أصدرت القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي (NPG) بياناً بمناسبة حلول عيد نوروز، جاء فيه:
”إننا إذ نستقبل عيد نوروز الذي يعد عيد الانبعاث والحرية لأبناء شعبنا عشية ربيع جديد، ونهنئ في البداية باسم مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان القائد آبو الذي منحنا فكر وإرادة وروح وصمود الحرية بعيد نوروز، والذي أعطى نوروز معناه الحقيقي في كردستان، والذي جدد تقاليد آلاف السنين وحوّلها إلى روح مقاومة عظيمة، ونحيي قائدنا بمحبة واحترام كبيرين، ونهنئ جميع أبناء شعب كردستان وعوائل الشهداء الأعزاء والمناضلين وجميع الشعوب المؤمنة بنوروز بعيد نوروز، وإننا نستذكر جميع الأبطال الذين أججوا نار نوروز بأجسادهم، بعيد نوروز، ونتعهد في شخص كاوا العصر الرفيق مظلوم دوغان والرفيقة زكية آلكان بأننا سنحافظ على ذكرى شهدائنا أحياءً من خلال تحقيق الحرية وتأجيج شعلة نوروز“.
نوروز يعني العودة إلى الحرية
وتابع بيان القيادة:
”إن شعبنا، هو من أقدم شعوب هذه الأرض العريقة التي شهدت ظلم القوى الاستعمارية عبر تاريخها، وظل متمسكاً على الدوام بتقاليد إحياء عيد نوروز واستمر في وجوده إلى يومنا هذا، ولقد استند شعب كردستان، الذي أمضى تاريخه من خلال خوض المقاومة والنضال من أجل الوجود ضد الاحتلال والإبادة الجماعية، إلى ثقافته العميقة وحافظ على إحياء تقليد عيد نوروز، وبهذا المعنى، فإن تاريخ كردستان كان دائماً يتشكل في مقاومة ضد ظلم القوى الاستعمارية بقوة شعبنا من نوروز، ولم يستسلم شعبنا وقاوم ولم يتنازل عن إيمانه بالحرية على الإطلاق، حيث إن شعلة نوروز التي أُوقدت تعبيراً عن مقاومة الشعوب هي أيضاً في الوقت نفسه بشارة للنصر، ومع إطلاق القائد آبو بداية حركة التحرر الكردستانية في يوم نوروز، أصبح نوروز ليس فقط يوماً تقليدياً لشعب كردستان، بل أصبح في الوقت نفسه يوم العودة إلى الجوهر والمقاومة وعدم التنازل عن الحرية، ومع ظهور حزب العمال الكردستاني، تصاعدت شعلة نوروز إلى السماء كشعلة للمقاومة على الدوام، وبات نوروز يعني العودة إلى قيم وحرية كردستان، وبهذا المعنى، مثلما أصبح الشعب الكردي شعب نوروز، أصبح حزب العمال الكردستاني أيضاً حزب نوروز.
دعوة القائد آبو ستحدث تطورات تاريخية
منذ اليوم الأول، حقق النضال التحرري الكردستاني أهم خطواته التاريخية في نوروز، وطوال تاريخنا النضالي الممتد لـ 52 عاماً من النضال، شهد كل عيد نوروز انطلاقات وحملات جديدة، وإن شعبنا ونحن كقوة دفاع عن هذا الشعب نستقبل نوروز هذا العام بعملية جديدة التي ستعني مرحلة جديدة في تاريخ نضالنا، ولا شك في أن هذه العملية الجديدة التي بدأت بالدعوة التاريخية للقائد آبو في 27 شباط 2025، قد برزت إلى الواجهة نتيجة الجهود العظيمة لقائدنا ومقاومة شهدائنا الأبطال وتضحيات شعبنا والقوى الديمقراطية، وعلى هذا الأساس، فإن دعوة القائد آبو تمثل عملية ستكشف عن تطورات تاريخية ليس فقط بالنسبة لكردستان وتركيا، بل بالنسبة لمصير المنطقة برمتها.
منذ أسبوع وشعبنا يعيش حماسة عيد نوروز في الساحات بإثارة كبيرة، ويعبر عن موقفه في احتفالات عيد نوروز، ولم يعد شعب كردستان يريد أن يعيش في ظل نظام الإنكار والانصهار والاضطهاد، بل يريد أن يعيش بحرية مع قائده، ولم يعد شعبنا لديه الصبر على تحمل احتجاز القائد آبو في الأسر، وإن شعب كردستان، الذي ساهم في إكساب الإنسانية قيم عظيمة، يطالب بحقوقه الوطنية والاجتماعية ويريد أن يعيش مع بقية شعوب المنطقة على قدم المساواة، فشعبنا الذي يوسع النضال من أجل بلد ديمقراطي تعيش فيه جميع الثقافات معاً، على قدم المساواة والسلام، لا يكتفي بتبني تقاليده مع عيد نوروز 2025، بل يتبنى في الوقت نفسه أيضاً الدعوة التاريخية لقائدنا على الصعيد الاجتماعي.
