دولة الاحتلال التركي تستخدم كافة أنواع الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الكريلا
تستخدم دولة الاحتلال التركي منذ الأشهر الثلاثة الأخيرة جميع أنواع الغازات والأسلحة الكيماوية المحظورة عالمياً وسط صمت المنظمات الدولية ومنها لجنة حظر الأسلحة الكيماوية.
تستخدم دولة الاحتلال التركي منذ الأشهر الثلاثة الأخيرة جميع أنواع الغازات والأسلحة الكيماوية المحظورة عالمياً وسط صمت المنظمات الدولية ومنها لجنة حظر الأسلحة الكيماوية.
في 14 نيسان 2022، شن جيش الاحتلال التركي هجوماُ احتلالياً جديداً على مناطق مقاتلي حرية كردستان، خاصة على زاب، نفذ مقاتلو قوات الدفاع الشعبي HPG ومقاتلات وحدات المرأة الحرة YJA Star تكتيكات حرب مختلفة في مواجهة الهجمات التي طالت أيضاً منطقتي متينا وآفاشين، مما خلق خط مقاومة لا مثيل له في أنفاق الحرب.
استغل جيش الاحتلال التركي، الذي لم يتمكن من الاقتراب من أنفاق الحرب بسبب العمليات المفاجئة لمقاتلي الكريلا، صمت الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحرب، وبدأ مرة أخرى باستخدام كافة الأساليب القذرة التي كثيراً ما لجأت إليه من قبل، يقصف جيش الاحتلال بشكل يومي أنفاق الحرب بالطائرات الحربية، وقذائف الهاون، والصواريخ والقنابل التي تحتوي على غازات كيماوية.
وأوضحت مصادر في المنطقة أن الجيش التركي استخدم غازات كيماوية في مناطق جيارش، شكفتا برينداران، شهيد شاهين، ورخليه وكوري جارو، من المؤكد أن الهجمات بالغازات الكيماوية استخدمت ليست فقط ضد قوات الكريلا، ولكنها تسببت أيضاً بإلحاق أضرار كبيرة لجغرافية كردستان، والتي ستستمر تأثيرها لعقود.
ما أنواع المواد الكيمياوية التي تم استخدامها في الحرب الأخيرة؟
استخدم الجيش التركي، الذي كان عاجزاً أمام المقاومة التاريخية لقوات الكريلا في خنادق وأنفاق الحرب، أنواعاً عديدة من الأسلحة الكيماوية في حرب هذا العام، على عكس السنوات السابقة، هذه الغازات التي كانت تفوح منها رائحة منظف الغسيل والكلور وبعد الانفجار، بعضها أبيض اللون وبعضها رمادي اللون، كما تنبعث منها رائحة المنظفات.
يشار إلى أن المواد الكيماوية التي استخدمها الجيش التركي ضد خنادق الحرب في تل شهيد برخدان في ساحة المقاومة في شهيد شاهين التي كان الجيش التركي يحاول احتلالها والتمركز فيها منذ نحو شهرين، مختلفة عن غيرها، في هذا الخندق، خاضت مجموعة من قوات الكريلا بقيادة باكر كفر وآفزم جيا بمقاومة لا هوادة فيها ضد جميع أنواع تقنيات الحرب الحديثة لمدة 47 يوماً.
قدم المقاتل في قوات الدفاع الشعبي باكر كفر (أركان دارا) المعلومات التالية عبر الراديو حول أساليب الحرب القذرة الجديدة التي استخدمها جيش الاحتلال قبل استشهاده في خندق الحرب في الشهيد برخدان في 2 حزيران 2022 مع رفاقه الثلاثة في خندق الحرب: "لقد استخدم جيش الاحتلال أسلحة كيماوية عدة مرات حتى الآن، وتلتصق هذه الغازات بالأنفاق وتصبح نشطة مرة أخرى عند نقلها، تلتصق هذه الغازات بشعر وملابس رفاقنا، وقد وثقنا هذا الموقف".
غازات صفراء اللون وعديمة الرائحة
ومن خلال مشاهد الفيديو التي التقطت في نفس الخندق ونشرت على وكالة فرات للأنباء ANF في 25 حزيران 2022، أثبتت مرة أخرى أنه تم استخدام أسلحة كيماوية، وفي مشاهد الفيديو، أظهر أحد مقاتلي الكريلا الذي كان يرتدي قناعاً واقياً، مسحوق كيماوي أسود وأبيض، وقال إن هذه الغازات لها رائحة قوية جداً، موضحاً أن هذه الغازات تهاجم المجاري الهوائية بشكل مباشر وتتسبب في ضيق التنفس، كما لوحظ أن جدران النفق كانت سوداء بسبب تأثير الغاز.
