خلال الجزء الثاني من المقابلة مع محمد أمين بنجويني وهو أحد السياسيين المعروفين في جنوب كردستان، تم التطرق على الأوضاع في جنوب كردستان، والتوترات والصراعات الداخلية، والعلاقات مع بغداد والتعاون مع دولة الاحتلال التركي.
كان لجنوب كردستان حكومة وإدارة غير فعالة منذ 30 عاماً، ما هي المشكلة الداخلية الرئيسية؟
هناك قوتان رئيسيتان في جنوب كردستان، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني (PKD) والاتحاد الوطني الكردستاني (YNK)، وهاتان القوتان تقودان هذه المنطقة حتى الآن، وهما لا تتفقان فيما بينهما على كيفية إدارة هذه المنطقة، حيث هناك خلافات حول الواردات وداخل النظام، كما ان هناك صراعات أخرى الى جانب هذه الخلافات، لقد أصبح الاتحاد الوطني الكردستاني تحت تأثير السياسة الإيرانية، وأصبح الحزب الديمقراطي الكردستاني تحت تأثير الدولة التركية، وهناك صراعات سياسية وعسكرية واقتصادية، كل هذا تسبب في سوء ادارة اقليم كردستان؛ من ناحية أخرى، هناك جزء كبير من الشعب منفصل عن الحكومة، لا توجد ثقة في هذه السلطة، والجانبان يلومان بعضهما البعض، كل هذا هو السبب في أنهم لا يستطيعون القيام بإدارة جيدة؛ ومن النقاط الأخرى أيضاً أن هناك يداً أجنبية في المنطقة والتي تتسبب في إبقاء المنطقة في صراع وتوتر دائم، هذا هو السبب في أن الشعب يقف في جانب والحكومة في الجانب الآخر.
ما هي التقاربات التي تم اظهارها حيال الكرد في دستور 2005؟ هل كان يُنظر إليها كأمة أم كمنطقة؟
نص الدستور على وجوب معاملة الكرد على انهم أمة، وخاصة في العراق، ان إنشاء نظام فيدرالي يعني إدارة دولتين وإدارتين؛ لم يكن هناك تعامل مع الكرد ووفقاً لدستور الحكومة المركزية، على سبيل المثال، يجب أن يعود الأهالي في المناطق التي تندرج تحت المادة 140 التي حددها الدستور والقانون إلى موطنهم ويعيشون بلغتهم وثقافتهم، ويتم تخييرهم ما إذا كانوا يريدون أن يكونوا تابعين لحكومة الإقليم أو الحكومة المركزية وذلك عن طريق الانتخابات، لكن الحكومة المركزية لم تفعل هذا.
لا يريدون أن يعيش الكرد كأمة، حيث تمارس هذه الحكومة ضغوطاً على الكرد في المناطق المشمولة بالمادة 140؛ ومؤخراً أصبحت هذه المنطقة بطريقة ما تحت سيطرة الحكومة العراقية، فما دامت هذه الحكومة والسلطة موجودة، لن تكون هذه المنطقة جزءاً من إقليم كردستان، هذه مشكلة كبيرة قامت بها الحكومة المركزية، ولتركيا يد في هذا، وتركيا تعلن بوضوح أن كركوك والموصل هي أراضي تركية.
من أجل تشكيل حكومة جديدة يكون الكرد جزءاً منها، تقوم الأطراف الكردية بزيارة بغداد بشكل منفصل وتعقد اجتماعات منفصلة، ألا يعني هذا أن خططهم ومشاريعهم ليست وطنية؟
ومن النقاط الأساسية ايضاً ان الأطراف السياسية الكردية على غير وفاق وهي في صراع دائم، كل طرف يزور بغداد ويتناقش في مصالحه الحزبية الخاصة التي لا تتوافق مع الأطراف الكردية الأخرى، هذا النهج الذي تظهره الأطراف الكردية تجاه بعضها البعض جعل الأحزاب السياسية العراقية تتلاعب بمصير الكرد لسنوات عديدة، هذه السياسة الخاطئة للأحزاب الكردية مستمرة حتى الآن، إنهم لا يتفقون على موضوع الرئاسة.