وعلى هذا الأساس، نحن كمقاتلي ومقاتلات حرية كردستان تصرفنا وفق ما تقتضيه هذه العملية بناءً على دعوة قائدنا وحزبنا وقمنا بالواجبات التي تقع عاتقنا، واعتباراً من 1 آذار، خرجت جميع قواتنا من الواقع الذي من شأنه أن يعرقل العملية وانتقلت إلى موقع وقف إطلاق النار، إلا أنه للأسف، لم يُشاهد موقفاً مماثلاً من قِبل الجيش التركي، بل على العكس من ذلك، اتخذ موقفاً وكأنه لا يريد حل هذه القضية ويريد الاستمرار في تعميق الحرب بكل حدتها، ولم يتغير أي شيء على الأرض في ساحة المعركة، ومن ناحية أخرى، فإن القوى السياسية أيضاً تتعامل بنفس الطريقة، وهذا يشاهده ويلمسه الرأي العام بأكمله.
من الواضح أن مسؤولو الدولة التركية من أصحاب القرار المفوضين في مثل هذه القضايا، لا يستطيعون أن يطهروا أنفسهم من النهج الشوفيني لمنتفعي الحرب والقوى التي تقتات على سفك الدماء، ويعتبرون عملية التغيير الاستراتيجي التي أكد عليها قائدنا ووافقت عليها إدارة حزبنا على انه بمثابة ضعف، ويحاولون إظهارها على هذا النحو في جميع أجهزة الإعلام، وبهذه الطريقة يحاولون فرض مفهوم جديد للتصفية.
لكن عندما يفكر المرء قليلاً في الحرب التي تدور رحاها في كردستان منذ 41 عاماً، ويعيشها أو يبحث فيها، فإنه يجد أن مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان أثبتوا مرة أخرى في الآونة الأخيرة أنهم لا يُقهرون، وهذا الأمر يعرفه الجميع، والحقيقة أنه في مواجهة المفهوم الذي يحاول سحق الكريلا على أساس الدعم الذي تلقاه من الخارج بطريقة ما خلال فترة الحرب الماضية، إن الكريلا التي كرّست نفسها لقائدها وشعبها بإيمان وإرادة لا متناهيين، تجد باستمرار مخرجاً، ومع كسر تلك الهجمات الشديدة ازدادوا قوة بشكل أكبر.
وفي واقع الأمر، كان مقاتلو مقاتلات حرية كردستان قد وضعوا بالفعل خطة الحرب لعام 2025، واتخذوا القرارات اللازمة والتنظيم الضروري قبل الدعوة التاريخية للقائد آبو، لقد ناقشنا كقوات الدفاع الشعبي في اجتماع مجلس القيادة الذي عُقد في شهر كانون الثاني عملية النضال لعام 2024، وناقشنا واقع الحرب في عصر العلم والتكنولوجيا بشكل متعدد الجوانب، وأوضحنا عقيدتنا القتالية الجديدة التي تمثل صيغة نجاح نضال العصر، وعُقد اجتماعنا الذي تم بمشاركة 38 رفيقاً ورفيقة من رفاقنا ورفيقاتنا على مستوى القيادة، يمثلون جميع مجالات الكريلا، على أساس الروح الفدائية للرفيقين آسيا وروجكر وعلى محور المناقشات القوية، وقد جرت المناقشات على وجه الخصوص على أساس التجربة التي كشفت عنها الحرب وظهرت خلال السنوات الأربع الماضية، وأوضحنا كيف نحقق النصر ونكسبه في مواجهة التكنولوجيا المتقدمة.
وضعنا حرية القائد آبو هدفاً نصب أعيننا
ومما لا شك فيه، أن هذه النتيجة قد تحققت من خلال حرب جرت بروح المقاومة الفدائية والنضال الملحمي لرفاقنا ورفيقاتنا الخالدين، فبالإضافة إلى العمق التكتيكي والتفوق التقني لحرب الكريلا تحت الأرض والاحترافية التي اكتسبوها، هي بحد ذاتها إنجاز مهم لكريلا حرية كردستان، وبمناسبة عيد نوروز، نرى أنه من الضروري أن نشارك جميع أبناء شعبنا مرة أخرى، عل الرغم من أن كريلا حرية كردستان قد وضعت التخطيط للحرب وحددت عقيدة عصر جديد، إلا أننا لا نتردد في الوفاء بمقتضيات مسؤولياتنا المستقبلية، حتى لا تذهب جهود قائدنا وجهود شعبنا سدى، وإن مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG) ومقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار، سينشغلون في هذه العملية التاريخية ويكون اهتمامهم منصباً في الهدف المتمثل في تحقيق حرية القائد آبو، وسيواصلون بنجاح نضالهم من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي تماشياً مع روح العصر.
وعلى هذا الأساس، فإننا كقوات الدفاع الشعبي في كردستان نحيي جميع أبناء شعبنا الذين نزلوا إلى الميادين والساحات خلال مرحلة عيد نوروز ونهنئ جميع أبناء شعبنا بعيد نوروز بحماس الكريلا وروح المقاومة الآبوجية من جبال الحرية".