أن الكرد في الوضع الحالي هم ضمن حدود القرن العشرين وقالت:"‏إن الشعب الكردي منظم الان وواعي ويملك نظام ونموذج، الأرض التي يقاوم الشعب الكردي من اجلها على مدى خمسون عاماً هي أرضهم، لذلك فإن الخطط الجديدة والمشاريع الجديدة على كردستان، لا معنى لها ولا يمكن أن تأتي بنتائج، الكرد لن يقبلوا بأن يبقوا بدون اعتراف ومكانة، الشعب الكردي في خضم نهضة، هم أصحاب مشاريع تخص حياتهم، لقد فات الوقت على هؤلاء الذين يعدون الخطط والالاعيب والمشاريع ضده.

كل نفق يثير الرعب في نفوس جنود العدو

وقيمت سوزدار آفيستا خلال مواصلة حوارها، هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع والحرب التي تخوضها قوات الكريلا ضد الاحتلال.

وقالت سوزدار آفيستا، "في الواقع، نفذت دولة الاحتلال التركي الفاشية هجمات الإبادة الجماعية في جميع أنحاء كردستان، وخاصةً في قضاء شنكال، مناطق الدفاع المشروع، وشمال-شرق سوريا، حيث أن هدفها الأساسي هو إبادة الشعب الكردي بشكل كامل، والقضاء على مكتسباته، كان كنعان ايفرين يقول،’ أينما يوجد كردي مقاوم سيُقتل‘، وهذا القول، اليوم، كقول الدولة يتم فرضها في شخص أردوغان، حيث أنه يريد أن يصبح أتاتورك الثاني، كما أنه يريد توسيع حدود الميثاق الملي في العام الـ 100 من معاهدة لوزان.

وذكرت سوزدار آفيستا، إن تركيا يتم إداراتها في خضم حالة الطوارئ، بينما تم إسكات جميع الأشخاص الذين قاوموا، وأشارت إلى أن القوة الوحيدة التي لم تتمكن من إسكاتها والقضاء عليها هي مقاتلو حركة التحرر الكردستانية.

وأوضحت سوزدار آفيستا، أن مقاتلو قوات الدفاع الشعبي (HPG) ومقاتلات وحدات المرأة الحرة – ستار (YJA Star) يبدون مقاومة بطولية ضد هجمات الأسلحة الكيماوية وجميع أنواع الأسلحة المحظورة التي تستخدمها دولة الاحتلال التركي، كما سلطت الضوء على الحرب الدائرة في مناطق زاب، آفاشين ومتينا، التي تظهر فيها إرادة المرأة الحرة والتي خلقت إنجازات كبيرة ونصر عظيم.

وتابعت سوزدار آفيستا حديثها قائلةً: " قاومت وحدات المرأة الحرة – ستار وقوات الدفاع الشعبي في حرب الأنفاق ومن خلال الفرق المتحركة بشكل أساسي على تكتيكين أساسيين، لقد نظمت الفرق المتحركة أنفسها بشكل احترافي، وبدأت بخوض مقاومة أسطورية ضد كل أنواع الأسلحة والهجمات، أن الفرق المتحركة لا توجه الضربات قوية للعدو فحسب، بل أنها تدخل في مواقع العدو وتستولي على الأسلحة التي بحوزتهم ولا تسمح لجيش الاحتلال التركي بالتقدم، ويتكون التكتيك الثاني من الأنفاق، فأن كل نفق يسير الرعب في نفوس العدو، كما يحاول العدو الدخول في أنفاق الحرب منذ شهر نيسان، لكنه بات بالفشل، حصر الاحتلال في منطقة زاب وآفاشين خلال هجمات الإبادة الجماعية لحملة ’مخلب القفل‘، وبهذه المناسبة العظيمة، أحيي مقاتلات وحدات المرأة الحرة – ستار ومقاتلو قوات الدفاع الشعبي، وأهنئهم على إحباطهم لأهداف وغايات المحتلين".

اتخذ الحزب الديمقراطي الكردستاني مكانه إلى جانب العدو في كل مرحلة مهمة لحرية شعبنا

ولفتت سوزدار آفيستا الانتباه إلى دور الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وقالت: "دون شك، لولا دور الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يلعبه إلى جانب العدو، لم يكن ليتمكن جيش الاحتلال التركي من تنفذ هجماته على هذا المستوى في كردستان هذا العام، وأن السند المحلي لهذه الهجمات هو الديمقراطي الكردستاني، لقد أظهر الحزب الديمقراطي الكردستاني بأنه ينتهج الخيانة ويطبقها أمام أنظار الجميع، وأظهرت عائلة البارزاني بأنها متواطئة مع الاحتلال التركي، هذا هو موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني وهذا اختيار مدروس، ليس للحزب الديمقراطي الكردستاني مشكلة في خلق كردي حر، وحماية كردستان، وحماية المكتسبات الكردية، وتحقيق الوحدة الوطنية، وهو ضد كل هذا، وأنه يتخذ مكانه إلى جانب الاحتلال التركي، بموقفها هذا، فقد يكن عداوة ضد الشعب الكردي.

الحزب الديمقراطي الكردستاني حالياً هو العقبة الرئيسية أمام النهضة الكردية، فأن الدور الذي يلعبه الديمقراطي الكردستاني في إطار انتفاضة كوجكري وديرسم، هو دور العملاء الخانعين، كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يرى مصالحه الخاصة في تحالف واتفاقات التي يبرمها مع دولة الاحتلال التركي الفاشية، ولقد وحد مصيره بمصير أردوغان، كما أنه يعتمد أيضاً كالنظام الاحتلال التركي، على توسيع سيادته واستقلاله من خلال القضاء على حركة التحرر الكردستانية، وهذا الوضع ليس بالوضع الجديد، كان الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ تأسيسه،  يتخذ مكانه دائماً إلى جانب العدو في كل مرحلة متأزمة للمكاسب الكردية، لقد ترك الشعب الكردي وسط ابادات كبيرة عشرات المرات، وأن إبادة حلبجة والأنفال أمثلة واضحة على ذلك، وهجوم صدام الذي نفذ على هولير عام 1997، كان بتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني، بينما عرقلت الثورة الناشئة في شمال كردستان في الستينيات من قبل الديمقراطي الكردستاني، وأقدم على قتل الدكتور شفان وسعيد قرمز توبراك، ونصبوا الكمائن لمئات المقاتلين في قوات الكريلا وتسبب في استشهادهم، أبلغوا عن المئات وسلموهم للاحتلال التركي، أود أقول في النهاية، استسلمت عائلة البارزاني لدولة الاحتلال التركي وزعيمها الفاشي أردوغان، وشعبنا يدرك جيداً هذه الحقيقة، إذا لم يعتذر الحزب الديمقراطي الكردستاني لشعبنا وتوقف عن تواطؤه وتعاونه مع العدو، فلن ينجو من المحاسبة من قبل شعبنا".