شهود على تحرير شنكال: نحن موجودون بفضل مقاومة قوات الكريلا

سلط مواطنون ايزيديون الذين اتخذوا مكانهم في مرحلة تحرير شنكال من الإرهاب، الضوء على مقاومة الكريلا التي أبدوها لأجل تحرير المجتمع الإيزيدي من الإبادة الجماعية ولتحرير شنكال، وقالوا إنهم موجودون الآن بفضل قوات الكريلا ومقاومتها.

بعدما احتلت مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي مدينة الموصل في 10 حزيران 2014، توجهت إلى شنكال بالكثير من التعزيزات والذخائر، وشنوا هجمات الإبادة الجماعية على شنكال في 3 آب 2014، وأقدموا على قتل آلاف الأشخاص واختطاف آلاف النساء والأطفال، وأجبرت مئات الآلاف من الإيزيديين على الفرار من شنكال والتوجه إلى الجبال وجنوب كردستان بسبب تلك الكارثة.

وبعدما هرع مقاتلو الحرية لنجدة المجتمع الإيزيدي، وفي تلك المرحلة، تم تأسيس وحدات حماية شنكال (YBŞ) ثم بدأت حملة تحرير مركز شنكال، وفي 13 تشرين الثاني 2015 وبالتعاون مع قوات الدفاع الشعبي (HPG’) ووحدات المرأة الحرة – ستار (YJA Star)، حرر مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية شنكال (YBŞ)، وحدات حماية الشعب (YPG)/ وحدات حماية المرأة (YPJ)، مركز شنكال من مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي.

وبمناسبة ذكرى تحرير شنكال الذي يصادف، اليوم 15 تشرين الثاني، تحدث الرئيس المشترك لمجلس الشعب في ناحية سردشت، مراد شنكالي، والمواطن نايف فارس سلو، اللذان شهدا في تلك الأيام على المقاومة وأخذا مكانهما في مرحلة تحرير شنكال، لوكالة فرات للأنباء (ANF).

الرئيس المشترك لمجلس ناحية سردشت، مراد شنكالي:

لقد منحناهم ثقة كبيرة وآمن بهم...لكنهم خانونا وأخذوا السلاح وقتلونا

لم نغادر من شنكال منذ بداية الإبادة حتى يومنا هذا، وفي ذلك الوقت، لم تغادر حوالي 10-15 عائلة من شنكال.

لقد واجهنا الكثير من المصاعب والمعاناة حتى وصول قوات الكريلا، وقبل وصول مقاتلي الكريلا لنجدتنا، حمل الشعب السلاح في بعض الأماكن وقاتلوا ضد داعش، كنا قد اعتمدنا على قوى أخرى، لقد تعرضنا للخيانة من تلك القوى، وكان ذلك بسبب افتقارنا إلى تدريب الذات، لقد منحنا ثقة عمياء لقوات البيشمركة، كنا نقول إنه حتى لو قتلوا جميعاً، فلن يسمحوا للأعداء بارتكاب الإبادة بحقنا، للأسف، لم يكن الأمر على هذا النحو، فقد أخذوا أسلحتهم وغادروا، لقد خانونا وتركونا في براثن العدو، لقد فقد الكثير من الأطفال والشعب حياتهم بسبب الجوع والعطش.

حارب قوات الكريلا والشعب معاً ضد الإرهاب

عندما جاء رفاق الكريلا، قدموا كل شيء للشعب، كان يأتي الكريلا بالمعونات والأرزاق إلى مدرسة كولكا لعدة سنوات، وكنا نوزعها على الشعب، كانت تتوفر هذه الاحتياجات جميعها بفضل دماء الشهداء، ولقد تلقينا معلومات حول العملية في شنكال حيث قالوا هناك العديد من المعتقلين والأسرى في مركز شنكال، نحن أيضاً حملنا أسلحتنا وتوجهنا للقتال، وكان هناك سلاح دوشكا في منزل قاسم دربو وذهبنا إلى شنكال، وكانوا يقولون إن الشهيد مام سعيد حسن قد دخل إلى شنكال ورفع علم وحدات حماية شنكال، كانت قد بدأت الحرب والطائرات تحلق وكانت الحرب عنيفة بالفعل، لقد كنت مشارك في الحرب لمدة 7 أيام وليالي، على الرغم من كل شيء، كنا نهرع لمساعدة رفاقنا وكنا نشارك في المعارك أينما كانت، حتى ذلك الحين، لم تكن هناك قوات عسكرية منظمة في المنطقة ، لكن فيما بعد تم تشكيل القوات العسكرية المدافعة عن شنكال، وعادت البيشمركة إلى المنطقة مرة أخرى.

