صورة لقاعدة عسكرية تركية في زاخو تكشف نوايا تركيا في العراق

لفت وجود علم تركي كبير مرسوم على الأرض بمحاذاة قاعدة عسكرية تركية على الأراضي العراقية انتباه الوفد الأمني العراقي الذي زار قضاء زاخو في محافظة دهوك، حيث أن وجود هذا العلم يكشف نوايا دولة الاحتلال التركي في احتلال العراق والمنطقة.

أمام انظار الوفد الأمني العراقي الذي زار قضاء زاخو في محافظة دهوك بإقليم كردستان نقطة تابعة لحرس الحدود العراقي، حيث كان على مقربة من الوفد قاعدة عسكرية كبيرة لجيش الاحتلال التركي، ومن اللافت للنظر أن القاعدة العسكرية وبمحاذاتها مرسوم علم تركي كبير على الأرض يصل طوله وعرضه لعدة أمتار، لكن حتى الأن لم تصدر أي جهة حكومية تصريحاً رسمياً بخصوص هذه العلم، الذي يكشف أجندات دولة الاحتلال التركي في العراق والمنطقة بشكل عام.

واستهدف جيش الاحتلال التركي، ظهر يوم الأربعاء الماضي، مجموعة من السياح العراقيين بأربعة قذائف مدفعية في قرية برخ في دار كارى في زاخو، والتي أودت بحياة 9 مدنيين وإصابة 22 اخرين بجروح متفاوتة، ومازالت تواصل عملياتها ضد العراق بشكل يومي.

قاعدة عسكرية في زاخو تكشف نوايا تركيا الاحتلالية في العراق

أعلنت خلية الاعلام الامني، يوم أمس الثلاثاء، وصول وفد أمني رفيع برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري بصحبته معاون رئيس اركان الجيش للعمليات وقائد قوات حرس الحدود، إلى قضاء زاخو شمال غربي محافظة دهوك.

وذكرت الخلية في بيان تلقته وكالة روج نيوز Rojnews، إن “الوفد زار مقر لواء حرس الحدود الاول في منطقة باتوفا لتقييم الوضع الامني على الحدود العراقية التركية”.

أكد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري، خلال زيارته بأن “هناك خططاً كاملة لمسك الشريط الحدودي مع تركيا”.

 

وأمام انظار الوفد الأمني العراقي الذي زار نقطة تابعة لحرس الحدود العراقي بقضاء زاخو في محافظة دهوك بإقليم كردستان، حيث كان على مقربة من الوفد قاعدة عسكرية كبيرة للجيش الاحتلال التركي، ومن اللافت للنظر بإن القاعدة العسكرية وبمحاذاتها يوجد علم تركي كبير يصل طوله إلى عدة أمتار، لكن حتى الأن لم تصدر أي جهة حكومية تصريحاً رسمياً على تواجد مثل هذا العلم الذي يكشف أجندات دولة الاحتلال التركي في العراق والمنطقة بشكل عام.

وقال المحلل السياسي العراقي رياض الوحيلي في حديث لوكالة روج نيوز RojNews، إن “رفع العلم التركي داخل الاراضي العراقية اشارة خطيرة وانتهاك كبير لسيادة العراق وهي دلالة واضحة أن لدى تركيا أطماع في شمال العراق ووجود قواتهم في داخل العراق هو من أجل السيطرة والهيمنة على الأراضي وليس كما يزعمون”.

وأضاف أن “توغل القوات التركية داخل الاراضي العراقية ورفع علمهم داخل البلاد هو دلالة أن القوات التركية تسعى لغزو البلاد”.

وبحسب شهود عيان أن “القوات التركية في شمال العراق ترفع العلم التركي داخل الحدود العراقية، حيث يرى مراقبون أنها خطوة كبيرة للجانب التركي وصمت الحكومة المركزية على هذا الفعل سيجعل من المناطق الشمالية لقمة سائغة للقوات التركية”، لكن يبقى السؤال هل رأى الوفد العراقي هذه القاعدة العسكرية التي رسمت علم للدولة التركية بمحاذاة القاعدة وكأنها اراضي تركيا؟، وينظر الشارع العراقي بعد مجزرة زاخو بفارغ الصبر للقرارات التي ستتخذها الحكومة والبرلمان بخصوص التواجد التركي في العراق.