إذا استمرت أوضاع الأحزاب الكردية على هذا النحو، ألن يؤدي ذلك إلى القضاء على إنجازات جنوب كردستان وفي نفس الوقت يهدد الإنجازات في أجزاء كردستان الأخرى؟
لم نكن مثالاً جيداً لأجزاء أخرى من كردستان لقد خضنا حرب الأخوة وسببنا حالة استياء للشعب، ولم نتمكن من العيش مع الأديان والمعتقدات والأمم الأخرى في كردستان، على سبيل المثال؛ في كركوك، حيث يعيش المسيحيون والشيعة والسنة والعرب، لم نتمكن من تكوين أي صداقة مع هذه الأطراف والأحزاب، لم نتمكن من بناء مثال لأخوة الشعوب مثل روج آفا، هناك مثال، إنه أمل للبشرية جمعاء، هنا لم نكن مثالاً جيداً مع المعتقدات والأديان في كردستان ومرة أخرى كانت الشعوب تعيش مع بعضها منذ مئات السنين، والسبب في ذلك هو الوعي الحزبي وليس الوعي الوطني، إن سياستنا القائمة على السلام والأخوة والديمقراطية والصداقة ليست موجودة مع القوميات، فإذا لم ينظم الشعب الكردي نفسه، فهذه لن تكون سياسة جيدة ، وستصبح هذه المنطقة شكلاً من أشكال الحكم الذاتي.
لن يكون دورنا الرئيسي في الإدارة وتوزيع الدخل، منذ تشكيل هذه الحكومة، كثفت الدولة التركية هجماتها على المنطقة وعلى الخطوط الحدودية، حتى الآن، التزمت هذه الإدارة والحكومة الصمت حيال هذه الهجمات، ما هو سبب ذلك؟
قبل أن يرتكب الاحتلال التركي مجزرة زاخو، كان لبعض الكرد عقلية بأن يأتي الجنود الأتراك إلى المنطقة، وبعد أن رأوا مجزرة زاخو بأعينهم، علموا أن هناك الوية من الجيش التركي وليست مجموعة من الجنود في أماكن أخرى مثل بعشيقة وزيلكان، وأن جيش تمركز هناك حيث تم بناء مطار عسكري كما أن هناك حوالي 100 ما بين نقاط وقواعد عسكرية للجيش التركي، بذلك تحتل الاراضي العراقية بعمق نحو 30-40 كيلومتراً وبطول نحو 200 كيلومتر، باستثناء الطائرات المسيرة التي تحوم في سماء العراق وتقتل المواطنين، وبعد كل هذا صدقوا ذلك.
تريد تركيا احتلال الموصل وكركوك في عام 2023، حيث تبعد تركيا عن الموصل ما بين 20 و 30 كيلومتراً فقط في المراكز التي يتمركز فيها جنودها، يمكن للدولة التركية احتلال الموصل بالآليات المدرعة والمروحيات في هذه المطارات خلال ساعتين من هذه المراكز العسكرية، كما يمكنها الوصول إلى كركوك في غضون ساعة ونصف، هدفهم الأول الموصل ومراكزها والثاني كركوك، وقد يعلم كل من الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بذلك، فإذا كان يعلم الحزب الديمقراطي الكردستاني أنه إذا استمر هذا، فلن يبقى له دور فعال، ماذا ستفعل بهولير وغيرها من الأماكن إذا تم احتلال الموصل وكركوك؟
في الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، ماذا يجب أن تكون خطة ومشروع الكرد، لكي يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم من هذا الوضع وحل القضية الكردية عبر السلام والديمقراطية؟
القضية الكردية هي قضية عالمية، لقد أثبت الكرد وجودهم في العالم خلال حربهم من أجل قضيتهم وحريتهم منذ سنوات، لقد قضى الشعب الكردي في روج آفا وسوريا على تنظيم داعش الإرهابي الذي هدد العالم أجمع، هذا ما يتم محاسبته على الساحة الدولية، لهذا، يجب على الكرد أن يشكلوا وحدة فيما بينهم، يجب أن يتم ذلك، ما لم يتخذ الكرد مقاربة سياسية عقلانية تجاه بعضهم البعض، ثانيًا؛ يجب أن يكون هناك خطاب سياسي مشترك في الخارج، دعونا نبني الوحدة بالعقل والروح، إذا فعلنا ذلك، سنكون قادرين على الحصول على مكانة في هذه التغييرات والتحولات الجارية في العالم.