لقد تم خوض تلك الحرب بمساعدة ودعم رفاق الكريلا، ففي السابق لم تكن لدينا الإرادة و المعنويات، كان سندنا ودعمنا قوات الكريلا، كل شيء كان يتم بمقاومة من الرفاق، كنا نحن والرفاق نقاوم ونناضل معاً، كنا مرتاحين بوجود هؤلاء الرفاق الفدائيين، لقد أتى العديد من الأشخاص لأجل المساعدة، وجاء بعضهم بسبب إيزيديتهم، والبعض فتح الرفاق الطريق لهم وأتوا لأجل التعبير عن دعمهم الإنساني والأخلاقي، أعطوا الأسلحة والذخيرة، كما أنهم قاموا بعلاج المرضى والجرحى، لقد منحنا هؤلاء الفدائيين معنويات كبيرة، لو أنهم لم يكونوا رفاقنا حقاً، لم أكن أستطيع أن أحارب لمدة 7 أيام وليالي، إلى جانبهم بدون شراب وطعام، كانوا يدربوننا على  توجيه ضربات قوية للعدو من خلال التدريب التنظيمي وصولاً إلى السلاح وكيفية الدفاع عن النفس.

مرحلة تحرير شنكال كانت كحلقة من الدبكة وسط معنويات عالية

كانوا يتوجهون لأجل المشاركة في معارك تحرير شنكال وكأنهم يذهبون للانضمام إلى حلقات من الدبكة  بكل سرور وسعادة، كانوا يقولون أردنا أن نصل إلى شنكال وننتقم من العدو، كان الأمر الأصعب في تلك المرحلة هي استشهاد الرفاق الذين كانوا يحاربون جنباً إلى جنب، كنا نريد أن يعود هؤلاء الأبطال إلى نقاطهم العسكرية بسرور وسعادة مثل مجيئهم،  لا توجد حرية بدون تضحيات، بدون تقديم دماء أبنائنا لن تتحرر شنكال، بعد تأسيس قواتنا العسكرية، قمنا بدعمها ونستمد قوتنا منها، اليوم، يناضل أبنائنا وبناتنا من أجل خدمة وحرية هذه الأمة في كل مكان، هذه قوتنا، إنها تحمينا من العدو وتدافع عنا ضد الإبادات والمجازر، يشن العدو هجماته علينا يومياً، لقد خلقت قوتنا هذه من حرب شنكال وستواجه العدو.

في الوقت الحالي، يمكن للجميع العودة إلى مكانهم ووطنهم، وفي الوقت الراهن، لا يوجد مكان آخر في العراق أكثر أماناً من منطقة شنكال.

لن ننسى قوات الكريلا أبداً

نحن لن ننسى قوات الكريلا أبداً، قاتلنا أنا وعكيد معاً في شنكال، لقد استشهد عكيد في الجبال الحرة، إذا اليوم تم القضاء على الكريلا، سيرتكبون غداً إبادة جماعية أخرى بحقنا، إذا هزمت الكريلا، فلن نهزم نحن فقط، بل كردستان بأكملها، قوات الكريلا تحارب وتقاوم لأجل كل الشعوب المضطهدة والمظلومة وتصل إلى مرتبة الشهادة في سبيل تحقيق الحرية لهم.

المواطن الذي يدعى نايف فارس سلو

اتضح من هو المتسبب في الإبادة الجماعية في شنكال، كانوا يأتون إلينا نحن الشعب الإيزيدي ويقولون لنا سنقوم بحمايتهم وسندافع عنكم لا تخافوا من أي شيء، كان بحوزة الجيش الكثير من القوة والأسلحة، لكن لم تقاوم الموصل لمدة ساعة، هذا يعني أنه كان هناك إبرام اتفاقية.

كانت هناك خلفية للإبادة

كان الجيش المستقل في شنكال، هو الجيش العراقي بالإضافة إلى وجود قوات البيشمركة، بعد هجوم تل هفري، قالت قوات البيشمركة بأننا سنحميكم، إذا لم تكن هناك اتفاقية، لا يمكن فعل أي شيء في شنكال بين عشية وضحاها، إذا كان أهالي شنكال على علم بهذا المخطط والاتفاقية، فلم تكن شنكال تحتل في ظرف ليلة واحدة، هناك اتفاقية وراء هذه الإبادة، مثال على ذلك، فإذا كان الشخص في منزله، وهاجمه العدو فبكل تأكيد فأنه سيقاتل ضده، لكن لم يطلق أحد طلقة واحدة ضد داعش، تشتت المجتمع الإيزيدي في البراري والجبال.