القواعد العسكرية التركية في العراق وأهدافها

الهدف المباشر من إنشاء الدولة التركية المحتلة المزيد من القواعد العسكرية وخاصة في كل من باتوفا وبامرني وآميدييه، هو السيطرة على منطقتي “حفتانين ومتينا” اللتان تعتبران مواقع استراتيجية لتنفيذ عمليات عسكرية أخرى مستقبلياً، كما أنها زادت من مراكزها العسكرية في منطقة “ديرلوك وشيلادزه” من أجل إحكام السيطرة على منطقتي زاب وزاغروس الجبليتين الوعرتين، كما أن المقر العسكري في ديرلوك يهدف إلى السيطرة على الطريق الواقع بين منطقتي زاب وهكاري.

وبحسب مصاد غير رسمية أنشأت الدولة التركية خلال السنوات الماضية أكثر من 70 قاعدة عسكرية في ظل ضعف الحكومة الاتحادية وتفاهمات اقتصادية بينها وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أصبح الحزب الوحيد الذي يدعم تركيا في إقليم كردستان، والزيارة الأخيرة لمسرور البارزاني إلى بغداد بدعوة من تركيا لتخفيف حدة الاحتجاجات ضد تركيا يثبت ذلك.

بالإضافة إلى بناء القواعد العسكرية في المناطق الجبلية في إقليم كردستان، تمتلك تركيا أكبر قاعدة تضم أكثر من ألف جندي في قاعدة زيلكان بناحية بعشيقة في محافظة نينوى، عدا عن امتلاك القاعدة مروحيات وآليات عسكرية (دبابات، مدرعات، مدافع ثقيلة)، وبحسب سياسيين عراقيين بإن الهدف من قاعدة زيلكان هو السيطرة على نفط كركوك والموصل عبر الجبهة التركمانية الذي يتنشط في المنطقة.

نوايا تركيا

في عام 2015، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال فترة الدعاية الانتخابية، أن تركيا تنوي استعادة حلب والموصل وكركوك وهولير، في اشارة منه الى اعادة خارطة العهد العثماني التي تحلم بها، وترى تركيا المتغيرات السياسية الجارية في العراق فرصة ذهبية لها للتدخل أكثر في العراق لتنفيذ مشاريعها التوسعية.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

ويتحدث اردوغان بشكل علني عن نيته في استعادة كركوك وكأنها ولاية من ولايته، مخطط الاحتلال لا يشمل كركوك فحسب بل الموصل أيضاً، وقد تبين ذلك في مرحلة سيطرة مرتزقة داعش عليها، حيث أنشأت الدولة التركية قاعدة عسكرية كبيرة في بعشيقة، وبحسب المعلومات، فإن الدولة التركية تقوم بتدريب القوات التركمانية في هذه القاعدة، وتسعى للوصول إلى شنكال بذريعة تواجد حزب العمال الكردستاني.

ولعل الصفقة التي جرت بين تركيا وداعش في الموصل قد اظهرت للعلن حقيقة العلاقة، حين أطلق عناصر داعش في مرحلة سيطرته على الموصل بصيف 2014، سراح عشرات الدبلوماسيين الاتراك وسلمتهم لحكومة اردوغان دون اي اذى، في الوقت الذي كانت داعش في اوج شراستها وتقتل ميدانياً كل من وقع بيده.

ويعتبر اردوغان تواجد اقليم كردستان ككيان دستوري بمثابة “خطأ” على حد ما جاء في تصريحاته خلال عدة مناسبات، وقال إنه “لن يسمح بحدوث هذا الخطأ مرة أخرى في سوريا”.