ولد مظلوم دوغان سنة 1955 في قرية تمان الواقعة على حدود قره قوجان التابعة لخاربيت وحدود ناحية ماز كرد التابعة لولاية ديرسم، أكمل مظلوم دوغان دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية في قره قوجان وبعدها سجل في معهد اعداد المعلمين في باليكسير سنة 1974 فرع الاقتصاد بجامعة حاجه تبه بأنقرة، حينها تعرف على الثورة بقيادة القائد عبد الله أوجلان، الذي التقى معه في سد أنقرة -جوبوك في عام 1973 ومن ثم قرر تشكيل المجموعة خلال اجتماعات توزلو جاير وديكمن.
كان البحث الأول حول كردستان والحرية
كان اول بحث قام به القادة الأوائل والذين كان يطلق عليهم اسم الآبوجيون هو دراسة تاريخ كردستان، وتوضيح مسائل حرية الشعب الكردي، من ناحية تقسيم العمل للمجموعة، فقد وقع هذه المهمة على عاتق بعض الطلاب بقيادة مظلوم دوغان، ولأن مظلوم دوغان كان يشرح الكتب التي كان يقرأها لرفاقه، فقد أطلق عليه اسم "المكتبة ذات الأرجل".
في منتصف السبعينيات، عندما قررت الكوادر الأوائل في حركة التحرر الكردية العودة إلى كردستان، كان مهمة مظلوم دوغان العمل السياسي والتنظيمي في ايله، حيث كان الكادر الأول الذي استلم هذه المهمة في ايله قبل مظلوم دوغان بفترة قصيرة هو حقي قرار، لكن لأن باعتبار أن حقي قرار لم يكن يعرف التحدث باللغة الكردية، فقد حل مكانه مظلوم دوغان، قال مظلوم دوغان في المحاكم التركية خلال دفاعه عن عمله التنظيمي في ايله:
في ايله، من كنت اعرفه كنت أتبعه في مسعى مني لأجعله من مؤيدينا وأحاول خلق بيئة، بناء كتلة كبيرة في ايله هو مطلب كل منظمة، وخاصة أولئك الذين يقولون إنهم يمثلون الطبقة العاملة، قبلي بوقت قصير، كان الرفيق حقي يعمل في ايله، ولكن لأنه لم يكن يعرف التحدث باللغة الكردية، كان القوميون البرجوازيون في ايله يقولون إنه تركي، ما عمله هنا، هو تركي ويعمل من أجل الكرد، بذلك تم اتهامه، ولذلك اجبر على ترك ايله، بعدها، وقبل أن يترك ايله قال، ألا يوجد رفيق يتحدث بالكردي يقف الى جانبي ويعمل معي، لقد سمعت بهذا الشيء وقلت بأنني سأذهب الى الرفيق حقي.
لتواضعه وعلمه تجمّع الشباب حوله
سرعان ما أصبح شباب ايله محاطين به بسبب سماته في التواضع والعلم والنضال، أسس مظلوم دوغان لأول مرة جمعية ايله الثانوية الثورية في عام 1976 لتمكين طلاب المدارس الثانوية من قضاء وقتهم بعد المدرسة، كما قام الشباب الذين اجتمعوا حوله في هذه الجمعية بنشاطات سياسية وثقافية وتعليمية، لكن مظلوم دوغان في بعض الأحيان لم يجد منزلاً يذهب إليه، بعدها في أحد يومياته ومرافعاته في سجن آمد، تحدث مظلوم دوغان عن تجربته عندما كان في ايله:
كان يقوم بالإعلان للحركة ولو بقي جائعاً أو في الشارع
بحلول عام 1977 بقيت في ايله غالبًا ما كنت أذهب إلى ايله، وأبقى هناك أحيانًا لمدة أسبوع، وأحيانًا لمدة ثلاثة أيام، وأحيانًا لمدة 5 أيام، أحيانًا كنت أمكث في الشارع، في فصل الصيف وبحلول نيسان، لم أجد منزلاً آوي إليه، ولم أجد حتى طعاماً آكله، ماذا كنت أفعل، كنت انام خارجاً، لكن على سبيل المثال، عندما يكون هناك اجتماع للمعلمين (TOBDER) أو اجتماع للطلاب( LISDer ) كنت أذهب واجلس معهم، خاصة إذا قال لي أحد الشباب، "أخي، تعال وابقى عندنا الليلة"، لم أقل لا، أذهب مباشرة، أو كنت أدبر حالي بكل صعوبة وأقوم بالدعاية.