الخيانة

كنت في ناحية سنون في 3 آب، لأجل شراء كمية من البنزين، كانت هناك سيارتان أمامي، قالوا، هرب الأهالي المتواجدون في معبد لالش، جاءت سيارة وعلى متنها رجل وامرأة، قالوا أعطونا بعض البنزين للوصول إلى مكان ما، لكنه لم يعطيهم، كل هذا البنزين ترك لداعش، هكذا احتلت شنكال، لم يكن أهالي شنكال يائسين لهذه الدرجة لكنهم لم يقاوموا، لكن سبب ذلك هو تعرضهم للخيانة.

احتضان الكريلا من قبل الأهالي

لم نكن نعرف ما إذا كان أي شخص قد وصل للنجدة أم لا، ذهبنا إلى المعبر، وبقينا هناك لفترة من الوقت، أتى إلينا بعض الرفاق، كان الرفاق الذين اتوا إلينا في ذلك الوقت هم الشهيد عكيد، الرفيق دلشير، حيدر، زاغروس، سرخبون، وبعض الرفاق الآخرين، بعد أن أتوا، نظر الأهالي إلى موقفهم وهيبتهم، احتضنهم الأهالي واجتمعوا معاً، شعبنا يعرف جيداً من هم الذين هرعوا لنجدتهم ومن هرب وتركهم في براثن المرتزقة.

هرع فكر القائد أوجلان والكريلا لأجل حرية الشعب

هرع فكر القائد عبد الله أوجلان وقوات الكريلا في نجدة هذا الشعب المضطهد، وبفضل هؤلاء الرفاق الـ 12، تجمع الإيزيديون حول هؤلاء الرفاق، لقد فتحوا طريق دوغري وجلبوا الأغذية والطعام من روج آفا، لقد جلبوا كل الحاجيات الضرورية من روج آفا وتم توفير الاحتياجات اللازمة للشعب.

وحدات حماية شنكال هي نتاج القائد أوجلان

وفي وقت لاحق تم تأسيس وحدات حماية شنكال، كما أنه تم تأسيسها على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، إنه شيء واضح وأمام الأنظار، لقد أيقظ هذا الشعب مرة أخرى من سباته، كل الانجازات والمكتسبات التي حققت في شنكال، كانت مقاومة الكريلا وفكر القائد أوجلان حاضرة فيها.

الجميع من تبقى من أهالي شنكال ساعدوا بعضهم البعض لأجل تحرير شنكال

أعطتنا الأمهات قوة كبيرة خلال مرحلة تحرير شنكال، وكن يعدن الطعام لنا، كل شخص من جهته ساعد وقدم الجميع المساعدة لبعضهم البعض، كان الأمر أشبه بالذهاب إلى حفلة ما، وبهذه الطريقة وصلت شنكال إلى يومنا هذا، وبفضل وجود هذه القوة، فإن شنكال هي واحدة من أكثر المناطق الآمنة للعيش فيها، قواتنا الآسايش متواجدة في كل مكان، هناك الشباب الإيزيديين في وحدات حماية شنكال وقوات الأسايش الذين يدافعون عن المجتمع ووطنهم بإيمانهم العظيم.

نحن مستعدين لإبداء المقاومة إلى جانب الكريلا

أبدت قوات الكريلا مقاومة عظيمة بفكر القائد أوجلان ليس فقط هنا (شنكال)، لكن من روج آفا وصولاً إلى جنوب كردستان، وقدمت شهداء في كل مكان، إنهم يقاتلون من أجل حرية  أجزاء كردستان الأربعة، العالم بأسره يرون ويعرفون هذا، فأننا ندين وبشدة استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة على قوات الكريلا، العالم يغض الطرف عن هذه الجرائم، نحن مدينون لأولئك المقاتلين والشهداء، لن نقتصر على الشيء الذي يطلب منا فعله لأجل دعم هؤلاء الأبطال، ونحن مستعدون للقتال إلى جانب قوات الكريلا، يجب على المجتمع الإيزيدي أن يتحد وأن يدعم قوته التي دافعت عنه.

عودوا إلى وطنكم

يجب أن يعود شعبنا، لقد قدموا الكثير من دماء أبنائنا فداءً للحرية، لقد قدم الرفاق الأعزاء دمائهم  فداءً لهذا الدين والأرض، ويجب عليهم أن يتبنوا هذه التضحيات، يجب أن يعودوا إلى وطنهم وأرضهم لو بقوا مائة عام بعيدين عنه، كلما عدتم بسرعة كلما كان الأمر أفضل، لقد فعل أهالي جنوب كردستان ما بوسعهم، يجب علينا العودة إلى وطننا ومنزلنا، علينا تبني الإرث الذي تركه لنا الشهداء.