يمكن للمواد والغازات الكيماوية المحظورة التي يستخدمها الجيش التركي ضد الأنفاق الحربية أن تصبح نشطة بعد أيام وتصبح مميتة، وفي المشهد التي تم تصويره من خندق الحرب في الشهيد برخدان، قال أحد مقاتلي الكريلا أنه عندما تهب الرياح، ينشط الغبار على شكل غازات مرة أخرى عن طريق الاختلاط بالهواء، وبحسب مقاله المقاتل الكريلا، تم استخدام غاز كيميائي أصفر اللون بالإضافة إلى غاز الفلفل، فإن هذا الغاز عديم الرائحة يسبب الإرهاق.
المشاهد التي تم بثها على قناة TRT تؤكد الأقوال
ففي عام 2004، نشرت قناة TRT1 فيلماً وثائقياً عن "وحدة مكافحة الإرهاب" التابعة للجيش التركي، حيث لوحظ أن الجنود الأتراك يختبرون استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، يظهر في الفيديو بعد سقوط القنبلة المتفجرة على الكهف، يتم إلقاء قنبلة غاز مسيل للدموع وتصاعد الدخان الأصفر، عند تحليل هذا المشهد في عام 2011 ذكر الخبراء أن هذا الدخان يتصاعد من القنابل الكيماوية، وطالب الخبراء من الحكومة التركية الإدلاء ببيان.
هذه الغازات، التي تتصاعد منها دخان ذو لون الأحمر والأصفر عند استخدامها، تستخدمها الشرطة ضد المتظاهرين في المناسبات العامة، لكن اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية تنص على أن هذا الغاز يمكن أن يكون مميتًا عند استخدامه في مكان مغلق، لذا يُحظر استخدامه في ظروف عسكرية، على الرغم من هذه المشاهد التي تم بثها على قناة TRT، لم تبدأ لجنة حظر الأسلحة الكيمياوية أي بحث أو تحقيق ضد الجيش التركي.
لقد استخدموا أسلحة كيماوية 778 مرة في غضون شهرين
كشف المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي HPG عن حصيلة الحرب في فترة ما بين 14 نيسان و14 حزيران، وصرح أن جيش الاحتلال ارتكب جرائم حرب عشرات المرات باستخدام أسلحة كيماوية ومتفجرات 779 مرة، في الشهر الأول من الحرب، استشهد ما لا يقل عن 13 من مقاتلي قوات الدفاع الشعبي HPG ومقاتلات وحدات المرأة الحرة YJA Star بالأسلحة الكيماوية، استشهد 8 من هؤلاء المقاتلين في جيا رش و5 في كوري جارو.
أفادت مصادر لقوات الدفاع الشعبي HPG ومراسلي وكالة فرات للأنباء ANF في المنطقة أنه في الأسابيع الأخيرة، يعمل الجيش التركي باستمرار على توسيع نطاق هجماته الاحتلالية ويستخدم بشكل مكثف الأسلحة الكيماوية المحظورة، وفقًا لذلك، خلال حرب العشرين يوماً في الفترة ما بين 15 حزيران و5 تموز 2022، استخدم الجيش التركي 162 مرة الأسلحة الكيمياوية المحظورة.
حصيلة الأسلحة الكيماوية التي تم استخدمها خلال الأيام العشرين الأخيرة
فيما يلي تفاصيل معلومات عن استخدام جيش الاحتلال للأسلحة الكيماوية خلال الأيام العشرين الأخيرة ضد أنفاق المقاومة لمقاتلي حرية كردستان:
15 حزيران: نتيجة تدخل مقاتلي قوات الدفاع الشعبي HPG لتصدي جيش الاحتلال الذي كان يحاول الاقتراب من أنفاق الحرب في ساحة الشهيد زماني في ساحة المقاومة في تلة هكاري، أجبر جنود الاحتلال إلى التراجع خطوة واحدة، وفي وقت لاحق، قصف جيش الاحتلال أنفاق الحرب بالأسلحة الكيماوية التي تتصاعد منها دخان رمادي وتنبعث منها رائحة المنظفات.
16 حزيران: أضرمت وحدات جيش الاحتلال النيران في أنفاق الحرب في ساحة المقاومة في ورخليه، واستخدمت الغازات الكيماوية 4 مرات.
20 حزيران: قصف جيش الاحتلال أنفاق الحرب في ساحة الشهيد هجار في ساحة المقاومة في تلة هكاري 5 مرات بالأسلحة الكيماوية.