بالرغم من التعذيب الشديد لم يستسلم
بالرغم من كل تلك الصعوبات كان العمل في ايله يعطي ثماره، كان مظلوم دوغان سيشارك في المؤتمر الأول لحزب العمال الكردستاني الذي انعقد في قرية فيس في 27 تشرين الثاني 1979، وكان سينتخب كعضو اللجنة المركزية ومن ثم سيعمل لفترة في آمد وبعدها سيكمل عمله في رها، بينما كان حركة حزب العمال الكردستاني تنظم في سهول رها مقاومة حلوان وسويرك، اعتقل مظلوم دوغان الذي كان يحمل هوية مزورة في 30 أيلول عام 1979 على طريق رها ـ ماردين، مظلوم دوغان الذي تعرض لتعذيب شديد، لم يكشف عن هويته الحقيقية، وبعد فترة كشفت الدولة التركية عن هويته الحقيقية.
بعمليته في فترة حرجة فتح طريق المقاومة
مظلوم دوغان الذي أُرسل إلى سجن آمد الخامس، قام بتدوين المقاومة التاريخية منذ اليوم الأول، احتفل مظلوم دوغان الذي دافع بشكل لا مثيل له عن حركة حزب العمال الكردستاني في محاكم الدولة التركية بالرغم من وحشية النظام العسكري الفاشي في 21 آذار 1982 بعيد نوروز من خلال اشعال ثلاثة أعواد كبريت وأنهى حياته، بدأ بالمقاومة من الداخل والخارج في المرحلة الأكثر تهديداً على حركة الحرية، بعد استشهاد مظلوم دوغان، أضرم كل من فرهاد كورتاي وأشرف آنيك ونجمي أونر ومحمود زنكَين النار بأجسادهم، وفي 14 تموز عام 1982 ايضاً قام كوادر حزب العمال الكردستاني الأوائل محمد خيري دورموش وكمال بير بالبدء بحملة الاضراب عن الطعام حتى الموت.
زكية آلكان
بعد مظلوم دوغان (كاوا العصر) الذي أعاد روح المقاومة إلى نوروز منذ عهد كاوا الحداد، وفي يوم 21 آذار1990 وبعد ساعات الظهيرة، أشعلت زكية آلكان النار في جسدها في ناحية سور بولاية آمد الكردستانية عند بوابة رها بشعار" تحيا نوروز".
نار نوروز التي تشتعل وتتأجج بجسد الانسان
زكية آلكان التي قالت إن نار نوروز لا تتأجج بالحطب والخشب وإنما بجسد الانسان، ولدت عام 1965 في ناحية كلكيت التابعة لغوموشاني في قرية آكداغ، وعائلتها كانت من عائلة علي شير الذي قاد انتفاضة كوجكري عام 1920، بعد ان قمعت الدولة التركية انتفاضة كوجكري عام 1921 تم ترحيل أهالي كوجكري ومن بينهم عائلة زكية آلكان الى غوموشاني، بالطبع لم يكن أحد يتوقع أنه بعد 64 سنة تقوم إمرأة من عائلة علي شير بحمل راية المقاومة، لأنه تم تطبيق كل أنواع الاستيعاب ضد أهالي كوجكري.
عندما كانت بعمر ثماني سنوات هاجرت عائلتها من غوموشاني الى أرزنجان ومن هناك الى ازمير ومن أفراد عائلتها من سافر الى أوروبا، بعد المدرسة الثانوية في ازمير عام 1987 نجحت في الالتحاق بكلية الطب بجامعة دجلة بولاية آمد، بالطبع سفرها الى آمد كان الهدف منه هو الكشف عن كرديتها وعن جغرافية كردستان، بعد فترة وعندما قرأت كتاب" الليلة الرابعة" تتعرف على المقاومون في سجن آمد الين أضرموا النار بأجسادهم، في 14 آذار عام 1990 في محسرت وبعد استشهاد 13 كريلا جيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK) وبعد مراسيم دفن جثمان الكريلا كاموران دوندار(زانا) مارست الدولة التركية الإرهاب بحق أهالي نصيبين ومنعت عيد نوروز، وبهذا زاد غضب زكية آلكان ونتيجة ذلك قامت بعمليتها في 21 آذار، وتم دفن جثمان زكية آلكان بحضور مجموعة صغيرة للمراسيم في ناحية بورنوفا بإزمير، وأصبحت مقاومة زكية آلكان إحدى رموز المقاومة.
