منذ 20 أيار يحاول الجيش العراقي عبر الكثير من القوات العسكرية والمدرعات تطويق مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين (مخمور) بالأسلاك الشائكة وبناء الأبراج حوله.
ونتيجةً لذلك، سارع أهالي مخمور من سن السابعة إلى السبعين للوقوف في مواجهتهم وسدوا طريقهم، وخلال ذلك أصيب شابان في المواجهات، حتى الآن وعلى الرغم من كل الجهود، فإن أهالي مخمور لا يسمحون لهذه القوة العراقية بدخول المخيم وتسييجه وبناء الأبراج حوله.
وقد قيّم نائب رئيس أركان قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في قره جوخ رشاد جلالي الذي عمل لفترة طويلة في قضاء مخمور بصفته مسؤول أركان قوات الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) وزار عن كثب مخيم مخمور، محاولات العراق وعودة القوات إلى المنطقة من جديد، وما يجري خلف الكواليس لوكالة فرات للأنباء (ANF).
الحزب الديمقراطي الكردستاني وتركيا وجزء من القوات العراقية يريدون إخلاء المخيم
في البداية نوه جلالي إلى تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا وأشراك العراق أيضاً في هذا المخطط، وقال:" بعد ان تحالف جزء من العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا، فإن إحدى النقاط التي اتفقوا عليها، هو ألا يبقى هناك مخيم، بالنسبة لهم فإن وجود المخيم يعني استمرار ثورة شمال كردستان، في هذه الفترة، العراق أيضاً يريد إزالة المخيم، ولأن الحكومة العراقية منقسمة من الداخل لشقين، الشق الأول، وهو الذي جاء مع الجيش، والشق الثاني، يعارض هذا الشيء، كيف أنه عارض الاتفاقية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والعراق حول شنكال (اتفاقية 9 تشرين الأول) تعارض اليوم هذا الأمر أيضاً، حسب رؤيتي سوف تستمر هذه الأزمة، لأن هناك أربع مقترحات من أجل المخيم.
المطالب التي وضعوها من أجل المخيم
وذكر جلالي هذه المطالب على النحو التالي: "الأول يجب تسييجه، والثاني يجب وضع الأبراج، والثالث يجب أن يكون له باب واحد للدخول والخروج، والرابع يدّعون أن هناك سلاح داخل المخيم، يجب تسليم هذه الأسلحة أو أن يتم تفتيش جميع المنازل، برأيي، هذا لا علاقة له بالواقع الحالي ".
الفرقة 14 تتألف من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع
وقدم نائب رئيس أركان قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في قره جوخ رشاد جلالي المعلومات التالية عن القوات العراقية التي أتت إلى المنطقة: "هذه القوة هي قوة الفرقة الرابعة عشرة العراقية، تتكون من جزئين، يشمل كلا من وزارة الداخلية العراقية ووزارة الدفاع، جاء كلا الجزئين لإبراز قوتهما لأهالي مخمور، لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم نتيجة تكاتف ووحدة أهالي المخيم، حتى الآن، يصرون على هدفهم، وحيال هذا، فإن إخواننا وأخواتنا فتيات وفتيان المخيم يقفون أمام هذا ولا يسمحون للفرقة 14 بدخول المخيم".
الأحزاب يوضحون أنهم ليسوا ضد الأزمة وهم أنصار الحل
وحول موقف الأحزاب السياسية في ناحية مخمور، قال جلالي:" هناك عدة أحزاب سياسية في ناحية مخمور منها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) و كوران وكومله الإسلامي، والاتحاد الإسلامي وحزب الكادحين الكردستاني والحزب الإسلامي، يعني هناك قرابة سبعة أحزاب، وكان حزب الكادحين الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي الكردستاني قد اصدروا رسالة على مستوى اللجنة بخصوص مخمور، وكانوا قد صرحوا بأنهم ليسوا أنصاراً للأزمة، بل يؤيدون الحل وأسلوب الحوار، قاتل أهل هذه المنطقة ضد داعش خلف القوى الوطنية وتعاونوا لحماية الوطن والشرف، الشهيد دنيز، استشهد لحمايته الشرف والكرامة في الحرب ضد داعش، وقد أعرب حزب الكادحين الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي الكردستاني علانية عن معارضتهم لهذه المحاولة العسكرية والعمل العسكري، وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وحكومة العراق والمنظمات في إقليم كردستان إنهاء هذه التحركات التي تريد محاصرة مخيم مخمور".
أهالي المخيم والناحية يقفون جنباً إلى جنب في الافراح والأتراح
وحول العلاقات بين أهالي المخيم، قال جلالي:" إن أهالي المخيم وناحية مخمور يكملون بعضهم البعض، لا تستطيع أية قوة تفريقهم، يقفون جنباً إلى جنب في الأفراح والأتراح وفي أصعب الظروف، لا أراهم كلاجئين، بل أراهم كأهالي المنطقة، إنهم يعيشون مع بعضهم هناك منذ أكثر من 25 عاما.