21 حزيران: قصف جيش الاحتلال أنفاق الحرب في ساحة المقاومة في ورخليه 5 مرات بالأسلحة الكيماوية، وفي نفس اليوم أصبحت أنفاق الحرب في تلة الشهيد جكدار هدفاً للهجوم الأسلحة الكيماوية.
24 حزيران: تعرضت أنفاق الحرب في ساحات الشهيد جكدار، الشهيد يلدز والشهيد يونس وساحة المقاومة في تلة جودي للقصف 13 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات، وفي اليوم نفسه، تعرضت ساحة شكفتا برينداران وكاركر في منطقة زاب للقصف 13 مرة بالأسلحة الكيماوية، كما تعرضت ساحة المقاومة في ورخليه للقصف 4 مرات بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات.
25 حزيران: قصف جيش الاحتلال أنفاق الحرب في ساحة الشهيد يونس في ساحة المقاومة في تلة جودي 12 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات.
25 و26 حزيران: قصف جيش الاحتلال ساحة الشهيد برخدان وشكفتا برينداران 24 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات خلال يومين.
28 حزيران: قصف جيش الاحتلال أنفاق الحرب في مناطق في تلة جودي، كاركر وشكفتا برينداران 7 مرات بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات.
30 حزيران: قصف جيش الاحتلال أنفاق الحرب في تلة الشهيد ريبر في ساحة المقاومة في كاركر ثلاث مرات بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات.
1 تموز: قصف جنود الاحتلال أنفاق الحرب في ساحة المقاومة في شكفتا برينداران، تلة إف إم وتلة جودي 11 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات، وقد تقرر أن الأسلحة الكيماوية المستخدمة كانت برائحة الكلور وهيدروكلوريك أسيد.
2 تموز: تعرضت أنفاق الحرب في ساحة المقاومة في كوكري، شكفتا برينداران، ورخليه، تلة هكاري وتلة جودي للقصف 17 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات.
3 تموز: قصف جيش الاحتلال ساحات المقاومة في تلة جودي، شكفتا برينداران، كاركر وكوكري 21 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات، أثبتت قوات الكريلا أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة كانت بيضاء اللون.
4 تموز: استخدم الجيش التركي، الذي لم ينجح في هجماته، الأسلحة الكيماوية بكثافة ضد خنادق وأنفاق الحرب مع توسع عملياته في غرب زاب باتجاه خط تلة آميديه، قصف الجيش التركي خنادق الحرب في تلة هكاري وتلة جودي، شكفتا برينداران، الشهيد أوميد وكوكري 22 مرة بالأسلحة الكيماوية والمتفجرات، وأكدت قوات الدفاع الشعبي أنه تم استخدام 6 أنواع من الأسلحة الكيماوية في هذا الهجوم.
تشن دولة الاحتلال التركي هجماتها على الكرد باسم الناتو
تلتزم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW)، التي انضمت إليها الدولة التركية منذ عام 1997، الصمت رغم كل إعلان قوات الدفاع الشعبي بأنه يتم استخدام الأسلحة الكيماوية ودعوات المؤسسات والمنظمات الكردية، حيث أرسلت وكالة فرات للأنباء عبر البريد الإلكتروني السؤال "هل ستبدأ تحقيقًا ضد تركيا؟" لمركز الإعلامي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي في هولندا، وإلى ممثلو بريطانيين وألمانيين وفرنسيين في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، ولم يتم الرد على السؤال.
وعلى الرغم من تنظيم الشعب الكردي وأصدقاؤه فعالية أمام مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية طوال شهري أيار وحزيران المنصرمين، إلا أنه لم تُدلِ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ببيان، علاوة على ذلك، لم يوافق مسؤولو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حتى على استلام الملف الذي يحتوي على وثائق ملموسة وأدلة على استخدم الأسلحة الكيماوية، مما منع محاولات الوفود للاجتماع.
وبحسب قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، فإن الساحة الدولية، والتزام الدول الغربية الصمت حيال استخدام الأسلحة الكيماوية، هو سبب بطاقة ال فيتو التي تستخدمها تركيا لعضوية السويد وفنلندا في الناتو، في 20 حزيران 2022، خاطب قره يلان مقاتلو الكريلا في مناطق الدفاع المشروع وقال: "الدولة التركية الفاشية والقاتلة تشن هجماتها ضد الشعب الكردي باسم الناتو، ومن أجل عدم الاعتراض على استخدامها للأسلحة الكيماوية، تستخدم الدولة التركية حق النقض (الفيتو) ضد عضوية السويد وفنلندا، فهذا هو هدفهم الأول، وهدفهم الثاني رفع حظر الأسلحة عن تركيا، حيث أنهم يسعون لتحقيق هذين المطلبين".