رهشان ديميريل
بعد توقيت عملية زكية آلكان بساعة وفي 21 آذار عام 1992 اضرمت رهشان ديميريل النار بجسدها في إحدى المدن الكبرى التركية، حيث ولدت رهشان عام 1974 في نصيبين بولاية ماردين الكردستانية ومنذ طفولتها هاجرت مع عائلتها الى ازمير، رهشان التي ترعرعت في وسط وطني وبالرغم من أنها كانت طفلة كانت تحول متابعة نضال حركة التحرر الكردستانية، الانتفاضات التي حدثت في كردستان في بداية التسعينيات وصلت صداها الى المدن التركية الكبرى، بعد أن منعت الدولة التركية الاحتفال بعيد نوروز عبر ارتكاب مجزرة وخاصة في جزير وشرناخ حيث راح ضحيتها عشرات من الكرد، قامت رهشان ديميريل بعمليتها الفدائية في إضرام النار بجسدها في 22 آذار عام 1992 في كاديفكالي بازمير حيث أنها تركت رسالة على قطعة كرتون وتحدثت عن هدف عمليتها.
روناهي وبيريفان
بعد عملية رهشان بعامين، أضرمت شابتين كرديتين النار بجسديهما، في 21 آذار من عام 1994 وفي مدينة مانهايم الألمانية أشعلت الشابتين الكرديتين الثوريتين نيلكَون يلدرم(بيريفان) وبدرية تاش(روناهي) النار بجسديهما استنكاراً بمنع الدولة الألمانية الاحتفال بعيد نوروز، حيث انتشر صدى عملية روناهي وبيريفان في كردستان وأوروبا بشكل كبير، هاتان الشابتان تركتا رسالة خلفهما، حيث جاء في الرسالة:
"الدولة الألمانية في هذه الأشهر الأخيرة كشفت عن قناعها الحقيقي ومعاداتها للشعب الكردي، أغلقت جمعياتنا واستولت على ألواننا القومي واعلامنا الوطنية، واعتقلت العشرات من وطنيينا، المانيا تسير على نهج الدولة التركية وتؤيد شعار إما سنقضي عليهم أو سنقضي عليهم وتريد الاستمرار في الوقوف الى جانب ديميريل وتشيلر وغوريش في حربهم القذرة، من أجل القضاء على الشعب الكردي من خلال تقديم الدعم في ارتكاب المجازر وإمداد تركيا بالأسلحة، ومؤخراً في عيد نوروز 1994 هاجموا الشعب الكردي في بعض المدن الألمانية ومارسوا سياسات هتلر النازي ضد الوطنيين الكرد وهذه كانت الحلقة الأخيرة في نفاذ صبرنا".
سما يوجا: جسر 8 آذار ونوروز
بعد عملية روناهي وبيريفان بأربع سنوات، هذه المرة في السجن، كان ستشتعل نار نوروز بجسد امرأة كردية تسعى الى الحرية، سما يوجا التي قالت: "أريد أن أكون جسراً من النار يربط 8 آذار بـ 21 آذار " حيث أشعلت النار في جسدها في 21 لآذار 1998 في سجن جنكليه ونُقلت سما يوجا على إثره والتي أصيبت بجروح خطيرة، إلى مستشفى كلية الطب بكلية الجراحة في اسطنبول في 17حزيران واستشهدت بعد 84 يوماً من الصراع مع الحروق.
الفتاة المنتفضة من آكَري
بعد استشهادها غنى الفنان سرحد (الذي استشهد بعدها بعام في حزيران 1999) أغنية "الفتاة المنتفضة من آكَري"، تم نقش نضال والمطالبة بالحرية لسما يوجا في ذاكرة شعب كردستان، ولدت سما يوجا عام 1971 في مركز مدينة آكَري بعد الانتهاء من المدرسة الابتدائية والثانوية فيها، نجحت في الالتحاق بقسم علم الاجتماع في ODTU في عام 1987، وأثناء وجودها في الصف الثالث، انضمت إلى حزب العمال الكردستاني في عام 1991، سما يوجا، التي لم تدم حربها طويلا ، اعتقلت في عام 1992 بناء على بلاغ من المخبرين والعملاء من قبل القوات الحكومية، وحكمت عليها بالسجن 22 عاماً، قبل عمليتها كتبت سما يوجا رسالة إلى قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، والنساء الكرديات ونساء الأناضول وشعوب العالم.
وجاء في رسالة سما يوجا:
"أريد أن يصبح عقلي وقلبي وجسدي جسراً بين 8 آذار و21 آذار، ولكي أصبح طالبة ذكية من طلاب كاوا العصر مظلوم دوغان، أريد أن أحترق مثل زكية، وأصبح نوروز مثل رهشان، أريد أن أسير بحزم على طريق رفاقي الآخرين الذين تحولوا إلى نوروز، السبب الذي يجعلني أرغب في التعبير عن إيماني بأن المرأة يمكن أن تكون أيضاً شريكة في نشاط فعلي هو أنه من خلال مسح جميع التعريفات المعروفة باسم الأصالة، أريد أن أصرخ أن احلام هؤلاء الأشخاص بسيطة لكن أهدافهم وآمالهم كبيرة".