يجب حماية حقوق اللاجئين في إطار القانون الدولي
كما تحدث نائب رئيس هيئة أركان الاتحاد الوطني الكردستاني في قره جوخ رشاد جلالي، عن حقوق اللاجئين وصرح أنه يجب حماية حقوق اللاجئين في إطار القانون الدولي، وقال: "يجب أن يكون حماية حقوق وحرية شعب مخمور في إطار برنامج الأمم المتحدة، يجب توفير ضروريات الحياة، بدء ً من خدمات الكهرباء إلى بناء المدارس وتشييد الطرق، كما ينبغي القيام بأعمال الصحة، يعيش الآلاف في هذا المخيم، يجب توفير الاحتياجات اليومية للحياة، إذا لم يتم ذلك، برأيي، فإن الوضع سيزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
لطالما أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني السيطرة على المخيم وإنشاء كافة مؤسساته هناك، أهالي مخمور لن يقبلوا بذلك قط
كما تحدث جلالي عن موقف الأمم المتحدة وقال:" انسحبت الأمم المتحدة من مخمور منذ عام 2014، ولطالما حاول الحزب الديمقراطي الكردستاني السيطرة على المخيم، كان هناك مطلبان متضاربان بين إدارة مخمور وأمن مخمور وبلدية المخيم، أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني فرض سيطرته الكاملة على المخيم، ولا ينبغي لأحد التدخل في المخيم ، وتشغيل مؤسسات حكومة إقليم كردستان هناك، أهالي المخيم لم يقبلوا بذلك، لأنهم يعلمون أن هناك سياسات وخطط للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK ) للاتفاق مع أردوغان، لهذا السبب، لم يسمحوا له أبداً بدخول المخيم والاستقرار فيه، كانوا يعلمون منذ البداية أن هذه كانت محاولة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK ) وأردوغان، الخطة هي إخلاء المخيم وإعادتهم إلى تركيا، لهذا السبب، لم يتحقق مطلب الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK ) هذا بأي شكل من الأشكال ".
بسبب التحذير والحماية الداخلية، منعوا هجمات إرهاب داعش
وتحدث رشاد جلالي عن مخاطر داعش ومقاومة أهالي مخمور لتحرير المنطقة، وقال: "مع وصول عصابات داعش إلى المنطقة، جاء السيد مسعود بارزاني إلى منطقة بازارجه والتقى مع البعض من أهالي مخمور، طبعاً كان التهديد الذي تشكله مجموعات داعش الإرهابية موجوداً في المنطقة لفترة طويلة، حاولوا عدة مرات دخول المخيم وإلحاق الضرر بالمخيم، فشلت كل خططهم بسبب الحيطة والحذر، في إحدى المرات، حاول إرهابيو داعش دخول المخيم من خلال الخنادق وتفجير أنفسهم، خطتهم هذه أيضاً باءت بالفشل، في هذا الوضع، كان على الحكومة العراقية وحكومة الإقليم حمايته كواجب يقع على عاتقهم، هذا الشيء حتّم عليهم حماية أنفسهم، والحفاظ على شرفهم وكرامتهم ونسائهم وأطفالهم".
أصبحت مخمور رمز الوطنية في المنطقة
وقال جلالي في استمرار تقييمه: "رسالتي رسالة وطنية، إن من واجب الوطنيين أن يكونوا متعاونين في هذه الفترة، وجود المخيم مهم جداً لمنطقة مخمور، لقد دعموا بعضهم البعض ووقفنا جنباً إلى جنب في جميع المراحل، ومن ناحية اخرى أصبحوا هوية وطنية في هذه المنطقة ".
يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) التخلي عن مصالحها السياسية، والعودة إلى الخط الوطني، وأن تساند مخمور، لا أن يسلمها لتركيا
وذكر جلالي أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يجب أن يضع حداً لهذه الإجراءات التي تصب في مصلحته السياسية فقط، والعودة إلى الخط الوطني، وعليه أن يساند أهالي مخمور جنباً إلى جنب مع الإتحاد الوطني الكردستاني (YNK ) والأحزاب الأخرى في الحكومة، يستطيع أن يفعل ذلك من أجل الحكومة، مالم يستطع فعله، يريد فعله من خلال الحكومة، عليه وضع حد لهذا التوتر الذي نشأ مؤخراً في المنطقة، الحزب الديمقراطي الكردستاني، بجهود العراق الذي يريد نزع سلاح أهل مخمور، الذي يستخدمه للدفاع عن نفسه، يريد تسليم المخيم بأكمله لداعش وإلحاق الأذى بإخواننا وأخواتنا، هذا كله يصب في مصلحة تركيا.
نأمل أن تجتمع كل من حكومة إقليم كردستان وبرلمان إقليم كردستان مع قادة رفيعي المستوى ويوجهون رسالة تطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بمنع ذلك وإيذاء إخوتنا وأخواتنا، نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) من خلال السير على نهج مام جلال، سنكون معهم ونعمل حتى النهاية، حيثما احتاج اخوتنا الى الوحدة فنحن معهم".